نددت عدّة دول عربية وإسلامية وأجنبية، السبت، باستخدام الولايات المتحدة الأميركية حقّ النقض "الفيتو" ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.

 

واستخدمت واشنطن حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قطاع غزة الفلسطيني.

 

وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة، جلسة طارئة للتصويت على مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة وشاركت فيه أكثر 80 دولة بينها تركيا، ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من اعتماد مشروع القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض.

 

وأيد 13 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر المشروع مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

 

وطالب مشروع القرار بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وكرر مطالبته جميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين. كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبضمان وصول المساعدات الإنسانية.

 

خيبة أمل

 

وفي السياق قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن استخدام واشنطن حقّ النقض ضد مشروع القرار يعدّ خيبة أمل كاملة.

 

من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط عن تقديره للدول التسعة والتسعين التي شاركت في رعاية مشروع القرار بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك الأعضاء الثلاثة عشر في مجلس الأمن الذين يؤمنون بإحترام القانون الدولي.

 

 

وقال "لقد مُنع مجلس الأمن للأسف من اتخاذ الموقف السياسي الأخلاقي الصحيح لوقف هذا العدوان الجنوني".

 

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال إنه يشعر بخيبة أمل لأن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم.

 

وأكد بن فرحان، أن السعودية تختلف مع أمريكا بقرارها بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

 

ازدواجية المعايير

 

من جهتها اتهمت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بـ "ازدواجية المعايير" بسبب عرقلتها مشروع قرار لوقف النار بغزة مستخدمة حق "الفيتو".

 

وقال المندوب الصيني لدى مجلس الأمن الدولي إن التغاضي عن استمرار القتال مع الدعوة إلى منع امتداد الصراع هو خداع للنفس، مشيرا إلى أن التغاضي عن استمرار القتال يتناقض مع ادعاء الاهتمام بحياة الناس وسلامتهم في غزة.

 

وأضاف "من التناقض أن نتسامح مع استمرار الصراع بينما ندعي الاهتمام بسلامة الناس في غزة واحتياجاتهم الإنسانية".

 

 

وتابع "من خداع الذات الدعوة إلى منع امتداد الصراع مع التسامح مع استمراره، من النفاق الشديد التسامح مع استمرار الصراع بينما يتم التشهير بحماية حقوق الإنسان وحماية النساء والأطفال".

 

وقال "كل هذا يبين لنا مرة أخرى من هي الولايات المتحدة وما هي المعايير المزدوجة".

 

ودعا المندوب الصيني إسرائيل لوقف ممارسة سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة، معربا عن أسفه لاستخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار رغم استمرار المجازر.

 

حكم بالإعدام على آلاف المدنيين

 

كما أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، دميتري بوليانسكي، أنّ الولايات المتحدة باستخدامها حقّ "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي قدّمته المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، "حكمت بالإعدام على آلاف المدنيين".

 

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال إنّ الإدارة الأميركية أثبتت من جديد أنها "اللاعب والسبب الرئيس في قتل المدنيين الفلسطينيين وخصوصاً النساء والأطفال منهم".

 

إهانة مخزية للأعراف الإنسانية

 

بدورها اعتبرت سلطنة عمان، استخدام الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن لمنع مشروع قرار وقف النار بغزة إهانة مخزية للأعراف الإنسانية.

 

 

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي -في بيان مقتضب على منصة (إكس)- "يؤسفني بشدة أن تضحي الولايات المتحدة بحياة المدنيين الأبرياء من أجل قضية الصهيونية".

 

وأضاف "بعد فترة طويلة من رحيلنا، سينظر العالم إلى يومنا هذا بالخجل".

 

ماليزيا بدورها أدانت استخدام الولايات المتحدة لحقّ النقض لمنع مجلس الأمن من الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة.

 

وقال رئيس مجلس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، إن بلاده تدين "استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار الإنساني في غزة".

 

في حين قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدا، إنّ عجز مجلس الأمن عن الاتفاق على وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة أمر مأساوي.

 

إلى ذلك أكد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أنّه لا يمكن استخدام "الفيتو" في الأمم المتحدة للسماح بالمجازر، مشيراً إلى أنّه لكي "تتألّق الديمقراطية والسلام في القارة الأميركية، لا يمكن لأميركا أن تسمح بالإبادة الجماعية في أي مكانٍ في العالم".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مجلس الأمن الدولي أمريكا حرب غزة فيتو استخدام الولایات المتحدة وقف إطلاق النار فی غزة مجلس الأمن الدولی وزیر الخارجیة فی مجلس الأمن مشروع القرار مشروع قرار ضد مشروع

إقرأ أيضاً:

لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة

في تصريح لافت يعكس مرونة موسكو الدبلوماسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس "المصالح المتبادلة"، مشيرًا إلى أن بلاده مستمرة في السعي لتطوير العلاقات الثنائية رغم التوترات السياسية المتصاعدة بين الطرفين.

وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، حيث أوضح أن روسيا لا تسعى إلى القطيعة مع الولايات المتحدة، بل تعتبر أن هناك مجالات عديدة يمكن من خلالها تحقيق تقدم يخدم مصالح البلدين، خاصة في قضايا الأمن الاستراتيجي، ومكافحة الإرهاب، والاستقرار العالمي.

لافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبةلافروف: نخب أمريكية تعرقل جهود ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا

وأضاف لافروف أن روسيا لا تغلق أبواب الحوار، بل تُبقي قنوات الاتصال مفتوحة على مختلف المستويات، رغم ما وصفه بسياسات واشنطن "العدائية" أحيانًا تجاه موسكو. وشدد على أن استمرار الحوار ضروري لتفادي مزيد من التصعيد، ولإيجاد حلول عقلانية للأزمات الدولية.

وفي إشارة إلى التحديات، أشار لافروف إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأثرها على العلاقات، معتبرًا أن هذه الإجراءات تُعقّد التعاون وتؤثر على الثقة المتبادلة. لكنه أكد أن روسيا قادرة على التكيف وتجاوز الضغوط من خلال تعزيز شراكاتها مع قوى دولية أخرى، دون التخلي عن السعي لعلاقات متوازنة مع واشنطن.

يُذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية شهدت توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، خاصة على خلفية الصراع في أوكرانيا، والتجاذبات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. ورغم ذلك، ترى موسكو أن التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال ممكنًا، بل وضروريًا، في عالم يواجه تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.

تصريحات لافروف تعكس رغبة روسية في إبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية، في وقت تزداد فيه الحاجة العالمية إلى الاستقرار والحوار البنّاء.

طباعة شارك موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة روسيا واشنطن

مقالات مشابهة

  • ‏"واشنطن بوست": إسرائيل أعادت رسم خريطة قطاع غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير
  • اليونان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي
  • أوكرانيا: اتفاق المعادن ليس ردا للجميل.. بل شراكة استثمارية متكافئة
  • قطر وبريطانيا تدعوان لوقف النار بغزة وتشيدان بمحادثات واشنطن وطهران
  • في نقاش بمجلس الأمن الدولي.. غوتيريش يتحدث عن الأوضاع الصعبة بغزة
  • أردوغان: أولويتنا هي العودة فورا إلى وقف إطلاق النار بغزة
  • لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة
  • مندوب فلسطين بمجلس الأمن: أملنا كبير في أن مصر وقطر وأمريكا ستتمكن من العودة لوقف إطلاق النار
  • مسؤول أممي ينتقد استهانة العالم بتعديات “إسرائيل” على القانون الدولي بغزة
  • مسؤول أممي ينتقد عجز مجلس الأمن والاستهانة بالقانون الدولي الإنساني