لجريدة عمان:
2025-04-23@08:44:26 GMT

مأساة صديقي الفلسطيني

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أنا أحد الذين عاصروا القضية الفلسطينية منذ بداية الشتات الذي تعرض له الفلسطينيون عقب مأساة حرب ١٩٤٨، التي خاضها العرب بكل أمراضهم وهوانهم وانقساماتهم، وهي قضية نترك ملفاتها للتاريخ الذي سيظل شاهدًا على مأساة الفلسطينيين وعجز العرب عن مقاومة الصهيونية، التي تمكنت من احتلال فلسطين. وأعتقد أن ما يحدث الآن يذكرنا بالمشهد المأساوي منذ هذا التاريخ، فهاهم الفلسطينيون الذي تمسكوا بجزء صغير من أرضهم يتعرضون لمأساة أخرى لا تقل ضراوة عن المأساة التي أعقبت حرب فلسطين ١٩٤٨، مع الفارق حيث نشاهد الآن البيوت والأحياء وهي تنهار على ساكنيها كل يوم في مشهد مروع لا مثيل له في التاريخ الإنساني، وفي ظل حصار من البر والبحر والجو بهدف الدفع بالفلسطينيين لكي يتركوا ما بقي من أرضهم حتى ينجوا بحياتهم، وهي محاولات واضحة لتهجير كل قطاع غزة إلى سيناء.

أنا من الجيل الذي شهد كل الحروب التي خاضها العرب من أجل فلسطين، وشاهد على المآسي الإنسانية، ليس بالقراءة وعبر وسائل الإعلام فقط وإنما لارتباطي بكثير من الفلسطينيين الذين انتشروا في بلاد المهجر، وخصوصا وقد اختار بعضهم مصر للإقامة أو الدراسة، وأتذكر أنني ارتبطت بصديقين تعرفت عليهما أثناء المرحلة الجامعية «شقيقان»، عبد الرؤوف يوسف مصطفى ومصطفى يوسف مصطفى، الأخير كان يزاملني في الدراسة بقسم التاريخ في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والأول كان يدرس في قسم اللغة العربية وقد التحق بالكلية ١٩٦٨، أما مصطفى فقد التحق بعد شقيقه بعامين وكان يتردد على باعة الكتب في منطقة الأزبكية، وكان مثقفا، شغوفا بالمعرفة، لذا كان ينشر بعض مقالاته وخواطره في صحيفة الجمهورية، وكان يوقّع على كتاباته «ابن السهل الساحلي»، وكثيرا ما كان يكتب عن هذا السهل الواقع على حدود مدينة «طولكرم»، وكنت أمازحه أحيانا قائلا له: أنت يا صديقي تكتب عن سهل لم تشاهده، وعن طولكرم التي لم ترها، ولم تتجول في شوارعها. وكانت إجابته حاضرة في كل مرة قائلا: إنني أعرفها وأستطيع أن أكتب عنها فقد استدعيت صورتها منذ طفولتي المبكرة، حينما كانت أمي تحدثني عنها وعن ساكنيها وحدائقها، وهي صورة لم تفارق مخيلتي أبدا، وخصوصا وأن أمي كانت تحتفظ بمفتاح منزلنا الذي تركناه وهاجرنا إلى الأردن.

توطدت علاقتي بمصطفى وبشقيقه عبد الرؤوف، الذي مسّته غواية الشعر، وكانا يقطنان في المدينة الجامعية «مدينة البعوث الإسلامية»، وأول مرة في حياتي أتناول «المقلوبة»، الأكلة الشهيرة التي ابتدعها الفلسطينيون، والتي كان مصطفى يجيد صناعتها، كما كان مصطفى محبا للصحافة والكتابة، وقد أنشأ مع صديقه اليمني «حسن اللوزي»، الذي كان يدرس في كلية الشريعة والقانون مجلة «النجم الثاقب»، وقد شاركتهما في حوار للمجلة أجريناه مع شيخ الأزهر وقتئذ الشيخ محمد الفحام، وكان حوارا شيقاً مع شيخ جليل درس الفلسفة في جامعة السربون، وأتذكر أنه حدثنا عن حياته في هذه الجامعة العريقة وذكرياته عنها، وأكثر الأساتذة الذين أثروا في حياته، وعن الكتب التي قرأها، وما زلت أحتفظ بنسخة من هذه المجلة حينما لم تكن هناك قيود على النشر، الذي كان متاحا حتى لمن هم في عمرنا، تخرّج مصطفى من الجامعة عام ١٩٧٤، وحصل على وظيفة معلم في اليمن الجنوبي، وانقطعت العلاقات بيننا، وإن كنت عرفت فيما بعد أنه انتقل للعمل بالمملكة العربية السعودية، وقد عاد إلى الأردن، التي اختارها وطنا له ولأولاده.

