الأولويات الاقتصادية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
◄ يتعين على الوحدات الحكومية التنفيذية المعنية بنمو الاقتصاد العُماني أن تُحدِّد أولوياتها على نحو أكثر دقة
خلفان الطوقي
عندما تُفكر في الوضع الذي يمر بالوضع الاقتصادي في عُمان، تجد أنَّ هناك تحديات اقتصادية ويُلاحظها القطاع الخاص بشكل ملحوظ، خاصة في بعض الأنشطة التجارية التي تمر بمنعطف خطير، وسيظل هذا المنعطف صعباً لمدة طويلة ما لم يكن هناك تدخل سريع، والتدخل الجذري يكمن في تحديد الأولويات الوطنية وخاصة الأولويات الاقتصادية.
أما بالنسبة لأهم التحديات التي تواجهها بعض القطاعات التجارية، أذكر على سبيل المثال محدودية وصغر السوق العُماني، وضعف القوة الشرائية، وسياسات التعمين غير المتوافقة مع التطلعات والواقع، وقلة تأهيل وخبرة الموارد البشرية، وارتفاع الكلفة التجارية، والمنافسة الخارجية، والمتطلبات الحكومية من قوانين وإجراءات، وحالة الإشباع في بعض القطاعات، وتقلبات الأسعار العالمية لبعض السلع الأولية أو قلة السيولة... وغيرها من التحديات حسب كل قطاع.
هذه تحديات تضع المشرعين والجهات الحكومية التنفيذية أمام خيارات وضع "العربة أمام الحصان أو العكس"، أو أيهما يأتي أولًا "البيضة أم الدجاجة؟!"، فالمسألة ليست سهلة، فإذا أتيت بممثلي القطاع الخاص، وطلبت منهم تحديد الأولوية الأولى لحل التحديات التي تواجههم في قطاعاتهم، ستجد كل منهم لديه إجابة تختلف عن غيره، فكل منهم سوف يرى الموضوع من الزاوية التي تناسبه، ولن يتفقوا جميعاً على حل وحيد.
وعليه.. لابُد للوحدات الحكومية التنفيذية المعنية بالاقتصاد العُماني أن تحدد أولوياتها بشكل أكثر دقة، فهل أولوياتها توسعة الاقتصاد الذي سيضمن لها حلا شاملا يضمن لها وظائف سخية للعُمانيين، وعوائد للحكومة من رسوم وضرائب، وخلق قطاعات خدمية مساندة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو الاهتمام بأجزاء من المشكلة كتعمين الوظائف على سبيل المثال أو خدمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو زيادة ضرائب للحكومة وهلمّ جرًا..
ومن هنا يتعين تحديد الوجهة بشكل دقيق ومن منظور شمولي، بدلًا من حل الجزيئات وتأثيرها بسيط لا يُذكر، فقد حان الوقت للحكومة لتحديد أين يجب وضع العربة: هل أمام الحصان أم خلفه؟! وتحديد أيهما يأتي أولًا البيضة أم الدجاجة؟! كي نصل إلى ما نُريد ونحقق ما نتطلع إليه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد الانتقادات للحكومة الجديدة..الشرع: لا يمكن إرضاء الجميع
أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الإثنين، أن الحكومة الجديدة راعت "تنوع" المجتمع السوري، بعيداً عن "المحاصصة"، مقراً في الوقت ذاته بصعوبة "إرضاء" الجميع، في رد ضمني على الانتقادات لتركيبة الحكومة التي تولى مقربون منه أبرز الحقائب فيها.
وأعلن الشرع ليل السبت تشكيل حكومة من 23 وزيراً، دون رئيس للوزراء. ورغم أنها أكثر شمولاً من حكومة تصريف الأعمال التي سيّرت البلاد منذ الإطاحة ببشار الأسد منذ أكثر من 3 أشهر، إلا أنها أثارت انتقادات أبرزها من الإدارة الذاتية الكردية، التي انتقدت "مواصلة إحكام طرف واحد السيطرة" على الحكومة، وقالت إنها لن تكون "معنية" بتنفيذ قراراتها.
كلمة رئيس الجمهورية السيد #أحمد_الشرع خلال تهنئة #عيد_الفطر في قصر الشعب بدمشق.#سانا pic.twitter.com/I6WGyPCFKt
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 31, 2025وفي كلمة بعد صلاة عيد الفطر في قصر الشعب، قال الشرع: "سعينا قدر المستطاع أن نختار الأكفاء. وراعينا التوسع والانتشار والمحافظات، وراعينا أيضاً تنوع المجتمع السوري، رفضنا المحاصصة ولكن ذهبنا إلى المشاركة" في تشكيل الحكومة واختيار وزرائها.
وأضاف "اخترناهم أصحاب كفاءة وأصحاب خبرة، دون توجهات فكرية أو سياسية معينة، همهم الوحيد هو بناء هذا البلد وبناء هذا الوطن وسنوفر لهم كل الإمكانيات ليكونوا ناجحين".
وأضاف الشرع "لن نستطيع أن نرضي الجميع"، موضحاً "أي خطوات سنأخذها لن تحصل على التوافق وهذه الحالة الطبيعية، ولكن علينا أن نتوافق بالحد الأدنى وبالمستطاع"، معتبراً أن بلاده أمام "طريق طويل وشاق" لكنها تملك "كل المقومات التي تدفع إلى نهضة هذا البلد".
ويشكل السنّة غالبية أعضاء التشكيلة الحكومية الجديدة، بما يعكس التركيبة الديموغرافية للبلاد التي حكمتها عائلة الأسد المتحدرة من الأقلية العلوية لعقود.
وضمّت الحكومة، أيضاً 4 وزراء من الأقليات، تولوا حقائب ثانوية، وزيرة مسيحية، ووزير درزي، وآخر علوي، إضافة الى كردي غير محسوب على الإدارة الذاتية الكردية، التي توصلت في منتصف مارس (آذار) إلى اتفاق مع السلطات الجديدة، يقضي بإدماج مؤسساتها ضمن الدولة. إلا أنّ بعض المحللين يخشون أن يبقى الاتفاق حبراً على ورق.
وتولى مقربون من الشرع الحقائب الأساسية في الحكومة الجديدة، بينها الخارجية، والدفاع، والداخلية، والعدل.
ورحّب الاتحاد الأوروبي، الإثنين، بتشكيل الحكومة السورية الجديدة وقال إنّه مستعدّ لـ"التعاون" معها. وقالت المسؤولة عن السياسة الخارجية في التكتّل كايا كالاس، ومفوّضون آخرون في بيان، إن "الاتحاد الأوروبي مستعدّ للتعاون مع الحكومة الجديدة لمساعدتها على مواجهة التحديات الهائلة التي تنتظرها".
إيطاليا ترحب بإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة، مؤكدة استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار #سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في تغريدة على منصة إكس: “أطيب التمنيات للحكومة السورية الجديدة، إيطاليا مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا ودعم انتقال سلمي وشامل ومحترم لجميع… pic.twitter.com/zwfD7KheZg
وتأمل السلطة الجديدة استكمال مسار توحيد البلاد، بعد 14 عاماً من نزاع مدمر. وتواجه وفق محللين تحديات كبيرة لطمأنة المكونات السورية وكسب ثقة الدول الغربية والمجتمع الدولي، لرفع العقوبات.
وبعد إعلانه رئيساً انتقالياً في يناير (كانون الثاني) أعلن الشرع أن المرحلة الانتقالية ستمتد 5 أعوام، قبل تنظيم انتخابات وفق دستور جديد.
وحصل الشرع، بموجب الإعلان الدستوري المؤقت الذي وقعه في 15 مارس(آذار) على صلاحيات كاملة لتشكيل السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.