فـي أمسية مثيرة بمجمع صحار

متابعة ـ صالح البارحي:
في أمسية جميلة، ضرب السيب بقوة في وجه النهضة بعد أن سجل في شباكه ثلاثية للمتألق عبدالعزيز المقبالي على ساحة مجمع صحار بالدقائق (3) و (29) و (37) بكأس السوبر، مقابل هدف وحيد للمدافع احمد المطروشي (14)، ليعانق الامبراطور السيباوي اللقب مجددا على حساب النهضة للموسم الثاني على التوالي، معوضا بذلك خروجه من دور الثمانية لمسابقة الكأس الغالية على يد النهضة تحديدا، حيث لم يحتج السيب إلى شوط واحد حتى يجهز على أحلام النهضاوية بمعانقة الثلاثية في الموسم الكروي 2022/‏2023 ، فيما كان الشوط الثاني بمثابة استكمال العرض المتميز الذي قدمه السيب بقيادة مدربه البرازيلي جورفان فييرا الذي انتفض رفقة لاعبيه بثبات الكبار وقدموا عرضا نال استحسان الحضور ومن كافة النواحي بعد أن غابت النجاعة عن النهضة بشكل غير مبرر وغير متوقع خاصة وأنه يدخل المباراة بهدف حصد الثلاثية للمرة الأولى في تاريخه وأمام فريق سبق وأن ابعده عن مسابقة كبيرة قبل اقل من أسبوع بالتمام والكمال .

وفي ختام المباراة، قام سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة بتتويج فريق السيب بكاس البطولة والميداليات الذهبية وتقليد لاعبي النهضة وجهازيه الفني والإدارية الميداليات الفضية للمركز الثاني.

غياب النهضة
المباراة بشوطيها شهدت غيابا شبه تام للنهضة الذي يضم في صفوفه مجموعة من لاعبي المنتخبات الوطنية المجيدة ، والذي يسير بخطى ثابتة في ثلاث جبهات وهي كأس الاتحاد الآسيوي الذي وصل من خلاله إلى المربع الذهبي لغرب آسيا، ومسابقة الكأس الغالية التي وصل فيها إلى المربع الذهبي وسيلاقي النصر، بالإضافة إلى دوري عمانتل الذي يحتل فيه المركز الثاني بالدور الأول رغم بقاء جولة أخيرة ستلعب بعد نهاية مشاركة الأحمر في نهائيات أمم آسيا بالدوحة، حيث سيطر السيب على المباراة طولا وعرضا إلا فيما ندر من عمر اللقاء خاصة بعد نزول المنذر العلوي في صفوف النهضة، فيما عدا ذلك لم يكن النهضة ندا قويا بل أنه كان بمثابة الفريق المتراجع والمستسلم لطموحات السيب بشكل شبه تام، فقد غابت مفاتيح لعب النهضة والتي يعتمد عليها تماما وأعني صلاح اليحيائي وبلال بن ساحه واحمد الكعبي بعد أن كانوا صيدا سهلا لأهداف فييرا وطريقة لعبه الذكية.
النهضة ربما احتاج إلى مثل هذه التجربة القاسية حتى يستفيق قبل خوض الاستحقاقات القادمة والتي لا تحتمل مثل هذه الهفوات، ولعلها ستكون رب ضارة نافعة إن عمل الجهاز الفني على مراجعتها بشكل دقيق، فقد أظهر الفريق أنه غير قادر على تجاوز الفرق التي تلعب على غلق منافذه ومفاتيحه، لذلك فإن السيب قدم للنهضة خدمة يجب الاستفادة منها، فيما استحق السيب اللقب عن جدارة واستحقاق وبعيدا عن أي مجاملة في هذا الشأن، فالطموح كان واضحا من البداية والرغبة الجامحة كانت عنوان لاعبيه، ناهيك عن دعم الجماهير لهم رغم الهزة التي تعرض لها الامبراطور قريبا، كما كان لواقعية فييرا الجزء الأكبر في ظهور الفريق بهذا الشكل الممتع بعد أن دفع بعبدالرحمن المشيفري وارشد العلوي من البداية بدلا من زاهر الاغبري وتميم البلوشي، فأثبتا بأنهما خير خلف لخير سلف، فقدما أداء أحرج فييرا كثيرا بعد أن أبعدهما كثيرا عن الاستعانة بهما.

مطالب
انتهى السوبر بحكاية (سوبر) وشهد لها الكثير على النجاح ومن جميع الجوانب، فالكل قام بدوره على أكمل وجه دون نقصان، إلا أن هناك مطالبات من الوسط الرياضي وربما من أندية دوري عمانتل المعنية بالأمر، وهو ضرورة وجود جائزة مالية لبطل السوبر أسوة بجميع الدول، فليس من الممكن أن يكون هناك لقب يجمع بين افضل ناديين أو بالأحرى بطلي المسابقتين الرئيسيتين، بلا أي عائد مادي يعوضهما ولو بالقليل عما انفقوه لتجهيز الفريقين وجماهير الفريقين على حد سواء، وهذا الامر يعد مطلبا هاما للغاية خاصة إذا ما علمنا بأن هناك أصوات تنادي بأن تكون هذه المسابقة مدعومة من إحدى مؤسسات القطاع الخاص بشكل مباشر على أن يطلق عليها اسم تلك المؤسسة الراعية، وهذا في حد ذاته مكسب للأطراف المعنية سواء الاتحاد أو الفريقين المتنافسين أو المؤسسة التي ستسمي هذه البطولة باسمها وراعية لها بشكل كامل.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

54 عامًا من النهضة

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

تحتفل سلطنة عُمان هذه الأيام بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، وسط مؤشرات تنموية متصاعدة؛ حيث استطاعت أن تُحقق معدلات نمو قياسية، خاصة بعد الأزمة المالية التي أثَّرت على اقتصاد الدولة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وبلغ مُعدل الدين مستويات لم يسبق أن وصل إليها، وهو ما شكل أزمة حقيقية واجهتها الحكومة وأثرت سلبًا على خطط التنمية لفترة محدودة، ولكن بفضل من الله وبالتخطيط السليم وجهود أبناء الوطن تخطت سلطنة عُمان هذه الأزمة.

