حتى لو تم تجنب حرب إقليمية، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، خلق غضبا هائلا في الشرق الأوسط ضد واشنطن باعتبارها "طرفا في المذبحة"، ولن تتمكن من استعادة بعض المصداقية إلا من خلال الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ذلك ما ذهب إليه كل من نيكولاس ديفيز وميديا بنيامين، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء استخدام واشنطن أمس الجمعة حق النقض (فيتو) في ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي طالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 17 ألفا و487 شهيدا، و46 ألفا و480 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وقال ديفيز وبنيامين إنه "بينما يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولات مكوكية في الشرق الأوسط؛ في محاولة لمنع الصراع الإسرائيلي في غزة من أن يتفجر إلى حرب إقليمية، أرسلت واشنطن أيضا مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات ووحدة استكشافية من مشاة البحرية (المارينز) و1200 جندي إضافي إلى المنطقة كوسيلة للردع".

وتابعا: "بلغة واضحة، تهدد الولايات المتحدة بمهاجمة أي قوات قد تأتي للدفاع عن الفلسطينيين من بلدان أخرى في المنطقة؛ مما يطمئن إسرائيل إلى أنها قادرة على الاستمرار في القتل دون عقاب في غزة".

اقرأ أيضاً

إدارة بايدن تضغط على الكونجرس لبيع قذائف دبابات لإسرائيل

إبادة جماعية

"لكن إذا استمرت إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية هذه، فقد تصبح التهديدات الأمريكية عاجزة عن منع الآخرين من التدخل، فاحتمالات انتشار الصراع هائلة من لبنان إلى سوريا واليمن والعراق وإيران"، كما استدرك ديفيز وبنيامين.

وأضافا أن "حكومات الشرق الأوسط وشعوبها تنظر بالفعل إلى الولايات المتحدة باعتبارها طرفا في المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة".

وزادا بأن "أي عمل عسكري أمريكي مباشر (في المنطقة) سيُنظر إليه باعتباره تصعيدا من جانب إسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد بدلا من ردعه".

وعلى وقع الحرب في غزة، شنت جماعات موالية لإيران هجمات بصواريخ وطائرت مسيّرة على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، ولاسيما جماعة "حزب الله" في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، حيث توجد قوات أمريكية.

و"حتى الجزائر تقول إنها مستعدة للنضال من أجل تحرير فلسطين، بناء على تصويت بالإجماع في برلمانها في الأول من نوفمبر/ تشرين الأول (الماضي)"، بحسب ديفيز وبنيامين.

وأردفا: "وتركيا، العضو في الناتو (حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة)، تجد صعوبة في البقاء في موقف المتفرج؛ نظرا للدعم الشعبي الواسع النطاق لفلسطين، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من بين أوائل الزعماء الدوليين الذين انتقدوا بقوة الحرب الإسرائيلية على غزة، ووصفها بأنها مذبحة وترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية".

واستطردا: كما "تقود مجموعات المجتمع المدني التركية حملة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة على متن سفن شحن، متحديةً مواجهة محتملة كتلك التي وقعت في عام 2010، عندما هاجم الإسرائيليون "أسطول الحرية"؛ مما أسفر عن مقتل 10 نشطاء (أتراك) على متن (السفينة) "مافي مرمرة".

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، البالغ مساحته 360 كم، منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعة في عام 2006.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم ، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

بيان قوي.. رسالة من مجلس الشيوخ لبايدن لوضع حد لحرب غزة وتقييد الأسلحة لإسرائيل

حرب أوسع

"وإذا كانت إيران وحلفاؤها يعتقدون أن إسرائيل تنوي حقا مواصلة حربها على غزة حتى تزيل حماس من السلطة، ثم تطلق آلة الحرب على لبنان أو جيرانها الآخرين، فإنهم يفضلون خوض حرب أوسع نطاقا"، كما أضاف ديفيز وبنيامين.

وتابعا: و"حينها ستُجبر إسرائيل على محاربة الفلسطينيين وحزب الله وحلفائهم في الوقت نفسه، بدلا من انتظار أن تهاجمهم إسرائيل واحدا تلو الآخر".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين ولبنان وسوريا.

