طرف في مذبحة غزة.. هكذا يمكن أن تستيعد أمريكا بعض المصداقية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
حتى لو تم تجنب حرب إقليمية، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، خلق غضبا هائلا في الشرق الأوسط ضد واشنطن باعتبارها "طرفا في المذبحة"، ولن تتمكن من استعادة بعض المصداقية إلا من خلال الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ذلك ما ذهب إليه كل من نيكولاس ديفيز وميديا بنيامين، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء استخدام واشنطن أمس الجمعة حق النقض (فيتو) في ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي طالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 17 ألفا و487 شهيدا، و46 ألفا و480 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وقال ديفيز وبنيامين إنه "بينما يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولات مكوكية في الشرق الأوسط؛ في محاولة لمنع الصراع الإسرائيلي في غزة من أن يتفجر إلى حرب إقليمية، أرسلت واشنطن أيضا مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات ووحدة استكشافية من مشاة البحرية (المارينز) و1200 جندي إضافي إلى المنطقة كوسيلة للردع".
وتابعا: "بلغة واضحة، تهدد الولايات المتحدة بمهاجمة أي قوات قد تأتي للدفاع عن الفلسطينيين من بلدان أخرى في المنطقة؛ مما يطمئن إسرائيل إلى أنها قادرة على الاستمرار في القتل دون عقاب في غزة".
اقرأ أيضاً
إدارة بايدن تضغط على الكونجرس لبيع قذائف دبابات لإسرائيل
إبادة جماعية
"لكن إذا استمرت إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية هذه، فقد تصبح التهديدات الأمريكية عاجزة عن منع الآخرين من التدخل، فاحتمالات انتشار الصراع هائلة من لبنان إلى سوريا واليمن والعراق وإيران"، كما استدرك ديفيز وبنيامين.
وأضافا أن "حكومات الشرق الأوسط وشعوبها تنظر بالفعل إلى الولايات المتحدة باعتبارها طرفا في المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة".
وزادا بأن "أي عمل عسكري أمريكي مباشر (في المنطقة) سيُنظر إليه باعتباره تصعيدا من جانب إسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد بدلا من ردعه".
وعلى وقع الحرب في غزة، شنت جماعات موالية لإيران هجمات بصواريخ وطائرت مسيّرة على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، ولاسيما جماعة "حزب الله" في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، حيث توجد قوات أمريكية.
و"حتى الجزائر تقول إنها مستعدة للنضال من أجل تحرير فلسطين، بناء على تصويت بالإجماع في برلمانها في الأول من نوفمبر/ تشرين الأول (الماضي)"، بحسب ديفيز وبنيامين.
وأردفا: "وتركيا، العضو في الناتو (حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة)، تجد صعوبة في البقاء في موقف المتفرج؛ نظرا للدعم الشعبي الواسع النطاق لفلسطين، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من بين أوائل الزعماء الدوليين الذين انتقدوا بقوة الحرب الإسرائيلية على غزة، ووصفها بأنها مذبحة وترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية".
واستطردا: كما "تقود مجموعات المجتمع المدني التركية حملة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة على متن سفن شحن، متحديةً مواجهة محتملة كتلك التي وقعت في عام 2010، عندما هاجم الإسرائيليون "أسطول الحرية"؛ مما أسفر عن مقتل 10 نشطاء (أتراك) على متن (السفينة) "مافي مرمرة".
وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، البالغ مساحته 360 كم، منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعة في عام 2006.
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم ، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
اقرأ أيضاً
بيان قوي.. رسالة من مجلس الشيوخ لبايدن لوضع حد لحرب غزة وتقييد الأسلحة لإسرائيل
حرب أوسع
"وإذا كانت إيران وحلفاؤها يعتقدون أن إسرائيل تنوي حقا مواصلة حربها على غزة حتى تزيل حماس من السلطة، ثم تطلق آلة الحرب على لبنان أو جيرانها الآخرين، فإنهم يفضلون خوض حرب أوسع نطاقا"، كما أضاف ديفيز وبنيامين.
وتابعا: و"حينها ستُجبر إسرائيل على محاربة الفلسطينيين وحزب الله وحلفائهم في الوقت نفسه، بدلا من انتظار أن تهاجمهم إسرائيل واحدا تلو الآخر".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين ولبنان وسوريا.
وقال ديفيز وبنيامين إنه "من المؤسف أن البيت الأبيض لا يستمع، وفي اليوم التالي (لهجوم حماس)، واصل الرئيس (الأمريكي) جو بايدن دعم تعهد إسرائيل باستئناف تدمير غزة، قائلا إن محاولة القضاء على حماس "هدف مشروع".
وتعتبر كل من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حماس" جماعة إرهابية، بينما تؤكد "حماس" أن تقاوم الااحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين وتدافع عن الشعب الفلسطيني.
