ماذا يحدث في أمريكا؟.. تصفية 3 أساتذة جامعات ضمن قائمة اغتيالات كبرى لمجموعة علماء| القصة الكاملة

لا يوجد في تاريخ أمريكا قتل عشوائي لأي عالم، وأن يكون هناك قائمة معدة مسبقة لعدد من العلماء مطلوب اغتيالهم، فهذا أمر معد وأن يتم بالفعل قتل 3 من تلك القائمة عبر إطلاق النار، وأن يتم إرسال طرود مشبوهة لعدد آخر من ذات القائمة، والملفت للنظر، أن المشتبه به الوحيد في القضية يتجاوز عمره الـ60 عاما، ويتم قتله من قبل الشرطة، فإننا أمام بداية قصة قد تتعدد فصولها في الأيام المقبلة، وبداية خيط قد يكشف أسرار خطيرة داخل جامعات أمريكا.

 

وبالفعل قُتل أساتذة جامعة نيفادا في لاس فيجاس، ناوكو تاكيمارو (يسار)، وتشا جان "جيري" تشانغ، وباتريشيا نافارو فيليز، خلال إطلاق نار في الحرم الجامعي يوم الأربعاء، وقد أشرف تاكيمارو على برنامج الدراسات اليابانية التابع لجامعة UNLV بينما كان كل من تشانغ ونافارو فيليز أستاذين في كلية إدارة الأعمال، وقد قالت الجامعة إن مسلحا فتح النار في جامعة نيفادا في لاس فيغاس يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس وإصابة آخر.

 

ماذا حدث داخل الحرم الجامعي

 

 

بحسب صحيفة npr الأمريكية، فقد حددت الجامعة الأمريكية يوم الخميس اثنتين من الضحايا هما باتريشيا نافارو فيليز ، 39 عامًا، من لاس فيجاس وتشا جان "جيري" تشانغ ، 64 عامًا، من هندرسون، نيفادا - وكلاهما أستاذان في كلية إدارة الأعمال، وفي يوم الجمعة، حدد مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة كلارك هوية الشخص الثالث الذي قُتل: ناوكو تاكيمارو ، 69 عامًا، من لاس فيغاس، التي أشرفت على برنامج الدراسات اليابانية التابع لجامعة UNLV، وقد قالت UNLV إن عضوًا آخر في هيئة التدريس، لم يتم تحديد هويته، لا يزال في المستشفى.

فيما أعلنت الجامعة يوم الجمعة أنه تم إلغاء الاختبارات النهائية الشخصية المقررة الأسبوع المقبل، لكنها قالت إنها قررت المضي قدمًا في مراسم البدء في الفترة من 19 إلى 20 ديسمبر، كتب رئيس UNLV، كيث ويتفيلد، إن لحظة البدء المهمة هي اليوم الأكثر خصوصية في التقويم الجامعي، وفي الأوقات الصعبة مثل هذه يمكننا ويجب علينا أن نحتفل بأحلام خريجينا الأكاديمية التي تحققت.

 

قائمة اغتيالات .. ماذا قالت الشرطة عن المشتبه به؟

 

وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس، حدد شريف إدارة شرطة مدينة لاس فيغاس، كيفن ماكماهيل، المشتبه به في إطلاق النار بأنه أنتوني بوليتو البالغ من العمر 67 عامًا، وقال مكماهيل للصحفيين إن المسؤولين تمكنوا من تفتيش سيارة ومنزل بوليتو لكنهم لم يحددوا الدافع وراء إطلاق النار، وأوضح مكماهيل: "أريد أن أؤكد أننا مازلنا نتعلم الكثير عن هذا المشتبه به وما زلنا نحاول فهم الدافع، فنحن نعلم أنه تقدم عدة مرات للحصول على وظيفة في العديد من مؤسسات التعليم العالي في نيفادا وتم رفضه في كل مرة."

وأضاف شريف إدارة شرطة مدينة لاس فيغاس، أن بوليتو كان لديه قائمة اغتيالات بالأشخاص الذين كان يبحث عنهم في حرم جامعة UNLV، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس من جامعة شرق كارولينا، حيث كان يعمل سابقًا، وقال الشريف للصحفيين إن الشرطة اتصلت بجميع الأفراد المدرجين في تلك القائمة للتأكد من أنهم بخير، باستثناء شخص واحد كان على متن رحلة دولية.

رسائل مشبوهة مرسلة من المشتبه به قبل قتله

 

والملفت للنظر هو ما قاله مكماهيل، حيث ذكر أن المشتبه به تم قتله عقب إطلاق النار عليه، وأنه أرسل رسائل إلى العديد من أفراد UNLV في جميع أنحاء البلاد دون عنوان إرجاع، وقال للصحفيين إن مسؤولي إنفاذ القانون ما زالوا لا يعرفون محتوى جميع الرسائل، لكنه قال إن واحدة منها على الأقل كانت تحتوي على "مادة مسحوق أبيض غير معروفة"، وذكرت الشرطة في وقت لاحق على موقع X (تويتر سابقًا) أنه تبين أن المسحوق غير ضار.

وحث ماكماهيل على أنه إذا تلقى أي شخص في قطاع التعليم خطابًا بدون عنوان إرجاع مسجل، فيجب عليه توخي الحذر والاتصال بالسلطات المحلية، فيما ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن بوليتو، الذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع سلطات إنفاذ القانون، لم يكن يستهدف الطلاب على ما يبدو، وفقًا لاثنين من مسؤولي إنفاذ القانون على علم مباشر بالتحقيق.

