فرانس24:
2025-02-23@05:08:02 GMT

مع الإنويت.. عندما يذوب الجليد

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

إعداد: رفيق سحالي | أشرف عبيد 3 دقائق

في هذا العدد من برنامج "مراسلون"، نواصل تقديم سلسلة الحلقات التي نخصصها للتغير المناخي وتبعاته على نمط وأسلوب حياة الشعوب الأصلية عبر العالم. في حلقة اليوم، نرحل بكم إلى قرية إيتوكوتورميت في غرينلاند، حيث يعيش 350 شخصا. الإنويت، الذين يعتمدون على الصيد للعيش في ظروف مناخية قاسية، يعانون اليوم من تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى ذوبان الجليد وتحول جذري لمحيطهم وبيئتهم.

إعلان

قرية إتوكوتورميت، على الساحل الشرقي لجزيرة غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم. هذه القرية هي آخر قرية مأهولة على الساحل الشرقي للجزيرة. هنا يعيش 350 شخصا كلهم من الإنويت، السكان الأصليون.

الإنويت هو شعب أصلي يقطن أقصى الشمال في الدائرة القطبية الشمالية، يتوزعون على عدة دول من بينها روسيا وكندا والولايات المتحدة (ألاسكا). في طقس بارد جدا، درجات الحرارة تنحدر أحيانا إلى دون الـ 40. يعتمد الإنويت على الصيد من أجل تأمين الأكل. يصطادون الدب القطبي والفقمة وثور البحر وحريش البحر ووحيد قرن البحر.

في هذه المنطقة وعلى رغم مناخها القاسي، فإن الحياة البرية غنية ومتنوعة. ولكن ارتفاع درجات الحرارة بدأ يؤثر بشكل مباشر على نمط حياة الإنسان والحيوان. فمنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، تراجع مستوى البحر المتجمد بأكثر من 25 كيلومترا. بحسب اينوتا وهو صياد محترف، الحياة أصبحت سهلة مقارنة بالماضي. في السابق كان هذا الصياد يصطحب عائلته لمدة ثلاثة أسابيع للتخييم والصيد على حافة البحر المتجمد التي تبعد عن قرية إيتوكوتورميت بنحو ثلاثين كيلومترا. ولكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة. يقود إينوتا مركبه الراسي ليصطاد على بعد بضعة أمتار من كوخه بين جبال الجليد، بحثا عن حيوان يصطاده.

الجليد هنا أصبح هشا مقارنة بسنوات مضت ما يسهل الملاحة لأهالي القرية. فالتغيرات المناخية التي عدلت من الحرارة والعواصف الثلجية بشكل أو بآخر، جعلت الإنويت يفكرون في الجوانب الإيجابية لهذه التغيرات. ففي فصل الصيف مثلا سيتمكن الإنويت من زراعة بعض الفواكه والخضروات. أمر لم يكن ممكنا أبدا في السابق.  فهذا الشعب لم ير شجرة في حياته.

ذوبان الجليد سمح أيضا بفك عزلة هؤلاء السكان. فمنذ فترة قررت السفن البحرية السياحية تأمين رحلات لزيارة المناطق المنعزلة والبعيدة. في البداية رحب الانويت بهذه الرحلات التي تجلب لهم بعض الأموال ولكن الأمر سرعان ما تغير. فمن عدد ضئيل من المسافرين يزورون المكان كل عام، إلى أكثر من 4 آلاف سائح في الصيف يزورون هذه القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 350 شخصا. اجتياح السياح لهذه القرية أصبح يهدد نمط حياة الانويت وتقاليدهم لدرجة أن بعض السكان أصبحوا ينادون بضرورة منع دخول هذه السفن السياحية إلى المضيق البحري حيث يعيش سكان إيتوكوتورميت.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غرينلاند التغير المناخي عادات وتقاليد سياحة حيوانات صيد مناخ الاحتباس الحراري الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

أهالي قرية كاملة يتبرعون بـدمائهم في مصر

تتنوع أشكال التبرع في قرى ومحافظات مصر قبيل شهر رمضان الكريم، بين مستلزمات غذائية ومساعدات عينية، وغيرها، لكن مشاركة الشرقية، المحافظة المصرية الأكثر شهرة شعبيا بـ"الكرم" جاءت مختلفة وعلى طريقتهم هذا العام، فبالإضافة إلى التبرع بالمال والطعام، قرر أهالي قرية الصنافين في الشرقية التبرع جماعيا بـ"دمائهم" في فعالية من نوع خاص أرادوا خلالها جمع ألفي كيس دم دفعة واحدة، لمساعدة المحتاجين.

أساطير شعبية عن كرم "أهل الشرقية"

في كتابه هوامش التاريخ، يذكر الكاتب مصطفى عبيد أن المصريين يشتهرون بوصف أهل الشرقية بالكرم الشديد، مستشهدًا بحكاية متداولة عن استضافتهم لجميع ركاب قطار تعطّل أثناء مروره بالمحافظة. وتروي الروايات أن هذا الحدث وقع خلال شهر رمضان المبارك، حيث شارك الأهالي الركاب في وجبة الإفطار، مما عزز من شهرتهم بلقب "أهل الكرم". ولم تكن هذه القصة الوحيدة التي تبرز كرم أهل الشرقية، فهناك العديد من الحكايات والأحداث التي تثبت ذلك، كان آخرها قيام مجموعة من أبناء القرية بالتبرع بدمائهم قبيل حلول شهر رمضان المبارك.