"إن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل والإمدادات التي لا نهاية لها من الأسلحة لم ينجحا إلا في تحويل إسرائيل إلى قوة خارجة عن السيطرة تمارس الإبادة الجماعية وتزعزع الاستقرار في قلب منطقة هشة محطمة بالفعل ومصابة بالصدمة بسبب عقود من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة"، كما ختم ديفيز وبنيامين.
اقرأ أيضاً
مجزرة أطفال في غزة.. قتيل كل 7 دقائق وتكرار لإبادة رواندا الجماعية
المصدر | نيكولاس ديفيز وميديا بنيامين/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طرف مذبحة أمريكا مصداقية غزة حرب إسرائيل الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة: "مستقبل حماس" يتحول إلى هاجس في إسرائيل
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم الاثنني 20 يناير 2025، إنه "فرض النقاش حول "مستقبل حركة حماس " نفسه على صناع القرار ووسائل الإعلام في إسرائيل، أمس الأحد، مع دخول اليوم الأول لاتفاق وقف النار حيز التنفيذ، وهو اليوم الذي ظهر فيه مسلحو "حركة حماس" مُشهرين أسلحتهم علناً في كل مناطق القطاع، فيما انتشرت الشرطة التابعة للحركة في الشوارع والأسواق والأماكن العامة".
وبحسب الصحيفة فقد خرج وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مؤتمر صحافي محذراً من أن "حكم حماس في غزة يُشكل خطراً على أمن إسرائيل، ويعد كابوساً للفلسطينيين، ويهدد الاستقرار الإقليمي".
وأضاف: "إذا بقيت حماس في السلطة، فقد يستمر عدم الاستقرار الإقليمي الذي تسببه".
وأكد ساعر أن إسرائيل ملتزمة بتحقيق جميع أهداف الحرب، بما فيها تفكيك قدرات حماس الحكومية والعسكرية، لكنه أقر بأن إسرائيل لم تنجح حتى الآن في التخلص من "حماس"، ولكنها أحرزت "تقدماً"، وحولتها "من جيش إرهابي إلى جماعات حرب عصابات".
وجاءت تصريحات ساعر بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ، وقال إنه إذا أراد المجتمع الدولي أن يحوله إلى وقف دائم، فلا بد أن يشمل ذلك تفكيك "حماس" بصفتها قوة عسكرية، وإيجاد كيان حاكم في غزة. وحتى الآن لا توجد خطة واضحة متفق عليها من أجل حكم قطاع غزة بعد الحرب. وتريد السلطة الفلسطينية تسلُّم القطاع، لكن إسرائيل ترفض ذلك، خاصة أنه لا يوجد اتفاق نهائي مع "حماس"، فيما تقترح الولايات المتحدة قوات عربية وفلسطينية، وتشترط بعض الدول العربية مساراً للدولة الفلسطينية، وإصلاحات ومصالحات فلسطينية.
وقال ساعر إنه من الناحية النظرية يمكننا تحقيق ذلك (تفكيك حكم حماس وإيجاد بديل) من خلال اتفاق، ولكن سيتم التفاوض على ذلك لاحقاً خلال المرحلة الأولى. ويُفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوماً مفاوضات حول المرحلة الثانية. وتريد إسرائيل في المرحلة الثانية الحصول على جميع المختطفين، والإطاحة بحكم "حماس".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في وقت متأخر السبت أن الرئيس الأميركي جو بادين والرئيس المنتخب دونالد ترمب منحاه الدعم الكامل للعودة للقتال إذا احتاج لذلك.
وأضاف مخاطباً الإسرائيليين: "أعدكم بأننا سنحقق كل أهداف الحرب، بما في ذلك تدمير (حماس)، وإعادة كل الرهائن". وأردف قائلاً: "المعركة لم تنته بعدُ".
وتابع: "إذا كانت علينا العودة للقتال، فإننا سنفعل ذلك بطرق جديدة وبقوة كبيرة للغاية".
وتثير تهديدات نتنياهو وتحذيرات كاتس مخاوف حول نجاح مفاوضات المرحلة الثانية، مع إظهار "حماس" قدرة على الصمود أثناء الحرب، وانتشار مسلحيها وقوات أمنية كبيرة في كل مناطق قطاع غزة بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ.
مسلحو "القسام" يجوبون شوارع غزة
وخرج مسلحون من الجناح العسكري لـ"حركة حماس" (كتائب القسام) في كل المناطق، وجابوا الشوارع مشهرين أسلحتهم، وسط الناس الذين هتفوا لهم، معلنين الانتصار على إسرائيل، فيما انتشرت الشرطة وعناصر أجهزة أمنية أخرى في أنحاء القطاع، وأقامت حواجز أمنية.
وفيما بدت "حماس" ممسكة بزمام الأمور، خرج وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مهدداً بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل، التي ستتضمن وقف الحرب لمدة أطول.
وقال سموتريتش، الأحد، في مقابلة مع إذاعة "كان" العبرية، إن صفقة التبادل مع "حماس" كانت "خطأ كبيراً"، ومثلت رسالة مفادها أن "من يريد إخضاع إسرائيل ليس بحاجة إلى صواريخ أو برنامج نووي".
وأضاف سموتريتش، الذي صوّت ضد الاتفاق، أن الصفقة الحالية هي ذاتها التي عُرضت في يوليو (تموز) الماضي. وأعرب عن مخاوفه من عودة قيادات "حماس" إلى شمال غزة، قائلاً: "لا شيء يمنع محمد الضيف أو يحيى السنوار من العودة". كما وجّه انتقادات لاذعة لرئيس الأركان هرتسي هليفي، واصفاً سياساته بأنها "توجه يساري تقدمي"، ومشدداً على أنه "لا يمكن هزيمة (حماس) دون السيطرة على غزة بالكامل".
وقال سموتريتش إن الحرب لن تنتهي قبل تحقيق جميع أهدافها، وهدد قائلاً: "إذا تم تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، فسوف أُسقط الحكومة دون تردد".
وجاءت تهديدات سموتريتش بعد أن أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، استقالته من الحكومة. وقدم وزراء حزب "عوتسما يهوديت"، الثلاثة، إيتمار بن غفير، يتسحاق فاسرلاوف، وعميحاي إلياهو، الأحد، استقالاتهم من مناصبهم إلى نتنياهو. كما قدّم أعضاء " الكنيست " من الحزب، تسفيكا فوغل، وليمور سون - هار ملك، ويتسحاق كرويذر، رسائل استقالة من مناصبهم في اللجان المختلفة إلى رئيس الائتلاف.
وستدخل الاستقالات حيز التنفيذ خلال 48 ساعة. وجاء في بيان حزب "عوتسما يهوديت" أنه "في ظل المصادقة على الاتفاق المتهور مع منظمة (حماس) الإرهابية، وإطلاق سراح مئات القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء رجال ونساء وأطفال، والذين يُطلق سراحهم، مع التنازل عن إنجازات الجيش في الحرب، وانسحاب قوات الجيش من مناطق القطاع ووقف القتال في غزة، في اتفاق يُعد استسلاماً لـ(حماس)، فإن حزب (عوتسما يهوديت) لم يعد جزءاً من الائتلاف بدءاً من هذه اللحظة".
وأكد بن غفير تقديم استقالته من الحكومة، علماً بأنه صوّت ضد الصفقة التي سلطت وسائل إعلام إسرائيلية كذلك أنها مليئة بالثغرات التي تسمح لـ"حماس" بالبقاء.
قلق إسرائيلي من "ثغرات" في الاتفاق
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين الذي تم توقيعه يحتوي على ثغرات تُسهل على "حماس" مواصلة السيطرة على قطاع غزة.
وأضافت أن شركة الحماية الخاصة التي ستحل محل الجيش في التفتيش عند معبر "نتساريم" لن تتمكن من تفتيش الأشخاص، بل فقط المركبات، وهذا يعني، حسبها، أنه إذا حاول أي شخص الوصول إلى شمال القطاع، فسوف يتمكن من ذلك.
وتابعت أنه بالإضافة إلى ذلك، خلال فترة وقف إطلاق النار، سيتمكن مقاتلون من الجناح العسكري لـ"حماس" الذين أصيبوا خلال الحرب من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج الطبي في الخارج والعودة بعد شفائهم، حيث يُعدون "مغادرين"، وليسوا "مبعدين".
بدورها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية إن هيكل الاتفاقية يحتوي على قنبلة موقوتة لأنه ابتداء من اليوم السادس عشر للصفقة، ستتمكن "حماس" من الحصول على ردود فعل وتقدير دقيق نسبياً لاحتمالات أن تؤتي مرحلة أخرى ثمارها.
ورأت أنه، في هذه المرحلة، تكون إسرائيل قد دفعت بالفعل ثمناً باهظاً، فقد توقف جمع المعلومات الاستخبارية الجوية، ويتم إطلاق سراح الإرهابيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وإعادة بناء الجزء الأكبر من الجناح العسكري، ورفد الإمدادات والغذاء واستعادة وجود الحركة في شوارع غزة، وستكون مصلحة "حماس" آنذاك في اتجاه واحد هو التحدي والتصعيد.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين المساعدات تبدأ بالتدفق والآلاف يعودون لمنازلهم عقب وقف إطلاق النار في غزة الاحتلال يعتقل اربعة مواطنين من الشيوخ شرق الخليل الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان الأكثر قراءة مركز العمل المجتمعي في جامعة القدس يفتتح عيادة قانونية جديدة في جبل المكبر قطر تُسلّم إسرائيل وحماس "مسودّة نهائية" لاتفاق وقف إطلاق النار عقب قرار سموتريتش – إسرائيل توسع بشكل كبير بناء المستوطنات في الضفة رئيس هيئة شؤون الأسرى يتوجه إلى قطر عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025