 

 

في لاس فيغاس لن تكون المرة الأخيرة

 

ومن الملفت أنه قبل ست سنوات فقط، وعلى بعد أميال قليلة غربًا، شهدت لاس فيغاس حادث إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث ، عندما فتح مسلح النار على مهرجان موسيقى الريف Route 91 Harvest، مما أودى بحياة 60 شخصًا، ومنذ بداية هذا العام، أودى أكثر من 630 حادث إطلاق نار جماعي بحياة أشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لأرشيف العنف المسلح، وقد أظهر أحد الاستطلاعات التي صدرت هذا العام أن نصف الأمريكيين قد تأثروا بالعنف المسلح - يقول 1 من كل 6 إنهم شهدوا شخصيًا حادث إطلاق نار.

 

وفي تلك الحادثة بدأ إطلاق النار يوم الأربعاء حوالي الساعة 11:45 صباحًا بالتوقيت المحلي في الطابق الرابع من كلية لي للأعمال بجامعة نيفادا في لاس فيجاس، وانتهى الأمر في الخارج، حيث أطلق اثنان من محققي الجامعة النار على المسلح مما أدى إلى مقتله، وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن بوليتو كان أستاذًا تم رفضه مؤخرًا لوظيفة في المدرسة، لمدة 40 دقيقة تقريبًا بين الطلقات الأولى وانتهاء الأمر، انتظر الحرم الجامعي في حالة من القلق والخوف والرعب، وكان طالب القانون كارلوس إدواردو إسبينا، 24 عامًا، قد أنهى للتو أحد اختباراته النهائية الأخيرة عندما تلقى فصله تنبيهات بوجود مطلق نار نشط، وقال لـ NPR عبر الهاتف مساء الأربعاء: "في البداية لم يبدو الأمر حقيقيًا، وبعد ذلك تقول فقط: "أوه، لقد حان دوري، على ما أعتقد، فهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، وهذا يحدث أكثر فأكثر."

 

وقال إنه في الأسبوع الماضي فقط وقف إسبينا وسط حشد من الناس لمشاهدة عرض عيد الميلاد وتساءل بصوت عالٍ لصديقته ليس عما إذا كان سيتعرض لنوع من إطلاق النار الجماعي، بل متى، وحادثة يوم الأربعاء لن تكون هذه هي المرة الأخيرة، ولن أتفاجأ إذا كان هناك شيء آخر، شيء من هذا القبيل، لا أعرف، في غضون أيام أو أسابيع قليلة، فهكذا هي الأمور في الوقت الحاضر.

 

 

التحرك السريع حال دون وقوع المزيد من المأساة

 

 

عندما نبهت UNLV الطلاب إلى إطلاق النار على وسائل التواصل الاجتماعي، تضمن التحذير عبارة "هذا ليس اختبارًا"، متبوعة بما أصبح نصيحة البقاء على قيد الحياة: "RUN-HIDE-FIGHT"، وقالت الطالبة كاثرين هنري إنها شعرت أن تاريخ المدينة مع المأساة جعل سلطات الحرم الجامعي على الأقل أكثر استعدادًا للرد مرة أخرى، وذكرت: "لم يشعر أحد بالذعر، فقد كانوا جميعاً هادئين للغاية، وكانوا محترفين للغاية، وكان بإمكانكم أن تدركوا أن التدريبات قد نجحت".

وشددت الشرطة على أن عدد القتلى كان سيكون أعلى بكثير لو استجاب الضباط بسرعة أقل، ومن غير الواضح عدد الطلاب الذين كانوا في الحرم الجامعي يوم الأربعاء من بين 30 ألف طالب، لكن ماكماهيل قال إن مجموعة من الطلاب تجمعوا خارج مبنى كلية إدارة الأعمال وقت إطلاق النار، إيذانا بنهاية الفصل الدراسي بالنزهات والألعاب.

 

 

#VegasStrong يعود للظهور كصرخة حاشدة

 

 

يقع حرم جامعة UNLV الذي تبلغ مساحته 332 فدانًا على بعد أقل من 4 أميال من فندق ماندالاي باي في قطاع لاس فيغاس، حيث أطلق مسلح يبلغ من العمر 64 عامًا النار من نافذة الفندق في 1 أكتوبر 2017، مستهدفًا حشدًا من الآلاف الذين حضروا الافتتاح -الطريق الجوي 91 حفل موسيقى الريف الحصاد أدناه، وفي منشور على فيسبوك يوم الأربعاء، شكرت شركة MGM Resorts، الشركة الأم لماندالاي باي ، المستجيبين الأوائل الذين تصرفوا "مرة أخرى" بشجاعة وسرعة.

 

وكان فندق Park MGM Las Vegas واحدًا من العديد من المنتجعات على طول قطاع Vegas التي أضاءت سرادقها بما أصبح عبارة مألوفة: #VegasStrong، حيث كان هذا الوسم، الذي انتشر في الأيام التي أعقبت إطلاق النار عام 2017، مرة أخرى من بين العبارات الأكثر مشاركة على X، المعروف سابقًا باسم Twitter، يوم الأربعاء.

 

ولكن هذه المرة، يقول بعض من شاركوا الهاشتاج إنهم لا يريدون أن يشعروا بالقوة؛ إنهم يريدون فقط أن يشعروا بالأمان، وقد شاركت راشيل ويز، التي تعمل منسقة أبحاث في المدرسة، هاشتاج #VegasStrong إلى جانب منشور يوضح أن إطلاق النار يوم الأربعاء يمثل المرة الثالثة التي تضطر فيها إلى الاختباء في فصل دراسي مغلق بسبب تهديد مطلق النار النشط، وأخبرت NPR في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم نزع سلاح الرماة المحتملين قبل إصابة أي شخص في الحادثين الأولين، لكن ثلاث مرات تبدو كثيرة جدًا، وأضافت في منشورها: "متى ستتغير أمريكا؟"

المصدر: صدى البلد