لقد تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم وسط هذه الأزمة وبدايات جائحة "كوفيد-19" التي أصابت اقتصاد العالم بالشلل وهو ما زاد الطين بلة، وضاعف من تأثير الأزمة الاقتصادية، وقد يكون السيناريو الذي حدث هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لأي دولة تحاول التعافي من أزمتها ولا تملك وسائل كثيرة لتخطي هذا الوضع، ولكن- وكما عرف عن العُماني- فإنَّ الأزمات تزيده قوة ورباطة وعزيمة، والأزمات في تاريخ الأمم هي فرص لابتكار حلول مستدامة وتعلم الدروس للمستقبل.

وبالعودة إلى مسار خمس سنوات من عهد النهضة المتجددة وبقراءة سريعة للمؤشرات المالية المتحققة وخطة التعافي الاقتصادي التي انتهجتها الحكومة بتوجيهات سامية من جلالة السلطان المعظم- أعزه الله- نرى أن ما تحقق يعد مُعجزة بمعنى الكلمة، فمن وضعٍ بلغ فيه الدين العام إلى نسبة الناتج المحلي 67.9% في العام 2020 وهي نسبة كبيرة، إلى نسبة بلغت 34.5% في العام 2024، فإنَّ التحسن لم يكن وليد صدفة؛ بل تحقق بفضل سياسات ناجعة وخطط عمل حازمة ووعود مُخلصة بالعمل على خفض هذه النسبة.

وساهم انخفاض الدين العام في زيادة النمو الاقتصادي وتحسُّن المؤشرات المالية وارتفاع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، كما إن ثقة المستثمرين الأجانب ارتفعت نتيجة تحسن هذه الأرقام؛ مما ساعد على جلب استثمارات أجنبية مباشرة، وتنفيذ مشاريع ذات قيمة عالية، وهو ما مكَّن من تحقيق نمو ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب تحقيق فوائض في الميزانية العامة للدولة، عززت من حجم الإنفاق، وساهمت في تحقيق العديد من الأهداف، وقد وُجِّهَت هذه الفوائض المالية في عدة مجالات سوف نُعرِّج على بعضها.

إن أبرز ما وُجِّهَت إليه الفوائض المالية يتمثل في خفض الدين العام الخارجي، وبالتالي انخفاض بند خدمة الدين العام في الميزانية، فبعد أن بلغ الدين العام في العام 2020 نحو 21 مليار ريال انخفض إلى 14 مليار ريال في هذا العام، وهو انخفاض كبير جدًا، واقترب من نقطة التوازن المُستهدفة، كما وجهت الحكومة ما يقارب 750 مليون ريال لتعزيز الموازنة المرصودة للمشاريع التنموية في الخطة الخمسية العاشرة، ووجه ما يقرب من مليار و310 ملايين ريال لمنظومة الحماية الاجتماعية التي وضعتها الحكومة ضمن روية "عُمان 2040" والتي تهدف إلى رفع مستوى المعيشة وتحقيق الرفاه للمواطن.

ومن ضمن المجالات التي وجهت إليها الفوائض المالية المتحققة في الميزانية العامة للدولة تخصيص ما يصل إلى ملياري ريال لدعم السلع الأساسية والمنتجات النفطية وزيادة الإنفاق الإنمائي، وهذا دعم غير مباشر لتحسين النمو الاقتصادي وتحريك عجلته بشكل عام، كما كان للمحافظات نصيب من هذه الفوائض؛ حيث خصص ما مجموعه 220 مليون ريال لتنميتها وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتعم التنمية جميع ربوع الوطن العزيز وينعم بها المواطن في كل جزء منه.

لم تتوقف الخطط على ماذكر أعلاه فقد شهدت الفترة الماضية من عمر النهضة المتجددة العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي سوف تُساهم في تحقيق التنمية الشاملة على غرار مدينة السلطان هيثم ومصفاة الدقم والمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية وإنشاء 7 مستشفيات واعتماد إنشاء 3 مستشفيات مرجعية و20 مدرسة جديدة ومجمع عُمان الثقافي، والعديد من المنجزات التي تحققت ومازالت تتحقق على أرض الوطن العزيز، وهذا الأمر ما كان ليُصبح حقيقة على أرض الواقع لولا التخطيط السليم من لدن القائد المفدى- حفظه الله- ورويته الحكيمة التي كانت هي الفيصل في هذا التحول التاريخي.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين بالبرازيل.. منتدى اقتصادي بامتياز
  • تفاصيل مشاركة السيسي في قمة العشرين بالبرازيل.. منتدى اقتصادي بامتياز
  • الإصلاح والنهضة: تعديل قانون الإيجار القديم يحتاج إلى حوار مجتمعي
  • لاعب سوبر يدخل حسابات الأهلى لتدعيم الدفاع
  • الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي
  • زلزال في التصفيات! عامل الأرض يفقد بريقه في مجموعة الأخضر.. ما القصة؟
  • مصدر أمني: الخطاب المتداول عن فض اعتصامي رابعة والنهضة «مفبرك»
  • حقيقة خطاب منسوب لوزارة الداخلية عن قتلى فض اعتصامى رابعة والنهضة
  • 54 عامًا من النهضة
  • هل اقترب الرحيل؟.. بديل سوبر لـ محمد صلاح في ليفربول