لجريدة عمان:
2024-07-05@10:43:11 GMT

أجندة الرئيس الأرجنتيني الجديد

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

في 19 نوفمبر، انتخب (خافيير مايلي) رئيسًا جديدا للأرجنتين، وهو يميني متطرف ليست لديه خبرة سياسية كبيرة. الرئيس الذي يصف نفسه بـ «الرأسمالي الفوضوي» ترك مؤيديه في حالة من النشوة، وترك أولئك الذين يخشون ميوله الاستبدادية في حالة من الكآبة. أما كتّاب الرأي مثلي، فإنهم يحاولون استقراء مدى احتمال نجاح مقترحاته المتطرفة، بما في ذلك إلغاء البنك المركزي الوطني والعملة الوطنية.

وقد أشار النقاد إلى أمر واضح جدا، وهو أنه مع عدم وجود حزب حقيقي، أو أغلبية تشريعية، أو خبرة إدارية، سوف يضطر مايلي إلى تقديم تنازلات من أجل تحقيق أي إنجاز. لكن السوابق، وليس البراغماتية، هي التي تهدد نجاح الرئيس المنتخب، فقد جُرّبَ برنامجه مرتين على الأقل من قبل، وكانت التكاليف باهظة بالنسبة للأرجنتين. ولكي ينتصر هذه المرة، سيتعين على مايلي أن يهزم التاريخ نفسه.

إنّ توقع المستقبل مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة، إلا أنه في حالة رئاسة مايلي، فالأمر أصعب، فعلى مدى فترات طويلة من حملته السياسية، مرّ مايلي بنوبات غضب عنيفة ولم يخجل من المقترحات التحررية المتطرفة، مثل وضع قوانين تبيح الأسواق الحرة للأعضاء البشرية أو الأسلحة النارية.

في نظر كثيرين، تعدّ الأرجنتين بلدا محيرا بقدر رئيسها المنتخب، إذ يعتقد الكثير من الأجانب بأنه لا توجد مبررات مقنعة تجعل دولة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية تعاني من أزمات دورية. وفي محاولة لحل هذا اللغز، يلقي العديد من المراقبين في الصحافة الدولية اللوم على «الشعبوية»، بينما يلتزم الخبراء في صندوق النقد الدولي (الذي تدين له الأرجنتين بمبلغ 31 مليار دولار) بالحسابات، فالبلد تنفق أموالًا أكثر مما لديها وتزدهر، إلا أنّ خطيئتها الكبرى هي الركوب المتهور على صهوة تقلبات أسواق السلع الأساسية الدولية، إذ تستمتع بالارتفاعات الهائلة بدون تفكير، لكنها في المقابل لا تدخر أبدًا أو تستعد للانكماش. لقد تكيف أغلب الأرجنتينيين مع هذه الدورة الاقتصاديّة من خلال اعتناق مبدأ قدري منتشر على نطاق واسع، وهو أنّ كل شيء سوف يذهب إلى الجحيم في النهاية. إنها قدرية تتخللها فترات قصيرة اتضح أنها ليست سوى سراب مخادع. هل يعدّ مايلي أحد هذه الأحلام الصعبة؟ كأي رئيس أرجنتيني آخر تقريبًا، يَعِدُ هذا الرئيس الشعب بأنه مختلف، وأنه سيكون المنعطف الحاسم في التاريخ الوطني. وفي نظرته لهذا التاريخ، كانت الأرجنتين أغنى دولة في العالم في نهاية القرن التاسع عشر، لكن سياسات التدخل في شؤون الدول الأخرى دمرتها، ولذلك يمكن القول إن الدولة كانت هي المشكلة، وأنّ تحرير الأسواق هو الحل.

وبقدر ما يحب مايلي أن يعتقد خلاف هذا الرأي، فإن وجهات نظره ليست جديدة. لقد وصلت آخر دكتاتورية عسكرية في الأرجنتين إلى السلطة تحت شعار «تقليص حجم الدولة يجعل الأمة أكبر». وكان وزير اقتصادها، خوسيه ألفريدو مارتينيز دي هوز، من الليبراليين الجدد في فترة ما قبل تاتشر، وحاول تحرير الاقتصاد من القيود التنظيمية، إلا أن الأمر انتهى به إلى كارثة.

