مرصد الأزهر : الاحتلال يُمنّي نفسه بمعجزات تاريخية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
قال مرصد الأزهر ان الاحتلال يُمنّي نفسه بمعجزات تاريخية مزيفة عبر تعمد استحضار الأحداث التاريخية لإضفاء النزعة الدينية على مجـازر غـزة لمزيد من التضليل والخداع
قام بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بإضاءة الشمعة الأولى، خلال ما يُطلقون عليه عيد "חֲנֻכָּה - حَانُوكّاه = الأنوار" عند حائط البراق الإسلامي المُحتل، مصرحا بأنه ومرتزقة جيشه هم الجيل الذي يتابع مسيرة المكابيين، الذين حرروا هيكلهم "المزعوم" وطهروه، وأعادوه إلى اليـهـودية مرة أخرى، وأنقذوا شريعة اليـهـود وشعبهم، وأنه من دونهم لم يكونوا ليتمكنوا من الوقوف في هذا الموضع المقدس.
وصف فى كلمته مجرم الحرب "نتنياهو" مرتزقته بأنهم يقاتلون بشجاعة هذه الأيام (قوى الشر) التي تريد إبادة الشعب اليـ هـ ودي من على وجه الأرض. في استحضار متعمد للأحداث التاريخية للمضي قدمًا في مجـ ازره التي ينفذها في غـ زة بحق المدنيين.
أوضح مرصد الأزهر أن كلمة نتنياهو في هذا الوقت تحمل عددًا من الرسائل الخطيرة، فبداية أراد صبغ مجـ ازر غـ زة بصبغة الدين، ليظهرها أمام المجتمع الصـ هيـ وني موقف المدافع عنهم في "حرب دينية"؛ مشبهًا نفسه بأحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وهو "يهوذا المكابي- יהודה המכבי"، الذي قاد ثورة تمرد ضد الدولة السلوقية عام 165 قبل الميلاد، انتصر فيها وأسس الدولة الحشمونية واستعاد السيطرة بالقوة على القدس والهيكل، ودشّن مذبح الهيكل من جديد.
تحرير الأرض الموعودة
ووفق وصف "نتنياهو" يتبين أن هدفه هو تحرير الأرض الموعودة -حسب زعمه- من سكانها الأصليين "الفلسطينيين"، من خلال إبادتهم، وهو ما يحدث في غـ زة بالفعل حاليًا.
أشار مرصد الأزهر أيضًا إلى أن تطرق نتنياهو لقصة المكابيين وتطهيرهم الهيكل من أوثان الدولة السلوقية وتحريره وإعادته إلى اليهودية مرة أخرى، بمثابة إعطاء ضوء أخضر لمنظمات الهيكل المتطرفة، وللمستوطنين الإرها بيين، للإجهاز على الأقصى المبارك -باعتبارهم هم أيضًا جنود المكابي- واغتصابه من المسلمين تحت دعوى "التطهير والتحرير والإعادة المزعومة وممارسة الطقوس والشعائر اليهودية".
أكد مرصد الأزهر أن الاحتلال يمني نفسه بحدوث معجزات في عدوانه على غـ زة تنتهي بانتصاره على الفلسطينيين وإبادتهم وتحرير الأرض الموعودة والسيطرة الكاملة على الأقصى المبارك، على غرار المعجزة الأسطورية التي اختلقها اليـ هـ ود المكابيون عندما انتصروا على السلوقيين، فقد ادعوا أن الزيت المقدس في الهيكل وقتئذٍ لم يكن كافيًّا لإنارة شموع الشمعدان لأكثر من ليلتين، لكنه خالف ظنونهم وكفى لإضاءة تلك الشموع لمدة ثمانية أيام، ما دفعهم لاعتبار ذلك "أسطورة خالدة" ترمز للقوة الكامنة في اليـ هـ ود من أجل البقاء والتغلب على غيرهم من الأمم.
أكد مرصد الأزهر أن خطورة التصريح تكمن في الأحداث التي يعيشها الأقصى منذ السابع من أكتوبر، إذ تُفتح أبوابه أمام المستوطنين والمنظمات المتطرفة فقط، تلك المنظمات المتطرفة التي طالبت باستغلال العدوان الجاري على غـ زة لهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، بدعوى أن زمان اليـ هـ ود قد حان، وانتهى زمان المسلمين فيه.
أشار مرصد الأزهر ان سلطات الاحتلال تمنع وصول المصلين المسلمين إلى المسجد المبارك والصلاة بداخله، إلا في أضيق الحدود، وبأعداد ضئيلة للغاية.
حذر مرصد الأزهر من خطورة هذه التصريحات التي تعني الاستمرار بشكل أكثر وحشية في مجـازر غـزة، وسفك المزيد من الدماء البريئة الطاهرة.
شدد على أهمية الانتباه والتيقظ حيال المسجد الأقصى المبارك، وإفشال مخططات تقسيمه أو هدمه، في ظل الانشغال العالمي بما يجري في غـ زة. لأن نتنياهو الذي يعد امتدادا للحركة الصـهيـونية الاستعمارية، التي وشحت دعوتها الاحتلالية لأرض فلسـ طين برداء الدين، بغرض إنشاء علاقة "مزعومة" بين يهود العالم وبين دولة فلسطين، يواجه مستقبله السياسي اختبارًا خطيرًا يجعله يراهن على استمرار هذه المجـازر لإنقاذ نفسه عبر استرضاء اليمين المتطرف، إذ يعلم جيدًا أن انتهاء الحرب الآن دون موافقة حاخامات الكيان يعني العزل من منصبه وانتهاء مستقبله السياسي الد.موي إلى الأبد.
نبه مرصد الأزهر على أن هذا الكيان هدفه الاستيلاء على أراضي فلسطين التاريخية جميعها، ثم التطلع إلى ما هو أبعد وأكبر؛ إذ أن توراتهم -الحالية- مليئة بالنصوص المطاطية الفضفاضة، التي يستغلونها لترسيم حدودهم كيفما يشاؤون على حساب الأراضي العربية الإسلامية، بزعم أنها "أرض موعودة" لليـهـود.
ومن مظاهر ذلك، توثيق جنود الاحتلال لإشعالهم شمعة "الحانوكاه" في قطاع غزة، بعدما نصبوا مجسمًا كبيرًا لما يُطلقون عليه "شمعدان حانوكاه"، وتعمد بثه على قنواتهم التلفزيونية ومنصاتهم الإعلامية لبرهنة حجتهم أمام المجتمع الصـ هيـ وني، وقبل ذلك بأيام وضع بعض الجنود "المزوزا- מזוזה" على بيت في غـزة في إشارة إلى أن أرض القطاع جزء من الأرض الموعودة لليـهـود، وحق لهم تهجير أهلها وإبادة من رفض التهجير منهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر الاحتلال مرصد الأزهر الیـ هـ
إقرأ أيضاً:
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد المبارك.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس - أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، وفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية.
وعرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم، ومنعت عددا منهم من الدخول إلى المسجد.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.
وتحرم سلطات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة من القدس.
وفي 3 نوفمبر، اقتحم مستوطنون، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية.
وأفادت مصادر محلية للوكالة ذاتها، بأن عشرات المستعمرين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 1 نوفمبر، أدى آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية لـ«وفا»، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان واعتدت عليهم ومنعتهم من الدخول إلى المسجد ولاحقتهم في أزقة البلدة القديمة.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شابا عقب الاعتداء عليه عند باب الأسباط.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة قرب مقبرة باب الرحمة بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى.