موقع 24:
2025-03-14@19:00:45 GMT

لماذا يتردد الغرب في دعم أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

لماذا يتردد الغرب في دعم أوكرانيا؟

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، صريحاً عندما خاطب قادة مجموعة الـ7 هذا الأسبوع منادياً بتوحيد الصفوف بين الغرب والولايات المتحدة لدعم بلاده أمام روسيا، بعد تراجع الدعم الدولي لكييف.

وقال في مكالمة فيديو مساء الأربعاء مع أهم حلفائه السياسيين: "تعتقد روسيا أن أمريكا وأوروبا ستظهران ضعفاً، ولن تحافظا على الدعم لأوكرانيا.

العالم الحر في حاجة ماسة إلى ذلك، الحفاظ على الدعم للذين تتعرض حريتهم للهجوم، أوكرانيا لديها قوة. أطلب منكم أن تكون قوتها كما أنتم أقوياء".

The west wavers on Ukraine https://t.co/1QNW036nLd

— Financial Times (@FT) December 8, 2023 كييف تفقد الدعم

وترى "فايننشال تايمز" البريطانية أن نداء زيلينسكي هذا لم يكن مجرد خطاب، فبعد ساعات من حديثه، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي أحدث محاولة من البيت الأبيض لتمرير تشريع يجيز 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، لا يزال اقتراح المفوضية الأوروبية الذي سيقدم 50 مليار دولار لدعم ميزانية كييف للسنوات الأربع المقبلة، يتأرجح، قبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل، بعد أشهر من المشاحنات بين الدول الأعضاء حول كيفية تمويلها.

ودون الموافقة على إحدى حزم التمويل هذه، فإن الأمن المالي لأوكرانيا على المدى الطويل سيكون محل تساؤل، كما تشير الصحيفة.

In my address to G7 leaders, I stressed the importance of the free world maintaining consolidation and interaction, as well as supporting those whose freedom is under attack. Together, we can make the coming year productive for free nations. Not for Putin.

Ukraine has strength.… pic.twitter.com/voWsCwKUIo

— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) December 6, 2023

في الوقت الذي تحتاج فيه أوكرانيا إلى التزامات مالية وعسكرية طويلة الأجل، ضد الهجوم الروسي المطول، فإن الشكوك تحوم في أهم داعمين لها. 

"نحن في حاجة إلى الوضوح لتمويل أوكرانيا للعام المقبل والسنوات القادمة.. المسألة ملحة بالتأكيد"، قال فالديس دومبروفسكيس، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، لـ"فايننشال تايمز"، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لا يجب أن "يفقد التركيز على دعم أوكرانيا".

معضلة المجر

وفي الاتحاد الأوروبي، ليس الدعم المالي وحده المعرض للخطر، ذلك أنه كان يفترض أن تعمل الكتلة مثل مرساة لتكامل أوكرانيا الغربي مع احتمال ضم أوكرانيا إليها في نهاية المطاف. ومن شأن اتفاق الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات الانضمام أن يمنح كييف انتصاراً سياسياً تشتد الحاجة إليه على موسكو بعد عام من خيبات الأمل العسكرية. لكن المجر تعهدت بعرقلة ذلك.

والأمر الأكثر إثارة لقلق لكييف، أن دعمها، الذي كان يوماً محا إجماع واسع بين الأحزاب، أصبح ورقة مساومة سياسية على جانبي المحيط الأطلسي.

من جهته، يقول جاكوب كيركغارد، الزميل الأول في صندوق مارشال الألماني في بروكسل: "أوكرانيا لم تعد خاصة. لم يعد ينظر إليها على أنها قضية أمن قومي، ذات أهمية قصوى للاتحاد الأوروبي، أو ناتو، أو الولايات المتحدة".

وأضاف "إنه يشير إلى انخفاض قيمة المجهود الحربي الأوكراني. لا توجد طريقة أخرى لتفسير ذلك، في رأيي. وهذا، عند أوكرانيا، وضع فظيع.. لأنه يسمح لفلاديمير بوتين بمواصلة الحرب لفترة أطول حتى يستسلم الغرب كلياً". 

News Analysis: After tying border security to his request to Congress for aid to Ukraine and Israel, President Biden faces a difficult choice in how far to go in giving in to conservative demands that he choke off the number of migrants admitted. https://t.co/Bz6YGFRO1I

— NYT Politics (@nytpolitics) December 8, 2023 ضغط لا هوادة فيه

أما الضغوط المالية التي تواجه أوكرانيا فهي هائلة لا هوادة فيها، كما تصفها الصحيفة، إذ تستخدم الحكومة كل إيراداتها الضريبية لتغطية الإنفاق الدفاعي الذي يصل إلى حوالي نصف إنفاقها العام. ورغم أن  أوكرانيا حصلت على أسلحة وتدريبات عسكرية بـ 100 مليار دولار، فإنها تحتاج أيضاً إلى مساعدات أجنبية لدفع تكاليف الحكومة، والخدمات العامة، والمعاشات، والمزايا، ما يتطلب تمويلاً خارجياً بـ 41 مليار دولار في العام المقبل، وفقا للميزانية التي أقرها البرلمان الشهر الماضي.

وكانت أوكرانيا تعتمد على 18 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي، و 8.5 مليارات دولار من الولايات المتحدة، و 5.4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، و 1.5 مليار دولار من بنوك التنمية الأخرى، و 1 مليار دولار من المملكة المتحدة. ولا تزال كييف تتفاوض مع شركاء آخرين، مثل اليابان وكندا للحصول على التمويل.

وتشير الصحيفة إلى أنه رغم أن بعض الأموال المطلوبة ستدفع مهما حدث في واشنطن أو بروكسل، إلا أن كييف تحتاج إلى أموال في الشهر المقبل. وإذا فشلت في الوصول إليها ولم تتمكن من الاقتراض بما يكفي محليا، فقد تضطر إلى اللجوء إلى التمويل النقدي من البنك المركزي، الذي قد يطلق العنان للتضخم المفرط، ويعرض الاستقرار المالي للخطر.

وبسبب انزعاجها من المأزق في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تعهدت المجر في بروكسل بإغلاق جميع خطوط الدعم جزئياً للضغط لإجبار الاتحاد الأوروبي على الإفراج عن المدفوعات النقدية لبودابست المجمدة بسبب انتهاكات سيادة القانون.

في الوقت نفسه، جاء قرار المفوضية الأوروبية بتجميع الأموال النقدية لأوكرانيا مع طلبات التمويل ذات الأولوية من بعض الدول الأعضاء بنتائج عكسية.

US ‘out of money’ for Ukraine: six things to know about the aid standoff https://t.co/IufCpani24

— John-Ezeakolam (@JohnEzeakolam) December 5, 2023 مأزق سياسي

في واشنطن، أدى تضاؤل الدعم الشعبي مع استمرار الحرب في أوكرانيا، والفشل في ساحة المعركة، وفقدان الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي، إلى مأزق سياسي.

ولم تلق طلبات الميزانية المتعددة، والنداءات العامة التي وجهها الرئيس جو بايدن للكونغرس لتمرير حزمة تمويل بـ60 مليار دولار لكييف، أي اهتمام في الوقت الذي يتشاجر فيه الجمهوريون والديمقراطيون حول ما يستحق التمويل.

وفي الأسابيع الأخيرة، طالب الجمهوريون بربط المزيد من المساعدات الأوكرانية مع قيود صارمة ضد الهجرة على الحدود الجنوبية، والتي لن يقبلها الكثير من الديمقراطيين.

وتحت التأثير الشديد للرئيس السابق دونالد ترامب، رفض كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب معظم العام، ومايك جونسون، الذي حل محله في أكتوبر (تشرين الأول)، طرح مشروع قانون لتمويل أوكرانيا للتصويت في مجلس النواب.

ومع نفاد الأموال لأوكرانيا، أصبح مسؤولو البيت الأبيض قلقين ومحبطين بشكل متزايد، وهذا الأسبوع أصبحت نبرة بايدن أكثر قتامة، بعد أن قال إذا أُقر التخلي عن أوكرانيا وانتصرت روسيا، فقد يستمر بوتين في مهاجمة حليف في الناتو، ويجذب الولايات المتحدة إلى الحرب.

Senate Democrats are moving ahead with a vote this week on Biden's request for $106 billion in emergency funding, including billions in foreign aid, amid a growing dispute with Republicans over security funding for the U.S.-Mexico border. https://t.co/RQxbcSMZQD

— CBS News (@CBSNews) December 5, 2023

ويقول مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ماكس بيرغمان: "عادة ما يفصل بين السياسة الخارجية الأمريكية والتمويل لتعزيز ودعم مصالح السياسة الخارجية الأمريكية عن المعارك السياسية والسياسية الداخلية. لكن ليس في هذه الحالة".

مساعدات كييف

وتمثل الولايات المتحدة أقل بقليل من نصف المساعدات العسكرية التي تبلغ نحو 100 مليار دولار لأوكرانيا منذ فبراير (شباط) من العام الماضي، لكنها تمكنت من الاستفادة من مخزوناتها الكبيرة من الأسلحة المتطورة، وصناعتها الدفاعية الأكبر لتسليح أوكرانيا، وهو دور لا يستطيع حلفاء كييف الأوروبيون توليه في أي وقت قريب. وتكثف أوكرانيا إنتاجها من الأسلحة ولكن من قاعدة منخفضة.

لكن البنتاغون بدأ بالفعل تقنين التمويل الأمريكي لأوكرانيا، والذي يُتوقع أن ينفد بحلول نهاية الشهر.

وبشكل عام، وصلت المساعدات الغربية لأوكرانيا إلى مستوى قياسي منخفض في الخريف، وفق بيانات جمعها معهد كيل. كانت قيمة التعهدات الجديدة بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) أقل بـ87% من نفس الفترة من 2022، في حين التزمت 20 ولاية فقط من أصل 42، تتبعها كيل بحزم مساعدات جديدة في الأشهر الثلاثة الماضية، وهي أدنى حصة منذ بداية غزو بوتين الشامل.

وتقول الصحيفة إن الأيام السبعة المقبلة، قد تكون حاسمة لمستقبل أوكرانيا. فيوم الأحد، من المتوقع أن يصدر صندوق النقد الدولي آخر تحديث عن البلاد، مع تسليط الضوء على وضعه المالي، واحتياجاته التمويلية، ما سيوفر تذكيراً صارخاً بالمخاطر للمسؤولين على جانبي المحيط الأطلسي، ويحفز دفعة جديدة للصفقات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة ملیار دولار دولار من

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يستعد الاتحاد الأوروبي للكشف عن مشروع دفاعي واسع النطاق يهدف إلى تعزيز قدراته العسكرية وتقليل اعتماده على الولايات المتحدة، مع التركيز على ردع روسيا ودعم أوكرانيا في حربها المستمرة، وذلك في ظل تصاعد التهديدات الأمنية وتراجع الدور الأمريكي في القارة.

هذه التحولات جاءت ضمن مسودة "الكتاب الأبيض للدفاع"، التي أعدها مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبيليوس وكبيرة دبلوماسيي الاتحاد كايا كالاس، والتي من المقرر تقديمها لقادة الاتحاد خلال الأسبوع المقبل.
 تشدد المسودة على أن إعادة بناء القوة الدفاعية لأوروبا تتطلب استثمارًا طويل الأمد، حيث تُعد التحركات الروسية الدافع الأساسي لهذا التوجه. وتتمحور استراتيجية الدفاع الأوروبي الجديدة حول:

تعزيز الإنتاج العسكري داخل أوروبا وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.
 تشجيع عمليات الشراء الجماعي للأسلحة لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
 تمويل المشاريع الدفاعية بشكل أكثر مرونة، وتقليل البيروقراطية في الاستثمارات العسكرية.
 التركيز على مجالات النقص العسكري، مثل الدفاع الجوي والتنقل العسكري، لسد الفجوات الاستراتيجية.
 تشير الوثيقة إلى أن روسيا تشكل تهديداً وجودياً للاتحاد الأوروبي، حيث تُظهر سياساتها التوسعية واستراتيجياتها العسكرية أن الحاجة إلى ردع أي عدوان روسي محتمل ستظل قائمة حتى بعد تحقيق اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
 ومن هذا المنطلق، تحدد المسودة مجموعة من التدابير لدعم أوكرانيا، أبرزها:
 توفير 1.5 مليون قذيفة مدفعية لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية.
 إمداد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة.
استمرار تدريب القوات الأوكرانية لرفع كفاءتها القتالية.
 دمج أوكرانيا في خطط التمويل العسكري للاتحاد الأوروبي، مما يتيح لها الحصول على دعم مستدام.
 توسيع ممرات التنقل العسكري لتشمل أوكرانيا، ما يعزز سرعة الدعم اللوجستي الأوروبي لكييف.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات عسكرية لأوكرانيا بين 20 و40 مليار يورو
  • الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات عسكرية لأوكرانيا هذا العام بقيمة لا تقل عن 20 مليار يورو
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في جنوب أفريقيا
  • كيف رد الاتحاد الأوروبي وكندا على حرب ترامب ضدهم في الرسوم الجمركية؟
  • دون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يورو
  • مليارات الاتحاد الأوروبي لدعم دفاعاته لن تفيد أوكرانيا كثيرًا!
  • الحرب التجارية.. بكين تتخّذ إجراءات والاتحاد الأوروبي يردّ بـ«رسوم» تتجاوز 28 مليار دولار
  • الاتحاد الأوروبي يرحّب بالبيان المشترك الصادر عن أوكرانيا وأمريكا عقب اجتماعهما في المملكة
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسومًا على سلع أمريكية بأكثر من 28 مليار دولار