«السناوي»: إعادة إحياء القضية الفلسطينية أكبر مكاسب «طوفان الأقصى»
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
منذ اندلعت عملية طوفان الأقصى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمليات التي شنتها كتائب القسام ضد العدو الصهيوني، وملتقى الشربيني الثقافي (بفرعيه القاهرة وشبين القناطر، وبشعاره الشهير شمعة تقاوم العتمة)، يجمع رواده وأركانه وجمهوره، ليتحلقوا حول فكرة دعم المقاومة كمقاومة ضد الاحتلال وليس كفصيل مذهبي له عقيدة دينية معينة، لنصرة المقاومين الفلسطينيين ضد جيش الاحتلال.
وفي ذلك الإطار، عقد الملتقى ثلاث ندوات موسعة، إحداها في القاهرة والاثنتين الأخريين في شبين القناطر، قبل أسبوعين أو أكثر، وتحدث في الملتقى الأخير- الذي كان عنوانه «بعد أن تسكت المدافع في غزة» الكاتبان الكبيران عبد الله السناوي رئيس التحرير السابق لجريدة العربي الناصري (المتوقفة حاليا عن الصدور)، ونبيل عبد الفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية السابق والخبير بالمركز حاليا والكاتب بالأهرام.
بينما احتشد في ندوات الملتقى بشبين القناطر قيادات اليسار المصري في محافظة القليوبية، يتقدمهم أمين عام حزب التجمع بالقليوبية خبير التأمينات كامل السيد، ونحو ٢٥ مبدعا (بين شاعر وقاص وروائي وناقد وكاتب وصحفي)، فيما تحدث في ندوة أخرى أستاذ الاقتصاد والتمويل بأكاديمية السادات والأستاذ الزائر بجامعات موسكو الدكتور نور ندا، حيث تحدث عن تأثير العملية الفلسطينية علي اقتصاديات المنطقة.
ملتقى الشربينيملتقى الشربينيوفي حديثه قال عبد الله السناوي: «إعادة إحياء القضية الفلسطينية من مواتها المتوهم يظل أكبر مكاسب «طوفان الأقصى» رغم الخسائر البشرية الفلسطينية الفادحة، مشيرا إلى أن أمريكا وإسرائيل تخططان للتهجير القسري للفلسطينيين، وزيارة بلينكن الأولى كانت للترويج للفكرة، مشددا على أنه: «لا يستطيع كائنا من كان التفريط في سيناء.. إنه عار سيحيق بمن سيقدم عليه، والشعب المصري لن يسمح به، مستكملا: «لا أحد يريد الحرب ولكن اذا فرضت على المصريين القتال دفاعًا عن سيناء فيجب أن نقاتل مهما كانت النتائج».
وانتقد السناوي بعض المواقف قائلا: «لم يكن يكن لائقًا بنا أن نطالب بنقل الغزاويين إلى النقب حتى تنتهي حماس، ولم يكن لائقا الدعوة إلى دولة منزوعة السلاح فتكون ملطشة الإسرائيليين».
من جهته، قال نبيل عبد الفتاح، إن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي فاقت الحدود وبرعاية أمريكية بريطانية
وشدد أستاذ الاقتصاد والتمويل بأكاديمية السادات نور ندا، على أن خط "بهارات" الهندي -الإسرائيلي - لن يؤثر على قناة السويس، لأنه لا يمكن مقارنة خط سكة حديد بحمولته المحدودة جدا ومحطاته الطويلة وصعوبة وكلفة عمليات التفريغ والتحميل، بالسفن العملاقة التي تعبر قناة السويس والتي تحمل أطنان البضائع وتنقلها بسهولة ويسر وفي أيام معدودة.
من جهته، قال مؤسس الملتقي محمود الشربيني: «شغلتنا اللحظة الخطرة التي يتدافع فيها الغزاويون نحو سيناء تحت وابل النار.. نتمزق بين حماية أشقائنا والمحافظة على أراضينا».
وأضاف: «محنة إبادة غزة كشفت عن خرس الإبداع.. سقط المثقفون والكتاب ومؤسسات الثقافة الرسمية والشعبية»
وقال الكاتب والخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام نبيل عبد الفتاح، «إنه فيما يبدو أن المنطقة ستشهد تغيّرات جيوسياسية جديدة في المنطقة بعد الحرب».
وأشار إلى أن: «تديين الصراع هدفه تحويله من صراع مقاومة مشروعة ضد الاحتلال إلى صراع أديان، ما ينذر باحتمالات خطيرة بعد انتهاء العدوان».
وأكد عبد الفتاح أن مبادئ القانون الدولي بالكامل انتهكت في غزة وحكام إسرائيل لا يبالون بالشرعية الدولية».
ونبيل عبد الفتاح كان واحدا من الثلاثة الكبار، مع عبد الله السناوي وعمار علي حسن الذي حالت وعكة صحية بينه وبين حضور الندوة، الذين دعاهم ملتقى الشربيني الثقافي للحديث عن العدوان الوحشي على غزة -بتعبير لنبيل نفسه -، بحثا عن ضوء ينير لنا آخر النفق!
وفي الندوة التي أقامها الملتقى بعنوان: «ماذا بعد أن تسكت المدافع في غزة» تحدث الكاتب الكبير عبد الله السناوي عن لحظة الخطر المتوقعة او المحتملة في هذا العدوان، وتساءل قائلًا: «ماذا يحدث إذا تدافع الغزاويون نحو الحدود متأثرين بالقصف ومحتمين بحدودنا من وابل النيران؟
وقال «السناوي»، إن إعادة احياء القضية الفلسطينية من مواتها المتوهم يظل اكبر مكاسب" طوفان الاقصي" رغم الخسائر البشرية الفلسطينية الفادحة.
وقال أن أمريكا وإسرائيل تخططان للتهجير القسري للفلسطينيين، وزيارة "بلينكن" الأولى كانت للترويج للفكرة!
وشدد على أنه لا يستطيع كائنا من كان التفريط في سيناء.. ووصف ذلك بأنه عار سيحيق بمن سيقدم عليه والشعب المصري لن يسمح به.
واستدرك السناوي قائلا: لا أحد يريد الحرب ولكن اذا فرض على المصريين القتال دفاعًا عن سيناء فيجب ان نقاتل مهما كانت النتائج.
واستغرب السناوي بعض ردود الأفعال غير المدروسة وقال أنه لم يكن لائقًا بنا ان نطالب بنقل الغزاويين إلى النقب حتي تنتهي حماس، كما لم يكن لائقا الدعوة إلى دولة منزوعة السلاح فتكون «ملطشة» للإسرائيليين.
ملتقى الشربينيملتقى الشربينيو في دراسة له ألقى جانبا منها خلال الندوة أكد أن انتهاكات إسرائيل الفاضحة لقواعد القانون الدولى العام، وقانون الحرب، والقانون الدولى الإنسانى، تبدو كاشفة عن لا مبالاة الطبقة السياسية الإسرائيلية - فى الحكم والمعارضة - بقواعد الشرعية الدولية المنظمة للعلاقات بين دول الاحتلال، وبين الشعوب المحتلة، وذلك تحت ذريعة الدفاع الشرعي عن النفس، فهي تأخذ بهذا المبدأ، وتتناسى القواعد المنظمة له، وغيره من القواعد القانونية الدولية.
ويثير بعضهم أن ما قامت به حركة حماس، والجهاد الإسلامى فى عملية «طوفان الأقصى» هو عدوان على إسرائيل، نظرا لأن قطاع غزة تديره حركة حماس، منذ 2006، ثم نشوء الانقسام بين السلطة الفلسطينية، وسلطة حماس 2007! وشدد عبد الفتاح على أن هؤلاء يتناسون أن الأراضى الفلسطينية فى الضفة، والقطاع منذ عدوان 67، واستيلاء إسرائيل على الضفة، والقطاع، كل الأراضى الفلسطينية باتت تحت الاحتلال، و لا تزال تحت هذا الوصف القانونى، وأيضا فإن سلطتى الضفة، وقطاع غزة تشكلان معا أراضى محتلة حتى تحت الحكم الذاتى -بعد اتفاق أوسلو!
سياسة العقاب الجماعي محظورة قانونالم يقتصر الأمر على الممارسات اللا شرعية فى قطاع غزة، وإنما امتد لعمليات قتل، واغتيال بعض كوادر حماس من خلال القصف الجوى لبعض السيارات، والمنازل لهؤلاء القادة! من ناحية أخرى فرض الحصار الكامل على القطاع منذ 2007 برا وبحرا وجوا مع إغلاق المعابر، ثم سياسة العقاب الجماعى بين الحين والآخر وهى أمور محظورة قانونا!
اقرأ أيضاًالاحتلال يحاصر النازحين بمستشفى كمال عدوان.. والمقاومة ترد بقصف قاعدة رعيم العسكرية
استشهاد 133 فلسطينيا وإصابة العشرات في غزة خلال 24 ساعة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ندوة غزة ملتقى الشربيني أمريكا وإسرائيل التهجير القسري للفلسطينيين طوفان الأقصى عبد الفتاح على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
فوضى بوزارة حرب الاحتلال.. استقالات وإقالات منذ عملية طوفان الأقصى (صور)
على مدار عام كامل من العدوان على قطاع غزة ولاحقا لبنان، وجدت وزارة الحرب وأجهزة الاحتلال الأمنية نفسها، أمام واحدة من أعقد الأزمات التي وقعت فيها، وكشفت عن الكثير من نقاط الضعف والخلل، وانعدام الثقة بين قياداتها.
