سلطنة عمان تمتلك ثروة معدنية في تشغيل تقنيات الطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أكد ناصر بن محمد بن صالح الرزيقي -جيولوجي بالمديرية العامة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بوزارة الطاقة والمعادن، عضو فريق جناح سلطنة عمان في مؤتمر قمة المناخ بدبي «كوب 28»- أهمية المعادن في تشغيل تقنيات الطاقة النظيفة التي أصبحت في صدارة الاهتمام. وأشار في تصريح لـ«عمان» إلى أن سلطنة عمان تبرز بمواردها المتنوعة والموجودة في مواقع استراتيجية كمورد لهذه العناصر الأساسية التي تدعم الانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة.
أكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة في كلمة سلطنة عمان أمام رؤساء الوفود المشاركة بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 اليوم المقام حاليا بدولة الإمارات العربية المتحدة بدبي تقدير سلطنة عمان لكافة الجهود العالمية المبذولة من قبل مختلف دول العالم وكذلك جهود الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، الرامية إلى الحد من تأثيرات التطرف المناخي وتدهور النظم البيئية، من أجل إبقاء الكوكب في مستوى الاتزان والاستقرار ولتفادي الارتفاعات المحتملة في درجات الحرارة التي قد تحدث خللا كبيرا في توازن الطبيعة.
وأعرب عن شكره وامتنانه لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على جهدها المميز في إدارة هذا الملف الحساس والمهم وعلى حسن استقبالها لجميع الوفود المشاركة وكذلك على التنظيم المتقن لقمة المناخ العالمية وعلى مساهمتها المالية النوعية لصندوق الأضرار والخسائر. الذي سيسهم إسهاما فعالا في جبر الأضرار المناخية التي تتعرض لها العديد من دول العالم جراء الأعاصير والحرائق وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من التطرفات الطبيعية.
وقال العمري: «قد شهدت سلطنة عمان نقلة نوعية على مختلف الأصعدة في ظل نهضتها المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتحقيق الرؤية الوطنية الطموحة «عمان 2040»، التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: مجتمع إنسانه مبدع، واقتصاد بنيته تنافسية، ودولة أجهزتها مسؤولة، وبيئة عناصرها مستدامة، الأمر الذي يجعل مسؤولية الحفاظ على البيئة مسؤولية وطنية عابرة للقطاعات والمؤسسات وجعله جزءا أصيلا من كافة خطط واستراتيجيات جميع مؤسسات الدولة».
موضحا أنه نظرا لأهمية العمل المناخي في سلطنة عمان ومواكبة للتوجهات العالمية، فقد تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظم إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، التي تسعى إلى تحقيق غايتها من خفض الانبعاثات في القطاعات الرئيسية المتمثلة في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والمدن والمباني، كما قامت سلطنة عمان بتحديث تقريرها الثاني للمساهمات المحددة وطنيا وقد تم تسليمه مع انطلاقة أعمال قمة المناخ الحالية، محددا نسبة خفض تصل إلى حوالي 21% بحلول 2030. وفي سبيل ذلك فقد عزز بلدي سلطنة عمان إنتاجه من الطاقة المتجددة التي تعد فرصها واعدة جدا، خاصة الهيدروجين الأخضر الذي نستهدف إنتاج ما يقرب من مليون طن منه بحلول 2030، وإنتاج ما يقرب من 8 ملايين طن بحلول 2050. كما نعمل في سلطنة عمان على تنفيذ العديد من المشروعات الرائدة والنوعية في مجالات رفع كفاءة الطاقة واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتعدينه في صخور الافيولايت وكذلك في مجال استخدام الحلول المعتمدة على الطبيعة حيث تم مؤخرا تدشين مشروع عمان للكربون الأزرق الذي يستهدف زراعة 100 مليون شجرة منجروف خلال 4 سنوات كمرحلة أولى، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المستدام للغذاء عبر العديد من مشروعات الاستزراع السمكي والزراعة الحديثة.
