مفاوضات الرواتب والملفات الاقتصادية تتقدم : واشنطن تسعى لهجوم عسكري على اليمن
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
مفاوضات الرواتب والملفات الاقتصادية تتقدم : واشنطن تسعى لهجوم عسكري على اليمن
شمسان بوست / بقش:
في آخر مستجدات محادثات السلام في #اليمن وما تشمله من ملفات اقتصادية وإنسانية، أعلن وفد #صنعاء المفاوض أن الوفد ناقش مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن المسار الإنساني والسياسي والعسكري والتقدم الذي تم إحرازه مسبقاً.
وقال رئيس الوفد المفاوض، محمد عبدالسلام، إن النقاش ركز على تجاوز العقبات لضمان إنهاء الحـ رب، ورفع الحصار، وصرف المرتبات، والإفراج عن الأسرى وخروج القوات الأجنبية من اليمن، وإعادة الإعمار، مشيراً إلى دور سلطنة #عمان الداعم لجولات الحوار التي تتم ما بين #مسقط و #الرياض وصنعاء.
وفي الوقت الذي تسير فيه المحادثات بشأن إنهاء الحـ رب في اليمن، كشفت وكالة بلومبيرغ أن الولايات المتحدة الأمريكية تجري محادثات ما تزال في مراحلها الأولية مع حلفائها الخليجيين، #السعودية و #الإمارات، بشأن تحرّك عسكري محتمل ضد قوات صنعاء رداً على هجماتها على السفن الإسرائيلية في #البحر_الأحمر وباب المندب.
لكن بلومبيرغ أشارت إلى أن السعودية والإمارات تشككان في عزم إدارة #بايدن على مواجهة الحـ وثيـ ين، وتفضلان الدبلوماسية على المواجهة المباشرة.
ولفتت بلومبيرغ إلى أن السعودية تتطلع إلى التوقيع على وقف دائم لإطلاق النار مع صنعاء لإنهاء حربها ضدها، وذكرت في تقريرها الذي اطلع عليه “بقش”، أن السعودية والإمارات غير مُهتمتين بإعادة فتح ملف الحـ رب ضد اليمن.
وكان المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، قال في السابع من ديسمبر الجاري أنه التقى في مسقط بوفد صنعاء لبحث سبل المضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية #الأمم_المتحدة.
تحركات المبعوث ورغبة السعودية في الخروج من اليمن
في نوفمبر الماضي واصل المبعوث تحركات مكثفة أوحت بأن المشاورات تسير بوتيرة سريعة وتشير إلى تفاهمات بين السعودية و #حكومة_صنعاء.
وحسب متابعات بقش، التقى المبعوث بممثلي صنعاء وبكبار المسؤولين العمانيين وممثلين عن أحزاب سياسية يمنية، كما بحث مع وزير الدفاع السعودي التقدم المحرز نحو اتفاق بين الأطراف.
زار المبعوث أيضاً #طهران أوائل نوفمبر، للقاء وزير الخارجية الإيراني وعدد من كبار المسؤولين، ومباحثة دور المجتمعين الإقليمي والدولي في تقديم الدعم المستدام لجهود تحقيق سلام دائم يلبي تطلعات نطاق واسع من أصحاب المصلحة اليمنيين.
ومرت ثلاثة أشهر منذ سبتمبر 2023، لم يقدم فيها المبعوث إحاطة علنية لمجلس الأمن الدولي، إذ قدّم إحاطاته طوال الأشهر الثلاثة بشأن اليمن في جلسات مغلقة لم يتم الكشف عن تفاصيل الإحاطات فيها.
إلى ذلك كانت صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن السعوديين استدعوا حكومة_عدن لإجراء مزيد من المحادثات في الرياض لتقديم خارطة طريق منقحة من شأنها أن تؤدي إلى “مغادرة القوات الأجنبية” بما في ذلك القوات السعودية، في غضون ستة أشهر.
وأفادت الغارديان بأن السعودية ستقوم بتمويل دفع الرواتب لعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتقاضوا رواتبهم، كما يتضمن اتفاق الميزانية تحويل مبالغ كبيرة من المحافظات الجنوبية إلى الشمالية، ومن شأن الصفقة أن تؤدي إلى توحيد البنكين المركزيين بين صنعاء وعدن والعملة المحلية في البلاد، وكذا إنشاء منطقة عسكرية عازلة بين شمال اليمن والسعودية، ومن المقرر إجراء مناقشات حول إقامة دولة منفصلة للجنوب في وقت لاحق.
ووفقاً للصحيفة، تريد السعودية إنهاء مشاركتها العسكرية في اليمن في أسرع وقت ممكن، لذا فقد تم تحديد خارطة طريق سعودية متعددة المراحل أمام مجلس عدن الرئاسي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: أن السعودیة
إقرأ أيضاً:
سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
خالد الصايدي
تزايدت الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة على خلفية غياب المهنية والحيادية عن قراراتها وتقاريرها بشأن الأوضاع في اليمن وتعاملها بمعايير مزدوجة.
يأتي ذلك على خلفية تقرير فريق الخبراء الأممي الذي تناول مزاعم عن انتهاكات وسوء إدارة للمساعدات الإنسانية في صنعاء.
سياسيون ومنظمات حقوقية اعتبروا التقرير بمثابة أداة سياسية لخدمة أجندات الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، في الوقت الذي كان يجب أن يظهر حيادية المنظمة التي أُنشئت لتكون مرجعا عالميا للعدالة والسلام.
التقرير أثار تساؤلات جدية حول مصداقية المنظمة الأممية ودورها الحقيقي في إدارة النزاعات الدولية، حيث اعتُبر محاولة لتبرير الحصار والعقوبات المفروضة على اليمن تحت غطاء أممي.
استهداف المواقف الوطنية
عدد من القيادات في صنعاء ربطوا بين توقيت التقرير والضغوط المتزايدة على اليمن بسبب موقفه المبدئي من دعم القضية الفلسطينية؛ فقد أشار عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى، إلى أن التركيز على البحر الأحمر وباب المندب في التقرير يمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة اليمن ويخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
ونوه المرتضى بأن التقرير يحمل في طياته أهدافا سياسية واضحة تستهدف مواقف صنعاء المبدئية، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية، ويظهر عداء صريحا للمواقف اليمنية المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ورغبة في الضغط على صنعاء لإيقاف دعمها لفلسطين، خصوصًا في البحر الأحمر وباب المندب.
وأضاف المرتضى أن التقرير يمثل انعكاسا لمحاولات تشويه صورة صنعاء أمام المجتمع الدولي، ويمهد الطريق لمزيد من التدخلات الأجنبية في اليمن..
ضعف المصداقية
من جانبه قال محمد عياش قحيم، وزير النقل بحكومة التغيير والبناء، إن الأمم المتحدة تعتمد في معلوماتها على مصادر غير موثوقة، معتبرًا أن التقرير الاممي دليل على عجز المنظمة الأممية عن تحقيق الشفافية والحيادية.. ويؤكد أن هذا التقرير لا يمتلك أي مصداقية، وأن الأمم المتحدة أصبحت أداة تخدم أجندات معينة.”
مشيرا الى أن التقرير بدلًا من أن يكون أداة لدعم الحلول، بات وسيلة لإثارة الفوضى وتبرير الحصار والعدوان على اليمن.
ازدواجية
من جهته لفت حسين العزي نائب وزير الخارجية السابق، إلى أن مجلس الأمن الدولي فقد الكثير من شرعيته بسبب انحيازه المتكرر لصالح القوى الكبرى، واستخدامه كأداة لتبرير التدخلات الأجنبية حيث يقول العزي”مجلس الأمن بات اليوم غطاء سياسيا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، متجاهلا حقوق الشعوب الحرة ومعاناة المدنيين في الدول المستهدفة.”
وأضاف العزي أن ازدواجية المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة تسهم في فقدان الثقة الدولية بها، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لهذا الانحياز السافر.
شرعنة لصالح القوى الكبرى
أما محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لانصار الله فقد أكد أن الأمم المتحدة تتخذ مثل هكذا قرارات وتقارير كأداة لشرعنة الحروب لصالح الدول الكبرى، مشيراً إلى أن صنعاء لن تتراجع عن دعمها لغزة رغم هذه التهديدات. وأوضح البخيتي أن الأمم المتحدة كهيكل تنظيمي يحتوي على مواثيق جيدة، لكن التدخلات السياسية تعرقل تطبيقها.
وقال البخيتي “تقرير فريق الخبراء هو انعكاس لهيمنة القوى الكبرى على الأمم المتحدة، وتحويلها إلى وسيلة لتزييف الحقائق وتبرير الحروب. لكننا في صنعاء سنواصل دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين.”
مصادر غير موثوقة
الدكتور عبد الملك محمد عيسى استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، دعا الجهات الأممية إلى تحقيق توازن وشفافية أكبر في تقاريرها المستقبلية، لتقديم رؤية واقعية تعكس وجهات نظر جميع الأطراف، محذرًا من أن استمرار التحيز سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعزز مواقف دولية تستهدف اليمن بشكل غير مبرر.
ويرى عيسى أن تقرير فريق الخبراء الامميين الاخير يعكس انحيازا واضحا ويعتمد على مصادر محددة وغير موثوقة، في حين يتجاهل وجهات نظر وأصوات محايدة من الداخل اليمني، مما يقلل من مصداقيته.
أبرز الانتقادات التي ذكرها عيسى في ورقته التي حصلت “الوحدة” على نسخة منها تتعلق بالاعتماد المتكرر على مصادر إعلامية معادية لليمن وتجاهل الروايات الصادرة عن مناطق يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى، مما يشير إلى انحياز نحو التحالف السعودي-الإماراتي.
وأشار عيسى إلى أن التقرير يدعو ضمنيا المجتمع الدولي إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، وهو ما يتعارض مع الأهداف المعلنة للأمم المتحدة في دعم السلم والأمن.
وتطرق أيضًا إلى عدة عبارات تضمنها التقرير، رأى فيها محاولة لربط جماعة أنصار الله بجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، ووصف هذا الربط بأنه استناد إلى مصادر مغلوطة، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تثبت قتال هذه التنظيمات إلى جانب خصوم أنصار الله.
تسييس النزاعات
وكانت منظمة “انتصاف” للحقوق، أكدت أن التقرير الأخير يعكس انحيازًا صارخا، ويستغل سلطات مجلس الأمن الدولي لتحقيق مصالح القوى الكبرى.
وقالت المنظمة في بيان لها حصلت “الوحدة” على نسخة منه “التقرير الأخير ليس إلا أداة لتحقيق السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية، ويتناقض مع مبادئ العدالة والحيادية التي من المفترض أن تمثلها الأمم المتحدة.”
وأوضحت المنظمة أن التقرير يتضمن إشارات ضمنية لدعوات بتشديد العقوبات الاقتصادية على اليمن، مما قد يمثل تمهيدا لاعتداءات جديدة.
وأشارت المنظمة إلى ازدواجية واضحة في المعايير، حيث يتجاهل التقرير جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، بينما يُسخر لتبرير المزيد من الضغط على صنعاء.
وأكدت المنظمة أن هذا التقرير، إذا لم يواجه بالرفض، قد يفتح المجال لإسرائيل لتنفيذ اعتداءات إضافية بغطاء من الشرعية الدولية. ودعت المنظمة الحقوقية جميع المؤسسات الحقوقية والناشطين العالميين إلى إدانة التقرير، ورفض ما وصفته بـ”الانحياز” السافر، وإظهار حقيقة الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في فلسطين ولبنان.
وحمّلت “انتصاف” مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمينها العام المسؤولية الكاملة عن أي جرائم قد تحدث نتيجة لهذا التقرير، مشيرة إلى أهمية محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.