مؤتمر المناخ.. ما الذي أغضب السعودية؟ ولماذا تضغط على الإمارات؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
قال مفاوضون ومسؤولون أوروبيون إن السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط، تعرقل مفاوضات المناخ الرئيسية التي تجريها الأمم المتحدة وتضغط على رئاسة مؤتمر المناخ، الإمارات، في محاولة لتحويل التركيز بعيدا عن الدول المنتجة للنفط والغاز، بحسب صحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
وأضافت المصادر، في تقرير للصحيفة ترجمه "الخليج الجديد"، أن سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28" (COP28) ورئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية، "يتعرض لضغوط كبيرة" من السعودية.
وقال مسؤول خليجي إن "السعوديين غير راضين عن الطريقة التي تعاملت بها الإمارات مع المناقشات في دبي".
وأفاد مصدر مطلع بأن "وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان غاب عن كلمته المقررة في جلسة المؤتمر (اليوم) السبت بعد تعثره في المحادثات". وتُرك مقعد السعودية فارغا.
و"اشتكت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي تهيمن عليها السعودية، من أن المحادثات تسعى إلى ممارسة ضغوط غير مبررة وغير متناسبة على الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم)"؛ مما أثار رد فعل عنيف من الوزراء الأوروبيين"، بحسب الصحيفة.
ودعا الأمين العام لـ"أوبك" الكويتي هيثم الغيص دول المنظمة، عبر بيان، إلى "رفض أي صيغة في المحادثات تستهدف الطاقة، أي الوقود الأحفوري، بدلا من الانبعاثات"، وفقا لرويترز.
اقرأ أيضاً
رئيس كوب 28 يطالب المشاركين بالمرونة للتوصل لاتفاق نهائي بشان الوقود الأحفوري
الوقود الأحفوري
وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني، الرئيسة المشاركة لفريق التفاوض التابع للاتحاد الأوروبي في مؤتمر المناخ، تيريزا ريبيرا إنه "من المثير للاشمئزاز أن دول أوبك تمارس ضغوطا من أجل الوصول إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه (في إنتاج الوقود الأحفوري)"، وفقا للصحيفة.
وتابعت: "لا نتحدث عن التخلص من الوقود الأحفوري بشكل كامل، ولكن ما لم نهيئ الظروف (لانخفاض الانبعاثات المسببة للتغير المناخي) بطريقة تضمن التخلص التدريجي، فلن يحدث ذلك، وسنستمر في استثمار تريليونات من الأموال (في الوقود الأحفوري) التي تضر بمناخنا."
كما قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفر مورجان إنها تشعر بالقلق من أن جميع البلدان لم تكن "منخرطة (في المحادثات) بشكل بناء".
فيما شددت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشير على أنها "مذهولة" و"غاضبة" من ضغوط "أوبك".
وأردفت: "أعول على عدم إعجاب رئاسة (كوب 28) بهذه التصريحات (بيان أوبك) والتوصل إلى اتفاق يؤكد هدفا واضحا للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
كذلك دعا مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ وبكي هوكسترا المشاركين في المؤتمر إلى عدم السماح للمحادثات بالخروج عن مسارها، مشددا على ضروة تجاوز المصالح الذاتية.
اقرأ أيضاً
بلومبرج: كوب 28.. الآمال تتلاشى في خفض درجة حراراة الأرض والطاقة المتجددة هي الأمل
توترات جيوسياسية
والسعودية هي أكبر منتج للنفط وأكثر الأعضاء نفوذا بين الدول الـ13 في أوبك، ومن بين أعضاء المجموعة الآخرين العراق والإمارات، في حين تتكون مجموعة "أوبك +" من 10 دول أخرى، بينها روسيا والمكسيك وكازاخستان، كما لفتت الصحيفة.
وقالت إن المنظمة "أصبحت أكثر عدوانية في معارضة أي تهديد لإنتاج النفط والغاز في العام الماضي، وهاجمت وكالة الطاقة الدولية في مناسبات متعددة بسبب معارضتها لمشاريع الوقود الأحفوري الجديدة، إذ اتهمت الوكالة بزعزعة استقرار أسواق الطاقة ووضع العالم على مسار أزمة طاقة".
وتقول الوكالة إن الطلب على النفط والغاز والفحم من المقرر أن يصل إلى ذروته قبل نهاية هذا العقد، ولكن ستكون هناك حاجة إلى إجراءات حكومية أكثر صرامة لرؤية انخفاض كبير في الطلب بما يكفي لمعالجة تغير المناخ.
بينما تقول "أوبك" إن الطلب على النفط سيستمر في التوسع بسبب النمو السكاني والاقتصادي، وتتوقع أن يرتفع إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو 15% من المستويات الحالية.
ووفقا للصحيفة، أصبحت مسألة مستقبل الوقود الأحفوري القضية الحاسمة في "كوب 28"؛ مما أدى إلى تأجيج التوترات الجيوسياسية مع دخول المحادثات أيامها الأخيرة، وقد نظم ناشطون اعتصاما احتجاجيا في جناح "أوبك" في المؤتمر اليوم السبت، ودعوا رئاسة "كوب 28" إلى النأي بنفسها عن بيان" المنظمة.
وقالت مبعوثة المناخ لجمهورية جزر مارشال تينا ستيج إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري "غير قابل للتفاوض.
وشددت على أنه "لا شيء يعرض رخاء ومستقبل جميع البشر، وبينهم جميع مواطني دول أوبك، لخطر أكبر من الوقود الأحفوري".
اقرأ أيضاً
احتجاجا على صفقات النفط والغاز المحتملة.. استقالة مسؤولة في "كوب 28"
المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مؤتمر المناخ السعودية الإمارات الوقود الأحفوري الانبعاثات من الوقود الأحفوری النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
“غرفة الطاقة الإفريقية”: ليبيا مكان مثالي للاستثمارات الدولية في قطاع النفط والغاز
ليبيا – تقرير أميركي: البلاد تمتلك فرصًا استثمارية واعدة بفضل احتياطياتها الضخمة من الطاقةوصف تقرير اقتصادي نشره موقع “بي آر نيوز واير” الأميركي، ليبيا بأنها “مكان عظيم” للأعمال التجارية الدولية، نظرًا لاحتياطياتها الضخمة من الطاقة، وفرصها الاستثمارية الواعدة في قطاع النفط والغاز.
فرص استثمارية غير مستغلة في قطاع الطاقةونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لـ”غرفة الطاقة الإفريقية”، إن جي أيوك، تأكيده دعم الغرفة لآمال مستقبل ليبيا وتوسع سوق الطاقة العالمي بفضل إمكاناتها الهائلة، مما يفتح الباب أمام استثمارات دولية واسعة النطاق.
دعوة للاستثمارات الطموحة في النفط والغازودعا أيوك إلى اتخاذ قرارات جريئة بشأن مستقبل الطاقة في ليبيا، مشددًا على أن البلاد تعيش بداية مرحلة جديدة في قطاع الطاقات، وهو الوقت المثالي للاستثمارات الطموحة في مشاريع النفط والغاز.
كما حث الشركات الأجنبية على التحرك بسرعة للاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في السوق الليبي، معتبرًا أن ليبيا تملك واحدة من أعظم احتياطيات النفط والغاز في إفريقيا، ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا في قطاع الطاقة العالمي.
إمكانات كبيرة للشراكات الدوليةوأكد التقرير أن ليبيا لديها فرص فريدة لتطوير شراكات جديدة مع المستثمرين الأجانب، مما يعزز استغلال مواردها الطبيعية بشكل مستدام، ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية، في ظل الطلب المتزايد على مصادر الطاقة التقليدية عالميًا.
ترجمة المرصد – خاص