شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، هجوما على الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بسبب موقفهم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال أردوغان إن غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة هي المكان الذي ينتهك فيه اليوم بشكل صارخ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

جاء ذلك في كلمة خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية، السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق 10 كانون الأول/ديسمبر من كل عام.



وأضاف أنه جرى التصديق على نص اليوم العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 عاما وسط آمال كبيرة، لافتا إلى أنه رغم مرور ثلاثة أرباع قرن فإن هذا النص لا يزال يحتفظ بأهميته بوصفه وثيقة من حيث مكتسبات الإنسانية.

وأكد أن هذه الوثيقة ما زالت تواصل تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته منذ إعلانه قبل 75 عاما على أسس المثل العليا المتمثلة في عالم أكثر عدالة وحرية.

وشدد على أنه بالرغم من عدم تمكن الإعلان من إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان حتى اليوم، فإنه يعد أحد الركائز الأساسية لنضال الإنسانية من أجل حياة كريمة.

وأردف أن الكثير من مناطق العالم تشهد في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، انتهاكات حقوق الإنسان.

وأكمل أن معاداة الإسلام والأجانب في المجتمعات الغربية تأتي في مقدمة التهديدات التي تواجه حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الشريحة الأكثر تضررا من الممارسات التمييزية والفاشية والمعادية للأجانب والعنصرية هي بلا شك المسلمون الذي يشكلون النسبة الكبرى من المهاجرين.

وزاد الرئيس التركي أن مصطلح الإرهاب والإرهابيين تحول إلى غطاء لمهاجمة الإسلام وإهانة المسلمين وقتل الأبرياء.

وتطرق إلى الهجوم على مسجد في نيوزيلندا قبل 4.5 أعوام خلال أداء صلاة الجمعة واستشهاد 51 شخصا، لافتا إلى مدى ما يمكن أن تؤول إليه معاداة الإسلام.

واستطرد أن الهجمات ضد المسلمين والمهاجرين لم تقتصر على هذه فحسب، بل استمرت في الانتشار بأجزاء من العالم مثل كندا والولايات المتحدة وأوروبا ودول آسيوية.

ومضى قائلا: "لا يمكننا إطلاقا نسيان مأساة جورج فلويد الذي فارق الحياة وهو يقول ’لا أستطيع التنفس، لا أستطيع التنفس’..... كما شاهدنا كيف جرفت الأمواج جسد الطفل أيلان إلى الشاطئ، وفاة الطفل أيلان لم توقظ ضمائر الدول الغربية".

وأكد الرئيس أردوغان أن الدول الغربية شرعنت وشجعت الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين تحت ذريعة "حرية الفكر".

وأوضح أن "حوادث الهمجية المتزايدة وصرخات الأبرياء المتصاعدة (في غزة) مؤشرات على اقترابنا من نقطة تحول".

وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية التي تحظى بدعم غير محدود من الدول الغربية، ترتكب فظائع وحشية ومجازر في غزة من شأنها أن تجعل البشرية جمعاء تشعر بالخجل.

وجدد الحديث عن إمكانية "تأسيس عالم أكثر عدلا"، مستدركا: "لكن ليس مع الولايات المتحدة، لأنها تقف إلى جانب إسرائيل".

وأعرب عن أسفه جراء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض، متسائلا: "هل يمكن أن تكون هناك عدالة كهذه؟".



وتابع الرئيس أردوغان: "رأينا مرة أخرى تجلي حقيقة أن ’العالم أكبر من خمسة’ ولا بد من إصلاح مجلس الأمن".

ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي تحول إلى مجلس لحماية إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأكد أنه "من الآن فصاعدا لا يمكن أن تقول الإنسانية إن الولايات المتحدة دولة تؤيد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وشدد أنه ينبغي لـ"جزاري غزة" دفع ثمن جرائمهم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية، معربا عن إيمانه في تحقق ذلك بإذن الله عاجلا أو آجلا.

وأردف أنه لا يمكن للإنسانية أن تحرز أي تقدم مع منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشكلهما الحالي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية غزة الفلسطينية تركيا فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالمی لحقوق الإنسان الولایات المتحدة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

ماكرون يحذر: الحروب التجارية تعرقل الأمن العالمي ويدعو ترامب لوقف التصعيد

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه إزاء النهج الأمريكي في فرض تعريفات جمركية على أوروبا والصين، محذرًا من أن الحروب التجارية المتزامنة قد تعرقل الاستقرار الاقتصادي والأمني العالمي.  

وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد ماكرون أن واشنطن لا يمكنها الانخراط في نزاعين اقتصاديين في آنٍ واحد، مع كلٍّ من أوروبا والصين، مشددًا على أهمية الحفاظ على علاقات تجارية متوازنة بين الحلفاء.  

وقال ماكرون بوضوح: "أتمنى أن أقنع ترامب بوقف الحرب التجارية، لأن التصعيد المستمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات الاقتصادية والسياسية".

كما شدد على أن فرنسا وأوروبا لا تفرضان تعريفات جمركية على الولايات المتحدة، داعيًا واشنطن إلى عدم فرض تعريفات جديدة في الوقت الحالي، لما لذلك من تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.  

وفيما يتعلق بالتعاون الدفاعي بين الحلفاء، أكد ماكرون أن هناك حاجة ملحة لزيادة الإنفاق الدفاعي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. إلا أنه أشار إلى أن الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة تعرقل هذه الجهود، إذ تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاديات الأوروبية وتحدّ من القدرة على تخصيص موارد إضافية للدفاع المشترك.  

وتأتي هذه التصريحات وسط قلق متزايد في الأوساط الاقتصادية والدبلوماسية بشأن تداعيات السياسات الحمائية الأمريكية على الاقتصاد العالمي، حيث يرى محللون أن استمرار النزاع التجاري قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، فضلًا عن توتر العلاقات بين الحلفاء التقليديين.  

وفي الوقت الذي تحاول فيه أوروبا تعزيز شراكتها الاقتصادية والعسكرية، يظل التنسيق مع الولايات المتحدة أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار الأسواق المالية وحماية الأمن المشترك.  

مقالات مشابهة

  • الشبكة العربية مُهاجمة الولايات المتحدة: لم تكن وسيطاً نزيهاً ومحايداً
  • مقررة الأمم المتحدة: الإبادة الجماعية في غزة مأساة معلنة
  • سلطان الجمّالي: الولايات المتحدة لم تكن وسيطًا محايدًا بين العرب والاحتلال
  • مقرمان يتحادث مع نائب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • الأمم المتحدة: هناك شكوك حقيقية في منظومة العدل الإسرائيلية
  • ندوة حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تنظم ندوة حول "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"
  • تونس تعرب عن "استغرابها" بعد انتقادات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان  
  • بوعياش تثمن تفاعل قطاعات الأمن والدرك وإدارة السجون والعدل مع توصيات الوقاية من التعذيب
  • ماكرون يحذر: الحروب التجارية تعرقل الأمن العالمي ويدعو ترامب لوقف التصعيد