ودعا سعادته جميع دول العالم إلى ضرورة الوفاء بالتعهدات تجاه اتفاقية باريس للمناخ، الأمر الذي يعتبر المسار الوحيد نحو إنقاذ الكوكب والبشرية من مخاطر التدهور المناخي، الذي قد تتضاعف كلفته وتصبح جسيمة وأكبر من حجم التوقعات كلما تأخرنا في الوفاء.
مؤكدا أن هذه الجهود العالمية النوعية الساعية إلى الحفاظ على البيئة ونظمها الطبيعية هدف إلى استدامتها لنا وللأجيال القادمة، عليها أن تدرك بأن حماية الإنسان يجب أن تكون أولوية قصوى، فلا يستقيم الحديث عن جهود الحفاظ على البيئة في ظل تجاهل ما يتعرض له الإنسان من قتل جماعي وتهجير قصري وبشكل يومي في غزة تحت القصف الإسرائيلي الوحشي. وعليه فقد وجب أن يضع العالم حدا لهذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الطفل والمرأة والإنسان في الحياة، وإلا فلا قيمة للحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.
النحاس أساس الطاقة النظيفة
وقال الرزيقي: «النحاس أصبح يعد أساس الطاقة النظيفة، ويُعتبر عنصرا مهما بسبب قدرته الكهربائية الاستثنائية، وهو العنصر الأساسي في قطاع الطاقة النظيفة، وتوفر ترسبات عمان -المرتبطة أساسا بتكوينات قشرة المحيط، مثل الصخور البركانية الوسادية والصفائح المشقوقة والجابرو- مصدرا قيّما، ويلعب هذا المعدن دورا حيويا في الشبكات الكهربائية وأنظمة الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والبنية الأساسية التي تدعم استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مما يجعل ترسبات النحاس في عُمان حيوية لتطوير البنية الأساسية للطاقة المستدامة.
السيليكون
وتطرق ناصر الرزيقي إلى الحديث عن السيليكون واستخداماته الواسعة، حيث أشار إلى أن السيليكون يظهر كحجر الأساس في تقنيات الطاقة النظيفة، خاصة في الخلايا الشمسية الفوتوفولتية وحلول تخزين الطاقة، وتعزز ترسبات عمان المرتبطة بالكروميت في الأجزاء الشمالية من سلطنة عمان أهمية هذا العنصر، وتطبيقات السيليكون المتعددة في الألواح الشمسية وأنظمة تخزين الطاقة وإضاءة LED وأجهزة الموصلات الكهربائية تعزز دوره في تعزيز كفاءة الطاقة وتوليد الطاقة المتجددة.
المعادن البلاتينية
وأكد الرزيقي أن مجموعة المعادن البلاتينية مصدر تحفيز حلول نظيفة، حيث يؤدي البلاتين والبالاديوم -كجزء من مجموعة المعادن البلاتينية- دورا حيويا في المحولات الحفازة، مما يقلل من انبعاثات محركات الاحتراق الداخلي، وتمتد أهميتها أيضا إلى خلايا الوقود بالهيدروجين، مما يعزز كفاءة هذه المصادر النظيفة للطاقة، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تمتلك إمكانات كبيرة في هذه المعادن، مما يُسهم في جهود العالم للحد من الانبعاثات وتعزيز وسائل النقل وإنتاج الطاقة الأكثر نظافة.
وتطرق إلى عناصر الليثيوم، والنيكل، والكوبالت التي تعد ركائز تخزين الطاقة، حيث أشار إلى عنصري الليثيوم والنيكل، المستخدمين أساسا في البطاريات للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة، وتلعب دورا محوريا في الانتقال نحو الطاقة المستدامة، كما أن ترسبات عُمان من الكوبالت والنيكل، المرتبطة بتكوينات اللاتيرايت في مناطق مثل إبراء والكامل وصور، تسهم بشكل كبير في سلسلة الإمداد لهذه العناصر الحيوية، مما يدعم الطلب المتزايد على حلول تخزين الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
العناصر الأرضية النادرة
وعرج إلى العناصر الأرضية النادرة (REEs) التي تسهم في تعزيز كفاءة الطاقة، وهي تُعتبر من العناصر الأرضية النادرة، وتعد جزءًا لا يتجزأ من تحسين كفاءة الطاقة، خاصة في توربينات الرياح والسيارات الكهربائية وإضاءة الطاقة الفعّالة وإنتاج الهيدروجين والبطاريات المتقدمة، وتأتي ترسبات عمان المرتبطة بالصخور البركانية القاعدية والكربوناتية في مناطق مثل صور وخور جرامة التي بدورها تُعزز مكانة البلد كمورد محتمل في تطوير هذه التقنيات.
وعلّق ناصر الرزيقي عن دور سلطنة عمان في الانتقال العالمي للطاقة، مؤكدا أن ثراء عُمان يظهر من المعادن الثمينة، الموجودة بشكل استراتيجي في تشكيلاتها الجيولوجية، إمكانيتها لتصبح مساهما مهما في الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة، كما يُظهر النهج النشط للبلد في استغلال هذه الموارد بشكل مسؤول وابتكاري قدرته ليس فقط على تلبية الاحتياجات الطاقوية المحلية ولكن أيضًا المساهمة بشكل كبير في ثورة الطاقة النظيفة على المستوى العالمي.
وأوضح أن ترسبات عُمان المتنوعة والوفيرة، من النحاس إلى العناصر الأرضية النادرة، تؤكد دورها المحوري في الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة عن طريق الاستفادة من هذه الموارد بشكل مسؤول وابتكاري، وتتموقع عُمان لتلبية مطالبها الطاقوية الخاصة وتقديم مساهمات كبيرة في الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة کفاءة الطاقة تخزین الطاقة العالمی نحو على البیئة نحو الطاقة سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
زيارة وزير الطاقة لموزمبيق.. التأسيس لتعاون إقتصادي قوي بين البلدين
قاد وزير الطاقة والطاقات المتجددة، الدكتور مراد عجال، زيارة عمل إلى جمهورية موزمبيق، في الفترة ما بين 14 و17 أكتوبر 2025، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تُوجت بعقد عدة لقاءات والتوقيع على اتفاقيات هامة.
ورافق الوزير، وفد من المسؤولين الرئيسيين في قطاعي الطاقة والصناعة في الجزائر.
ويتعلّق الأمر برئيس المجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي والرؤساء المدراء العامون للشركات الجزائرية سوناطراك وسونلغاز، صيدال وإطارات من وزارة الطاقة والطاقات المتجددة.
وقد حضي وزير الطاقة والطاقات المتجدّدة، الدكتور مراد عجال، في مستهل زيارته لموزمبيق يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، باستقبال خاص من رئيس جمهورية موزمبيق، دانيال فرانسيسكو تشابو.
وبالمناسبة، نقل الوزير، رسالة تحية وتقدير من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لنظيره في جمهورية موزمبيق.
ليتحدث بعدها عن أهداف هذه الزيارة التي تأتي في إطار متابعة ورقة الطريق الخاصة ببرنامج التعاون بين البلدين.
وكذا تجسيد جملة التعليمات التي تم اسداؤها من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية، عقب لقاءه برئيس جمهورية الموزمبيق، دانيال فرانسيسكو تشابو، شهر سبتمبر الفارط في الجزائر.
حيث تم بحث سبل إرساء ديناميكية جديدة واعدة للشراكة بين البلدين.
وعقب هذا اللّقاء، باشر الدكتور مراد عجال، وزير الطاقة والطاقات المتجدّدة، سلسلة من اللّقاءات والمحادثات الهامة. مع وزراء ومستشاري رئاسة جمهورية موزمبيق.
أين تم عقد جلسة عمل أولية حول برنامج الزيارة وما ستحمله من اقتراحات ومشاريع. من شأنها الدفع بعجلة التعاون بين الدولتين الشقيقتين.
فبالإضافة لجلسة العمل التي تم عقدها في ذات اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمعية ريكاردو كزافيير سينجو، الوزير المكلف بالشؤون المدنية لدى رئاسة الجمهورية. وزير الموارد المعدنية والطاقة، وزير الصحة، وزير النقل ، وزير الاقتصاد، وزير الشباب والرياضة. ومستشارين لدى رئاسة الجمهورية وسفراء البلدين.
واستُقبِل وزير الطاقة والطاقات المتجددة، من قبل وزير الموارد المعدنية والطاقة، إيستيفاو بالي. وأعضاء من دائرته الوزارية ومستشارين وخبراء في المجال.
وقد خصّص اللقّاء لعرض وضعية هذا القطاع في دولة موزمبيق. ومناقشة مختلف الاقتراحات التي من شأنها التأسيس لتعاون فعلي وشراكة قوية بين الدولتين.
ليستقبل الوزير الدكتور مراد عجال، يوم الخميس، من قبل وزير الاقتصاد في جمهورية موزمبيق. وكاتب الدولة المكلف بالسياحة وعدد من إطارات دائرتهم الوزارية.
وقد شهدت جلسة العمل التي تمت بحضور أعضاء الوفد الجزائري، مناقشة عدد من الملفات الهامة. التي تتعلّق بصياغة رؤية واضحة تؤسس لتعاون اقتصادي قوي بين جمهوريتي الجزائر وموزبيق. يرقى لمستوى تطلعات قيادتي البلدين وشعبهما الشقيقين.
وقد توّجت زيارة العمل، بالتوقيع على أربع مذكرات تفاهم هامة بين متعاملين اقتصاديين من جمهورية موزمبيق وكل من مجمع سونلغاز. سوناطراك، صيدال والمجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي.
وهي الاتفاقيات التي تؤطر مجالات الشراكة بين المتعاقدين. ويتعلّق الأمر باتفاقية تعاون بين مجمّع سوناطراك الجزائري والشركة الوطنية للمحروقات ENH لجمهورية الموزمبيق، للتعاون في مجال المحروقات.
كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين سونلغاز وشركة - كهرباء موزمبيق (EDM). واتفاقية تعاون بين مجمع صيدال ووزارة الصحة في مجال تصنيع المواد الصيدلانية.
فيما تم توقيع اتفاقية تعاون بين المجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي ونظيره في جمهورية موزمبيق.
كما شهدت الزيارة تنظيم عدد من الاجتماعات والزيارات الميدانية الهامة مع متعاملين طاقوين واقتصاديين في جمهورية موزمبيق. وذلك لمناقشة وبلورة مشاريع شراكات هامة في مختلف المجالات.
كما نشّط الدكتور مراد عجال، وزير الطاقة والطاقات المتجددة، على الهامش لقاءات صحفية. تحدّث خلالها عن اهداف الزيارة التي تركز أساسا إلى الدفع بعجلة التعاون بين البلدين. والتأسيس لشراكة مثمرة فعلية مبنية على مبدأ رابح/رابح بين الدولتين.
وبهكذا تعاون، تواصل الجزائر تعزيز حضورها الاقتصادي الطاقوي على الصعيد القاري.
حيث تندرج زيارة العمل التي قام بها وزير الطاقة والطاقات المتجددة، الدكتور مراد عجال، التي تعدّ أول خرجة له منذ توليه حقيبة وزارة الطاقة والطاقات المتجددة، في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، والخاصة بتطوير الجهود المبذولة في توسيع مجالات الاستثمار في الطاقة والطاقات المتجددة. ضمن مقاربة استراتيجية تهدف لترسيخ مكانة الجزائر كشريك موثوق وفاعل في مسار التنمية المستدامة في القارة الافريقية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور