رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان: العدوان الإسرائيلي على غزة "جريمة ضد الإنسانية"
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
◄ سلطنة عُمان تواصل تعزيز وحماية حقوق الإنسان
◄ عام استثنائي في مسيرة اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان محليًا ودوليًا
◄ ورود 57 بلاغًا للجنة.. وتقديم الرأي القانوني في أكثر من 424 موضوعًا
مسقط- الرؤية
تُشارك سلطنة عُمان ممثلةً باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان العالم الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يُصادف العاشر من ديسمبر؛ حيث يأتي الاحتفال بهذه المناسبة في مختلف دول العالم إحياءً لروح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتجديدًا للإجماع العالمي حول ضرورة تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع دول العالم.
ويحتفل العالم هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذكرى الثلاثين لاعتماد مبادئ باريس من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكلاهما أساس عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مرور 30 عامًا على إنشاء التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الهادف إلى تعزيز ودعم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وشهد هذا العام اختيار موضوع "الكرامة والحرية والعدالة للجميع" ليكون عنوانًا لإحياء هذه المناسبة؛ حيث شدّد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديباجته على الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية، وبحقوقهم المتساوية الثابتة وأن ذلك أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، كما يضمن الإعلان حقوق الإنسان بدون أيّ تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر.
أ.د. راشد البلوشي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكًا صارخًا للأعراف الدولية الإنسانية
وقال الاستاذ الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الانسان أن هذه المناسبة تأتي هذا العام في ظل ما يحدث في الاراضي الفلسطينية وخاصة في غزة، والذي يعد جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للأعراف الدولية الانسانية والتي نصت عليها الأمم المتحدة؛ حيث إن ما يحدث من قتل للمدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال وتشريد وتهجير وقصف للمستشفيات والمدارس لا يقبله أي عرف ولا تأيده أي شرعة؛ بل هو انتهاك واضح لمبادئ حقوق الإنسان التي لا بُد أن تُحترم في السلم والحرب، كما يأتي ذلك انتهكا للمواد 5 و6 من نظام المحكمة الجنائية الدولية الخاص بجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأكد رئيس اللجنة ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتزاماته تجاه القضية الفلسطينية، والمسارعة في إيجاد حلولٍ جذريةٍ لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وتأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية للحياة إلى الشعب الفلسطيني، خصوصًا المحاصرين في غزة، مشيدًا بموقف سلطنة عُمان الدائم ودعمها الكامل والواضح لحقوق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الواقع عليه، وأحقية قيام دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة من أجل تحقيق العدالة والسلام والأمن للجميع.
اجتماع مع المفوض السامي
وكانت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان قد شاركت في الاجتماع مع سعادة فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان ضمن وفد رفيع المستوى من الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان؛ وذلك في قصر ويلسون بمدينة جنيف السويسرية. وجرى خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة توحيد الجهود بين الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للتنسيق مع الجهات المختصة لإنشاء ممرات آمنة لدخول وكالات الإغاثة والعاملين فيها، وعلى ضرورة اتخاذ موقف حازم من طرف المفوض السامي لحقوق الإنسان ضد انتهاكات سلطات الاحتلال؛ كونه المسؤول الأممي المعني بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إضافة الى التأكيد على ضرورة إنهاء الازدواجية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان، والتأكيد بأن يحظى المواطن الفلسطيني بذات الحقوق التي يحظى بها المواطنون في الدول الأخرى، وأن تتخذ الأمم المتحدة نفس الإجراءات التي اتخذتها في مختلف النزاعات المسلّحة.
عام استثنائي
ويُعد عام 2023 عامًا استثنائيًا في مسيرة العُمانية لحقوق الإنسان؛ حيث تم ولأول مرة انتخاب رئيس للجنة، ونائبًا لهُ من بين الأعضاء غير الحكوميين؛ تنفيذًا للمادة الثالثة من نظام اللجنة 2022، وبعد إعادة تشكيلها بما يتوافق مع مبادئ باريس.
وواصلت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان خلال عام 2023 رصد وتلقي البلاغات والقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من مختلف فئات المجتمع، وساعدت في تسويتها وحلها بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات والمؤسسات المعنية؛ حيث بلغت البلاغات التي رصدتها أو تلقتها اللجنة حتى بداية ديسمبر من عام 2023م ما مجموعه 57 بلاغًا لقضايا تعد من صميم اختصاصها ومسؤولياتها، وتمثلت في الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما تلقت اللجنة أكثر من 424 موضوعًا من المواطنين والمقيمين؛ حيث قامت اللجنة بتقديم الرأي القانوني والحقوقي لأصحابها، وتوجيههم نحو الجهات المعنية لمتابعتها، كما قامت اللجنة بالعديد من الزيارات الميدانية في مختلف المحافظات والولايات، وشملت الزيارات السجن المركزي، ومراكز التوقيف، وأماكن العمل والعمال، إضافة إلى الزيارات الميدانية التي تم تنفيذها بناءً على البلاغات التي يتقدم بها الأفراد.
تعزيز حقوق الإنسان
وخلال هذا العام، واصلت سلطنة عُمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان؛ حيث انضمت السلطنة إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان، كما صدر هذا العام قانون الحماية الاجتماعية، وقانون العمل، وفي إطار كفالة الحقوق جاء صدور المرسوم السلطاني رقم (23/ 2023) في شأن زواج العمانيين من أجانب، وصدر قانون التعليم المدرسي، وقانون التعليم العالي.
وخلال هذا العام شاركت اللجنة في استعراض ومناقشة التقرير الجامع للتقريرين الدوريين الخامس والسادس الذي قدمتهُ سلطنة عُمان أمام لجنة حقوق الطفل التابعة لاتفاقية حقوق الطفل في مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
كما قدمت اللجنة تقريرًا موازيًا امام لجنة حقوق الطفل بموجب اختصاصها؛ حيث يجري استعراض تقارير جميع الدول الأعضاء في اتفاقية حقوق الطفل امام لجنة حقوق الطفل بجنيف ومناقشتها دوريًا من قبل خبراء دوليين مستقلين، وتشارك اللجان الوطنية المعنية بحقوق الإنسان في هذا الاستعراض بصفة مراقب. وشارك فريق من اللجنة هذا العام في البرنامج السنوي حول الاعتماد لدى التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والذي نظمه منتدى آسيا والمحيط الهادي بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بمملكة تايلند.
وشاركت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان خلال هذا العام في الدورة الحادية والخمسين للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، والتي عُقدت بمدينة الصخيرات بالمملكة المغربية بمشاركة الجهات الحكومية التابعة للدول الأعضاء، والمؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مشاركت اللجنة هذا العام في الاجتماع السنوي للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والفعاليات واللقاءات المصاحبة لهُ؛ والتي أقيمت بقصر الامم المتحدة بجنيف.
وقام وفد من اللجنة خلال هذا العام بزيارة إلى واشنطن، وذلك في إطار عمل اللجنة ودورها للتعريف بأعمالها ومسؤولياتها وبحقوق الإنسان في سلطنة عُمان لدى المجتمع الدولي، وأقامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان هذا العام عددًا من الفعاليات الحقوقية في قصر الأمم المتحدة في جنيف تضمنت ورقة عمل حول اللجنة وآلية عملها، وما تم إنجازه في مجال حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية، ومناقشة مباشرة وردًا على أسئلة الحضور. وأقامت اللجنة معرضًا حول مسيرة اللجنة خلال 15 عامًا منذ تأسيسها، وعرضت مجموعة من الأفلام والاصدارات الحقوقية عبر شاشات تم توزيعها على أماكن مختارة في قصر الأمم المتحدة بجنيف، ووزعت كتب واصدارات مطبوعة تضمنت تقارير اللجنة السنوية، وكتبًا متخصصة حول بعض الفئات الأحق بالرعاية في المجتمع.
وشارك فريق من اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان وعدد من مؤسسات المجتمع المدني خلال هذا العام في برنامج تعريفي وتدريبي حول حقوق الإنسان بمدينة لاهاي بمملكة نيذرلاند؛ وذلك بالتعاون مع سفارة مملكة نيذرلاند بسلطنة عُمان. وضم الفريق عددًا من أعضاء وموظفي اللجنة، وممثلين عن جمعية الصحفيين العُمانية، والاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، وجمعية الأطفال أولا، وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة.
فعاليات مكثفة
وعزّزت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان برامجها التوعوية هذا العام؛ حيث نظمت عددًا من الندوات والملتقيات والمحاضرات التوعوية والتثقيفية ضمن مجموعة من المبادرات والبرامج لمختلف شرائح المجتمع، وجاءت هذه البرامج متوائمة مع اهداف رؤية "عُمان 2040" في إطار السعي لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في مجتمع أفراده يتسمون بالمسؤولية، مدركون لحقوقهم، وملتزمون بواجباتهم.
واشتملت البرامج التي قدمتها اللجنة على عدد من المحاور من بينها التعريف بحقوق الإنسان، واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، وتوضيح دور اللجنة في تقديم التقارير الدولية، والتعاون الدولي، ودور اللجنة في رصد وتلقي البلاغات، وكيفية التعامل معها، ووسائل التوعية والتثقيف بحقوق الإنسان، كما تم عرض الأفلام التوعوية التي أنتجتها اللجنة، إضافة إلى توزيع مجموعة من إصدارات اللجنة في مختلف مجالات حقوق الإنسان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يشعر بالقلق البالغ من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة في الخرطوم بحري
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الجمعة عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمدنيين من قبل مقاتلين وميليشيا متحالفة مع الجيش السوداني في الخرطوم بحري، وكرر المفوض دعوته للإنهاء الفوري لمثل هذه الهجمات.
الخرطوم ــ التغيير
وفقاً لمعلومات تم التحقق منها من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم امرأة، في سبع حوادث منفصلة نُسِبت إلى مقاتلين وميليشيا تابعة للقوات المسلحة السودانية منذ استعادة الجيش السيطرة على المنطقة في 25 يناير. واتضح أن العديد من ضحايا هذه الحوادث – التي وقعت في محيط مصفاة الجيلي – ينحدرون من دارفور أو كردفان في السودان.
ونوه توروك إلى أن هناك المزيد من الادعاءات المثيرة للقلق آتية من الخرطوم بحري، قال إن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تواصل التحقق منها،وأشار إلى مقطع فيديو تم تداوله في 30 يناير 2025، لوحظ أن رجالاً يرتدون زي القوات المسلحة السودانية وأفراداً ينتمون إلى لواء البراء بن مالك في الخرطوم بحري يقرؤون قائمة طويلة بأسماء أشخاصٍ يُزعم أنهم متعاونون مع قوات الدعم السريع، ويرددون كلمة “زايل” وتعني “قتيـلاً” بعد كل اسم.
وقال “إن هذه التقارير المتعلقة بحالات الإعدام بإجراءاتٍ موجزة، في أعقاب حوداث مماثلة في وقت سابق من هذا الشهر في ولاية الجزيرة، مقلقــةٌ للغايـة، ولا يجب أن تصبح عمليات القتل أمـراً طبيعيـاً،” وأضاف تورك :”إن القتل العمد للمدنيين أو للأشخاص الذين لم يشتركوا في أعمال عدائية، أو توقفوا عن المشاركة فيها، يُعدّ جريمة حرب”.
وتابع المفوض السامي: “أدعو مجدداً جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ويجب إجراء تحقيقاتٍ مستقلةٍ في هذه الحوادث بما يتماشى مع المعايير الدولية ذات الصلة”.
وأوضح توروك أنه يُخشى وقوع المزيد من الهجمات وسط تهديدات مروعة بالعنف ضد المدنيين. حيث يُظهِر مقطع فيديو اطلعت عليه مفوضية حقوق الإنسان – وسُجِّل بحضور صحافي تلفزيوني – أحدَ أفراد لواء البراء بن مالك التابع للقوات المسلحة السودانية وهو يهدد بذبح سكان منطقة الحاج يوسف في شرق النيل، وهي منطقة في الخرطوم بحري يسكنها في الغالب أشخاصٌ تعود أصولهم إلى دارفور وكردفان.
وحذر النفوض من أن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية من قبل قوات الدعم السريع تستمر دون انقطاع. في الفاشر، شمال دارفور، و تعرّضَ مخيم أبو شوك للنازحين للقصف مرة أخرى، إذ قُتل تسعة مدنيين، من بينهم امرأتان وطفل، وأصيب ما لا يقل عن 12 آخرين، عندما تعرض المخيم للقصف في 29 يناير.
لآفتاً إلى أنه في حادثة سابقة، في 24 يناير، أسفرت هجمة نفذتها طائرة من دون طيار نُسبت إلى قوات الدعم السريع عن مقتل 67 شخصاً على الأقل وإصابة 19 آخرين في المستشفى السعودي للولادة في الفاشر. وألحق الهجوم أضراراً بالغة في وحدة الطوارئ، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وقال “هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المستشفى – المرفق الوحيد الذي يعمل على تقديم خدمات متخصصة في الفاشر— إلى هجوم هذا الشهر”، وأشار إلى مفوضية حقوق الإنسان أفادت في عام 2024 بتعرض المستشفى لقصف قوات الدعم السريع 13 مرة على الأقل.
وقال توروك “إن الهجمات المتعمدة على المدنيين والأعيان المدنية أمر فظيع، ويجب أن تنتهي على الفور، كما يجب إنهاء التحريض على العنف ضد المدنيين”، ونبه إلى أن مثل هذه الهجمات تُمثل انتهاكاتٍ جسيمةً للقانون الدولي الإنساني قد ترقى إلى جرائم حرب.
الوسومالجيش القتل خارج نطاق القانون انتهاكات بحري لواء البراء مليشيات