أما عبدالرؤوف فحكايته تطول، ومأساته كانت فوق طاقة البشر، فعلى الرغم من أنه التحق بالجامعة ١٩٦٨، إلا أنه لم يكن حريصا على الدراسة، فقد كان ينظم الشعر، ويجوب منتديات الشعراء والمثقفين في أنحاء القاهرة، وكان مرتبطا بمنظمة التحرير الفلسطينية، لذا عمل بإذاعتها بالقاهرة، وتزوج من ابنة أحد الفلسطينيين المقيمين في مصر، وتعثر في دراسته لدرجة انه لم يتخرج إلا في عام ١٩٧٩، وظل لثلاث سنوات يعيد امتحان مادة «الصرف»، وكانت علاقتي بعبد الرؤوف قد انقطعت بعد سفر شقيقه إلى اليمن، حتى فوجئت في شهر مايو من عام ١٩٧٩، حيث كنت أعمل مدرسا مساعدا في الكلية بحضور عبد الرؤوف لأداء الامتحان وبرفقته ضابط وجنديان، وقد قيدت يداه بقيد حديدي، ذهبت إليه في غرفة الأمن وهالني ما شاهدته، وطلبت من الضابط أن يفك قيده، وبعد رجاء وافق، وأرسلت أحد العمال ليحضر له إفطارا وسجائر، فقد كان مدخنا شرها، بعدها دخل قاعة الامتحان، وقد عرفت من شقيق زوجته طبيعة المشكلة التي يمر بها عبد الرؤوف، بعد أن حصلت على نسخة مصورة من قرار الاتهام الموجه له، والذي كان منحصرا في انخراطه في تنظيم يستهدف المصالح الإسرائيلية في القاهرة، وهو اتهام لم أر عليه دليلا قاطعا، إلا أن القضية أحيلت إلى محكمة أمن الدولة العليا، التي قضت بحبسه خمسة عشر عاماً، قضاها عبد الرؤوف كاملة.

في منتصف التسعينات وبينما كنت في إحدى ردهات الكلية إذا بعبد الرؤوف أمامي وجها لوجه، لم أتعرف عليه في البداية بعد أن سقط شعره وفقد أسنانه وملأت التجاعيد وجهه، وبدا رجلا كهلا لا علاقة له بعبد الرؤوف الذي أعرفه، احتضنته وبكيت، وبكى معي في مشهد مؤثر للغاية، تبين لي أنه حضر إلى الكلية بعد أن حصل على شهادة التخرج بعد أن أمضى في الكلية ما يقرب من ربع قرن! وكان رهن الاحتجاز في سجن القلعة حتى تتمّ إجراءات ترحيله إلى الأردن، حكى لي عبد الرؤوف عن مأساته الأكبر فعند سجنه كان لديه أربعة أبناء، جميعهم لم يلتحقوا بالدراسة، ولم ينالوا أي قسط من التعليم وقد أصبحوا شبابا لم يتعلموا ولم يمتهنوا أية مهنة، بحجة أن والدهم فقد إقامته منذ سُجن، وهو شرط الالتحاق بالمدرسة.

إنها مأساة تفوق مأساة عبد الرؤوف الشخصية، أعتقد أنني حاولت منذ أن عرفت بأزمة عبد الرؤوف وقبل الحكم عليه، فقد لجأت إلى الكثيرين في محاولة لإنقاذ هذا الشاب بادئا بالصحافة، لكن جميعها رفضت الخوض في الموضوع، ولجأت إلى الأستاذ خالد محيي الدين رئيس حزب التجمع وقتئذ، وإلى الأستاذ إبراهيم شكري رئيس حزب العمل، حاملاً إليهما أوراق هذا الشاب، وطلبت منهما التدخل، إلا أنهما اعتذرا وخصوصا وأن الظروف السياسية وقتئذ كانت ملتبسة.

