صحيفة عاجل:
2024-12-22@20:39:32 GMT

أسامة بن زيد رضي الله عنه ومدير الإدارة

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أسامة بن زيد رضي الله عنه ومدير الإدارة

عندما نريد أن نتكلم عن فن القيادة، وأعظم القادة على مر التاريخ، تعود بنا الذاكرة إلى سنة 632م، عندما أوكل النبي محمد؛ صلى الله عليه وسلم، إمارة الجيش الإسلامي الذي أرسله لمحاربة الروم على حدود الجزيرة العربية للصحابي أسامة بن زيد، وهو لم يتجاوز 18 عاماً وجعله يقود جيشاً يضم أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم وغيرهم، وقد اختار الرسول؛ صلى الله عليه وسلم، الصحابي أسامة بن زيد، ليس لأنه يحبه ويحب والديه فقط؛ وإنما لمعرفته صلى الله عليه وسلم، بأنه يمتلك كل مقومات القيادة، فالقيادة لم ترتبط يوماً بعمر محدد أو فئة معينة أو خبرة، وإنما هي صفات فطرية تولد مع الإنسان، لا يراها في نفسه، ولكن الجميع يرونها فيه.

القائد في علم الإدارة يختلف عن المدير، فكل قائد يصلح أن يكون مديرا، ولكن ليس كل مدير يصلح أن يكون قائدا، لعدة أسباب؛ منها أن المدير من الممكن أن يصل للمكان الذي أوجد فيه نتيجة عدة أسباب، منها تدرج وظيفي، أو مؤهل حصل عليه أو اختيار خاطئ جعل منه شخصا يدير مجموعة من الموظفين.

فلا تستغرب عزيزي القارئ عندما ترى مديرا جبانا يتنصل من المسؤوليات والإخفاقات ويجعل من الموظفين شماعة لذلك، ولا تستغرب بأن ترى المدير يتشبث بذلك الكرسي المهترئ، ولا يفكر بتحقيق النجاحات أو المنجزات أو التفكير بإعطاء فرصة للآخرين في حال كان هناك إخفاقات، همه الأول والوحيد هو أن يستمر أطول مدة في هذا المنصب، مهما كانت الأسباب يرى من هذا المنصب واجهة ومكانة اجتماعية تجعل منه ذا أهمية في مجتمعه، يتم دعوته للمناسبات ليس لشخصه وإنما لمنصبه ومكانته الوظيفية أو المالية، يعطيه من حوله اهتماماً زائداً عن المعتاد بحجة أنه يستحق ذلك وهو فعلاً لا يستحق.

عادة ما يطلب ذلك المدير وليس القائد من الموظفين تقديم القرابين والخدمات اللوجستية بشكل مباشر او غير مباشر لكسب رضاه ولايريد منهم منجزات ولا تحقيق أهداف ولانقله نوعية في العمل  مع أن الزمان والمكان لم يعد يتسع لهذه الهراءات فهذه الأساليب عفا وتجازوها الزمن في مرحلة إنتقاليه تعيشها كافة الجهات الحكومية بالمملكة بوجود سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظة الله-  لاسيما وأن سموه ولد قائداً حاملاً للجينات القيادية يتسلح بالمعرفة والممارسة والخبرة يقود هذا الوطن بمقدراته من شعب وموارد  نحو مكانة تستحقها هذه المملكة .

اليوم المملكة ليست كالسابق، اليوم نعيش انطلاقة حقيقية متسارعة نحو المستقبل، لا تتأثر بأي ظروف سواء اقتصادية أو سياسية أو غيرها، لكي تتربع في المكانة التي يراها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- في مقدمة دول العالم بكافة المجالات وتكون قوة مؤثرة بالعالم.

نعود بالحديث في مقالنا هذا، عن المدير والقائد لنستذكر مواقف عديدة مرت بنا كموظفين في قطاعات حكومية أو خاصة، ونتذكر ونحن نقرأ هذا المقال شخصيات تأثرنا بها بالإيجاب أو السلب.. أتحدث اليوم كوني موظفا ولست مديراً أو قائداً، كما أرى نفسي، وأشعر بأن أهم شرط يجب أن يتوفر فيمن يرأسني أن يجعلني وأنا أعمل أشعر بالأمان والثقة؛ فالموظف في بداية حياته الوظيفية يكون مندفعاً يُسَخِر من وقته الكثير للعمل، يجتهد وقد يخطئ وخطأه وارد أكثر من صوابه، كونه يريد إثبات نفسه ونيل إعجاب مجتمعه الوظيفي، فدعم الموظف والوقوف معه وقت الإخفاق، أفضل من تكريمه عند النجاح، فالموظف حينما يخفق أو يخطئ يمر بمرحلة توتر وخوف شديد من أن يتم الاستغناء عنه، أو أخذ انطباع سلبي يظل يلاحقه طوال مسيرته المهنية حال استمراره بنفس المجتمعي الوظيفي.

بعكس النجاح، فحينما يحقق الموظف النجاحات فهو يزداد ثقة بمهاراته، وقد يستمر بنفس مكان العمل ويطمح لتولي مناصب أعلى، أو قد يقرر خوض تجارب جديدة وتحقيق نجاحات في مجالات وأماكن أخرى فطبيعة البشر يحبون التغيير.

وسيكون حينها المدير غير القائد، أمام خيار محاربة ذلك الموظف الناجح وإخراجه من دائرة الخطر التي تحيط بمنصبه، إما بنقله أو الاستغناء عنه أو تهميشه، وهذا هو الحل الأسرع بالنسبة للمدير الذي يتشبث بمنصبه، أما إذا كان المدير قائداً، فإنه سيواصل دعم هذا الموظف ويرى فيه خليفة له بالعمل يواصل دعمه ويعطيه الثقة لإيمانه بأن لكل شخص في هذه الحياة دور يؤديه لا يتعارض مع الشخص الآخر.

المدير القائد هو ملهم لمن يعمل معه ويثق بهم يفوض الصلاحيات دونما أدنى خوف ويعرف كيف يتعامل مع الأزمات دائماً، ما يعطي الأولية في العمل للفريق، ودائماً ما يشارك فريق عمله بالأسئلة وتقييم العمل والنظر بجدية في مقترحاتهم وأفكارهم، ولا يكون كفرعون عندما قال تعالى في محكم تنزيله (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)، (غافر : 29).

فالقرارات مشاركة يراها القائد، وأما المدير، فيراها ضعف فيجب ألا يشارك في القرارات أحد سواه، أو من يعلوه، فلماذا القرارات يراها القائد مشاركة وليس إلزاما؟.

لأن القائد لن يعمل وحده، وإنما بمشاركة الفريق، فعندما يكون الجميع مؤمنا بالفكرة فإن تنفيذها يصبح أسهل، وتستدعي جهد كل الفريق، لتكون هذه القرارات أو الأفكار ناجحة للجميع.

القائد دائماً يحرص على شرح طريقة إدارة العمل، أما المدير فلا يكترث لذلك، ولكن يركز على المخرجات والنتائج دون النظر في الطريقة.

كذلك القائد يتعامل مع فريق عمله، والعمل وفق قيمه ومبادئه وليس وفق مصالحه الشخصية، القائد دائما ما يطرح الأسئلة، ويترك الإجابات لفريقه، أما المدير فيجيب عن معرفة التفاصيل فقط.

القائد يمكن الناس من تحقيق الخطة ويرسم لفريقه كيفية إعدادها وتنفيذها، أما المدير فيضع الخطة ويطلب من الموظفين تنفيذها، وختاماً القائد يحب أن يعمل الناس معه وهم يحبونه، أما المدير فلا يبالي بذلك، ولكن يركز على أن يتم إنجاز ما يقوم بطلبه فقط سواء كان ذلك صحيحا أم خاطئا.

ومضة أخيرة:

الحياة عزيزي كاليوم فترات نعيشها نهارا، وفترات نعيشها ظلاما، فعندما تكون سعيداً، فإنك ترى الحياة نهاراً وعندما تكون يائساً ضعيفاً منعزلاً، فإنك ترى الحياة ليلا، ولكن الحقيقة أن هذه سنة كونية تمر بتقلبات عديدة، ولكن المهم في هذه الحياة، ألا تتكرر عليك المشاهد الليلية وتكرر أخطاءك فيها.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: من الموظفین الله علیه

إقرأ أيضاً:

ميلاد يسوع هو علامة ولادتنا الجديدة ونقطة بداية لهذه الحياة الأفضل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدرت منذ قليل كلمة عيد الميلاد ٢٠٢٤ التي أصدرها البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني (باللغة العربية)، وجاء نصها:

 إلى أبنائنا الروحيين الأعزاء في جميع أنحاء العالم
حفظتهم العناية الربانية

" بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ الله فِينَا: أَنَّ الله قَدْ أَرْسَلَ ابنه الوحيد إِلَى العالم لِكَيْ نَحْيَا بِهِ "
                                                                           (١ يوحنا ٤: ٩)      

 يشرق نجم الميلاد هذا العام في سماء مشرقنا المثقل بالضيقات، والمتعب من الحروب، والمليء بالتغيّرات والخوف من المجهول، مبشراً بميلاد يسوع له المجد، مذكراً بالميلاد العجيب الذي حدث قبل ما يزيد عن ألفي سنة، معلناً الخلاص لكل البشر. 

ويُظهر ميلاد يسوع رحمة الله الآب ومحبته غير المحدودة مُجدداً سبب الرجاء الذي فينا (١ بطرس ٣: ١٥)، مضيئاً مشارق الأرض ومغاربها، منيراً عتمة خوفنا، ومفعماً قلوب من عانى من العذاب والقهر وعاش الظلم والجور، بالشوق لعيش حياة جديدة وأفضل. فهذا التجسد الإلهي هو السبيل لكل من يرفض العبودية، وصوت الحق للمظلومين، ومدخل إلى الحياة الأبدية لكل من يسعى إليها، لأنه يبشر بميلاد  يسوع المسيح، الذي قال: " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ، لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا ١٤: ٦).
 إن ميلاد السيد المسيح هو دعوة للبشرية لعيش حياة أفضل، أساسها السلام، وغايتها المسرة والفرح اللذين لا يُنزعان عنا، حياة بشَّر بها الملائكة الرعاة ليلة ميلاد الرب يسوع الذي يهبها لكل من يؤمن باسمه، كقوله: " وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يوحنا ١٠:١٠)، بالرغم من كل المخاوف التي تحيط بنا، والتحديات التي نجابهها اليوم كمسيحيين، سواء كنا في الشرق أو الغرب، حتى تملّك اليأس قلوب الكثيرين، لكن رحمة الله الآب غير المتناهية تقدم من جديد ترياق الحياة لكل إنسان، محبته وكلمته المتجسد، طفل المغارة يسوع المسيح.

 إن ميلاد  يسوع هو علامة ولادتنا الجديدة، ونقطة بداية لهذه الحياة الأفضل، التي يمنحها لنا روح الله القدوس بإيماننا بابنه الوحيد، الرب يسوع المسيح، لكن هذا الميلاد الجديد، يتطلب منا كمؤمنين، في شرق نجابه فيه مخاوف وجودنا، وغرب نحارب فيه التحديات الإيمانية، شهادةً وإعلاناً، لعمله الخلاصي في حياتنا. لذلك، ونحن نستقبل عيد الميلاد الخلاصي في خضم كل هذه التغيّرات والتحديات، نجدد دعوتنا لكم جميعاً لعيش الرجاء، والسعي للسلام، والتنعم ببشرى الخلاص، من خلال التمسك والثبات بالإيمان، والتوكل على الرب كل حين، الذي ينزع الخوف من قلوبنا، كقول القديس بطرس الرسول: " مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" (1 بطرس 5: 7).

      أحبّائي، زمن الميلاد هو زمن الشهادة عن الحياة الأفضل التي نحياها بالمسيح يسوع، والإعلان عن محبة الله الآب لنا بواسطة عمانوئيل ابنه (الله معنا). هلموا نكرس له عالمنا، حتى تتوقف الحروب، وينتهي العنف ويزول الظلم، ويبطل القتل، ولكي يحيا الإنسان مع أخيه بسلام ومحبة، موجّهين نداءً مفعمًا بالأمل في عيد ميلاد الرب يسوع، رئيس السلام، لكلّ الدول والحكومات والمنظّمات الدولية، للعمل بجدّ لإرساء دعائم السلام واستمراريّته في أرجاء العالم كافة، وخصوصًا في مشرقنا المعذّب، ولضمان حقوق جميع أطيافه ومكوناته. فقد عانى بلدان هذا المشرق من ظلم ومعاناة، كما شهدنا في العراق ولبنان وفلسطين، وسورية الحبيبة التي تعيش اليوم مرحلة جديدة وحساسة من تاريخها، تُرسَم فيها صورٌ لمستقبلٍ غامض يواجه فيه المسيحيون تحدّيًا وجوديًّا. 

نتقدم منكم جميعاً بأسمى التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الميلاد الخلاصي وبداية العام الجديد ٢٠٢٥، سائلين المولود رئيس السلام أن ينشر سلامه في العالم أجمع، ويُفرج عن المكروبين والمظلومين، ويشفي المرضى والمتألمين، ويعزي الحزانى ومنكسري القلوب، ويوفق بين المتخاصمين ويرحم الموتى المؤمنين، بشفاعة السيدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وكل الشهداء والقديسين. آمين. وكل عام وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • ميلاد يسوع هو علامة ولادتنا الجديدة ونقطة بداية لهذه الحياة الأفضل
  • السفير أسامة شلتوت يبحث سبل استقدام وتشغيل العمالة المصرية في الكويت
  • هالاند: نحن محبطون ولكن علينا أن نستمر في العمل الجاد للعودة للانتصارات
  • وزير العمل يلتقي المديرَ العام لمنظمة العمل العربية -تفاصيل اللقاء
  • خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
  • محمد جبران يلتقى المدير العام لمنظمة العمل العربية لبحث الملفات المشتركة
  • وزير العمل يلتقى المدير العام لمنظمة العمل العربية لبحث الملفات المشتركة
  • حكم تصرف ذوي الهمم في أموالهم وأمور الحياة مع من يرعاهم
  • هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟
  • أحمد الطلحي: سيدنا النبي ترك 3 خصال تجعل الحياة أفضل