جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-22@07:52:25 GMT

صمت وخذلان.. وغزة تحترق!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

صمت وخذلان.. وغزة تحترق!

 

حمد الحضرمي **

 

استمرار حرب الصهاينة الظالمة على غزة بهذه الشدة والضراوة، أمر مؤسف ومحزن ومرفوض بكل المقاييس والمعايير والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية، والمصيبة الصمت الدولي المخزي، الذي كشف للعالم أن المبادئ والقيم الديمقراطية والأخلاق الإنسانية التي ينادون بها ما هي إلّا شعارات براقة مزيفة خادعة، والمصيبة الأكبر الخذلان العربي المؤلم، والذي أصاب الشعوب العربية في مقتل، وقد ثبت هذا الخذلان على أرض الأحداث، عندما يتعرض إخواننا وأهلنا في غزة في حرب بشعة يفعل فيها العدو الصهيوني كل الأفاعيل المحرمة والمجرمة دوليًا، والأنظمة العربية صامتة لا تتخذ موقف يرفع الظلم والعدوان عن أخيهم المسلم الذي يقتل بدم بارد في غزة.

إن الصمت الدولي ليس مستغرب من الدول الغربية لأنها داعمة للصهاينة في السر والعلن، ولكن الصمت والخذلان العربي مؤلم لدرجة كبيرة، لأن المسلم أخو المسلم ويتطلب الأمر نصرته خاصة وقت الشدائد والمحن مثل ما يتعرض له الآن إخواننا وأهلنا في غزة من عدوان الصهاينة الغاشم، والذين يشنون حرب إبادة جماعية ليس لها مثيل في عصرنا الحالي، استخدم فيها العدو الصهيوني كل الوسائل والطرق الممنوعة والمحرمة دوليًا في الحروب، دون رقيب ولا حسيب من المجتمع الدولي. وأصبح من الواجب على الأنظمة العربية اتخاذ مواقف حازمة تجاه الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، وتجاه الهيئات الدولية خاصة الأمم المتحدة؛ التي انحازت للكيان الصهيوني ولم تسعى ببذل الجهود الجادة لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الصهاينة بحق أهلنا في غزة منذ شهرين.

هذه الحرب المجرمة بكل القوانين والمواثيق الدولية، قد دمرت كل شيء في غزة، حيث ازهقت الأرواح البريئة، وهدمت البيوت على ساكنيها، وجرفت الأراضي بكل ما فيها، وشتت الأسر والعائلات، ولم تراعِ حقوق الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والأسرى، فتعدت على كل شيء بلا رحمة ولا إنسانية ولا حقوق إنسان وتجاوزت الحدود، فأصبح من الواجب على الدول العربية والإسلامية - التي لها علاقات مع إسرائيل - قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وغلق مكاتب التمثيل التجاري والدبلوماسي معها، وطرد السفير الصهيوني من أراضيها، ومراجعة كافة المعاهدات والاتفاقيات السابقة التي عقدت مع العدو الصهيوني، ويتطلب الواقع التعامل بحزم وندية مع الكيان الصهيوني والدول الداعمة له.

آن الأوان للدول العربية أن تتحد لتصبح قوة عظمى، فلو اتحدت الدول العربية لأصبح الناتج القومي المحلي لها 5 تريليونات و990 مليار دولار، وستكون الدول العربية بهذا الاتحاد في المرتبة الرابعة عالميًا، بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وسيكون لديها 24 مليون برميل يوميًا، وسيصبح الجيش العربي عدده 4 ملايين جندي، ولديه 9 آلاف طائرة حربية، و4 آلاف طائرة هليكوبتر، و19 ألف دبابة حربية، فمن الذي سيجرؤ بعد هذا الاتحاد على غزو أي دولة عربية والتعدي عليها وقتل وتهجير أهلها كما يحدث الآن في غزة؟!

إن الدول العربية والإسلامية مطالبة الآن بدعم أهل غزة وفلسطين بالمال، وكسر أي حصار يفرضه الكيان الصهيوني عليهم؛ لأن الوضع في غزة مأساوي لدرجة لا تتصور، فالدعم والمساندة لأهل غزة أصبح علينا واجب لا يحتمل التأجيل، لأن هذا الدعم سيخفف على أهل غزة الكثير من المعاناة والمصائب والأزمات التي أثرت على كل مناحي الحياة لديهم، فبهذا الدعم والمساندة ستنبض الحياة لديهم من جديد في قطاعات كثيرة تشللت فيها الحركة، خاصة في القطاعات الصحية والطبية والخدمية الضرورية لمساعدة الناس المحتاجة للعلاج والدواء والغذاء. وقد حان الوقت على الدول العربية أن تكون أمة واحدة على عدو الله وعدوهم، وأن ينبذوا الفرقة والخلاف بينهم، مصداقًا لقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا" (آل عمران: 103) ويقول عز وجل "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" (الأنفال: 46).

ومن الأهمية البالغة في عصرنا الحالي ما تلعبه وسائل الإعلام والإعلاميين عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي لها دور كبير في توضيح الحقائق ونشر الصورة الصادقة لما يحدث من جرائم ومجازر يقوم بها الصهاينة في حق إخواننا وأهلنا في غزة، وعليهم كذلك دعم القضية الفلسطينية لأنها قضية الأمة بأكملها، ويتوجب إرسال المبادئ وترسيخ المفاهيم الإعلامية الصادقة في عقول الناس في كل أنحاء العالم عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بأرضه كاملة، وعلى حكومات الدول العربية والإسلامية الاهتمام ودعم وسائل الإعلام والإعلاميين، لتكون قنواتهم الفضائية ومجلاتهم وجرائدهم قوية تنافس الآخرين بجدارة، حتى تصل القضية الفلسطينية العادلة ومطالبات شعبها المستحقة للناس كافة، ويتم فضح ونشر المجازر والجرائم الصهيونية البشعة المرتكبة في حق إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين للعالم بأسره.

وعلى الأمة أن تقوم بواجبها الديني الذي فرضه الله عليها، بأن تكون أمة واحدة تقاتل صف واحد، وتصبح كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى، فواجبنا تجاه إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين أن نشعر ونحس بشهدائهم وبدمائهم الزكية، ونتألم بجروحهم وآلامهم، ونستعد للجهاد معهم بكل ما نستطيع بالمال والأنفس، قال تعالى "انفروا خفافًا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم" (التوبة: 41). وواجب الأمة العربية والإسلامية أن تقف وقفة رجل واحد مع إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين ضد الصهاينة المعتدين الذين تجاوزوا كل الحدود والقوانين واخترقوا كل الأعراف والمواثيق الدولية، لقد ارتكب الصهاينة في غزة محرقة كاملة وإبادة جماعية، غابت عنها كل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية، وإن لم تتحرك الأمة العربية والإسلامية في هذا الظرف الأليم والأحداث العصيبة والمآسي والجرائم البشعة الواقعة الآن أحداثها في غزة، فمتى وأين وكيف ستتحرك هذه الأمة!

علينا جميعًا كمسلمين واجبًا شرعيًا نصرة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين، فانصروهم بالدعاء الخالص والاستغاثة الصادقة، واجعلوا الدعاء لهم مستمرًا لا ينقطع، وتذللوا في دعائكم واخشعوا لربكم لعله يستجيب لأحدكم، وانصروهم بمقاطعة كافة منتجات الشركات الداعمة للعدو الصهيوني، لأن المقاطعة سلاح الشعوب الفعال للضغط على الشركات العالمية وعلى المجتمع الدولي، وانصروهم كذلك بأموالكم ولو بالقليل منها، وانصروهم بمعاداة الكفار والمشركين والظالمين والفاسقين من اليهود ومن والاهم وأيدهم، وانصروهم بإحياء شعيرة الجهاد في نفوسكم وفي نفوس أبنائكم وأبناء المسلمين، فقد فقدت الأمة عزتها وكرامتها وطمأنينتها، فأصبحت أمة ضعيفة حتى فقدت هيبتها وقوتها، فلا عزة للأمة إلا بالجهاد في سبيل الله، حتى تعود لها مكانتها وقوتها وهيبتها بين سائر الأمم.

واختم بقول الشاعر المصري علي محمود طه:

أخي جاوز الظالمون المدى

فحق الجهاد وحق الفدا

انتركهم يغصبون العروبة

مجد الأبوة والسؤددا

فجرد حسامك من غمده

فليس له بعد أن يغمدا

أخي أيها العربي الأبي

أرى اليوم موعدنا لا الغدا

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بين انفتاح وحذر وترقب.. مواقف الدول العربية من سوريا الجديدة

لم تكن الدول العربية بمنأى عما جرى في سوريا من سقوط النظام وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، تتويجا لمعركة ردع العدوان التي بدأت من ريف حلب الغربي وصولا إلى دمشق بعد 11 يوما من انطلاقها.

وجاء سقوط الأسد ونظامه في وقت كانت فيه العديد من الدول العربية قد انخرطت في مسار لتطبيع العلاقات معه، كما جاء تسلم هيئة تحرير الشام -التي قادت الإطاحة بالنظام- وزعيمها أحمد الشرع السلطة مؤقتا، ليثير التوجس لدى هذه الدول.

في اليوم الأول من سقوط النظام السوري، سارعت السعودية وقطر إلى التعبير عن اهتمامهما وترحيبهما بالوضع الجديد، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تعرب "عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري الشقيق وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها".

أما وزارة الخارجية القطرية، فقد أكدت في بيان "متابعة الدوحة باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا"، وجددت موقف قطر الداعي لإنهاء الأزمة السورية، بحسب قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق مصالح الشعب السوري.

كما أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرارا بإنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات لتقديم الدعم للشعب السوري، وقالت الخارجية القطرية إن القرار "يأتي في إطار موقف دولة قطر الداعم لسوريا ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب السوري الشقيق".

لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (يمين) مع نظيره السوري أسعد الشيباني في الرياض (وكالة الأنباء السعودية) موقف موحّد في العقبة

وبعد أيام من التغيير في سوريا، اتخذت الدول العربية موقفا موحدا إزاءه في اجتماعات العقبة بالأردن التي جمعت وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية، وهي الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وشارك فيها وزراء خارجية قطر والإمارات والبحرين، ودول إقليمية وغربية.

إعلان

ودعا البيان الختامي لاجتماعات العقبة -التي انعقدت في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي- إلى مساندة الشعب السوري واحترام خياراته، والبدء بعملية انتقال سياسي شاملة وفقا للقرار الدولي 2254، وتوسيع دور الأمم المتحدة للإشراف على عملية الانتقال.

وفُسر هذا الموقف من قبل معلقين على أنه دعوة لفرض وصاية دولية على سوريا، وعرقلة عمل السلطات الجديدة.

ولكن بعد ذلك بأيام، أظهرت بعض الدول العربية نوعا من الانفتاح الدبلوماسي على الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وأجرت اتصالات رفيعة المستوى، فيما اختارت دول أخرى إجراء اتصالات أكثر حذرا، مقرونة بتصريحات تعبّر عن هواجس بشأن الوضع الجديد في سوريا، فيما تأخرت دول بعيدة عن المشهد السوري عن الاتصال لبعض الوقت.

اتصالات رفيعة

وفي مقدمة الدول العربية التي سارعت إلى إجراء اتصالات مع الإدارة السورية الجديدة جاءت قطر، التي كانت أول دولة تفتتح حملة الاتصالات الدبلوماسية المباشرة، تلتها السعودية التي كانت أول دولة تستقبل وفدا حكوميا سوريا إلى الخارج، والأردن التي أرسلت أول وزير خارجية عربي إلى دمشق، وتبعتها وفود رفيعة المستوى من البحرين والكويت وليبيا.

قطر

فقد استقبلت دمشق وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي في 23 ديسمبر/كانون الأول على رأس وفد في زيارة حملت دلالات رمزية، حيث وصل على متن أول طائرة تابعة للخطوط القطرية تهبط في مطار سوري بعد سقوط الأسد وبعد توقف دام 13 عاما. وخلال الزيارة، أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق لأول مرة بعد إغلاقها في 2011.

وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري، استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في أول محطة له ضمن جولة إقليمية شملت الإمارات والأردن.

كما وصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الخميس الماضي، إلى دمشق في زيارة "تأتي تأكيدا على موقف دولة قطر الثابت في دعم الأشقاء في سوريا"، وفقا للمتحدث باسم الخارجية القطرية.

إعلان السعودية

وفضلت السعودية البدء باتصالاتها الدبلوماسية مع القيادة السورية الجديدة عبر وفد برئاسة مستشار في الديوان الملكي، دون الإفصاح عن اسمه، حيث زار دمشق في 23 ديسمبر/كانون الأول والتقى الشرع.

واستجابة لدعوة رسمية من المملكة، أجرى الشيباني في 3 يناير/كانون الثاني الجاري زيارة على رأس وفد حكومي رفيع، ضم وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات إلى السعودية، في أول زيارة خارجية لوفد حكومي سوري منذ سقوط الأسد.

والتقى أعضاء الوفد السوري بنظرائهم السعوديين، في تحرك رأى فيه مراقبون رغبة متبادلة في التقارب والانفتاح بين الطرفين.

مؤتمر صحفي للشيباني (يسار) والصفدي في عمّان (الجزيرة) الأردن

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بدوره يعد أول وزير خارجية عربي يزور دمشق منذ سقوط الأسد.

وعبّر الصفدي خلال زيارته في 23 ديسمبر/كانون الأول عن دعم بلاده للشعب السوري في المرحلة الانتقالية، ليصل إلى مرحلة مستقبلية يكون فيها نظاما سياسيا جديدا يبنيه السوريون، ويحمي حقوق كل السوريين. وقال الوزير الأردني إنه اتفق مع أحمد الشرع على التعاون في مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى الأردن.

الكويت

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلقى وزير الخارجية السوري الجديد اتصالا هاتفيا من نظيره الكويتي عبد الله علي اليحيا، مؤكدا دعم بلاده للخطوات التي اتخذتها حكومة دمشق الجديدة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا). وأبدى اليحيا استعداد الكويت للتعاون بما يخدم مصالح البلدين، ويصب في استقرار سوريا.

وأجرى الوزير الكويتي رفقة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في 30 ديسمبر/كانون الأول، زيارة لدمشق، حيث التقيا بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب.

إعلان ليبيا

ولم تكن ليبيا بمعزل عن الحراك الدبلوماسي العربي تجاه دمشق، حيث تلقّى وزير الخارجية السوري اتصالا هاتفيا في 25 ديسمبر/كانون الأول من وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي، نقل الأخير خلالها رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أكد فيها "موقف ليبيا الثابت" في دعم الشعب السوري والحكومة السورية الجديدة.

وأكد اللافي أهمية التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والتحولات الراهنة بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي 28 من الشهر ذاته، زار اللافي على رأس وفد ليبي رفيع دمشق والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

البحرين

وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، سباقا إلى إرسال رسالة موجهة بشكل مباشر لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عبر سفارة المنامة في دمشق يوم 13 ديسمبر/كانون الأول، أعلن فيها استعداده للتشاور وتقديم الدعم لسوريا، فيما تدرّجت المنامة في خطوات الاتصال الدبلوماسي مع الإدارة الجديدة.

ففي 25 من الشهر نفسه، تلقى الشيباني اتصالا هاتفيا من نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني الذي أثنى على خطوات القيادة السورية الجديدة، بحسب "سانا". وزار وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز الأمن الإستراتيجي الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل خليفة دمشق في 28 ديسمبر/كانون الأول.

وفي زيارة أخرى، استقبل أحمد الشرع ووزير الخارجية الشيباني في 8 يناير/كانون الثاني الجاري وفدا من البحرين برئاسة عبد اللطيف الزياني.

اتصالات حذرة

في المقابل، لم تُخفِ بعض الدول العربية مخاوفها بشأن الوضع الجديد في سوريا، وهي مصر والعراق والإمارات ولبنان، وإن كان لكل منها مخاوفها الخاصة.

وفي حين استمرت بعض هذه الدول، مثل مصر والعراق في المحافظة على مسافة من الإدارة السورية الجديدة رغم الاتصالات المباشرة، بادر البعض الآخر، مثل الإمارات ولبنان في إبداء المزيد من الانفتاح على الوضع السوري الجديد.

إعلان الإمارات

في أول تعليق للإمارات على سقوط الأسد، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش -بالتزامن مع فرار الأسد إلى روسيا- إن سوريا ليست في مأمن بعد، وإن وجود التشدد والإرهاب لا يزال مصدرا أساسيا للقلق.

وفي اليوم التالي، دعت الإمارات، في بيان لوزارة الخارجية، الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة للخروج بما يلبي طموحات السوريين بكافة أطيافهم، وشددت على ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى.

وبالتزامن مع وصول وفود عربية إلى دمشق في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، ناقشا خلاله "تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وفي محطته الثانية بجولته الإقليمية، زار الشيباني أبو ظبي والتقى نظيره الإماراتي.

مصر

وفي أول اتصال مباشر بين الجانبين، تلقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اتصالا من نظيره المصري بدر عبد العاطي في 31 ديسمبر/كانون الأول، أكد الأخير خلاله وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة، داعيا كافة الأطراف السورية إلى إعلاء المصلحة الوطنية.

وشدد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أن الوزير عبد العاطي أكد كذلك على أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية، تعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا.

ولم ترسل مصر حتى الآن وفدا دبلوماسيا للقاء الإدارة السورية الجديدة، كما لم تستقبل وفدا سوريا في المقابل.

العراق

في تعليقها الأول على التغيير في سوريا، شددت حكومة بغداد على "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا. وذكر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن "ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري"، داعيا السلطات الجديدة إلى أن "تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول إعدادها عملية سياسية لا تقصي أحدا".

وأوفد السوداني في 26 ديسمبر/كانون الأول رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري على رأس وفد إلى دمشق، ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن "مصدر رفيع" في بغداد، أن الإدارة السورية أبدت تفهما لمطالب العراق ومخاوفه.

وأجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اتصالا هاتفيا مع الشيباني، أكد خلاله أن "استقرار وأمن البلدين مترابطان"، وأعرب عن تقديره لجهود الجانب السوري في حماية البعثة العراقية.

إعلان

لبنان

بعد سقوط النظام السوري، عرف لبنان مرحلتين من التعامل مع الوضع الجديد في سوريا، فبينما ظلت الحكومة اللبنانية بمنأى عن الاتصال بالإدارة السورية الجديدة، بادر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى زيارة دمشق وعقد لقاء مع الشرع في 22 ديسمبر/كانون الأول.

وبعد يومين، أجرى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، أكد خلاله وقوف بيروت مع الحكومة السورية الجديدة، واتفق الجانبان على تكثيف الجهود لتعزيز استقرار المنطقة.

وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد أيام من اتصال هاتفي بين الشرع وميقاتي، إثر إشكال حدودي.

ورغم الاتصالات المباشرة الرفيعة بين الجانبين، ظل الترقب والقلق سيد الموقف لدى بعض مكونات الحكومة اللبنانية القريبة من حزب الله، ومع انتخاب البرلمان اللبناني لقائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد فراغ دام أكثر من عامين، اكتسبت العلاقات السورية اللبنانية زخما، مع تحول حزب الله وحلفائه إلى صفوف المعارضة، وتكليف عون لنواف سلام المقرب من آل الحريري بتشكيل حكومة جديدة.

واعتبر عون في خطاب القسم عقب أدائه اليمين الدستورية في 9 يناير/كانون الثاني أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها". وفي اليوم التالي، هنأ قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عون في اتصال هاتفي.

اتصالات متأخرة

وبحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي وبداية يناير/كانون الثاني الجاري، أجرى وزراء خارجية كل من سلطة عمان واليمن والسودان والمغرب اتصالات هاتفية هي الأولى من نوعها لبلادهم بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

إعلان

وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في اتصاله، دعم بلاده للشعب السوري وتأييده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددا على "القواسم المشتركة بين البلدين وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم مصالح الدولتين".

من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني "موقف القيادة السياسية والحكومة اليمنية إلى جانب الأشقاء في سوريا"، مشيرا إلى "وقوف الحكومة اليمنية إلى جانب الحكومة السورية الجديدة، وتهانيها للشعب السوري بمناسبة انتصاره".

وبارك وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف للشعب السوري انتصاره، مؤكدا "دعم السودان للشعب السوري الشقيق بما يحقق الأمن والاستقرار والسلم"، وأكد على "توسيع العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون".

كما أكد وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري، موقف بلاده "الثابت والداعم لاحترام إرادة الشعب السوري"، مؤكدا عمق "الروابط والعلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين العُماني والسوري".

وأتبعت عُمان الاتصال بزيارة لوفد يرأسه الشيخ عبد العزيز الهنائي المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان إلى دمشق في 11 يناير/كانون الثاني الجاري.

ولم ترد أخبار عن إجراء أي من الجزائر أو تونس أو موريتانيا أيَّ اتصال بالإدارة السورية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • بين انفتاح وحذر وترقب.. مواقف الدول العربية من سوريا الجديدة
  • مشروع لدراسة السياسات اللغوية في الدول العربية
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة في الدول العربية اليوم | فيديو
  • مصر وجنوب إفريقيا تتصدران الدول الأفريقية التي رفعت قدراتها من إنتاج الطاقة الشمسية في 2024
  • مندوب ليبيا بجامعة الدول العربية يلتقي وزير الاقتصاد بحكومة الدبيبة
  • إيران توصي رعايها في كل بلدان العالم بعدم السفر الى أحد الدول العربية
  • الجامعة العربية تشيد بجهود مصر لصالح الشعب الفلسطيني
  • خبراء يستعرضون استراتيجية الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون
  • حالة الطقس و درجات الحرارة المتوقعة في الدول العربية اليوم الأحد 19-1-2025|فيديو
  • «الغرف السياحية»: 70% من السياحة العربية الوافدة إلى مصر في 2024 من دول الخليج