الدوحة- مريم البادية

أعلن معالي سالم بن ناصر بن سعيد العوفي وزير الطاقة والمعادن، أن سلطنة عمان ستستضيف المنتدى السنوي الثامن عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" في ديسمبر 2024، وذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح الدورة الـ17 لمنتدى جيبكا السنوي الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة.

وأكد العوفي التزام عُمان بتطوير وتحسين نسخة المنتدى المقبلة، مستفيدةً من الخبرات المكتسبة في الدورات السابقة، وذلك في دورته الأولى المقرر إقامتها في مسقط العام المقبل. وقال معاليه: "غَيَّر قطاع البتروكيماويات نمط حياتنا وسيساهم بفعالية في التوجه نحو التحول الطاقي من خلال استخدام التوربينات والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. وأضاف: "يُشكل قطاع البتروكيماويات مساهمًا أساسيًا وسيكون عنصرًا مهمًا في هذا التحول، ويجب أن يواصل المنتدى في نسخته المقبلة مسيرته لتعزيز تأثير وحضور الصناعة بشكل أكبر".

من جهته، رحب سعادة سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري بانعقاد المنتدى للمرة الأولى في دولة قطر، والذي عقد خلال الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر الجاري، وقال: "منذ تأسيسه عام 2006، بذل الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات قصارى جهوده لبناء صناعة كيماوية قوية في دول مجلس التعاون الخليجي.  واليوم، تركز جيبكا، التي تضم أكثر من 250 شركة عاملة في مجال الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها، على التعامل مع أهم التحديات والتطورات التي تؤثر على استخدام المنتجات البتروكيماوية". وأشار الكعبي إلى أن المنتدى أولى اهتماما بقضايا تحول الطاقة، وقال : "يوفر المنتدى هذا العام منصة قيّمة لمناقشة الأولويات الاستراتيجية مثل تعزيز التميّز التشغيلي، وتطوير تقنيات جديدة، وتعزيز كفاءة الإنتاج".

ومن جانبه، قال صاحب السُّمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة السعودي: "بمناسبة انطلاق مؤتمر الأطراف 28، من الضروري التأكيد على أن قطاع البتروكيماويات يلعب دورًا أساسيًا في المساعي العالمية الرامية لتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة. على الرغم من أن هذا القطاع يخضع للمراقبة الدقيقة بسبب المخاوف البيئية، إلا أنه أصبح قوة محركة في دعم التحولات الإيجابية ضمن جهود مواجهة تغير المناخ". وأشار وزير الطاقة السعودي إلى تقارير الأسواق والمحللين التي تتوقع نموا عالميا في هذا القطاع بنسبة تزيد على 50% إلى نحو 1.2 تريليون طن سنويا بحلول عام 2024.

وافتتح المهندس عبد الرحمن الفقيه، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" ورئيس مجلس إدارة "جيبكا"، فعاليات المنتدى، بكلمة رحب فيها بالحضور؛ حيث أكد دور الصناعة في مواجهة التحديات الراهنة، وقال: "يُقام المنتدى السنوي هذا العام في وقت حاسم بالنسبة لصناعة الكيماويات والبتروكيماويات؛ حيث نواجه تحديات مهمة ستشكل مستقبل الصناعة لعقود قادمة. كما هو الحال دائمً، يتعين على صناعة الكيماويات أن تظل مرنة في مواجهة التحديات المستمرة وابتكار سبل جديدة للنمو، حيث تعد الكيمياء حلً أساسيً للتحديات التي يواجهها العالم." وأضاف المهندس عبد الرحمن الفقيه: "الابتكار من أجل المستقبل، وتلبية الطلب المتزايد لعملائنا  في عالم أكثر تعقيدً من أي وقت مضى، ستكون ضرورة أساسية للصناعة في عام 2024 وما بعده".

