اغتالت رفعت العرعير.. إسرائيل تستهدف الأكاديميين والنخب الفلسطينية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
غزة- يحسم رئيس "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" الدكتور رامي عبده أن صديقه الشخصي الأكاديمي رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي والشاعر البارز استشهد في عملية اغتيال نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ملاحقة وتهديدات الأربعاء الماضي، في غارة جوية استهدفته بشكل مباشر في شقة سكنية، بعد أسابيع من تلقيه تهديدات بالقتل عبر الإنترنت والهاتف المحمول من حسابات إسرائيلية.
وقال رامي عبده للجزيرة نت إن "إسرائيل لديها سجل حافل في استهداف الأكاديميين والنخب الفلسطينية، وملابسات استهداف رفعت واضحة سواء في تحذيره مرارا وتهديده، أو في طريقة اغتياله حيث تم استهداف المكان الذي كان يوجد فيه بشكل محدد".
تفاصيل جريمة الاغتيالوقدم رئيس المرصد الحقوقي للجزيرة نت إفادة تفصيلية حول الملاحقة والتهديدات التي تعرض لها رفعت على مدار أسابيع، انتهت بتصفيته جسديا في عملية اغتيال وصفها بـ"الجبانة"، وقال إن غارة جوية نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية استهدفت الشقة التي كان يوجد بها، وتعود إلى شقيقته، وتقع في الطابق الثاني من مبنى سكني مكون من 3 طوابق، مما يشير بوضوح إلى أن الشقة كانت مستهدفة بالتحديد دون غيرها في هذا المبنى.
واستشهد مع الدكتور العرعير شقيقه صلاح وأحد أبنائه (محمد)، وشقيقته أسماء وأولادها الثلاثة (علاء ويحيى ومحمد)، وأصيب جراء الغارة الجوية زوجة شقيقه علاء، وطفلان آخران.
وكان الدكتور الشهيد نزح عن منزله عدة مرات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبحسب صديقه الدكتور رامي، فقد انتقل العرعير، قبل بضعة أيام من اغتياله، مع زوجته وأطفاله من شقة شقيقته إلى أحد مراكز الإيواء في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
واستند الدكتور رامي إلى شهادة صديق مقرب له وللشهيد العرعير، تؤكد تلقيه مكالمة هاتفية من شخص مجهول عرف عن نفسه بأنه ضابط إسرائيلي، وهدده بأنهم يعرفون المدرسة التي يوجد فيها بالضبط، وهم على وشك الوصول إليه مع تقدم القوات البرية الإسرائيلية في عمق غزة.
ودفعت هذه المكالمة العرعير إلى العودة مجددا لشقة شقيقته، خفية بمفرده وترك زوجته وأطفاله في مركز الإيواء، معتقدا أنها ستوفر له ملجأ آمنا مقارنة مع مدرسة مكتظة بآلاف النازحين، وفقا لرئيس المرصد الأورومتوسطي.
وأوضح المتحدث ذاته أن العرعير تلقى العديد من التهديدات بالقتل ورسائل الكراهية من حسابات إسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامات له بالتحريض، على مدار أسابيع منذ بداية الحرب على غزة.
لماذا اغتالته إسرائيل؟
كان الدكتور الشهيد رفعت العرعير ملهما لجيل من الشباب، وأدرك مبكرا من موقع تخصصه وتدريسه الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية في غزة، قيمة اللغة في مخاطبة الآخر والعالم الخارجي، وأسس مع شبان وفتيات من طلابه ومبادرين آخرين مشروع "نحن لسنا أرقاما" لنشر قصص واقعية باللغة الإنجليزية عن الحياة الفلسطينية بجوانبها المختلفة، وارتباط معاناة الفلسطينيين بالاحتلال.
وفي الحرب الثالثة على غزة عام 2014، دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقتلت أكثر من 30 فردا من عائلته وأقاربه.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "رفعت مثل حالة فلسطينية فريدة في سرد الرواية الفلسطينية دون مهادنة وتجميل للحقائق، وقد مثلت هذه الحالة نقطة التقاء لآلاف المناصرين للقضية الفلسطينية، ومن طلابه الذين استندوا بشكل كبير لخطوط وملامح خطابه الأساسية حول النضال الفلسطيني والمقاومة".
وكان الشهيد رفعت، بحسب وصف صديقه الدكتور رامي، "الأكثر جرأة في تناول القضايا، وشجاعا للدرجة التي دفعتني مرارا للحديث معه حول ضرورة التخفيف من حدة الخطاب حفاظا على حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي".
لكن الدكتور الشهيد كان "عنيدا بالحق.. يغلق له حساب، فيفتح حسابا آخر لدرجة أنه في ذات مرة كان يدير عشرة حسابات، ولم يتخلف في يوم من الأيام عن تقديم ما يستطيع لتوجيه الشبان وتعليمهم على الكتابة والتعبير عن قضاياهم، لذلك لا تستطيع إحصاء محبيه"، بحسب الدكتور رامي.
ويسترسل رامي في شهادته بأن "رفعت كان رجلا خيرا، ذهب إلى مكتبه، قبل 3 أيام من استشهاده وبادر إلى توفير المخصص المالي الشهري لحارس العمارة وموظف الاستخدام بعد أن تفقد أحوالهم، وهو تحت النار رغم أن الأمر خارج مسؤوليته".
وشدد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على ضرورة "إجراء تحقيق فوري في هذا القتل المتعمد والمستهدف لأكاديمي وكاتب وشاعر وناشط فلسطيني بارز ومحاسبة إسرائيل على اغتياله".
وبدا لافتا خلال الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على غزة، للشهر الثالث على التوالي، استشهاد كوكبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة، من أمثال الدكتور الشهيد رفعت العرعير، يضعها الدكتور رامي في سياق "التصفية الجسدية عبر عمليات اغتيال واستهداف متعمد لنخب فلسطينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی الدکتور الشهید الدکتور رامی رفعت العرعیر رئیس المرصد
إقرأ أيضاً:
الشهداء فى الذاكرة.. لما كبر قالى هموت شهيد والدة الشهيد محمد سمير
في قلب كل شهيد، قصة بطولة لا تموت، وتضحية نقشها التاريخ بحروف من نور، في هذه السلسلة، نقترب أكثر من أسر شهداء الشرطة والجيش، نستمع إلى حكاياتهم، نستكشف تفاصيل حياتهم، ونرصد لحظات الفخر والألم التي عاشوها بعد فراق أحبائهم.
هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، لم يرحلوا عن ذاكرة الوطن ولا عن قلوب ذويهم من خلال لقاءات مؤثرة، نروي كيف صمدت عائلاتهم، وكيف تحولت دموع الفقد إلى وسام شرف يحملونه بكل اعتزاز.
هذه ليست مجرد حكايات، بل رسائل وفاء وتقدير لمن بذلوا أرواحهم ليحيا الوطن.
"منذ أن كان صغيرا وهو بيحلم بأن يكون ضابط ولما كبر شوية كان دايما يقول نفسى أموت شهيد، زعلانه على فراقه طبعا بس انا متأكدة أنه في حتة أفضل "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد ملازم أول محمد سمير، الذى استشهد خلال أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية من قبل أنصار وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية.
وتضيف والدة الشهيد، أن أخر لقاء بينها وبين نجلها كان يوم الفض، موضحة أنه قام بقبيلها وتوديعها ثم انصرف إلى القطاع لينضم إلى باقى زملائه استعدادا لفض اعتصام رابعة العدوية، مضيفة أنها كانت تتابعه باستمرار وتحفزه وتشجعه، لافتة إلى أنها كانت دائما تقول له " يا محمد واجه وموت وأنت راجل أحسن ما تعيش وأنت مكسور وتجى تقعد هنا جنبى".
واستكملت والدة الدة الشهيد، أن نجلها يعد من أصغر الشهداء في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، موضحة أنه التحق بكلية ىالشرطة في عام 2006 وتخرج منها في عام 2010، لافتة إلى أنه أستشهد في عام 2013 أي بعد تخرجه بــ3 أعوام.
وتابعت والدة الشهيد، أن نجلها كان يستعد لعقد قرانه وأنه قام بتجهيز كل شيء للعرسه، إلا أن المولى عز وجل اختاره ليكون من الشهداء الذين وعدهم ربهم بان يكونوا مع المرسلين والصدقين والأبرار.
وتضيف والدة الشهيد، أن ابنها الشهيد في رمضان يقوم بمسابقة فى سرعة ختم القرآن الكريم مع أخوته، مضيفة أنه أيضا كان يتسابق مع أشقائه وأصدقائه في حفظ القرآن، موضحة أنه كان يحب لمة العائلة على مائدة الإفطار مع باقى أقاربه، ووجهت والدة الشهيد رسالة إلى ابنها داعية المولى عز وجل أن يكون في الجنة مع النبيين والصدقين والأبرار، هو وباقى شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر وأهلها.
وتضيف والدة الشهيد، منذ استشهاد "محمد" وقد اسودت الدنيا فى عينى، فلا طعم للحياة بدونه، فقد رحل الشاب صاحب الـ 24 عاماً، قبل أن أفرح به، حرمونى منه برصاصتين فى صدر حبيبى، أسكنوه القبر، وكل يوم أتمنى أن أرحل إليه، حتى يستقبلنى على باب الجنة.
كما وجهت والدة الشهيد، رسالة شكر وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى، لما يقوم به من مشاريع غير مسبوقة في مصر، مؤكدين أن أسر الشهداء جميع أبنائهم على أتم الاستعداد أن يكونوا شهداء فداء لمصر وترابها.
وعن رسالتها للإرهابيين، تقول والدة الشهيد: لن يخذلنا الله أبداً، وسيعود حق ابنى بإعدامكم، وسألقى ابنى فى جنة الرحمن باذن الله.
مشاركة