أعلن سعادة الدكتور عمر محمد الأنصاري، رئيس جامعة قطر، أن الجامعة مقبلة على دورة جديدة من التخطيط الأكاديمي لتحقيق مواءمة أكبر مع سوق العمل وتقديم برامج نوعية تستجيب للمتطلبات الوطنية، وتلبي التطلعات المستقبلية للدولة.
وقال سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية/قنا/ إن "الجامعة مقبلة في الفترة القريبة القادمة على دورة جديدة من التخطيط الأكاديمي نأمل أن تضمن مواءمة أكبر مع سوق العمل ومتطلباته من الخريجين وتحقق معايير تساعد الجامعة في تقديم برامج نوعية وافتتاح برامج جديدة يتحقق فيها التكامل بين المخرجات التعليمية والبحثية".


وأضاف أن الجامعة تقوم حاليا بمراجعات للبرامج والتخصصات والأقسام والكليات، وأي توسع جديد فيها سيكون مرتبطا بجملة أمور يأتي في مقدمتها المتطلبات الوطنية ورؤية قطر الوطنية 2030، وحاجة سوق العمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
ونبه سعادة رئيس جامعة قطر إلى أن التوسع ليس هدفا بحد ذاته بمقدار ما هو تلبية لمعطيات جديدة واستجابة لمتطلبات مستقبل ننشده يجعلنا قادرين على التفاعل مع معطيات هذا العصر التقني والتكنولوجي.
وثمن سعادته جهود مجلس أمناء الجامعة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير.. مؤكدا الحرص على العمل بكل جهد وتفان لتحقيق التطلعات المرجوة.. وقال إن جامعة قطر هي مجتمع فكري وعلمي ذو مكانة علمية عالمية وخبرات واسعة وغنية ومتنوعة، ولا شك أن تلك المكانة المرموقة التي وصلت إليها تزيد من حجم المسؤولية على عاتق الجميع.
ولفت سعادة رئيس جامعة قطر إلى أن أولويات العمل في المرحلة الراهنة والقضايا الجامعية كثيرة وعلى مختلف الأصعدة والمستويات وترتبط ارتباطا وثيقا بالتغييرات والتطورات في المجتمع وسوق العمل، سواء أكانت أكاديمية أم إدارية.
وأوضح أن من هذه الأولويات الارتقاء بعملية التعليم والتعلم ومتطلباتها إلى ما تطمح إليه الجامعة وبما يحقق رؤيتها ورسالتها وتحقيق المواءمة والتكامل بين البرامج والتخصصات على مستويات البكالوريوس والدراسات العليا وبين المتطلبات الوطنية واحتياجات سوق العمل وما تفرضه معطيات الحياة كل يوم.
كما أوضح أن من الأولويات خلق بيئة تعليمية وبحثية وإعداد خريجين أكفاء قادرين على المساهمة بفعالية في صنع المستقبل وابتكار حلول للتحديات الوطنية وتوفير متطلبات النهضة الشاملة والانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
ونوه بأن جامعة قطر، وهي الجامعة الوطنية الأم ومؤسسة التعليم العالي الأولى في البلاد، استطاعت أن تفرض نفسها كلاعب أساسي في مجال التعليم العالي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية وتتقدم وفق خطط مرسومة طموحة ما يشكل عامل جذب للطلبة نحو الانتساب إليها.
وأشار سعادة الدكتور عمر الأنصاري إلى عوامل أخرى كثيرة شكلت عوامل جذب، منها ما توفره من بيئة تعليمية محفزة وكوادر مؤهلة متميزة، إلى جانب السمعة الطيبة التي يحظى بها خريجو الجامعة في مختلف التخصصات، "إذ لا تكاد تخلو الآن مؤسسة حكومية أو خاصة من خريجي جامعة قطر، من المشهود لهم بالكفاءة العالية والقدرة على المنافسة والتميز".
وأكد سعي الجامعة المستمر لاستقطاب الطلبة القطريين نحو جميع التخصصات ومنها التخصصات الطبية والهندسية والعلمية.. وقال إن حل إشكال تدني نسبة إقبال الطلبة القطريين على هذه التخصصات لا يقتصر على الجامعة وحدها، بل هو مسؤولية مجتمعية عامة لا بد من التعاون بين مختلف أطياف المجتمع ومؤسسات الدولة للتعامل معها.
ودعا سعادته إلى تثقيف الطلبة وتوعيتهم بأن الدراسة ليست سبيلا للحصول على وظيفة فحسب، بل هي إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن.. وقال "يجب أن يتكامل المجتمع بأبنائه وبأفكارهم وعلومهم وتخصصاتهم، بحيث تكون توجهاتهم الدراسية متكاملة لا منحصرة في اتجاهات محددة، وهذا يتطلب أن يكون لدينا طلبة قطريون في كل اختصاص".
وأشار إلى أن الجامعة توفر اليوم عقود رعاية للطلبة القطريين المتميزين كما توفر فرصا لابتعاث المتميزين منهم لاستكمال دراستهم في الخارج وتدعمهم في هذه العملية من خلال إرشادهم للحصول على قبول واستكمال المتطلبات.
في سياق ذي صلة، أكد سعادة الدكتور عمر محمد الأنصاري رئيس جامعة قطر، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، حرص الجامعة على استقطاب الكوادر الوطنية القطرية إلى مختلف قطاعات جامعة قطر التعليمية والبحثية والإدارية.. وقال إنها وضعت خططا يتم مراجعتها وتطويرها على نحو مستمر لزيادة نسبة هذه الكوادر في تلك القطاعات إعدادا لجيل الشباب القطري إعدادا كافيا يمكنهم من بناء المستقبل بما يحقق للوطن التقدم والازدهار.
وأشار سعادته أن هذا النوع من الخطط في البيئة الأكاديمية يحتاج إلى فترات زمنية ليظهر أثره.. مبينا أن إعداد تلك الكوادر لا يتوقف فقط عند تعينهم بل يتطلب برامج إعداد متنوعة، على المستوى العلمي من خلال الابتعاث واستكمال الدراسات العليا ثم العودة للانضمام إلى هيئة التدريس.
وعلى المستوى الإداري أوضح أن ذلك يتم من خلال إعداد الموظفين إعدادا جيدا يمكنهم من الإسهام بفاعلية في تسيير شؤون الجامعة على النحو الأمثل.. وقال "تحقيقا لهذا الغرض عينت الجامعة المعيدين والمحاضرين، ورفعت نسبة الابتعاث للقطريين، ويسرت إجراءاته، فصارت أعداد المبتعثين لإكمال دراستهم العليا في الماجستير والدكتوراه تزداد عاما بعد عام".
وذكر سعادة رئيس جامعة قطر أن الجامعة وقعت اتفاقيات تعاون مع الجهات المعنية لتوظيف القطريين بعد تدريبهم وتطوير مهاراتهم بما يتناسب ومتطلبات العمل في الجامعة.. معربا عن الأمل أن تؤتي هذه الإجراءات والاتفاقيات نتائجها، وتسهم في تحقيق الخطة الوطنية في التقطير ودفع عجلتها إلى الأمام.
وتطرق إلى ما حققته جامعة قطر من تقدم كبير في التصنيفات الدولية، مبينا أن مرتبة الجامعة في التصنيفات والاعتمادات الدولية المختلفة هي انعكاس لجودة أداء المؤسسة، وتطورها المستمر وإنتاجيتها التعليمية والبحثية.. منبها في هذا السياق إلى أن مراتب التصنيف المتقدمة ليست هدفا بحد ذاتها، بل تأتي نتاجا للجهود والتميز على كافة الأصعدة.
ولفت إلى أن لدى الجامعة منظومة استراتيجية متكاملة لقياس وتحسين مؤشرات أدائها بصفة عامة وقطاعتها المختلفة بصفة خاصة "وهي معايير تضاهي المعايير العالمية بالإضافة إلى توفير الموارد والآليات التي تحفز المجتمع الجامعي بكل أطيافه على الإبداع والتحسين المستمر في الممارسات التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع".
وفيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية بالجامعة، أفاد سعادته أنه تم إنجاز مشاريع كثيرة في هذا الميدان خلال الأعوام القليلة الماضية، لعل آخرها مبنى شؤون الطلاب الجديد ومبنى كلية التربية ومبنى كلية القانون، وكلها مبان مستدامة صممت وفق أعلى المعايير الدولية. وقال سعادته إن المشاريع حصلت على جوائز الاستحقاق في فئة التعليم والبحث، وذلك في حفل توزيع جوائز سجل الأخبار الهندسية (ENR) لأفضل المشاريع العالمية من بين (21) دولة في القارات الست.
كما لفت إلى أن جامعة قطر أنجزت قبل تلك المشاريع، مبنى كلية الطب ومجمع ابن البيطار لكلية الصيدلة والتخصصات الطبية، ومبنى كلية الهندسة، ومبنى الرياضات والفعاليات، وغير ذلك.
وأضاف أن المشاريع الجديدة أو قيد الإنشاء كثيرة أيضا، ومنها مبنى الإدارة العليا، والممرات المكيفة وغيرها، إضافة إلى التوسع في مباني السكن الطلابي والمرافق الرياضية وتحديثها والتوسع فيها باستمرار لتلبية الطلب المتزايد الناتج من تزايد أعداد طلبة جامعة قطر كل عام.
ونوه إلى أن تطوير البنية التحتية لا يقتصر على إنشاء المباني الحديثة أو تطوير المباني القديمة، بل يتضمن أيضا تطوير بنية تحتية بتقنية حديثة للجامعة تمكنها من الاستفادة القصوى من معطيات التكنولوجيا المتسارعة.
ولفت رئيس جامعة قطر في هذا الإطار إلى تأسيس الجامعة لمكتب التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني وانتقالها في عدد من إجراءاتها إلى استخدام الأنظمة الرقمية، وإجراء العديد من الدورات وورش العمل حول أمن المعلومات في إطار توفير كوادر مؤهلة ومدربة قادرة على التعامل الفوري والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات وتحقيق متطلبات الجودة الأكاديمية والعلمية.
وبشأن الرسوم الجامعية، أكد سعادة الدكتور عمر الأنصاري أن الجامعة تولي هذه المسألة أهمية كبيرة، وقال إن الأمور المادية ينبغي ألا تقف عائقا في طريق إكمال الطلبة دراستهم وتخصصهم.. مشيرا إلى أن الجامعة أتاحت مجموعة من الآليات والفرص لمساعدة الطلاب من خلال تطوير سياسات وتوفير موارد تتمكن من خلالها مساعدة الطلبة لاستكمال دراستهم.
كما أفاد أن جامعة قطر توفر فرصا للتوظيف الطلابي، وعن طريق صندوق المساعدات الطلابية، كذلك تقدم الجامعة المنح المتعددة للطلبة كل عام بوصفها حلا عمليا وواقعيا لهذا الإشكال.
وتحدث سعادة رئيس جامعة قطر عن القطاع البحثي ودوره التنموي، وقال إن لدى الجامعة سجلا حافلا بالإنجازات البحثية والعلمية المتميزة، "فهي تنتج المعرفة وتصدرها من خلال البحوث والدراسات والمنشورات الصادرة عنها.
وأوضح أن القطاع البحثي في جامعة قطر أسهم في المشاريع الكبرى في الدولة مثل الأمن الغذائي وملاعب كأس العالم ومشاريع البنية التحتية، كما حقق إنجازات علمية وبحثية كبيرة ومهمة في التخصصات العلمية والإنسانية والاجتماعية.
وأكد أن أولويات البحث العلمي ترتكز على أن تكون الأبحاث ذات أثر إيجابي محلي وإقليمي ودولي، وعلى أن تكون متناغمة ومنسجمة مع متطلبات التنمية ورؤية قطر بالتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية الشاملة والمستدامة، واحتياجات سوق العمل ومعطيات التقنية والتكنولوجيا ومؤثرا فيها، "فهي الرافد الأساسي للمجتمع بالمعرفة والكوادر والخبرات البشرية".
وأشار في هذا السياق إلى إطلاق جامعة قطر منذ سنة تقريبا شركة جامعة قطر القابضة بقصد احتضان الأفكار المبدعة والخلاقة للطلبة والأساتذة، وتحويلها من النظري إلى العملي والإنتاجي.. وقال "مازالت الشركة في بدايتها ونأمل أن تقدم هذه المنظومة فرصا حقيقية للبحث والتطوير وتقديم حلول ناجعة لتحديات وإشكاليات وتسهم ولو بجزء بسيط في منظومة الدولة للتطوير والابتكار".
واختتم سعادة الدكتور عمر الأنصاري رئيس جامعة قطر حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ بالقول "إن جامعة قطر بيتنا الأول وجامعتنا الوطنية الأم التي نفخر ونعتز بالانتماء إليها، ومن حقها علينا أن نبذل لها كل الجهود لكي ترتقي باستمرار بما ننجزه ونقدمه".. داعيا جميع منتسبيها إلى الاستمرار في الجد والاجتهاد والعطاء، كما حث الطلبة على أن يكونوا مؤثرين بفكرهم وعلمهم لتكون جامعة قطر جامعة عالمية تسهم في صناعة مستقبل الوطن.




 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر رئيس جامعة قطر التعلیمیة والبحثیة أن الجامعة سوق العمل وقال إن من خلال فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة القاهرة يستقبل سفير أوزباكستان لتعزيز أوجه التعاون

استقبل الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، بمكتبه، السيد منصور بيك كيليتشيف سفير دولة أوزبكستان بالقاهرة، والوفد المرافق له، بحضور د. أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، 
لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات الأكاديمية والبحثية وتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وتناول اللقاء، تعزيز سبل التعاون بين جامعة القاهرة والجامعات الأوزبكية، خصوصا في مجالات الدراسات الشرقية والهندسة المعمارية والدراسات العليا بعدد من التخصصات بكليات جامعة القاهرة، إضافة إلى تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتخصيص مساحة من الأرفف داخل المكتبة المركزية لعرض أمهات الكتب والمطبوعات الحديثة بدولة أوزباكستان.

 

وخلال اللقاء، استعرض الدكتور محمد سامي عبد الصادق تاريخ جامعة القاهرة، وعدد كلياتها ومعاهدها، وعدد الطلاب المصريين والوافدين بها، مشيرًا إلى تحقيق الجامعة انجازًا جديدًا بتصدرها الجامعات المصرية والأفريقية في تصنيف التايمز النوعي "تصنيفات العلوم متعددة تخصصات" Interdisciplinary Science Rankings، الصادر في نوفمبر 2024، وجاءت الجامعة في المرتبة 39 عالميًا من بين 749 جامعة من 92 دولة واقليم.


وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة حريصة على تعزيز أوجه التعاون الأكاديمي والبحثي ومد جسور التواصل تجاه الشرق، ولديها العديد من الاتفاقيات المشتركة مع الجامعات من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن الجامعة أنشأت فرعًا دوليًا لها يقوم الطلاب من خلاله بدراسة البرامج الحديثة بالشراكة مع العديد من الجامعات الدولية، لافتًا إلي وجود مركز متميز للدراسات الشرقية داخل جامعة القاهرة.


ومن جانبه، أعرب سفير دولة أوزباكستان عن رغبته فتح آفاق التعاون بين جامعة القاهرة وعدد من الجامعات الأوزبكية، ومن أهمها جامعة طشقند الحكومية، مبديا رغبة المجتمع الأكاديمي الاوزبكي بفتح فرع لجامعة القاهرة داخل دولة أوزباكستان، وموجهًا الدعوة للدكتور محمد سامي عبد الصادق لزيارة دولة اوزباكستان للإطلاع علي الحركة التعليمية بداخلها.

وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا التذكارية والمطبوعات بين الجانبين، والتقاط بعض الصور.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل سفير أوزباكستان لتعزيز أوجه التعاون
  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل سفير أوزباكستان
  • رئيس جامعة سوهاج يتفقد تدريبات ذوى الهمم بمركز الحرف
  • المنشاوي يرأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية
  • رئيس جامعة أسيوط يُصدر 5 قرارات بتعيين وتجديد تكليف قيادات أكاديمية جديدة ببعض كليات ومعاهد الجامعة
  • رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني الفرنساوي
  • نصائح رئيس جامعة القاهرة لخريجي كلية طب الأسنان
  • رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 95 في كلية طب الأسنان
  • مستشار رئيس الجمهورية يشيد بالجهود الوطنية لدعم القطاع الصحي بمصر
  • نائب رئيس جامعة عين شمس تحصل على جائزة التميز الأكاديمي