وتضمنت فعاليات المنتدى مشاركة عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين الإقليميين والعالميين في مجال الكيماويات، من ضمنهم بيتر فاناكر، الرئيس التنفيذي لشركة ليوندل باسل؛ نادية الحجي، الرئيس التنفيذي لشركة  بيك وتوم كروتي، مدير المجموعة في إينيوس وبول سميث، المدير العام لقسم الكيماويات في سيتي، إلى جانب مطلق المريشد، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع، وغيرهم من الخبراء الذين سيعرضون آراءهم وخبراتهم خلال هذا الحدث.

وتتخللت فعاليات اليوم الأول حفل توزيع جائزة الرواد في دورتها الخامسة المصممة لتكريم أحد رواد الصناعة البارزين لقاء مساهماته البارزة في تطوير الصناعة الكيماوية الخليجية. وحظي المشاركون بحضور افتتاح منصة “تبادل الحلول” وهي منصة تفاعلية مصممة لتبادل المعرفة وتوفير حلول تقنية ورؤى حول التحديات والحلول لعدد من القضايا المرتبطة بمستقبل الصناعة الكيماوية. كما تعرفوا أيضً من خلال حدث خاص، على رحلة الصناعة الكيماوية الخليجية بالإضافة إلى معرض الاستدامة الذي سلط الضوء على انجازات وطموحات قطاع البتروكيماويات في رحلته نحو تحقيق الاستدامة.

وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات: "التزمنا من  خلال منتدى جيبكا السنوي، بالمحافظة على مستوى عالٍ من الجودة في التواصل والقيادة الفكرية وتقديم المحتوى المتميز للمشاركين وأعضاء الاتحاد. ولقد لمسنا استجابة استثنائية وإيجابية من الحاضرين حتى الآن".

وتحدث عدد من المشاركين في المنتدى إلى جريدة "الرؤية"؛ حيث قال محمد الدحيم من شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات "سبكيم" السعودية إن الشركة تسعى جاهدةً لتحقيق التميز من خلال تقديم منتجات البوليمرات والبتروكيماويات المستدامة وعالية الجودة. وأضاف أن نمو "سبكيم" منذ انطلاقها في 1999، ساعد في إثبات حضورها في أسواق أكثر من 100 دولة وتغذية هذه الأسواق بأكثر من 15 منتجًا، لافتًا إلى أن قيمة أصول سبكيم تبلغ 6.3 مليار دولار، وتبلغ قيمتها السوقية حوالي 5.3 مليار دولار.

وقال متحدث من شركة "التصنيع الوطنية" إنها واحدة من أوائل الشركات التي استثمرىت في قطاع البتروكيماويات منذ منتصف تسعينات القرن العشرين، وبدأت إسهاماتها في القطاع ببناء مجمع البتروكيماويات في الجبيل، ثم بادرت بتأسيس مصنع تكسير الإيثيلين. وتعد شركة التصنيع حاليًا واحدة من أكبر منتجي البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية.

وتواجدت شركة أوكيو لشبكات الغاز في معرض جيبكا؛ حيث قال سلطان البرطماني نائب الرئيس لتطوير الأعمال إن الشركة تتواجد بشكل دائم في فعاليات "جيبكا" للبتروكيماويات، وذلك لتبادل الأفكار وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها صناعة البتروكيماويات في الخليج، وكذلك الترويج للمنتجات التي تتم صناعتها في سلطنة عُمان وإيجاد فرص استثمارية مع الشركاء، إضافة إلى ذلك فهي فرصة لدعوة المشاركين في النسخة المقبلة التي ستقام في مسقط في ديسمبر 2024.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي وعلاقته فى دفع النمو

يواجه الاقتصاد العالمي أزمات بيئية متصاعدة، بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، الأمر الذي يتطلب تحولاً منهجياً عاجلاً وزيادة الاستثمارات المتعلقة بالمناخ والطبيعة.

ويتطلب هذا التحول استثمارات كبيرة ــ ما لا يقل عن 4 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030 على مستوى العالم ، بما في ذلك 2.4 تريليون دولار في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، حيث تكون تدفقات الاستثمار في أدنى مستوياتها وحيث تكون الإمكانات لتجاوز التكنولوجيات التقليدية أعظم.