أمضى عبد الرؤوف خمسة عشر عاما، أفقدته حياته ومستقبله وأبناءه، كما فقد ذائقة الشعر الذي أحبه، ومضت السنوات وكان عبد الرؤوف دائما حاضرا في قلبي وفي عقلي، وبينما كنت في زيارة عمل إلى اليمن التقيت بالصديق المرحوم حسن اللوزي، زميلنا القديم والذي كان وزيرا للثقافة، وسفيرا لبلاده في عدة دول، ثم انتهى به الأمر عضوا في مجلس النواب، تحدثت معه عن صديقنا المشترك عبد الرؤوف، وفاجأني بأنه كان سفيرا لبلاده في الأردن، والتقى بعبد الرؤوف عدة مرات في بيته، وأفاض في الحديث عن مأساته التي انفطر لها قلبي، فأولاده الأربعة تطاردهم الشرطة في جرائم لا يجوز الحديث عنها، وعبد الرؤوف طريح الفراش بعد أن فقد ذاكرته، ويعيش مأساة إنسانية لا طاقة لأحد عليها، وحينما قلت له أن عبد الرؤوف كان يعمل في إذاعة فلسطين وكان معروفا لمعظم قادة فتح.. ألم يتذكره أحد؟ صمت حسن اللوزي ولم يعلق!

وهكذا انتهت حياة شاب كان مفعما بالحياة، محبا للشعر والأدب، شغوفا بالثقافة، ورغم ذلك لم يحظ من الحياة إلا قسوتها ومرارتها، ولعل عبد الرؤوف يعد واحدا من آلاف الشباب الذين دفعوا حياتهم من أجل فلسطين، ولم ينل حتى مجرد العناية من المنظمة التي أفنى حياته من أجل قضيتها الأولى «فلسطين» ما يزال عشرات الآلاف يستشهدون كل يوم من أجل قضيتهم الكبيرة. تحية إلى عبد الرؤوف يوسف إذا كان على قيد الحياة، ورحمه الله إذا كان فارق دنيانا التي لا تستحق الحياة فيها.

د. محمد صابر عرب أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ووزير الثقافة المصرية (سابقا) ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية (سابقا).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عبد الرؤوف الذی کان من أجل بعد أن

إقرأ أيضاً:

توحيد الصف الفلسطيني أساس الصمود

 

استفاد كيان الاحتلال من دعم (صهاينة العرب والغرب) وواصل جرائمه بهدف تصفية القضية الفلسطينية وأضاف إلى جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية جرائم التطهير العرقي وشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ورفح على الحدود المصرية وفق مؤامرة معدة وتخطيط مسبق حسب اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق-موشي يعلون-(ان حاخام الطائفة السرية اليهودية دوف ليئور افتى نتنياهو بتسريع الحرب الأخيرة اويأجوج ومأجوج أو الحرب الكبرى؛ وهو حاخام أيضا لكل من سموتريش وبن غفير) كان ذلك قبل طوفان الأقصى بأكثر من سبعة أشهر؛ وهذه الطائفة خططت لتفجير قُبة الصخرة وقبل ذلك فجرت الحافلات في القدس وباروخ جولد شتاين احد أعضائها ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي وحسب اعترافه -ان هذه الطائفة ترتكز على نظرية تفوّق العرق اليهودي وتريد حسم المعركة في أسرع وقت.

الإجرام اليهودي يستهدف- حسب رأي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفي البرغوثي:( القضاء على الوجود الفلسطيني الذي يمثل معضلة استراتيجية للمشروع الاستيطاني للحركة الصهيونية القائم على الاستيلاء على الأرض وتهجير السكان ) .

الهوس الإجرامي الذي يمارسه الاحتلال يريد إبادة كل شيء على الأرض بدءاً من الإنسان والحيوان والجماد حتى يستطيع ترسيخ وجوده فيها وتحقيق المقولة الاستعمارية للتحالف الصهيوني الصليبي-أرض بلا شعب لشعب بلا أرض-.

جرائم التهجير والتطهير العرقي والإبادة انتقلت إلى الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية، رغم التنسيق الأمني ورغم الاتفاقيات الموقعة معها، فقد اجتاحت القوات الصهيونية المخيمات ووصل عدد المهجَّرين منها إلى الأردن حتى الآن أكثر من خمسة وأربعين الفا بعد ان دمر مخيماتهم بالكامل وسياتي الدور على بقية المخيمات الـ(13) لأنه لم يكتف بتدمير غزة ولا بتدمير تلك المخيمات بل يسعى للقضاء على الوجود الفلسطيني وتحقيق تفوقه العددي على الأراضي المحتلة.

الحرب الإجرامية التي استوردت أحدث وافتك الأسلحة من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها، والدعم المادي والمعنوي من بعض الدول العربية تزامن مع خطوات إجرامية تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني وتصفية القضية نستعرض أهمها لمعرفة بعض أبعاد المخطط الإجرامي الذي يُراد تنفيذه على حساب القضية المركزية للامة العربية والإسلامية وهي الاتي:

1 -اصدار الكنيست الإسرائيلي قانونا بإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي أوكل لها الإشراف على مخيمات اللاجئين بعد صدور قرار التقسيم منذ عام 1947م؛ بفضل دعم أمريكا وصهاينة العرب والغرب الذين هددوا أولا ومنعوا ثانيا كل الالتزامات التي عليهم للوكالة من اجل تسخيرها للعمل لصالح كيان الاحتلال وشنوا عليها حملات تشويه انها تابعة لفصائل المقاومة.

2 – الغاء مخيمات اللجوء الإنساني عمليا من خلال ارتكاب المجازر فيها واستهدافها بالطيران والمدفعية والقناصة بعد ان كانت تمثل حلا يأوي اليها بعد تدمير أكثر من 85% من المباني السكنية في قطاع غزة والآن في الضفة الغربية في إجرام لم يسبق له في التاريخ مثيل.

3 – اصدار قانون من الكنيست اليهودي بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية بقرار منفرد في تحد سافر للإرادة الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الاتفاقيات التي وقعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك لمواجهة الاجماع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين الذي وصل إلى اكثر من 97 % من دول العالم ومعارضه هامشية لا تتجاوز 9 دول بسبب الضغوط الأمريكية عليها .

4 – مصادرة حق تقرير لمصير للشعب الفلسطيني وهو حق طبيعي وأصيل للشعوب والأمم بموجب القانون الدولي لا يجوز التنازل عنه ولا التفاوض حوله ولا يتوقف منحه على إرادة أي طرف .

5 – اصدار قانون يمنع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين؛ واصدار قانون يشجع هجرة اليهود إلى فلسطين بهدف التغلب على الأكثرية العددية للمواطنين الفلسطينيين وتحقيق التفوق العددي للمستوطنين اليهود.

6 – إلغاء قانون الاعتقال الإداري للمستوطنين اليهود وقصره على الفلسطينيين؛ من أجل الاستعانة بهم (المستوطنين) وتشجيعهم على القيام بجرائم الإبادة والتطهير العرقي وعدم تحميل الجيش الإجرامي المسؤولية بعد ان فُضحت جرائمه على كل المستويات .

7 – استهداف منطقة رفح على حدود مصر بهجوم واسع والسيطرة عليها وإنشاء مناطق أمينة عازلة تمتد إلى عمق رفح تسيطر عليها إسرائيل سيطرة مشددة وفرض واقع جديد والتحكم بدخول المساعدات الغذائية والدوائية وتحويل القطاع إلى ارض طاردة للسكان .

8 – تحويل قطاع غزة بأكمله إلى معسكر اعتقال وفرض ظروف تجعل الحياة فيه غير قابلة للعيش على الاطلاق واستكمال خطط التهجير والترحيل القسري التي يجري تنفيذها في الضفة وقطاع غزة رغم التنسيق الأمني والاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية ورغم القرارات الدولية ذات الصلة .

فالحرب اليوم تستهدف الوجود الفلسطيني، كما يؤكد د.مصطفي البرغوثي (تهديد وجودي للمدنيين وللمنطقة بأسرها مما يستوجب توحيد الصف الفلسطيني وتفعيل اتفاقية -بكين- بين السلطة وفصائل المقاومة، فالإجرام الذي يمارسه الاحتلال الاستيطاني يريد القضاء على الوجود الفلسطيني ولن ينجو منه أحد حتى السلطة نزع صلاحياتها ونقض كل الاتفاقيات الموقعة معها).

ما يريده الاحتلال الاستيطاني هو ما صرح ويصرح به قادته، وهو ما يصرح به ساسة أمريكا وعلى رأسهم ترامب وغيرهم من الداعمين للإجرام الصهيوني وهو ما يريده صهاينة العرب ولولا ذلك لما بدأ واستمر حتى الآن .

المقاومة الفلسطينية والسلطة اليوم أمام حرب وجودية لا تستثني أحدا تريد القضاء على الوجود الفلسطيني برمته، اما الذين يتحدثون عن إمكانية تحقيق السلام فهم يراهنون على شئين معدومين برأي د.البرغوثي الأول: إمكانية وجود سلام مع اليهود فقد نسفوا كل الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية ونزعوا كل صلاحياتها.

الثاني: أمريكا لم تعد وسيطا نزيها بل أصبحت طرفا لتمكين المشروع الاستيطاني اليهودي.

فالحروب فكرة أمريكية- حسب تصريح الخبير الاقتصادي العالمي الأمريكي جيفري ساكس- لتغيير أنظمة الحكم المعادية للعودة، فإسرائيل لا تستطيع الصمود ليوم واحد بدون الدعم الأمريكي-توفير التمويلات؛ وتوفير الدعم العسكري؛ والبحري والعمليات الاستخباراتية وتوفير الذخائر.

الشهداء تجاوز عددهم حتى الآن الـ51 ألفا والجرحى والمفقودون أكثر من 130 ألفاً وما قيل انها هدنة لتبادل الأسرى كانت لترتيب الأوضاع واستئناف الإجرام وتوسيع مداه إلى الضفة ورفح ولبنان وسوريا واليمن؛ كشفت عملية التبادل الإجرام الذي يعانيه الأسرى الفلسطينيون، ولذلك سعى اليهود لاستكمال جرائم الإبادة والتهجير القسري وفرضوا شروطا تعجيزيه ومستحيلة سعيا لتحقيق نصر لم يستطيعوا تحقيقه طوال حربهم الإجرامية التي استمرت لأكثر من خمسة عشر شهرا ومازالت مستمرة .

فصائل المقاومة لم تخرق الاتفاقات والتزمت بكل الشروط لكن اليهود هم من نقضوها وهذه الشروط كشف عنها د.البرغوثي ؛ما اقترحه –نتن ياهو-

1 – اطلاق احد عشر أسيرا بدون ضمانات وبدون مقابل

2 -نزع سلاح المقاومة بكل فصائلها وليس حماس او الجهاد فقط

3 – خروج حماس من قطاع غزة.

الشعب الفلسطيني اليوم يواجهه أخطر موجة من حروب الإبادة والتهجير القسري في القرن الواحد والعشرين، هم يريدونها الحرب الأخيرة أو الكبرى باتفاق السلطة والمعارضة اليهودية ودعم وإسناد صهاينة العرب والغرب، فهل تتجاوز السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة المخاوف والتوجسات وكل الشكوك والظنون من أجل حماية الشعب الفلسطيني ومواجهة الخطر الوجودي، فمهمه القادة كما يؤكد د.البرغوثي (الخوف على شعوبهم لا الخوف على انفسهم).

توحيد الصف الفلسطيني سيؤدي إلى تعاظم دعم الشعوب التي تنعم بالحرية والديمقراطية والرأي العام العالمي والإنساني؛ أما الشعوب التي يحكمها الإجرام والطغيان والفساد والظلم فيكفي انها أصبحت تدرك وتعي حقيقة هذه الأنظمة التي باعت قضيتها ودنست عروبتها وإسلامها.

توحيد الصف الفلسطيني سيؤدي إلى فضح الدعايات الكاذبة والإجرامية والمضللة للتحالف الصهيوني الصليبي، اما ان استمر الحال لا سمح الله كما هو عليه- فسيؤدي إلى استمرار جرائم الإبادة والتهجير القسري والإبادة الجماعية وهو ما صرح به- نتن ياهو –انه يريد تحقيق الإنجازات التي حدثت في حرب 1967م وذلك بالاستعانة بجهود الرئيس الأمريكي ترامب ودعم صهاينة العرب والغرب الذين سيمولون عملية تهجير الشعب الفلسطيني واستثمار أرضه واستقدام اليهود حتى تكون لهم خالصة وإقامة إسرائيل الكبرى التي رفع خريطتها المجرم المطلوب للعدالة -نتن ياهو- وطاقم حكومته وأدواته الإجرامية؛ لكن دماء الأبرياء والشهداء لن تذهب هدرا وسيجني المجرمون عواقب السوء في الدنيا قبل الآخرة ((ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)) .

مقالات مشابهة

  • من سيحل نائبا للرئيس الفلسطيني؟
  • الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
  • توحيد الصف الفلسطيني أساس الصمود
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • "الصحفيين" تستضيف عرضًا خاصًا للفيلم الفلسطيني "مفتاح"
  • الأونروا: لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني
  • السودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي
  • تحذيرات من تفاقم المجاعة في غزة وسط مأساة النزوح
  • مأساة في إيطاليا .. وفاة صيدلانية فلسطينية من عرب 48 في حادث تلفريك
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما