بغداد اليوم - بغداد

كان بيان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضد عملية قصف السفارة الامريكية "ملفتًا"، فربما من الغريب ان تكون الحكومة التي توصف بأنها "حكومة الإطار التنسيقي"، تصف منفذي عملية قصف السفارة بـ"الإرهابيين".

واعتبر السوداني في بيان على خلفية قصف السفارة الأمريكية، أن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف، ومهما كانت الادعاءات والأوهام التي تقف وراء هذه الأفعال المشينة"، مبينا ان "هذه المجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي، ولا تعكس القرار العراقي الوطني الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية".

الاكاديمي عصام الفيلي، استعرض اليوم السبت (9 كانون الأول 2023)، اسباب وصف السوداني استهداف السفارة الأمريكية بالعمل الإرهابي.

وقال الفيلي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان واضحا في ردة فعله على قصف السفارة الأمريكية ببغداد يوم امس من خلال ما تضمنه بيانه الرسمي من خلال وصف العملية بالارهابية وهذا الامر جاء لسبب بسيط هو فك شبهة الماضي من ازدواجية السياسة والسلاح، وإظهار لالتزامات بغداد بأن حماية البعثات والقنصليات على عاتقها، بل ذهب الى اجراءات عاجلة من خلال تغير الفوج الرئاسي بقوة اخرى يرافقها بيان الاطار الذي وصف العملية بالارهابية".

وحول ما اذا كان هذا الوصف تجاه قصف السفارة، ووصف منفذيه بـ"الإرهابيين"،  سيغضب إيران، اوضح الفيلي ان "السوداني سعى منذ توليه الى تحرير القرار العراقي والاعتماد على الداخل في رسم رؤيته من خلال جهود في معالجة هموم المواطنين في ملفات الصحة والفساد والفقر وهو يسعى لتأسيس قاعدة شعبية هي من تختاره وليس الاستقطابات الخارجية التي كانت تجري بتوافقات وتحدد بوصلة من يتولي المناصب العليا بعد 2003 لدرجة بان الكثير منها حاول التناغم معها طيلة الوقت".

واشار الى ان "تحرير السوداني من التأثير الخارجي عائد لنشأته الداخلية فهو لايمتلك اي جنسية ثانية"، لافتا الى ان "حديثه مع الاطار في اجتماع يوم امس كان واضحا وخرج باجماع لأول مرة في وصف ما حدث بانه عملية إرهابية بل ان بعض الاحزاب ذهبت الى ابعد من ذلك من خلال بياناتها".

 وتابع ان "تهجم بعض القوى على السوداني يوم امس بكلمات غير لائقة تعكس وجود بان هناك من لايزال يؤمن بتعدد الرؤوس في الدولة العراقية ويخلق مشهداً خطيراً لذا ذهب السوداني في مسار المعالجة  التي وجدت تفهم الإدارة الأمريكية".

ويبدو أن هناك حدا فاصلا تحاول الحكومة والقوى السياسية المتمثلة بالاطار التنسيقي تناور حوله، بين اظاهر الالتزامات الدولية من جهة، وبين تسجيل موقف رافض للسياسة الأمريكية تجاه دعم الكيان الصهيوني في فلسطين، بحسب مراقبين.

ويتمثل هذا الحد، بالرفض السياسي الواسع لاستهداف البعثات الدبلوماسية واتخاذ اجراءات صارمة تجاه هذا الأمر، في مساحة لاتجعل الحكومة العراقية "في حرج" امام الجماهير فيما لو اتخذت اجراءات عقابية ضد من يقصف السفارة الامريكية، على العكس مما يحدث فيما يخص قصف القواعد العسكرية التي يتواجد فيها الامريكان، حيث ان اي اجراء عقابي تتخذه الحكومة ضد قاصفي القواعد العسكرية، سيأتي ربما بنتيجة عكسية جماهيريًا، خصوصا مع تصاعد شعبية المقاومة نوعا ما بالضد من الجانب الامريكي بعد احداث غزة وامعان الجانب الامريكية في مساندة عمليات الابادة ضد الفلسطينيين.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة قصف السفارة من خلال

إقرأ أيضاً:

الحكومة الأمريكية تتهم ثلاثة جنود بالتجسس لصالح الصين.. باعوا أسرار عسكرية

ألقت السلطات الأمريكية القبض على جنديين عاملين في الجيش الأمريكي وجندي سابق، الخميس الماضي، بتهمة بيع أسرار عسكرية لمشترين في الصين، وفق ما أعلنته وزارة العدل الأمريكية.

وتم تحديد هوية الجنديين العاملين على أنهما جيان تشاو ولي تيان، المتمركزين في قاعدة لويس ماكورد المشتركة بولاية واشنطن، حيث يشغل تشاو منصب رقيب إمداد في اللواء 17 للمدفعية الميدانية، بينما يعمل تيان كمسؤول خدمات صحية. أما الجندي السابق، رويو دوان من هيلسبورو بولاية أوريغون، فقد خدم في الجيش خلال الفترة من 2013 إلى 2017.

ووُجهت إلى تيان ودوان تهمة "التآمر لارتكاب الرشوة وسرقة ممتلكات حكومية"، بينما يواجه تشاو نفس التهمة بالإضافة إلى تهمة الحصول على "معلومات تتعلق بالدفاع الوطني" ونقلها إلى "شخص غير مصرح له بتلقيها".

وبحسب لائحة الاتهام التي قدمت الأربعاء الماضي في المحكمة الجزئية الأمريكية لغرب واشنطن، فإن تشاو، الذي كان يدير ممتلكات عسكرية تزيد قيمتها عن 55 مليون دولار، متهم ببيع ما يقرب من عشرين قرصًا صلبًا مصنفًا على أنه "سري" أو "سري للغاية"، إلى جانب وثائق ومعلومات عسكرية حساسة تتعلق بأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)، لمشترين في الصين، بما في ذلك متآمر متمركز في مدينة تشانغتشون.

كما يُزعم أن تشاو حصل على معلومات تتعلق بالاستعدادات العسكرية الأمريكية في حالة نشوب صراع مع الصين وقام ببيعها، حيث تلقى مدفوعات لا تقل عن 15 ألف دولار بدءًا من آب/أغسطس 2024.


 وأشارت لائحة اتهام منفصلة في مقاطعة أوريغون إلى أن دوان وتيان تآمرا بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 و19 كانون الأول/ ديسمبر 2024 على الأقل لسرقة ونقل معلومات عسكرية حساسة تتعلق بقدرات الجيش الأمريكي التشغيلية، بما في ذلك كتيبات تقنية.

استخدموا حسابات "غوغل درايف"
وتزعم لائحة الاتهام أن تيان أرسل إلى دوان روابط لحسابات "غوغل درايف" تحتوي معلومات حساسة عن أنظمة أسلحة عسكرية أمريكية، مثل مركبات القتال من طراز برادلي وسترايكر.

وصرحت المدعية العامة الأمريكية باميلا جيه بوندي في بيان: "المتهمون الذين تم القبض عليهم متهمون بخيانة بلدهم والعمل على إضعاف القدرات الدفاعية الأمريكية لصالح خصومنا في الصين"، مؤكدة أنهم "سيواجهون عدالة سريعة وصارمة وشاملة".

من جانبه، قال العميل الخاص المسؤول عن مكتب سياتل الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي٬ دبليو مايك هيرينغتون: "يجب أن ترسل هذه الاعتقالات رسالة إلى الجواسيس المحتملين مفادها أننا وشركاؤنا لدينا الإرادة والقدرة على العثور عليكم ومحاسبتكم".

وتم التحقيق في القضية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وقيادة استخبارات الجيش. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وصفت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي التجسس الصيني، سواء عبر أفراد أو عبر الفضاء السيبراني أو تشويه المعلومات السرية، بأنه يشكل "تهديدًا هائلاً"، معتبرة أنه الأخطر مقارنة بأنشطة روسيا وإيران وكوريا الشمالية.

ويؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي على موقعه الإلكتروني أن أعمال التجسس التي تقوم بها الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني تشكل "تهديدًا خطيرًا"، وأن مواجهة هذا الخطر تعد "أولوية" للمكتب.


أعظم تهديد على المدى الطويل
وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، كريستوفر راي، قد وصف في عام 2020 أنشطة التجسس والسرقة التي تتهم بها الحكومة الصينية بأنها "أعظم تهديد على المدى الطويل" لمستقبل الولايات المتحدة.

وفي آيار/ مايو 2024، زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) سابقا، وليام بيرنز، بكين، حيث ناقش قضايا التجسس، وذلك بعد إلغاء وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن زيارة مقررة إلى الصين في شباط/ فبراير 2024، إثر إسقاط منطاد صيني فوق الأراضي الأمريكية، زعمت واشنطن أنه كان يستخدم لأغراض تجسسية، وهو ما نفته بكين. ووصف بيرنز المنطاد بأنه "منصة ذكية".

 وفي حزيران/ يونيو 2024، تسربت معلومات استخبارية تفيد بموافقة كوبا على منح الصين إذنًا لبناء منشأة تجسس على أراضيها، وهو ما نفته الحكومتان الكوبية والصينية.

مقالات مشابهة

  • إغلاق الحكومة الأمريكية على الطاولة.. وترامب يبحث عن بدائل
  • ماذا يعني أن تتخلى الحكومة الشرعية عن النطاق الرقمي الأعلى (YE) لصالح الحوثيين؟
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • الدلالات والدوافع وراء اللقاءات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • الحكومة الأمريكية تتهم ثلاثة جنود بالتجسس لصالح الصين.. باعوا أسرارا عسكرية
  • السوداني: الحكومة العراقية منحت إجازات لبناء مليون وحدة سكنية
  • الحكومة الأمريكية تتهم ثلاثة جنود بالتجسس لصالح الصين.. باعوا أسرار عسكرية
  • السفارة الأمريكية في جوبا تتخذ خطوة تجاه رعاياها في جنوب السودان
  • مخاوف نمو الطلب الناتجة من سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية تقود أسعار النفط لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر الماضي