مشاعر الود والتواصل سيطرت على المشاركين أثناء التبرع بالدم (الجزيرة) هكذا جمعوا الدماء من القرى

داخل سرداق ضخم اجتمع أهل قرية الصنافين، رجالا وشبابا من أعمار مختلفة، تمدد بعضهم فوق نقالات الإسعاف، وجلس آخرون فوق المقاعد لعدم توافر مزيد من النقالات، بينما مد الجميع أذرعهم التي تدلت منها خراطيم باللون الأحمر، تأخذ من دمائهم لترات إلى الأكياس الطبية المعدة لذلك، يقول طارق كسبر -أحد منسقي حملة التبرع- للجزيرة نت: "تتواصل الحملة على مدار يومين بمشاركة عربتين من بنك الدم المصري، حيث لم يقتصر جمع الدماء من أهل قرية الصنافين فقط، ولكن الحملة امتدت إلى القرى والعزب المحيطة، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الدماء". النشاط الخيري الذي بدأ منذ ما يزيد على 11 عاما، قبيل شهر رمضان من كل عام يحرص القائمون عليه على زيادة عدد أكياس الدم المتوفر عاما بعد آخر، يقول طارق: "في العام الماضي نجحنا في جمع 1256 كيسا، هذا العام نستكمل جمع ألفي كيس، والإقبال كبير جدا.

إعلان

داخل المساجد والسرادقات، واصل أهالي القرية تبرعهم الجماعي بالدم وسط أجواء من الفرح، حيث حرصوا على التقاط الصور معًا تعبيرًا عن سعادتهم بالمشاركة. يوضح طارق كسبر: "نظمنا 7 مقرات لجمع الدم في مختلف أنحاء القرية، مدعومة بسيارات مجهزة لهذا الغرض، لضمان وصول الدم إلى الحالات الطارئة والمستحقة داخل المحافظة. بهذه الطريقة، يمكن للحالات غير القادرة والعاجلة الحصول على الدم بسهولة من بنك الدم عند الحاجة".

حملة أهل الصنافين بمحافظة الشرقية للتبرع بالدم (الجزيرة)

جاء هذا العمل الخيري قبيل شهر رمضان بروح مبتكرة، إذ حرص منظمو الفعالية على تحقيق أقصى انتشار لها، سواء على أرض الواقع أو عبر المنصات الرقمية. انتشرت اللافتات في شوارع القرية تدعو للتبرع، في حين واصلت صفحات أهل القرية على مواقع التواصل الاجتماعي حثّ الناس على المشاركة. لم يقتصر الأمر على انتظار المتبرعين في السرادقات، بل انطلقت سيارات مجهزة لجمع الدم من القرى المجاورة، مما زاد الإقبال على الحملة.

ويتابع طارق حديثه: "نتعامل مع هذا اليوم كل عام باعتباره عيدا للحب، حيث نتجمع معا في مكان واحد، ونرى كيف يتكامل الناس، ويتواصلون معا بنية طيبة، مع مساهمة فعالة من القيادات، والمقتدرين ماديا من أجل خروج اليوم بأفضل شكل، وبجهود المجتمع المدني كي تنجح حملة أهل الصنافين للتبرع بالدم".

حملة أهل الصنافين تواصلت على مدار يومين تبرع خلالها أهل القرية بدمائهم للمحتاجين (الجزيرة) كرم عابر للحدود

انتشرت في أرجاء القرية صناديق تحمل شعار "تبرعوا لصالح إخوانكم في غزة"، داعية الأهالي للمساهمة، خاصة من لم يتمكنوا من التبرع بالدم، مثل الأطفال والسيدات وكبار السن. يوضح طارق كسبر: "ضمن فعاليات حملة قرية الصنافين، أطلقنا مبادرة لجمع الملابس بمختلف الأحجام والكميات، بالإضافة إلى البطاطين، والمساعدات المالية والعينية، بهدف تجهيز شاحنة مساعدات لأهل غزة. لم تقتصر جهودنا على دعم أهل الشرقية فحسب، بل أردنا الوقوف إلى جانب أشقائنا في فلسطين. نعمل على جمع أكبر قدر ممكن من المستلزمات الضرورية لإرسالها، ليحمل هذا العطاء اسم أهل الشرقية، في أبسط صور الدعم والواجب تجاههم".

إعلان

مقالات مشابهة

  • أهالي قرية كاملة يتبرعون بـدمائهم في مصر
  • السودان: توقعات باستقرار درجات الحرارة وطقس غائم على ساحل البحر الأحمر
  • إعفاء قائد حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان من منصبه
  • تنين البحر يظهر في لبنان.. ظاهرة نادرة تزامنا مع العاصفة آدم (شاهد)
  • موجة صقيع حتى هذا اليوم.. وتحذير من تكون طبقات الجليد
  • “المشتري الرئيس” توقّع اتفاقية شراء الطاقة لمشروع توسعة محطة القرية للإنتاج المستقل
  • المشتري الرئيس توقّع اتفاقية شراء الطاقة لمشروع توسعة محطة القرية
  • اضطراب حاد| الأرصاد الجوية تحذر من الطقس.. وهذه درجات الحرارة المتوقعة اليوم
  • الأنهار الجليدية تفقد 6542 مليار طن من الجليد منذ عام 2000
  • دراسة: الأنهار الجليدية تفقد 273 مليار طن من الجليد سنوياً