وقال ديفيز وبنيامين إنه "من المؤسف أن البيت الأبيض لا يستمع، وفي اليوم التالي (لهجوم حماس)، واصل الرئيس (الأمريكي) جو بايدن دعم تعهد إسرائيل باستئناف تدمير غزة، قائلا إن محاولة القضاء على حماس "هدف مشروع".

وتعتبر كل من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حماس" جماعة إرهابية، بينما تؤكد "حماس" أن تقاوم الااحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين وتدافع عن الشعب الفلسطيني.

"إن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل والإمدادات التي لا نهاية لها من الأسلحة لم ينجحا إلا في تحويل إسرائيل إلى قوة خارجة عن السيطرة تمارس الإبادة الجماعية وتزعزع الاستقرار في قلب منطقة هشة محطمة بالفعل ومصابة بالصدمة بسبب عقود من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة"، كما ختم ديفيز وبنيامين.

اقرأ أيضاً

مجزرة أطفال في غزة.. قتيل كل 7 دقائق وتكرار لإبادة رواندا الجماعية

المصدر | نيكولاس ديفيز وميديا بنيامين/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طرف مذبحة أمريكا مصداقية غزة حرب إسرائيل الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس

ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، الخميس، أن مدير جهاز الموساد، ديفيد برنياع، سيلتقي في الدوحة رئيس الوزراء القطري لبحث اتفاق صفقة الرهائن في غزة.

يأتي هذا فيما كشفت مجلة "المجلة" تفاصيل نص مسودة جديدة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتأتي هذه المسودة تزامنا مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن وفدا إسرائيليا سيزور إما القاهرة أو الدوحة لاستئناف المفاوضات.

وفيما يلي أبرز نقاط المسودة، التي سيجري التفاوض بشأنها:

في اليوم الأول: تفرج حماس عن المواطن الأميركي إيدن ألكسندر. كما يتم الإعلان عن إطار عمل لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يوما. في اليوم الثاني: تفرج حماس عن 5 رهائن إسرائيليين أحياء من "قائمة 59" التي قدمتها إسرائيل، وتفرج إسرائيل عن 66 سجينا محكوما عليهم بالسجن المؤبد و611 أسيرا من غزة من دون استعراضات أو مراسم علنية. كما، تُستأنف المساعدات الإنسانية والإغاثية. في اليوم الثاني أيضا: يبدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشاره إلى مواقعه في منطقة رفح وشمال قطاع غزة. في اليوم الثالث: تبدأ المفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتشمل: شروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين - إعادة الانتشار العسكري الإسرائيلي - نزع السلاح من القطاع - إعلان وقف إطلاق نار دائم. في اليوم السابع: تُفرج حماس عن أربعة رهائن إسرائيليين أحياء من "قائمة 59" وفي المقابل تُفرج إسرائيل عن 54 سجينا محكوما عليهم بالسجن المؤبد و500 معتقل وبعدها يعاد انتشار الجيش الإسرائيلي شرقي شارع صلاح الدين. في اليوم العاشر: تقدم كل من حماس وإسرائيل معلومات كاملة عن كل الرهائن والأسرى الأحياء المتبقين. في اليوم العشرين: تفرج حماس عن جثث 16 إسرائيليا مقابل جثث 160 غزيا.

وتخلُص المسودة إلى التأكيد على ضرورة استكمال المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غضون 45 يوما.

وعند التوصل إلى اتفاق نهائي، يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين الأحياء والأموات.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • أمريكا تحدث برنامج الإعفاء من التأشيره
  • 4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • ساعر يطلب من بنك إسرائيل إلغاء فئة الـ200 شيكل بسبب حماس والأخير يرد
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ «إنهاء» الحظر على غزة
  • توقعات بمغادرة وفد جديد إسرائيل لإجراء مفاوضات الهدنة
  • أمريكا تطلب من الأردنيين المخالفين العودة فورًا
  • إيران تحذر من ازدواجية أمريكا قبل مفاوضات مسقط
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي يمكن أن يشكّل فرصة حقيقية لبناء موقف وطني موحّد