قال مفاوضون ومسؤولون أوروبيون إن السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط، تعرقل مفاوضات المناخ الرئيسية التي تجريها الأمم المتحدة وتضغط على رئاسة مؤتمر المناخ، الإمارات، في محاولة لتحويل التركيز بعيدا عن الدول المنتجة للنفط والغاز، بحسب صحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

وأضافت المصادر، في تقرير للصحيفة ترجمه "الخليج الجديد"، أن سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28"  (COP28)  ورئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية، "يتعرض لضغوط كبيرة" من السعودية.

وبدأ المؤتمر في دبي يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ويستمر حتى 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وقال مسؤول خليجي إن "السعوديين غير راضين عن الطريقة التي تعاملت بها الإمارات مع المناقشات في دبي".

وأفاد مصدر مطلع بأن "وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان غاب عن كلمته المقررة في جلسة المؤتمر (اليوم) السبت بعد تعثره في المحادثات". وتُرك مقعد السعودية فارغا.

و"اشتكت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي تهيمن عليها السعودية، من أن المحادثات تسعى إلى ممارسة ضغوط غير مبررة وغير متناسبة على الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم)"؛ مما أثار رد فعل عنيف من الوزراء الأوروبيين"، بحسب الصحيفة.

ودعا الأمين العام لـ"أوبك" الكويتي هيثم الغيص دول المنظمة، عبر بيان، إلى "رفض أي صيغة في المحادثات تستهدف الطاقة، أي الوقود الأحفوري، بدلا من الانبعاثات"، وفقا لرويترز.

اقرأ أيضاً

رئيس كوب 28 يطالب المشاركين بالمرونة للتوصل لاتفاق نهائي بشان الوقود الأحفوري

الوقود الأحفوري

وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني، الرئيسة المشاركة لفريق التفاوض التابع للاتحاد الأوروبي في مؤتمر المناخ، تيريزا ريبيرا إنه "من المثير للاشمئزاز أن دول أوبك تمارس ضغوطا من أجل الوصول إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه (في إنتاج الوقود الأحفوري)"، وفقا للصحيفة.

وتابعت: "لا نتحدث عن التخلص من الوقود الأحفوري بشكل كامل، ولكن ما لم نهيئ الظروف (لانخفاض الانبعاثات المسببة للتغير المناخي) بطريقة تضمن التخلص التدريجي، فلن يحدث ذلك، وسنستمر في استثمار تريليونات من الأموال (في الوقود الأحفوري) التي تضر بمناخنا."

كما قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفر مورجان إنها تشعر بالقلق من أن جميع البلدان لم تكن "منخرطة (في المحادثات) بشكل بناء".

فيما شددت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشير على أنها "مذهولة" و"غاضبة" من ضغوط "أوبك".

وأردفت: "أعول على عدم إعجاب رئاسة (كوب 28) بهذه التصريحات (بيان أوبك) والتوصل إلى اتفاق يؤكد هدفا واضحا للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".

كذلك دعا مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ وبكي هوكسترا المشاركين في المؤتمر إلى عدم السماح للمحادثات بالخروج عن مسارها، مشددا على ضروة تجاوز المصالح الذاتية.

اقرأ أيضاً

بلومبرج: كوب 28.. الآمال تتلاشى في خفض درجة حراراة الأرض والطاقة المتجددة هي الأمل

توترات جيوسياسية

والسعودية هي أكبر منتج للنفط وأكثر الأعضاء نفوذا بين الدول الـ13 في أوبك، ومن بين أعضاء المجموعة الآخرين العراق والإمارات، في حين تتكون مجموعة "أوبك +" من 10 دول أخرى، بينها روسيا والمكسيك وكازاخستان، كما لفتت الصحيفة.

وقالت إن المنظمة "أصبحت أكثر عدوانية في معارضة أي تهديد لإنتاج النفط والغاز في العام الماضي، وهاجمت وكالة الطاقة الدولية في مناسبات متعددة بسبب معارضتها لمشاريع الوقود الأحفوري الجديدة، إذ اتهمت الوكالة بزعزعة استقرار أسواق الطاقة ووضع العالم على مسار أزمة طاقة".

وتقول الوكالة إن الطلب على النفط والغاز والفحم من المقرر أن يصل إلى ذروته قبل نهاية هذا العقد، ولكن ستكون هناك حاجة إلى إجراءات حكومية أكثر صرامة لرؤية انخفاض كبير في الطلب بما يكفي لمعالجة تغير المناخ.

بينما تقول "أوبك" إن الطلب على النفط سيستمر في التوسع بسبب النمو السكاني والاقتصادي، وتتوقع أن يرتفع إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو 15% من المستويات الحالية.

ووفقا للصحيفة، أصبحت مسألة مستقبل الوقود الأحفوري القضية الحاسمة في "كوب 28"؛ مما أدى إلى تأجيج التوترات الجيوسياسية مع دخول المحادثات أيامها الأخيرة، وقد نظم ناشطون اعتصاما احتجاجيا في جناح "أوبك" في المؤتمر اليوم السبت، ودعوا رئاسة "كوب 28" إلى النأي بنفسها عن بيان" المنظمة.

وقالت مبعوثة المناخ لجمهورية جزر مارشال تينا ستيج إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري "غير قابل للتفاوض.

وشددت على أنه "لا شيء يعرض رخاء ومستقبل جميع البشر، وبينهم جميع مواطني دول أوبك، لخطر أكبر من الوقود الأحفوري".

اقرأ أيضاً

احتجاجا على صفقات النفط والغاز المحتملة.. استقالة مسؤولة في "كوب 28"

المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مؤتمر المناخ السعودية الإمارات الوقود الأحفوري الانبعاثات من الوقود الأحفوری النفط والغاز

إقرأ أيضاً:

ستاندرد اند بورز ترفع تصنيف السعودية

الرياض-رويترز

رفعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني تصنيف المملكة العربية السعودية إلى "A+" من "A" مع نظرة مستقبلية مستقرة اليوم بفضل التحول الاجتماعي والاقتصادي المستمر في البلاد.

وقال التقرير إن القوة الدافعة المستدامة في مشروع رؤية 2030يمكن أن يساعد في تعزيز النشاط في قطاعات البناء والخدمات اللوجستية والتصنيع والتعدين، مما يدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة بين 2025 و2028.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وكالة التصنيف الائتماني إنها تتوقع أن تعمل الحكومة السعودية على خفض الإنفاق الرأسمالي والإنفاق الجاري المرتبط به في عام 2025.

وفي ظل الهدف الرئيسي للمملكة المتمثل في تنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز، قالت فيتش إن الاستثمارات الحالية من شأنها أن تعزز الاستهلاك من قبل الشباب السعودي وتزيد من القدرة الإنتاجية للاقتصاد.

وفي الأسبوع الماضي، وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم جديدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مع وكالة ائتمان الصادرات الإيطالية الحكومية.

وتتوقع الوكالة أيضا أن يؤدي تراجع توزيعات أرباح شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو إلى مزيد من الانخفاض في عائدات النفط.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر السنوات المقبلة
  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر خلال السنوات القادمة
  • وزير الكهرباء يستعرض أهمية الوقود الحيوي في تعزيز أمن الطاقة وتنوع مصادرها
  • ترامب: الأراضي ومحطات الطاقة محور المحادثات مع بوتين غدا
  • الجابر: الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد العالمي وحان الوقت لتقدير دورها الاستثنائي
  • وزير الطاقة التركي يزور العراق ويلتقي وزير النفط ببغداد
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • ستاندرد اند بورز ترفع تصنيف السعودية
  • قادة دينيون من أمريكا اللاتينية يجتمعون في البرازيل قبيل مؤتمر COP30
  • أرخص سيارة كيا .. ماذا تقدم بيجاس 2025 وكم سعرها في السعودية ؟