وفي التسعينات، حاول الرئيس كارلوس منعم اتباع السياسة ذاتها باستخدام صيغة سياسية مختلفة، حيث أجبر حركته البيرونية على احتضان عدوها التاريخي، الليبرالية الجديدة. وقام وزير الاقتصاد الأطول خدمة دومينغو كافالو بتحرير الاقتصاد، وربط البيزو الأرجنتيني بالدولار الأمريكي لترويض التضخم. وأسفرت هذه السياسات عن الأزمة المأساوية التي اندلعت في الفترة ما بين 2001 و2002، مع تجميد المدخرات الخاصة، وانخفاض قيمة البيزو، ووقوع أكثر من نصف سكان البلاد تحت خط الفقر.

ومع أنّ تلك التجارب انتهت بالفشل التام، إلا أنها حققت نجاحا ولو على المدى القصير، حتى أن الرئيس منعم كارلوس أعيد انتخابه من جديد، وترك المشاكل للإدارة التالية، التي انهارت في النهاية بسبب العبء الاقتصادي. وبالرغم من ذلك، فإنّ منعم ومارتينيز دي هوز كان لديهما مصدران رئيسيان لصالحهما، وهما: الدعم السياسي القوي والقدرة على الوصول إلى التمويل اللازم، فـمارتينيز دي هوز كان خلفه ديكتاتورية عسكرية، وتحمّلَ ديونًا ضخمة من البنوك الدولية لإبقاء سياساته واقفة على قدميه، وفي النهاية، لم تسفر سياساته عن شيء. وفي الوقت نفسه، كان منعم يقود القوة السياسية الأكثر شعبية في تاريخ البلاد، وقام وزيره كافالو بتمويل سياساته النيوليبرالية بديون خارجية ضخمة، وهذا ما فعله أيضا مارتينيز دي هوز، الذي أضاف إليها بيع الشركات المملوكة للدولة. (وساهمت استحالة سداد تلك الديون الخارجية بشكل حاسم في سقوط النظام العسكري في الحالة الأولى، وأدت إلى تخلف الأرجنتين عن سداد ديونها في الحالة الأخرى في عام 2001).

إن الحل الذي يقدمه مايلي للأزمة، على حسب ما ذكر بنفسه، هو نسخة من العلاج بالصدمة النيوليبرالية، مع إلغاء القيود التنظيمية وتخفيضات صارمة في الإنفاق العام. وكما ذكرنا، فقد حدث كل هذا من قبل. إنّ مايلي معجب بسياسة (منعم- كافالو) أكثر من أي شيء آخر، إلا أنه لا يستطيع أن يطلب قروضاً دولية لتمويل تلك الإصلاحات، فالأرجنتين لا تزال بالكاد تسدد مدفوعاتها لصندوق النقد الدولي، ولن يقرض أي بنك البلاد دولارا واحدا. لذا فإن (مايلي)، مثل (منعم وكافالو)، يريد بيع الشركات القليلة المملوكة للدولة التي لا تزال قائمة، ولكن هذا سوف يستغرق وقتًا طويلًا، وهو الوقت الذي قد لا تمنحه إياه الأزمة.

من جانب آخر، فإنّ مايلي أضعف بكثير من الناحية السياسية. أجل، لقد وصل إلى السلطة، مثل سابقيه، في أعقاب أزمة اقتصادية رهيبة اتسمت بارتفاع معدلات التضخم وارتفاع معدلات الفقر، لكنه يفتقر إلى القوة السياسية التي ساعدت سابقيه في التغلب على المقاومة الاجتماعية، إذ حصل ائتلافه المسمى (لالي بيرتيد أفانسا) الذي يعني (الحريّة تمضي قدما)، على 30% فقط من الأصوات الوطنية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وحصل (مايلي) على 56% من الأصوات في جولة الإعادة، لكن الناخبين الذين دعموا الـ 26 نقطة الإضافية كانوا يرفضون بديل (مايلي) وليس بالضرورة اختاروه اقتناعا به، وقد أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن العديد من ناخبيه لا يتفقون مع وجهات نظره أو يؤمنون بمقترحاته، ولذلك فلا عجب أنه أرسل تهديدًا مبطنا بأنه سيرد بالعنف على أية احتجاجات ضد سياساته.

