جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@23:33:00 GMT

"فيتو" أمريكي.. و"ندب" عربي

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

'فيتو' أمريكي.. و'ندب' عربي

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

وأنا أكتب هذا المقال، لا أعرف كم سيزيد عدد الشهداء والجرحى واليتامى والثكالى في غزة، ولا أعلم كم قذيفة ستسقط على رؤوس الأبرياء؟! ولا أتكهن بحجم المأساة التي ستحل خلال هذه الدقائق التي أنتهي فيها من كتابة المقال.

الشيء الوحيد الذي أكاد أجزم بمعرفته هو أن الإجرام الإسرائيلي لن يتوقف، وأن المذابح لن تنتهي، وأن العرب لن يتحركوا من مكانهم، وأن الولايات المتحدة ستُمارس لعبة الكذب والتماهي التام مع الصهاينة، وأن هذا العالم المنافق لن يتوقف عن مساواة الضحية بالقاتل، وأن الأمم المتحدة ما هي إلا ألعوبة صنعتها الدول المنتصرة لكي "تشرعن"، و"تقنن" جرائمها، وانتهاكاتها، وممارساتها، واتخاذها أداة لتمرير قراراتها على كل دولة "مارقة" عن فلكها.

لقد كان "الفيتو" الأمريكي للقرار الداعي لوقف الحرب في غزة، صفعة في وجه العالم، وصفعة قوية على الخد العربي الذي اعتاد الصفع، وآثر الصمت، حتى تحولت فلسطين إلى عبء على الحكومات العربية، وتحالف بعضهم مع الكيان الصهيوني من أجل أجندات ضيقة، وحسابات واهمة، ومبررات واهية من مثل: (القضاء على جماعة الأخوان المسلمين، أو الخشية من إيران، وأحياناً من أجل الحصول على حفنة من الدولارات..)، حتى باتت القضية الفلسطينية مجرد "بند ثابت" على طاولات الجامعة العربية، يكتفون فيها بالشجب والندب، وهم في الواقع يمدون أيديهم من تحت الطاولة لمصافحة إسرائيل، ولذلك لم يعد هذا الكيان يخشى أحدا، ولا يعير التفاتا إلى صوت عربي، مهما علا، واستعلا، ولهذا يمارس الجيش الإسرائيلي كل همجيته، ووحشيته في فلسطين، دون أن يرف له جفن، أو يلقي بالا لتصريح عربي هنا، وهناك.

وما مشهد فيديو الفلسطينيين وهم عُراة، ومقيدين في غزة، إلّا نوع من الإذلال النفسي والجسدي للعرب جميعًا؛ بل للمسلمين بشكل عام، وهو رسالة واضحة لمدى التحقير الإسرائيلي للحكومات والشعوب العربية، وتحدٍ لكل عرف أخلاقي، أو معيار إنساني، وما الفيتو الأمريكي في وجه قرار وقف الحرب في غزة، إلّا رسالة أمريكية مُخزية واضحة إلى العرب تُبيِّن مدى استخفافهم بهم، ورغم ذلك تتمسك الحكومات العربية بأذيال الثوب الأمريكي، ويتسولون منهم السلام، ويطلبون ودهم بشكل مذل، وضعف مُهين.

لا أعلم لماذا يعتقد العرب أنَّ الولايات المتحدة هي حليفهم الكبير، والذي لا يمكنهم التغلب عليه، أو التحرر من عبوديته؟ رغم أنها السبب الرئيسي لكل مصائبهم، بالتواطؤ مع بريطانيا، ولا أكاد أذكر قرارًا يُدين "إسرائيل" في كل تاريخ الأمم المتحدة، لم ترفع الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في وجهه، لذلك فإسرائيل تعربد، مزهوة بقوتها الوهمية، وتتشدق بأكاذيب لا يصدقها حتى هي، ولكن الصمت العربي أغراها، وأغرى أمها وربيبتها أمريكا بالتمادي في غيها، ولذلك لم ولن تحل القضية الفلسطينية أبدا، ما دام الراعي لمفاوضاتها متحيز إلى طرف، وينظر للطرف الآخر باستخفاف، وسيكون الموقف الإسرائيلي أكثر تعنتا الآن، وهو يملك ذريعة أخرى لخداع العالم، والكذب عليه.