على سبيل المثال، تمتلك أفريقيا 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم ، لكنها لم تتلق سوى أقل من 2% من استثمارات الطاقة النظيفة في عام 2023.

في الوقت نفسه، يتباطأ النمو، وتمثل الوظائف والإنتاجية قضايا ملحة في مختلف أنحاء العالم. والاستجابة السريعة للإلحاح وحجم الاستثمار اللازمين الآن لتحقيق الاستدامة من شأنها أيضا أن تدفع عجلة التعافي والنمو القوي والفعال والنظيف،

المليء بالفرص الجديدة. وبالتالي، فبدلا من النظر إلى الأمر باعتباره تكلفة، يتعين علينا أن ندرك أن التحول إلى صافي صفر من الانبعاثات من شأنه أن يحفز الابتكار، ويقلل من أوجه القصور، ويحسن الصحة، ويحفز النمو الشامل.


الذكاء الاصطناعي، باعتباره تكنولوجيا جديدة وقوية وديناميكية متعددة الأغراض، يتمتع بموقع فريد يسمح له بتسريع هذا التحول من خلال توسيع نطاق الابتكار ودفع التغيير النظامي العميق.

وعلى الرغم من التحليلات المفاهيمية الواسعة النطاق الواعدة، فإن الدراسات القوية التي تقيس إمكانات الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي الكلي والحد من الانبعاثات لا تزال محدودة.

ونظراً للإلحاح والإمكانات، هناك حاجة واضحة لمزيد من الاستكشاف

مجالات التأثير الخمسة الرئيسية للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي هو عامل تمكين قوي في خمسة مجالات رئيسية حاسمة لمعالجة تغير المناخ:

1- تحويل الأنظمة المعقدة
تعيد الذكاء الاصطناعي تصور الأنظمة المترابطة مثل الطاقة والنقل والمدن واستخدام الأراضي.

في أنظمة الطاقة، تعمل على تحسين استقرار الشبكة والإنتاجية من خلال التنبؤ بالعرض والطلب والتنسيق عبر المكان والزمان، ودمج مصادر الطاقة المتجددة والتخزين بكفاءة، على سبيل المثال، أدى تحسين طاقة الرياح في DeepMindإلى تعزيز القيمة الاقتصادية للطاقة المتجددة بنسبة 20٪ .


هذه الفوائد مؤثرة بشكل خاص في الأسواق الناشئة التي تعاني من فجوات كبيرة في البنية التحتية ولكنها تتمتع بإمكانات هائلة للقفز إلى أنظمة أكثر نظافة.


هذه الفوائد مؤثرة بشكل خاص في الأسواق الناشئة التي تعاني من فجوات كبيرة في البنية التحتية ولكنها تتمتع بإمكانات هائلة للقفز إلى أنظمة أكثر نظافة.

تسريع الاكتشاف والابتكار
تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية لا يتطلب فقط توسيع نطاق الحلول الحالية بل يتطلب أيضا ابتكار تقنيات جديدة.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن ما يقرب من نصف تخفيضات الانبعاثات بحلول عام 2050 ستأتي من تقنيات لم يتم تطويرها بالكامل بعد.

وتعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع الاكتشاف، كما أظهرت أداة AlphaFold من DeepMind، والتي فككت أكثر من 200 مليون بنية بروتينية، مما فتح الباب أمام التقدم في مجالات مثل البروتينات البديلة وتخزين الطاقة، والواقع أن السرعة الرقمية تغذي العلم والتكنولوجيا.


قيادة التغيير السلوكي
الذكاء الاصطناعي يمكّن المستهلكين من اتخاذ خيارات صديقة للمناخ من خلال تدخلات مصممة خصيصًا، على سبيل المثال، يستخدم التوجيه الصديق للبيئة في خرائط جوجل الذكاء الاصطناعي لاقتراح طرق بها عدد أقل من التلال، وحركة مرور أقل، وسرعات ثابتة بنفس وقت الوصول المتوقع أو المماثل.

وقد ساعد ذلك في منع أكثر من مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في مرحلة طرحه في مدن مختارة في أوروبا والولايات المتحدة – وهو ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من الطريق.

تحسين نماذج المناخ والسياسات
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤات بتأثيرات المناخ وتقييم السياسات. حيث تعمل أدوات مثل IceNet وFloodHub من Google على معالجة مجموعات بيانات ضخمة في الوقت الفعلي، مما يوفر تحذيرات مبكرة بشأن الفيضانات وتغيرات الجليد البحري.

كما يتنبأ الذكاء الاصطناعي بكيفية تأثير سياسات مثل تسعير الكربون على السلوك، مما يساعد صناع السياسات على صياغة تدخلات أكثر فعالية.

تعزيز التكيف والمرونة
الذكاء الاصطناعي يعزز القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ من خلال تحسين استراتيجيات التكيف الطويلة الأجل، على سبيل المثال، يساعد التنبؤ بالجفاف باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تقييمات محتوى المياه في الغطاء النباتي، في تحديد المناطق المعرضة للخطر.

وتمكن مثل هذه الرؤى الحكومات والمجتمعات من الاستثمار وإدارة التخفيف من المخاطر بشكل أكثر فعالية، وتعزيز الاستقرار والأمن.

قياس تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ
ولكي نفهم كيف يمكن للعوامل المذكورة أعلاه أن تساعد في تسريع تبني التكنولوجيا التي تؤدي إلى خفض الانبعاثات وبناء اقتصادات أكثر إنتاجية، فإننا نركز على ثلاثة قطاعات ــ الطاقة، والغذاء، والتنقل ــ والتي تساهم مجتمعة في نصف الانبعاثات العالمية ونسبة مماثلة من الناتج العالمي.

باستخدام منحنيات تبني التكنولوجيا التاريخية والمحددة للقطاعات (منحنيات S)، ننظر إلى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي – من خلال تحسين الكفاءة، ودفع اعتماد التقنيات منخفضة الكربون، والتأثير على السلوكيات – تسريع هذه المنحنيات S للتكنولوجيات الرئيسية منخفضة الكربون: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبروتينات البديلة، والمركبات الكهربائية.

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل على تسريع اعتماد هذه التقنيات وخفض الانبعاثات السنوية بنحو 3-6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.

قطاع الطاقة: تعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الطاقة المتجددة، مما يقلل الانبعاثات بنحو 1.8 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

– قطاع الأغذية: من خلال تسريع اعتماد البروتينات البديلة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل ما يصل إلى 50% من استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان، مما يوفر حوالي 3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

– قطاع التنقل: يمكن للنقل المشترك المدعوم بالذكاء الاصطناعي والتبني الأمثل للسيارات الكهربائية أن يقلل الانبعاثات بنحو 0.6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

مقالات مشابهة

  • معلومات الوزراء يستعرض تأثير التحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد على مستقبل الاقتصاد العالمي
  • «معلومات الوزراء»: قطاع البناء والتشييد يتسبب في 37% من الانبعاثات الكربونية عالميا
  • ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي وعلاقته فى دفع النمو
  • كاتب صحفي: منتدى دافوس أكبر حدث عالمي للتباحث في القضايا الاقتصادية
  • افتتاح جناح عُمان في منتدى "دافوس" لإبراز الإنجازات التنموية واستعراض فرص الاستثمار
  • الصناعة: لجنة عليا من 6 وزارات وعدة محافظات لتحديد مناطق بديلة لمعامل الطابوق
  • استعراض آفاق التحول الرقمي بقطاع التأمين في منتدى "شراكة وتمكين" بشمال الباطنة
  • الصقري يستعرض أمام "منتدى دافوس" جهود عُمان لدعم التحول الاقتصادي والبيئي
  • وزير البترول: صناعة البتروكيماويات تحظى بأولوية كبيرة في استراتيجية عمل الوزارة
  • “وزير الصناعة”: مشاركة المملكة في دافوس 2025 تعكس ريادتها في قيادة التحول الصناعي والتعديني عالميًا