جنود خلف الشاشات .. كيف يحاول الاحتلال تضليل العالم بشأن الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
سرايا - تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حملاتٍ عالميةً لمناصرة فلسطين وفضح جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وهو ما تسعى إسرائيل إلى مواجهته بموجة أخبار زائفة وكتائب إلكترونية من أجل تضليل الرأي العام الدولي بشأن الحرب.
بلغ عدوان الاحتلال على غزّة يومه 65، ومعه استمرت الغارات العنيفة والأحزمة النارية التي نفّذها الاحتلال في عدة أماكن بقطاع غزة.
ويتركَّز القصف على مدينة خان يونس، فيما طالب جيش الاحتلال أهالي المدينة بالنزوح الجماعي نحو رفح أو المنطقة الساحلية في الجنوب.
وبالتزامن مع هذه التطورات الميدانية، تدور معارك أخرى في العالم الافتراضي، إذ تتزايد وتيرة التضامن الدولي مع فلسطين وحملات فضح جرائم الاحتلال وتكذيب سرديَّته، وهو ما تواجهه إسرائيل بموجة تضليل تنشرها لجان إلكترونية، تابعة لها، ويديرهم ضباط مخابرات ومسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
منذ اندلاع عدوان الاحتلال على غزة، تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حملات تضليل إسرائيلية واسعة. وحسب موقع بوليتيكو الأمريكي، فمنذ هجوم "طوفان الأقصى"، نشر الاحتلال عشرات الإعلانات على الإنترنت، بما في ذلك مقاطع الفيديو المصورة، مستهدفة ملايين الأشخاص لحشد الدعم لحربها.
وأضاف الموقع أن حكومة الاحتلال أطلقت حملة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن جزءاً من استراتيجيتها هو "الدفع مقابل عشرات الإعلانات التي تحتوي على صور وحشية وعاطفية للعنف المسلح في الاحتلال عبر منصات مثل إكس ويوتيوب".
ووفقاً للبيانات التي حصل عليها بوليتيكو، فخلال الأسبوع الأول من الحرب، عرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية نحو 30 إعلاناً على منصة "إكس"، وقد حققت أكثر من 4 ملايين مشاهدة. وتستهدف هذه الإعلانات حسابات سكان الدول الأوروبية، كفرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا.
على موقع يوتيوب، حسب ذات المصدر، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 75 إعلاناً مدفوعاً، بما في ذلك إعلانات "عملت فيها على شَيْطنة الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم".
واعتمد الاحتلال في حملته على عدد من المعلومات الزائفة والمضلِّلة. وفي تحقيق أجراه مكتب مكافحة التضليل، التابع لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، ثبت زيف مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، يدّعي أن أحد عناصر القسَّام دعا إلى اغتصاب إحدى النساء المحتجزات.
وقال المكتب إن الحديث المنسوب إلى مقاتل حماس في الفيديو مُضافٌ في الترجمة العبرية والإنجليزية إلى الحديث، فيما النص الأصلي العربي كان كالآتي: "دعوها في حالها إنها امرأة".
وفي حديث سابق له، قال المختص في التحقق الإخباري بوكالة سند، مولود صياد، إن: "الحرب الجارية في الأراضي المحتلة شهدت واحدة من أعنف الهجمات التضليلية التي تستهدف المقاومة والشعب الفلسطيني، وهو ما يترجَم في أخبار زائفة كثيرة تُتداول في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومن أبرزها زعم وجود رُضَّع جرى قطع رؤوسهم".
يعتمد الاحتلال في نشر هذه الحملة التضليلية على لجان إلكترونية وصفحات تابعة لأجهزة استخباراتها ووزارة خارجيتها. وفي حوار له على موقع جيروزاليم بوست، اعترف رئيس القسم الرقمي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ديفيد سارانغا، بأن عملهم اليومي يهدف إلى "إعادة تشكيل السردية" الدولية حول الحرب، لأن "المعركة اليوم ليست فقط على الأرض في غزة".
ويعمل القسم الذي يرأسه سارانغا على استهداف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بدعاية مضلِّلة لحشد الدعم للاحتلال، نُشر خلالها "أكثر من 10 آلاف مشاركة وتغريدة منذ بداية الحرب"، بست لغات أساسية: الإنجليزية، العربية، الفارسية، الروسية، الإسبانية، والعبرية، وذلك للتركيز على المناطق التي يوجد فيها تضامن كبير مع القضة الفلسطينية، كالعالم العربي وأمريكا اللاتينية وإيران وروسيا.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي استراتيجية دعاية بلاده، بقوله: "لا أحاول إقناع الأشخاص الذين هم ضد إسرائيل، لأنني لن أنجح. بالتالي نحن نركز جهودنا أولاً على الأشخاص الذين هم في الوسط، الذين ليس لديهم أدنى فكرة عما يحدث، من أجل نقل الرواية الإسرائيلية. كما نتواصل مع الأشخاص الذين يؤيدون إسرائيل لأننا نريد أن نعطيهم رسالة إسرائيل تلك، ونريدهم أن ينشروا رسالتنا أيضاً".
وفي نفس المقابلة، كشفت سابير ليفي، مسؤولة التواصل الاجتماعي بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن لجاناً كاملة تعمل تحت يدها لصناعة المحتوى المعزِّز للسردية الإسرائيلية وتداوله على أوسع نطاق.
وقالت ليفي: "منذ بداية الحرب، نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع عشرات المنشورات والتغريدات(...) أكبر منصة لدينا، وأكبر حساب لدينا، موجود على فيسبوك، ويسمى (إسرائيل تتحدث العربية).. ولدينا جيش من المتطوعين يعد محتوى للمشاركة حول ما حدث في إسرائيل، ولدينا أيضاً فنانون يعدون الرسوم الكاريكاتورية".
وعلاوة على هذا، كشفت تحقيقات عن روابط وثيقة تجمع بين لجان إلكترونية تنتحل الهوية العربية للدعاية للاحتلال وبين ضباط في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ووصلت المنصة إلى منشور يعود إلى عام 2016 ويعلن عن أكاديمية للاحتلال تتخصص في تدريس اللغة العربية وتأهيل الشبان على العمل الاستخباراتي، وكانت سابير ليفي إحدى المسؤولات عن التدريب فيها.
وشهدت السنوات الأخيرة صعوداً كبيراً للجان الإلكترونية، ففي فبراير/شباط الماضي، كشفت تحقيقات صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، وعدد من المؤسسات الصحفية الدولية من بينها "فوربيدن ستوريز"، عن وكالة للاحتلال يديرها شخص لقبه "خورخي" تتدخل في الانتخابات حول العالم.
غير أن مجهودات الاحتلال في تشكيل السردية العالمية حول جرائمها وتضليل الرأي العام الدولي تعود إلى سنوات قبل هذا التاريخ.
فإبان عدوانها على قطاع غزة عام 2012، خصصت الدولة العبرية نحو 50 مليون دولار لـ"دعم" مدوّنين وناشطين في الولايات المتحدة من أجل دعم وتعزيز سرديتها.
وفي عام 2008، جرى إنشاء "وحدة الإعلام الجديد"، التي كُلّفت بمهمة صناعة المحتوى الداعم للاحتلال وتوزيعه على المنصات الإعلامية والصحفيين حول العالم. وفي عام 2011، جرى رصد ميزانية تُقدَّر بـ1.6 مليون دولار لهذه الوحدة، رُفعت لاحقاً إلى 91 مليون دولار.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: وزارة الخارجیة الإسرائیلیة وسائل التواصل الاجتماعی الاحتلال فی
إقرأ أيضاً:
بعد الانسحاب من محور نتساريم.. هذا ما تركه جنود الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين
بعد ساعات قليلة من انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، وثّق فلسطينيون جرائم ارتكبها الجنود الإسرائيليون، شملت استخراج جثث وعظام الشهداء الذين قُتلوا لمجرد اقترابهم من شارع صلاح الدين، حتى لو لم يشكلوا أي تهديد، كما أظهرت مقاطع فيديو إحراق الجنود للمعدات وسط ترديد عبارات: «لن نترك شيئًا للغزيين».
الانسحاب من محور نتساريموقبيل الانسحاب من محور نتساريم بساعات، أقدم جنود الاحتلال الإسرائيلي على إحراق معداتهم وتجهيزاتهم العسكرية، في محاولة لطمس آثار وجودهم، ويعد هذا المحور ممرًا استراتيجيًا يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق عمليات التخريب المتعمد.
المغول الجُدُد!
"لن نترك شيئاً للغزيين"
جنود الاحتلال يحرقون الممتلكات
قبيل انسحابهم من محور "نتساريم" في قطاع غزة pic.twitter.com/J1WMnUV72j
وظهر الجنود في الفيديو وهم يرددون عبارة: «لن نترك شيئًا للغزيين»، في إشارة إلى تدمير أي مقتنيات قد تُترك خلفهم.
جرائم جديدة لجنود الاحتلالكما رصد الفلسطينيون الدمار الواسع الذي خلّفه الاحتلال في مناطق نتساريم، المغراقة، وجحر الديك وسط القطاع، حيث ظهرت آثار التخريب والدمار بشكل واضح عقب انسحاب قوات الاحتلال.
مع الانسحاب من محور الموت "نيتساريم"
بدأت تظهر مجازر الاحتلال أكثر وأكثر
يبدو انها عائلة قتلوها ووضعوا الروؤس في جالون بلاستيكي حتى تحللت !!
ولو فتشوا بين الكثبان الرملية لوجدوا مئات الجثث التي دفنوها وأخفوها pic.twitter.com/NVX7ANSUxa
من جهتها، أفادت صحيفة «القدس» الفلسطينية بأن المواطنين عثروا على جثث وهياكل عظمية لمدنيين فلسطينيين في المنطقة، ما يعزز الشبهات حول ارتكاب الاحتلال مجازر وانتهاكات جسيمة خلال فترة سيطرته على هذا المحور.
في السياق ذاته، اعتبرت حركة حماس أن الانسحاب من محور نتساريم يمثل دليلًا جديدًا على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية».