استخدمت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، حق النقض "الفيتو" خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف "إطلاق نار إنساني فوري" بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وحصل مشروع القرار الذي قدمته الإمارات على تأييد 13 دولة، ودعم ورعاية 99 دولة، على الأقل، مقابل معارضة الولايات المتحدة فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت فكانت نتائج التصويت وفق التالي مع القرار13 دولة، ضد القرار الولايات المتحدة الممتنعون عن التصويت "بريطانيا".



وهذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة منذ بدء الحرب، إذا لا ترغب واشنطن التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة والمعلومات والإسناد اللوجستي والدبلوماسي بأن يكون هناك وقف لإطلاق النار.



واعتبر نائب المندوبة الأميركية، روبرت وود، أن مشروع القرار "منفصل عن الواقع" و"لن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض حسب زعمه".

وقال وود: "في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار"، معتبرا أن ذلك "سيؤدي فقط إلى زرع بذور الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين وفق ادعائه".

غوتيريش حذر من عواقب كارثية

وقبل ساعات من تصويت مجلس الأمن أكد الأمين العام للأمم المتحد أنطونيو غوتيريش أن 85 بالمئة من سكان قطاع غزة اضطروا لمغادرة منازلهم دون أدنى مقومات الحياة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة متشبثة وملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، لكن هناك مخاوف من الانهيار الكامل لنظام الدعم الإنساني في غزة، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة.

وأضاف غوتيريش أن النظام الصحي في غزة ينهار بينما تتصاعد الاحتياجات، كما أن الغذاء لدى سكان غزة ينفد، ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي هناك خطر جدي لحدوث مجاعة، وشدد على أن الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى غزة لم تعد موجودة.



وتوقع أن تؤدي الأحداث في غزة إلى انهيار كامل للنظام العام، وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر، وشدد على أن القيود التي تفرضها إسرائيل في غزة تجعل تلبية منظمات الأمم المتحدة لاحتياجات السكان صعبا، وهو ما دفعه للكتابة إلى مجلس الأمن الدولي مستشهدا بالمادة 99 "لأننا وصلنا إلى نقطة الانهيار حسب تعبير".

رفض الدعوة يعني استمرار الإبادة الجماعية

وفي حديث خلال الجلسة قبل صدور القرار، قال المندوب الفلسطيني، رياض منصور، إن إسرائيل قتلت في غضون شهرين أكثر من 17 ألف فلسطيني، من بينهم 7 آلاف طفل، فيما جرح نحو 40 ألفاً وهُجر 1.9 مليون داخل قطاع غزة، عدا عن تدمير ثلثي المنازل والقضاء نهائياً على كل المستشفيات وقصف المخابز.

وأكد أن هدف إسرائيل هو التطهير العرقي لقطاع غزة وتهجير قسري لأهلها، مشيراً إلى أن رفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار يعني رفض الدعوة للأمر الوحيد الذي يمكن أن ينهي جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

وأضاف "وضعت إسرائيل كل حاجز ممكن أمام دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، ويفترض بنا أن نصدق أن هذا الادعاء لا يهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في الوقت الذي يستمر فيه حصار شعبنا وحرمانهم من كل أسس الحياة".

مشروع القرار

وأعدت الإمارات مشروع القرار الذي طالب في نسخته الأخيرة بـ"وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية" في غزة، محذرا من "الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة"، وفق فرانس برس.
كما دعا النص المقتضب إلى "حماية المدنيين" و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية".

عزل واشنطن وتراجع الدعم الغربي للاحتلال

وبالنظر إلى مجريات جلسة مجلس الأمن الدولي التي فشلت في تمرير القرار القاضي بوقف إطلاق النار يظهر تراجع الدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي في حربه الهمجية التي يشنها على قطاع غزة وهو ما ظهر جليا بامتناع بريطانيا عن التصويت، وموافقة 13 دولة على تمرير القرار ما يجعل الولايات المتحدة الوحيدة التي تدعم الكيان الإسرائيلي عسكريا وسياسيا في العدوان على القطاع.

فقد تم اقناع فرنسا بالتصويت لصالح القرار، وتم تحييد بريطانيا من خلال امتناعها عن التصويت، وتم التصويت للقرار من جميع الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن وعلى رأسهم اليابان والبرازيل وهذا الحشد تسبب بعزل الولايات المتحدة في هذه القضية، وجعلها مسؤولة وبشكل مباشر عن تداعيات الأزمة الإنسانية بعد استخدامها للفيتو.



فيما يرى متابعون أن تعنت الولايات المتحدة في مواصلة دعمها للاحتلال الإسرائيلي شراكة في قتل النساء والأطفال في قطاع غزة ما يجعل أمريكا و "إسرائيل" في جبهة والعالم كله في جبهة أخرى.

ومنذ 64 يوما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، الذي خلّف حتى اليوم أكثر من 17 ألف شهيدا، و46 ألف مصابا، ودمارا هائلا بالأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.

ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية، في حين نزح 1.9 مليون شخص أي 85% من سكانه، وسط دمار وأضرار شملت نصف مساكنه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مجلس الأمن وقف إطلاق النار مجلس الأمن وقف إطلاق النار العدوان على غزة الفيتو الأمريكي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة مشروع القرار لإطلاق النار فی قطاع غزة مجلس الأمن عن التصویت فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد كشفها رسمياً..إسرائيل ممتعضة من المحادثات بين واشنطن وحركة حماس

أبدت تل أبيب قلقها من مفاوضات سرية بين إدارة ترامب وحماس، وفق مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع.

وحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" استطلع مساعدو ترامب آراء المسؤولين الإسرائيليين في بداية فبراير(شباط)في  إمكانية التعامل مباشرة مع حماس، ونصحهم الإسرائيليون بالامتناع عن ذلك. خطة المفاوضات

وعلمت إسرائيل لاحقاً من خلال قنوات أخرى أن واشنطن تمضي قدماً في خطة المفاوضات المباشرة.

Scoop: Israel objected to secret U.S.-Hamas talks in tense call https://t.co/Ifk1AzPubK

— Axios (@axios) March 7, 2025

وتجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين نتانياهو انتقاد الرئيس ترامب، علناً منذ كشف المحادثات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وحماس يوم الأربعاء، قائلاًً إن إسرائيل أوضحت رأيها للولايات المتحدة.

وحسب المصادر جاءت المحادثات بعد ساعات قليلة من لقاء بوهلر في الدوحة مع القيادي خليل الحية، أحد كبار المسؤولين السياسيين في حماس ورئيس فريق التفاوض، في الأسبوع السابق، بعد اجتماع مع مسؤولين من المستوى الأدنى في حركة حماس.

وركزت المحادثات على إعادة الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر،21 عاماً، وجثث 4 رهائن أمريكيين. 

لكن الرسالة الأمريكية كانت أن مثل هذه الصفقة ستقطع شوطاً طويلاً مع ترامب الذي سيضغط بعد ذلك من أجل صفقة أوسع نطاقاً يمكن أن تنطوي على هدنة طويلة الأمد، وممر آمن من غزة لقادة حماس، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، والنهاية الفعلية للحرب. 

وكان ترامب ومستشاروه يأملون تحقيق اختراق قبل خطابه أمام الكونغرس، الثلاثاء، لكنهم وجدوا رد حماس غير كافٍ.

"High on Trump": Netanyahu sees Trump's Gaza gambits as Israel's big chance. My story on @axios https://t.co/c9pm8mRAed

— Barak Ravid (@BarakRavid) February 12, 2025 الهدف الأمريكي

وتطرقت المحادثات أيضاً إلى تفاصيل محددة مثل عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل عودة ألكسندر سالماً.

ورفض نتانياهو في البداية تفاوض الولايات المتحدة مع حركة حماس، إلا أنه ومستشاريه أصبحوا أكثر قلقاً بعد أن أصبحت الفكرة حقيقة، وفقاً لمصدر مطلع.

في ما وصفه المصدران بـ مكالمة "صعبة"، اعترض ديرمر على تقديم بوهلر مثل هذه المقترحات دون موافقة إسرائيل، ولكن بوهلر أكد لديرمر أنه ليس قريباً من التوصل إلى اتفاق مع حماس وأنه يتفهم مخاوف إسرائيل.

Hamas released a video on Saturday with proof of life from U.S. citizen Idan Alexander, who is being held hostage in Gaza — and in the footage, he calls on President-elect Trump to negotiate for his release https://t.co/Sa9j3RQzAg

— Karel Valansi (@karelvalansi) November 30, 2024

وحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين دفعت المكالمات  بين ديرمر وبوهلر  البيت الأبيض إلى إعادة النظر في نهجه.

وعقد ترامب ومستشاروه اجتماعاً طويلاً، يوم الأربعاء، حول المحادثات مع حماس وقرروا أنهم في حاجة إلى إرسال رسالة عامة قوية. وقال مسؤول أمريكي إن الفكرة كانت الضغط على حماس لتقديم تنازلات وتوضيح أن موقف الولايات المتحدة من الحركة لم يتغير.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: تقدم في محادثات واشنطن وحماس بشأن اتفاق غزة
  • إعلام إسرائيلي: إحراز تقدم في محادثات الولايات المتحدة مع حماس
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • واشنطن: الولايات المتحدة لم تجدد الإعفاء الممنوح للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • بعد كشفها رسمياً..إسرائيل ممتعضة من المحادثات بين واشنطن وحركة حماس
  • الرئيس الأمريكي: واشنطن قد تفرض رسوما جمركية متبادلة اعتبارا من اليوم
  • واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعلق تزويد أوكرانيا بصور الأقمار الصناعية
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس
  • وزير البترول يؤكد أهمية علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في قطاع الطاقة
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل حاولت تعطيل المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس