دبي: محمد إبراهيم

كشف الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، عن ما تحمله حقيبة المشاركة للوزارة في «كوب 28» من مبادرات وقرارات وتعهدات، إذ أطلقت الوزارة تحالفاً دولياً يضم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكيانات ثقافية دولية.

وقال لـ«الخليج» إن التحالف يضم مجموعة أصدقاء العمل المناخي القائم على الثقافة في مؤتمر المناخ «GFCBCA» لتعزيز دمج الثقافة في دعم سياسات وإدارة التغير المناخي، بغرض الحفاظ على الموروث الثقافي والإرث التراثي، وبحث حلول لاستدامة المواقع الأثرية وحمايتها من عوامل التغير المناخي وتأثيراته التي تشكل خطراً على تلك المواقع.

الشيخ سالم بن خالد القاسمي

وأفاد بأن التنسيق يأتي لمتابعة الاعتراف الرسمي بالعمل المناخي القائم على الثقافة، عبر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ خلال مؤتمر«كوب 28»، ما يسهم في إبراز دور الثقافة عاملاً مهماً للاتفاقية بشأن تغير المناخ، يضمن تسريع العمل المناخي المرتكز على الثقافة في جميع أنحاء العالم.

واكد أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر «Cop 28» خطوة مهمة تعكس حرصها على توجيه الجهود الدولية وتفعيل المساهمات الفاعلة في الحدّ من تداعيات التغير المناخي؛ فالإمارات شريك محوري في التوعية بأهمية الاستدامة ودورها في بناء موطنٍ أفضل للأجيال القادمة.

رسالة الوزارة

وفي وقفته مع رسالة وزارة الثقافة إلى العالم في «كوب 28» أكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، أن وزارة الثقافة اليوم، بالتضامن مع شركائها في هذه المجموعة لتعزيز مبدأ بحث الحلول الاستراتيجية والذكية احتياطاً لما قد يواجه العالم مستقبلاً من تداعيات ستؤثر حتماً في مصير هذه الكنوز التراثية والأثرية، التي تأتي من منهجية دراسة خططٍ تسهم في تدارك وقوع جوائح مناخية وتساعد في التصدي لهذه التحديات التي يمكن أن تواجه العالم مستقبلاً.

وقال «نتوجه من منبرنا هذا إلى العالم أجمع، بأننا على وعيٍ تام بمدى أهمية العمل المشترك، ومديات ما قد يترتب من مخاطر على تراثنا المادي، و إرثنا الثقافي والحضاري ونسعى جاهدين إلى أن نحول دون وقوع أضرار على الموروث الذي تركه من سبقونا على هذه الأرض، فنحن على أتم الاستعداد لتطبيق رؤية القيادة على أرض الواقع، وتسخير جلّ الموارد لتحقيق أقصى نتائج التقدم في هذا المسار، فالثقافة اليوم أداةً قوية للمساهمة في تطوير وتعزيز العمل المناخي الشامل، وإطلاق العنان للحلول الإبداعية وتغيير الكثير من المفاهيم للتكيف مع تغيرات المناخ ومخاطره، ليدعم تحقيق أهداف اتفاق باريس.

ندعوكم إلى تعاون غير مسبوق في قطاعات عدة، فنحن فعلاً لا نواجه تحدياً بيئياً وتنموياً وأمنياً وحسب، بل تحدياً تجاه ميراثنا الثقافي ذا تبعاتٍ سلبية، لنعمل معاً بجهدٍ واجتهاد لمواجهة ما قد يؤثر في حيوية هذا

الكوكب وبنيته التحتية.

مسارات الحماية

وعن دور الثقافة في تعزيز العمل المناخي والمساهمة بفاعلية في مسارات حماية البيئة، أكد الشيخ سالم، أن مسؤولية البيئة مشتركة بين الأفراد والمؤسسات؛ والحفاظ عليها من تداعيات التغير المناخي واجبنا جميعاً تجاه استدامة الموارد وجميع أشكال الحياة.

وأضاف أن الثقافة تؤدي دوراً مهماً اليوم فردياً ومجتمعياً بوصفها عاملاً مهماً في زيادة الوعي من جهة، وبحث سبل تفادي أية انبعاثات تنجم عن تغير المناخ، من جهة أخرى، ما قد يؤثر في ارتفاع وتيرة المخاطر على البشرية والبيئة المحيطة.

وأشار إلى أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر «كوب 28»، تشكل دوراً محورياً في جمع العالم في مكان واحدٍ، للمشاركة في بحث حلول تدارك ما قد يشكل خطراً على البيئة، كما يعكس حرص قيادتنا على الإسهام الفاعل في المؤتمر.

وقال «لطالما أجمع العالم على عدم ارتباط القضايا الثقافية بالقضايا المناخية، وفي غياب واقع وجود أية صلة بينها، ترتئي القيادة اليوم وبالتزامن مع المؤتمر، أهمية تكثيف الجهود في تصحيح هذا المبدأ، لما للعمل المناخي المرتكز على الثقافة من أثرٍ مهم في الحفاظ على الموروث الثقافي والإرث التراثي من تلك المخاطر والتداعيات».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الاستدامة الإمارات التغیر المناخی العمل المناخی على الثقافة الشیخ سالم الثقافة فی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة والبرازيل تطلقان مبادرة لمحاربة حملات التضليل حول المناخ

أطلقت الأمم المتحدة والبرازيل – على هامش قمة مجموعة العشرين المبادرة الدولية لنزاهة المعلومات حول تغير المناخ” لتعزيز الأبحاث وجهود التصدي للتضليل الذي يهدف إلى تأخير وتقويض العمل المناخي.

وتعد هذه المبادرة المشتركة إجراء مهما لتعزيز العمل المناخي العاجل في وقت يحذر فيه العلماء من أن الوقت ينفد أمام العالم في هذا المجال.

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قال إن جهود محاربة التغير المناخي تتأثر بشكل كبير بـ”الإنكار والتضليل”. وأكد أن الدول لا تستطيع مواجهة هذه المشكلة بمفردها، وأضاف في قمة العشرين المنعقدة في بلاده: “هذه المبادرة ستجمع معا الدول والمنظمات الدولية والشبكات والباحثين لدعم الجهود المشتركة للتصدي للتضليل وتعزيز العمل تحضيرا لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ (كوب-30) المقرر في البرازيل”.

وفيما تمت مناقشة المبادرة أوليا في إطار مجموعة العشرين، إلا أنها تعد عملا تعاونيا متعدد الأطراف بين الدول والمنظمات الدولية لتمويل البحث والعمل لتعزيز نزاهة المعلومات حول القضايا المناخية.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد على ضرورة محاربة حملات التضليل المنسقة التي تعرقل التقدم الدولي في مجال المناخ. وأوضح أن تلك الحملات تتراوح بين إنكار حدوث التغير المناخي والتمويه الأخضر (أي الأساليب الخادعة وراء الادعاءات البيئية) إلى مضايقة علماء المناخ. وقال: “عبر هذه المبادرة سنعمل مع الباحثين والشركاء لتعزيز العمل ضد التضليل المناخي”.

وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي ميليسا فليمينغ قالت في فعالية إطلاق المبادرة في البرازيل إن المبادرة فرصة لمواجهة قوى التقاعس عن العمل.

الدول التي ستعلن التزامها بالمبادرة ستساهم في صندوق تديره منظمة اليونسكو بهدف جمع تمويل أولي يتراوح بين 10 ملايين و15 مليون دولار خلال الأشهر الستة والثلاثين المقبلة. سيتم توزيع التمويل في شكل منح على منظمات غير حكومية لدعم عملها في مجال نزاهة المعلومات بشأن المناخ، وتطوير استراتيجيات تواصل وتنفيذ حملات عامة لرفع الوعي.

وحتى الآن أكدت تشيلي، الدنمارك، فرنسا، المغرب، المملكة المتحدة والسويد المشاركة في المبادرة.

وكانت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي قد أقرت بمخاطر التضليل وآثاره على تحقيق الأهداف المناخية. وقالت اللجنة عام 2022 إن التقويض المتعمد للعلم يسهم في إعطاء صورة خاطئة حول الإجماع العلمي وعدم اليقين وإلحاح القضية.

أودري أزولاي المديرة العالمة لمنظمة اليونسكو شددت على أهمية الوصول إلى المعلومات الموثوقة حول تغير المناخ. وقالت: “عبر هذه المبادرة، سندعم الصحفيين والباحثين الذين يحققون في قضايا المناخ ويواجهون في بعض الأحيان مخاطر كبيرة، وسنحارب التضليل المرتبط بالمناخ المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي”.

تستجيب المبادرة للالتزامات في الـميثاق الرقمي العالمي، المُعتمد من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، الذي يشجع الوكالات الأممية على التعاون مع الحكومات والأطراف المعنية على تقييم آثار التضليل والمعلومات المغلوطة حول تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • شوقي علام: التغير المناخي يؤثر في الناس ويحتاج إلى فتاوى تناسبه
  • الأمم المتحدة والبرازيل تطلقان مبادرة لمحاربة حملات التضليل حول المناخ
  • شوقي علام: التغير المناخي يؤثر في الناس ويحتاج فتاوى تناسبه
  • باقة من الاستعراضات.. المركز الثقافي بطنطا يختتم ليالي رمضان الفنية
  • الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
  • وزير الثقافة يبحث مع القائم بأعمال سفير الهند بالقاهرة سبل تعزيز التعاون الثقافي المشترك
  • وزير التعليم العالي يعلن إقامة شراكات بين المؤسسات البحثية ومجتمع الصناعة
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • توقيع مذكرة تعاون بين فلسطين وإسبانيا لتعزيز التعاون الثقافي
  • كارثة غذائية تلوح في الأفق.. ثلث إنتاج العالم مهدد بالضياع!