وخلال العام الماضي، وقعت سلسلة من الاستقالات والإقالات، على خلفية الأزمات التي عصفت بالاحتلال، ظل فشله المتواصل في تحقيق أهدافه، على الرغم من المجازر الواسعة التي ارتكبها في قطاع غزة ولبنان، أمام صمود المقاومة ومضيها في حرب استنزاف.
وتعكس الاستقالات حالة الارتباك والفوضى بوزارة حرب الاحتلال، فضلا عن مشكلة استراتيجية في بنية الجيش، إضافة إلى الصراع مع المستوى السياسي الذي يقوده اليمين المتطرف المكون من شخصيات أغلبها ليس لها خلفيات عسكرية بالمطلق ولم تخدم حتى في جيش الاحتلال.
ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الاستقالات التي وقعت في صفوف وزارة الحرب وأجهزة أمن الاحتلال، رغم خوضهم عدوانا واسعا لم يتوقف حتى الآن.
أهارون هاليفا
لواء سابق في جيش الاحتلال، كان ضابطا في لواء المظليين، ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، منذ عام 2021، وحتى تاريخ استقالته من الجهاز عام 2024.
حمل نفسه مسؤولية الفشل عن كشف عملية طوفان الأقصى قبل وقوعها، بسبب الإخفاق الاستخباري الذي وقع فيه جهازه في واحدة من أهم الساحات المعادية للاحتلال في قطاع غزة.
يهودا فوكس
لواء سابق بجيش الاحتلال، كان يتولى قيادة القيادة المركزية لجيش الاحتلال، وكان قائد فرقة غزة وقائد المنطقة الوسطى.
رغم أنه يتحمل مسؤوليات بسبب الإخفاق أمام عملية طوفان الأقصى، بفعل خدمته السابقة في فرقة غزة، إلا أن رسالة استقالته كشفت تورط اليمين المتطرف، وخاصة كتيبة نيتساح يهودا التي كانت تنضوي تحت لواءه قبل الاستقالة، في إطلاق تهديدات بحقه ما دفعه للاستقالة.
آفي روزنفيلد
القائد السابق لفرقة غزة، والذي وجهت إليه أصابع الاتهام بصورة مباشرة في الإخفاق في عملية طوفان الأقصى، بعد انهيار قوات فرقته أمام هجوم كتائب القسام.
كتب رسالة أعرب فيها عن الأسف من الإخفاق الذي جرى، وقال فيها "على الجميع أن يتحملوا مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر"، وجاءت استقالته بصورة مفاجئة مع وقت قصير من استقالة هاليفا رئيس شعبة الاستخبارات.
يؤآف غالانت
قائد سابق بجيش الاحتلال، شغل العديد من المناصب كان أبرزها قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، المسؤولة عن قطاع غزة، فضلا عن شغله منصب وزير الحرب منذ العام 2022.
أقاله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد خلافات طاحنة بينهما، على كيفية إدارة العدوان على القطاع، إضافة إلى كشفه عن الخلافات حول ضرورة الذهاب إلى صفقة تبادل وتقدم تنازلات، وإصراره على تجنيد الحريديم وهو ما يرفضه نتنياهو.
تامير يادعي
أحد كبار الضباط بجيش الاحتلال، بدأ خدمته العسكرية في لواء غولاني، وترقى ليشغل مناصب مختلفة في الجيش ويعتبر من أبرز القادة الميدانيين.
تسلم قيادة وحدات استخبارية ووحدات للنخبة، إضافة إلى قيادة لواء غولاني وفرقة "يهودا والسامرة" الضفة الغربية، واختير قائد للقوات البرية بجيش الاحتلال، عام 2021، وحتى استقالته هذا العام بصورة مباشرة، وصفتها الصحافة العبرية بالزلزال في رئاسة الأركان.
حيزي نحميا
عقيد في جيش الاحتلال، والقائد المسؤول عن تدريب قوات الاحتياط، وأحد المشاركين في صياغة ما يعرف بخطة الجنرالات، والتي تقوم على محاصرة وتجويع السكان شمال قطاع غزة، من أجل تهجيرهم واحتلال المنطقة بالكامل.
أقيل نحميا من منصبه، بعد إطلاقه تصريحات وانتقادات لسير العمليات العسكرية، وقال إن المناورات العسكرية في غزة لن تحقق النصر.
ومن بين المستقلين كذلك من الضباط الأقل رتبة، ريتشارد هيشت المتحدث باسم جيش الاحتلال، للاعلام الاجنبي مع عدد من الضباط من قسم المعلومات تحت إمرة الناطق دانيال هاغاري.
كذلك قدم قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الشاباك، استقالته وخطاب اعتراف بالمسؤولية عن الإخفاق والفشل جراء عملية طوفان الأقصى، وبقي اسمه طي السرية بسبب منصبه الحساس.