لقد كانت مواقف بعض الدول غير العربية أكثر صرامة وحزمًا وتقدمًا من الموقف العربي؛ سواءً تلك الدول التي سحبت سفراءها، أو تلك التي صرحت بكل قوة ووضوح بإدانة الوحشية الإسرائيلية، بينما اكتفت الدول العربية باستجداء إسرائيل لفتح ممر لإدخال المساعدات، أو نقل الجرحى، واكتفوا بالفرجة على إخوانهم يذبحون من الوريد إلى الوريد أمامهم كل يوم في فلسطين، واكتفوا بالدعوات الخجولة لوقف المجازر، والخطب الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر، دون أن يحرك عربي ساكنًا، ودون أن تتوحد القوة العربية لتقول للإجرام الإسرائيلي: "كفى".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا

22 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: عرضت واشنطن الجمعة مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت لكن دون الإشارة إلى وحدة أراضيها. مقترح رحبت به موسكو فورا لكن مراقبين قالوا إنه “أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي”.

دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو السبت أعضاء الأمم المتحدة إلى دعم مشروع قرار تقدمت به بلاده الجمعة ويدعو إلى “نهاية سريعة” للحرب بين موسكو وكييف، دون الإشارة إلى وحدة أراضي الأوكرانية.

وقال روبيو: “تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار بسيط وتاريخي في الأمم المتحدة، وندعو كل الدول الأعضاء إلى تأييده بهدف رسم مسار نحو السلام”.

ومع استمرار الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يدعو مشروع القرار إلى “نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا”، في صياغة مقتضبة تنطوي على اختلاف كبير مقارنة مع نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.
وفيما لم يعلق الوزير الأمريكي في بيانه السبت، على خلو مشروع القرار من ذكر وحدة أراضي أوكرانيا، وصف سفير موسكو لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزيا المقترح بأنه “فكرة سديدة”، لافتا إلى افتقار النص لما يشير إلى “جذور” النزاع.
ومن المقرر أن تلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة الإثنين في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا. بالمناسبة، أعدت أوكرانيا والأوروبيين مشروع قرار يشدد على ضرورة “مضاعفة” الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب “في هذا العام”، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت “رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام”.

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا ووقف هجماتها عليها. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

إلا أن انعقاد الجمعية العامة الإثنين هو الأول منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وقد وجّه الجمعة انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأوكراني معتبرا أنه من “غير الضروري” حضور الأخير مفاوضات مع روسيا لا يمتلك فيها “أي أوراق”.
ومن المرجّح أن يثير النص الأمريكي المقترح والذي يقتصر على 65 كلمة، حفيظة الأوروبيين المتوجّسين من الحوار الأمريكي-الروسي بشأن أوكرانيا.

في هذا الصدد، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير: “لا تعليق في الوقت الراهن”.

واعتبر ريتشارد غوان الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أن “نصا بسيطا كهذا لا يدين العدوان الروسي ولا يشير صراحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا يبدو أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي، وكذلك ازدراء للمبادئ التي تشكل صلب القانون الدولي”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اتعمل له غسيل مخ | محلل: على الدول العربية الحذر من ترامب
  • اقترحته على الأمم المتحدة لحل النزاع.. مشروع أمريكي يتجاهل وحدة أوكرانيا
  • أبو الغيط: نتطلع لموقف برلماني عربي موحد لدعم الشعب الفلسطيني
  • مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • مشروع قرار أمريكي بشأن أوكرانيا.. ما التفاصيل؟
  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • ردّ حماس على دعوات الجامعة العربية بالخروج من المشهد
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • تقرير: واشنطن تنتظر الخطة العربية في غزة
  • عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول العربية الشقيقة