وفي المؤتمر الوطني، سوف يتمكن من الاعتماد على أقل من 40 مقعدًا من ائتلافه في مجلس النواب من أصل 257 مقعدًا، و7 أعضاء في مجلس الشيوخ من أصل 72. وبعيدًا عن الخطوط الحزبية، يلعب حكام المقاطعات عادة دورًا حاسما في المفاوضات البرلمانية من خلال عملية تبادل لأصوات ناخبي ممثليهم في مقابل الحصول على الإعانات الفيدرالية أو الأشغال العامة التي تعود بالنفع على المناطق التي يحكمونها. ولا يوجد في ائتلاف (مايلي) حكام، وقد قال مرارًا وتكرارًا إنه يريد إلغاء تلك الإعانات ووقف جميع الأشغال العامة.

ومع ذلك، فإن (مايلي) أكثر من لديه قدرة على التوصل إلى حل وسط. وبغض النظر عن شخصية «المجنون» التي اعتمدها خلال الحملة الانتخابية، فقد كان يتمتع بالذكاء الكافي للتغلب على القوتين السياسيتين الرئيسيتين في البلاد في ظل عدم وجود بنية تحتية حزبية تقريبًا، مع موارد ضئيلة للغاية. وعندما قام حزب (البيرونية) الحاكم من يسار الوسط بتمويله لتقسيم المعارضة، لم يكن لدى مايلي أي مخاوف بشأن استخدام هذا الدعم لإقصاء منافسيه في ائتلاف (هونتوس بوريل كامبيو) (JxC) المحافظ، والذي يعني (معا للتغيير). وعندما عرض زعماء ائتلاف (JxC) المهزومون ولاءهم في جولة الإعادة، وهم الذين شوّهَ (مايلي) سمعتهم، احتضنهم لضمان النصر، حتى أنه تراجع عن بعض مقترحاته التي لا تحظى بشعبية، بما في ذلك إلغاء التعليم العام والتأمين الصحي.

سيحاول (مايلي)، المتسلح بما هو أكثر بقليل من الدهاء، مرة أخرى تطبيق برنامجٍ فشل مرتين من قبل. ولكن في بلد لا يخجل من الإطاحة بالرؤساء الذين لم يحققوا إنجازاتهم، أتساءل ما إذا كان الرئيس الجديد والبرنامج القديم قادرين على البقاء معاً، أو ما إذا كان أحدهما سيضطر إلى الرحيل.

جابرييل باسكيني صحفي وكاتب أدبي أرجنتيني.

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟

بقلم: نزار بولحية

هل يمكن للرسالة التي بعثها الرئيس الجزائري قبل أيام إلى العاهل المغربي بمناسبة وفاة والدته، أن تلطف قليلا من الأجواء الملتهبة والمشحونة بين العاصمتين المغاربيتين؟ من المؤكد أنها تحمل إشارة إيجابية في ذلك الاتجاه، لكن هل ستفتح بالضرورة آمالا عريضة أمام الشعبين، وتشكل نقطة انطلاق نحو إعادة المياه، ولو تدريجيا، إلى مجاريها بين بلديهما؟

لا شك في أن قليلين جدا من يعتقدون ذلك، وعلى الأرجح فإن العهدة الرئاسية الأولى للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ستنقضي قريبا، من دون أن يطرأ أي تغيير دراماتيكي، أو جذري على علاقات بلاده بالرباط. وفيما يستعد عبد المجيد تبون لخوض غمار عهدة رئاسية ثانية، فإنه وفي الوقت الذي التقى فيه في عهدته الأولى عدة قادة من الشرق والغرب، لم يقابل أبدا نظيره المغربي الملك محمد السادس، ولو مرة واحدة، حتى من قبل أن تتدهور العلاقات بين الجارتين وتصل حد القطيعة الدبلوماسية. فضلا عن ذلك فإنهما لم يتحدثا، ولو هاتفيا، مع بعضهما بعضا. أما الاتصالات الرسمية الوحيدة التي كانت تتم بينهما بين الحين والحين، فقد جرت فقط من خلال البرقيات، التي يرسلها أحدهما للآخر غالبا، إما للتهنئة بذكرى، أو مناسبة دينية، أو للتعزية في حدث مؤلم، أو فاجعة حلت بهذا الطرف أو بذاك.

وبغض النظر عن أي مبررات قد يسوقها البعض لتلك الحالة، فلا يبدو أنها يمكن أن تكون مقبولة بالمرة، حتى في ظل استفحال الخلافات بينهما حول أكثر من ملف، إذ لم يسبق حتى في ذروة التوتر بين الكوريتين مثلا أن عاش الكوريون الشماليون والجنوبيون وضعا شبيها بما يعيشه المغاربة والجزائريون الآن. ومن المؤكد أن هؤلاء ربما يشكلون في هذا الصدد نوعا من الاستثناء الفريد من نوعه. والسؤال هو ما الذي يقف حاجزا منيعا أمام توسع نطاق الاتصالات بين القيادتين الجزائرية والمغربية، وعدم اقتصارها على تقديم واجب المواساة والعزاء فحسب؟ بالنسبة للبعض ربما يبدو الأمر ملتبسا ومعقدا بعض الشيء، بل حتى سرياليا إلى حد ما، وأشبه ما يكون بشيء نادر وغريب يسيطر على الجانبين، ويجعلهما يفعلان الشيء ونقيضه في وقت واحد، أي يتبادلان عبارات التعاطف والتضامن من جهة، ويمتنعان عن القيام بأي فعل أو جهد من شأنه أن يدفع نحو رفع القطيعة، التي يتبادلان الاتهامات بالتسبب فيها من جهة أخرى. وقد يرى آخرون وعلى العكس من ذلك تماما أن الصورة تلوح واضحة ومفهومة للغاية. فقد وضع الطرفان وباتفاق ضمني بينهما سقفا لمظاهر العداء مقرين بالحاجة للإبقاء على حد أدنى من الشكليات، التي تجعل كل واحد منهما قادرا على أن يتهم الآخر بالمسؤولية عن التقصير، ويبرئ نفسه في المقابل من أي إخلال بالالتزام بالروابط العرقية والدينية والحضارية التي تجمع الشعبين، من دون أن تكون لهما الرغبة الفعلية، أو الإرادة الجادة في المضي قدما نحو معالجة الأسباب العميقة التي تحول دون تحقيق التطبيع الكامل بينهما.

ومن هنا فإن اختيار الرئيس الجزائري، أن يكون من أوائل المعزين في وفاة والدة العاهل المغربي السبت الماضي، فتح الباب على مصراعيه أمام شتى التأويلات والفرضيات. وفي سياق آخر غير السياق الحالي كان يمكن أن يكون التفسير المنطقي والوحيد لتلك الحركة هو أنها أقل واجب قد يقوم به جار مع جاره، كلما أصابته فاجعة، أو ألم به حدث محزن. لكن في ظرف تمر به العلاقة بين البلدين المغاربيين بواحدة من أسوأ فتراتها، فإنها بدت مثيرة للتساؤل حول المغزى الحقيقي من ورائها. ولعل هناك من يقول، وعلى الفور، ألا مجال أبدا للتوسع في التأويل، فلكل مقام مقال، ومن المؤكد أن الرئيس عبد المجيد تبون يفرق جيدا بين الإنساني والسياسي، ولأجل ذلك فإن مواساته ذات الطابع الإنساني البحت، لا يمكن أن تحمّل أكثر مما تحتمل، وتفسر مثلا على أنها إشارة ما إلى بداية تقارب بطيء بين الجارتين، قد تتضح ملامحه في مقبل الأيام. وقد يضيف آخرون أن الأمر ليس جديدا على أي حال، لا على الجزائر التي سبق لها أن قدمت خريف العام الماضي، على الرغم من استمرار القطيعة الدبلوماسية بينها وبين الرباط «صادق تعازيها» في ضحايا الزلزل العنيف، الذي ضرب منطقة الحوز المغربية، وأبدت استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية، ووضع كل الإمكانيات المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق، في حال طلب من المملكة المغربية، مثلما جاء في ذلك الوقت في بيان لرئاستها، ولا على المغرب الذي عبّر في وقت سابق عن تعازيه للجزائر إثر موجة الحرائق التي ضربت بعض مناطقها وعرض عليها المساعدة في مكافحة حرائق الغابات. لكن ألا تبدو التعزية الأخيرة مختلفة عن سابقاتها من حيث الشكل؟ لقد فضل الجزائريون في كارثة الزلزال التي ضربت الخريف الماضي جارتهم الغربية، أن لا يتقدموا بتعازيهم لا إلى ملك المغرب ولا إلى حكومته، واختاروا أن يوجهوها فقط إلى الشعب المغربي، وأوضح بيان خارجيتهم أن الجزائر «تتابع ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدة مناطق بالمملكة المغربية»، وأنها «تتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا والشعب الغربي الشقيق مع خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين». وبالطبع لم يحدث ذلك بشكل عفوي أو من دون أن يحمل في طياته موقفا سياسيا ما من النظام المغربي. وهذا قد يكون واحدا من الأسباب التي حملت حينها الرباط على أن لا تتفاعل إيجابيا مع العرض الجزائري بتقديم المساعدة في الكارثة الطبيعية التي حلت بالمغرب.

والان يبدو واضحا أن العبارات التي جاءت في رسالة تبون إلى محمد السادس، خرجت نسبيا عن ذلك السياق. وقد يقول قائل إن ذلك أمر عادي وطبيعي، فالمناسبة هنا تهم العائلة الملكية المغربية بالدرجة الأولى، ولأجل ذلك فإنه من الضروري أن يوجه الرئيس الجزائري تعازيه إلى الملك المغربي وأسرته، لكن ألا يفند ذلك ولو جزئيا ما يروج له كثيرون على أن جوهر المشكل القائم بين البلدين هو أن الاختلاف في طبيعة النظامين يشكل عائقا فعليا أمام أي تقدم في علاقاتهما؟ ألا تدل عبارات تبون على أن التواصل لا يبدو مستحيلا بين النظامين، وأن الأصوات التي ترتفع من حين لآخر، ومن هذا الجانب أو من ذاك لتكريس القطيعة بين الجارتين قد لا تعكس بالضرورة توجهات القيادتين؟

ربما قد يعترض البعض قائلا، وما الذي يمنع إذن من لقائهما معا، سواء في الرباط أو في الجزائر؟ لقد سبق للعاهل المغربي أن قال قبل ثلاث سنوات، وفي أحد خطاباته حول غلق الحدود الجزائرية المغربية «لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق ولا أنا مسؤولون عن قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا على استمراره، أمام الله وأمام التاريخ وأمام مواطنينا». وربما ينطبق الأمر نفسه على الاجتماع المعلق والمنتظر بينهما.

كاتب وصحافي من تونس

مقالات مشابهة

  • حكومة نبض وإغاثة.. والرئيس يراقب
  • 6 مجموعات عمل.. ننشر أجندة أولويات الحكومة الجديدة خلال الفترة المقبلة
  • الرئيس تبون.. نعم انتصرت الجزائر 
  • كوبا أمريكا 2024.. مدرب الإكوادور: مواجهة الأرجنتين صعبة رغم غياب ميسي
  • «القاهرة الإخبارية»: ملف الهجرة على أجندة المحافظين والعمال في الانتخابات البريطانية
  • ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟
  • ميسي يعود لتدريبات الأرجنتين
  • الروسي روبليف يودع ويمبلدون مبكرا (فيديو)
  • الرئيس الأرجنتيني يغلق وكالة الأنباء الرسمية بتهمة الانحياز لليسار
  • رشان اوشي: سيدي الرئيس .. إليك الطريق !