وجّه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تحذيرا لحكومة بنيامين نتنياهو، بالقول إن "إسرائيل تخاطر باستبدال نصر تكتيكي بهزيمة إستراتيجية"، مشيرا إلى أن النصر الإستراتيجي لا يقاس بعدد القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الأعداء، بل هو يتمثل في كسر إرادة عدوك، إلى الدرجة التي ييأس فيها من تحقيق النصر عليك.

وتعتبر الولايات المتحدة، أقوى قوة عسكرية في العالم، غير أن لها تجارب قاسية في خوض عدد من الحروب الخاسرة؛ على الرغم من حجم الدمار الهائل الذي أحدثته في كل من فيتنام وأفغانستان والعراق، ولا يكاد حجم قتلاها يقارن مع الأعداد الضخمة من الضحايا في صفوف أعدائها، ومع ذلك خسرت حروبها الثلاثة رغم "انتصارات عسكرية التي حققتها على الأرض".



ويشار إلى أنه "عندما تجبر عدوك على الاستسلام دون أن تطلق رصاصة واحدة، أو تسقط ضحية واحدة، تكون قد حققت نصرا إستراتيجيا، أما إنْ ظلَّ عدوك يقاوم رغم فارق القوة، والفجوة في عدد الضحايا، فإن الحرب تصبح معركة إرادات، ومن يملك النفس الأطول، والقدرة على التحمّل، ووحدة الجبهة الداخلية وعدم انقسامها هو من سيحقق النصر الإستراتيجي".

ويكون لـ"أصحاب الأرض الكلمة الأخيرة في أي صراع مع الاحتلال الأجنبي، لأن التمسك بالأرض هو الخيار الأخير لأي شعب، والتخلي عنه يعني الإبادة والتهجير والفناء كأمة واحدة، والذوبان في شعوب أخرى، أما الغزاة فإنهم يعودون من حيث أتوا؛ وهنا تكمن تعقيد الصراع العربي الفلسطيني، لأن كلا الطرفين في مواجهة الشتات إن خسرَ أحدهما معركة الإرادة".


إلى ذلك، إن الأمر يُفسّر إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلي على محاولاته في تهجير سكان غزة وكذا السعي إلى إبادتهم؛ غير أن "القتل الواسع والهمجي للمدنيين، خاصة الأطفال منهم، بسقف مفتوح، يؤثر بشكل عميق في تحوّل قطاع من الرأي العام العالمي من التعاطف مع إسرائيل، إلى التنديد بجرائمها".

تجدر الإشارة، إلى أن المظاهرات قد تصاعدت في عدد من مدن العالم ضد "مجازر الاحتلال الإسرائيلي"، فيما تزايدت انتقادات المنظمات الأممية لقتل كل من الأطفال والنساء والصحافيين بشكل غير مسبوق، من حيث المعدل اليومي والشهري، حتى خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.

وفي السياق نفسه، تحرّكَ عدد متزايد من المحامين والهيئات الحقوقية في ربوع العالم بدعم من عدة دول وزعماء دول، للمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية. مما يبرز أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تخسر فقط معركة الرأي العام العالمي، لكنها تخسر كذلك ما بات يوصف بـ"المعركة الأخلاقية"، على  الرغم من كافة محاولتها لتشويه حركة "حماس"، التي باتت بالفشل، مع طريقة وداع الأسرى الإسرائيليين لعناصر الحركة بالكثير من الود والمحبة والاحترام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المظاهرات العراق امريكا المظاهرات سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان

حذر الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر من مغامرة عسكرية تخوضها دولة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مشددا على أن هذه السياسة ستؤدي إلى نتائج عكسية.

وقال زيسر في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، "يجب علينا عدم التورط في مغامرة بسوريا"، مردفا "نحن بأيدينا ندفع سوريا إلى أحضان تركيا، ومن لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان".

وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن دولة الاحتلال لا تركز جهودها على تحقيق ما وصفه بأنه "حسم عسكري" ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة أو حزب الله في لبنان، وإنما توجه طاقاتها إلى "مغامرة حمقاء" في سوريا.


واعتبر زيسر أن السياسات الإسرائيلية تجاه التطورات في سوريا "تفتقر إلى المنطق السياسي أو العسكري، ولن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بنا في المستقبل"، حسب تعبيره.

وأوضح أن "الوضع في سوريا شهد تطورات كبيرة في كانون الأول /ديسمبر الماضي، عندما انهار نظام بشار الأسد وحل محله أحمد الشرع"، مشيرا إلى أن الشرع "يرسل باستمرار رسائل تهدئة ومصالحة لإسرائيل".

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن متحدثين باسم الشرع "تحدثوا باسمه عن إمكانية إقامة سلام معنا، بينما يواصل هو شرح أن سوريا دولة مدمرة وأن وجهتها ليست نحو الحرب، وكل ما تطلبه هو علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة بها".

رغم ذلك، شدد الكاتب الإسرائيلي على ضرورة الحذر من الشرع وعدم الوثوق بتصريحاته، وأكد على ضرورة التعامل معه "وفقا لقاعدة ‘أكرمه وشُكّ في أمره’، بالإضافة إلى متابعة أفعاله وليس فقط تصريحاته، وعدم السماح بترسيخ كيان إرهابي شمالنا".

وفي حديثه عن سياسات دولة الاحتلال تجاه سوريا،  اعتبر الكاتب أنها "ارتكبت كل خطأ ممكن"، موضحا أن "تل أبيب "احتلت أراضٍ داخل سوريا بدون أي حاجة أمنية، وأعلنت عن إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وهو أمر غير عملي، كما أعلنت دعمها للدروز الذين لا يريدون مساعدتنا أصلا".


ولفت إلى أن الدروز في سوريا يرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من دولتهم، ويرفضون التعاون مع إسرائيل، مؤكدًا أن السياسة الإسرائيلية جعلتها "قضية مركزية على جدول الأعمال السوري بعد أن كان العديد من السوريين يروننا كعامل إيجابي".

وفي ختام مقاله، شدد زيسر على أن "إسرائيل لا تحمي نفسها من خلال تصريحات فارغة أو تحركات علاقات عامة لا تخدم أمنها الوطني، بل تضره فقط".

يشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي صعدت هجماتها برا وجوا على الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، في حين يكرر مسؤولوها تصريحات بشأن حماية الدروز السوريين وفرض منطقة عازلة جنوبي سوريا.

مقالات مشابهة

  • تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • قراءةٌ في تحذير قائد الثورة.. رسالةٌ تهز الاحتلال الإسرائيلي
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي
  • سموتريتش: نعمل مع أمريكا لتحديد البلدان التي سيهاجر إليها سكان غزة
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • ترامب واكبر معركة استخبارات لمواجهة العالم 
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • بجملة واحدة.. رونالدو يعلّق على تعادل النصر مع الشباب