رأي الوطن : «فيتو» يشارك فـي الجرائم الصهيونية ويدعمها
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أظهر التصويت الَّذي تمَّ في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدوليِّ بشأن الوضع في قِطاع غزَّة، بمقرِّ الأُمم المُتَّحدة في نيويورك، تحت البند المعنون «الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضيَّة الفلسطينيَّة»، أنَّ الولايات المُتَّحدة الأميركية أضحت شريكًا فعليًّا فيما يرتكبه كيان الاحتلال الصهيونيِّ من جرائم حرب وإبادة جماعيَّة في الأراضي الفلسطينيَّة، حيث عارضت أميركا بـ(الفيتو) قرارًا يُطالب بوقف إطلاق نار إنسانيٍّ فوريٍّ في قِطاع غزَّة، على الرغم من تصويت (13) دَولة لصالح مشروع القرار، بَيْنَما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
إنَّ هذا الفيتو الأخير قَدْ أظهر ـ وبدُونِ مواربة ـ الوَجْه الحقيقيَّ للسِّياسة الخارجيَّة الأميركيَّة الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ، بدلًا من الصورة الذهنيَّة الَّتي سعَتْ لرسْمِها لعقودٍ طويلة، والَّتي كانت تتوارى خلف مزاعم رعايتها لعمليَّة السَّلام، فإدارة الرئيس الأميركي الحاليِّ جو بايدن قَدْ تخطَّت بهذا الفيتو كافَّة الخطوط الحمراء في مساندة كيان الاحتلال المارق، وأعطتْ من خلاله من الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم الَّتي لَمْ يشهدها التاريخ الإنسانيُّ الحديث، والَّتي تُخالف كافَّة القوانين والمواثيق والأعراف الإنسانيَّة والدوليَّة، في تحدٍّ صارخ للعالَم أجمع وللضمير الإنسانيِّ، الَّذي يُدمِيه العدوان الإرهابيُّ الَّذي يشنُّه الكيان الغاصب ضدَّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، على الرغم من الإجماع العالَميِّ على وقف هذا العدوان الصهيونيِّ الإرهابيِّ.
إنَّ هذا التصويت قَدْ أثبتَ بما لا يدع مجالًا للشَّك، أنَّ واشنطن ومَنْ يشاركها فقط هي الَّتي لا تزال منحازة لكيان الاحتلال، حيث تراجعت العديد من الدوَل الغربيَّة الَّتي سبقَ وأعلنت دعم الكيان الصهيونيِّ، بزعم «حقِّ الدِّفاع عن النَّفْس»، لكنَّ سيناريو الجرائم الَّتي ارتُكبت منذ السَّابع من أكتوبر الماضي وحتَّى الآن، وسقوط أكثر من (17) ألف شهيد فلسطينيٍّ، الغالبيَّة العُظمى مِنْهم من النِّساء والأطفال، وتحوُّل قِطاع غزَّة المحاصَر المحروم من أبسط الاحتياجات الأساسيَّة من ماء وغذاء ودواء، إلى كومة ركام، مع تواصل القصف الصهيونيِّ بأشدِّ الأسلحة المحرَّمة دوليًّا فتكًا، قَدْ جعل العديد من الدوَل الغربيَّة تعدِّل من موقفها ولو على الأقل في العلن، وتتراجع عن الدَّعم العلني للكيان الإرهابيِّ.
الغريب أنَّ ما يجعل الفيتو الأميركيَّ الأخير مشاركةً واضحةً في العدوان، هو أنَّ القرار الَّذي عارضته واشنطن بما تملك من (حقِّ النَّقض) لَمْ يُحمِّل طرفًا مسؤوليَّة العدوان، أو يدعو لمحاسبة مستحقِّه وهو الكيان الصهيونيُّ على ما ارتَكبَ من جرائم، بل اكتفى بالمطالبة في نسخته الأخيرة بـ»وقفٍ فوريٍّ لإطلاق النَّار لدواعٍ إنسانيَّة في غزَّة، محذِّرًا من الحالة الإنسانيَّة الكارثيَّة في قِطاع غزَّة، ودعا فقط إلى حماية المَدنيِّين وضمان وصول المساعدات الإنسانيَّة، وهو ما يفسِّر معارضة واشنطن له، بإعطاء الكيان الصهيونيِّ المزيد من الوقت للوصول لأهدافه الخبيثة السَّاعية للتهجير القسريِّ لأكثر من مليونَيْ إنسان في غزَّة، وإبادة أكبر قدر مِنْهم، ما يؤكِّد أنَّ واشنطن باتَتْ شريكًا فعليًّا في كُلِّ ما يُرتَكب من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى جراء العدوان الصهيوني على طولكرم
يمانيون../ استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، اليوم الخميس، جراء العدوان الصهيوني المتواصل على مدينة ومخيمات طولكرم، شمالي الضفة الغربية، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات مسلحة تخللها تفجير عبوات ناسفة بالآليات العسكرية.
وأفادت مصادر فلسطينية، باستشهاد فلسطيني وإصابة 5 آخرين بقصف لطائرة مسيرة صهيونية على مجموعة من المواطنين في طولكرم.
وقالت المصادر إن قوات العدو اقتحمت بعدة آليات عسكرية وجرافات، مخيم نور شمس للاجئين، شرقي طولكرم، ومخيم طولكرم للاجئين بالمدينة.
وأشارت إلى اندلاع اشتباكات، واستهداف قوات العدو بالعبوات وإطلاق النار خلال اقتحام طولكرم، لا سيما مخيمات: نور شمس وطولكرم.
وشرعت جرافات العدو العسكرية من نوع “D9″، بأعمال تجريف وتدمير للبنية التحتية في محيط مدخل مخيم نور شمس شرقي طولكرم.
وقالت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”، في تصريح مقتضب، إن طواقمها الطبية في طولكرم تعاملت مع إصابة بشظايا قصف لسيدة (57 عامًا) في مخيم طولكرم.
وتُواصل جرافات العدو، منذ فجر اليوم، أعمال التجريف في الشارع الرئيسي، تزامنًا مع أعمال التدمير والتخريب بالبنية التحتية وممتلكات الأهالي، بمخيّم نور شمس شرقي مدينة طولكرم.
من جانبها، أعلنت وزارة التربية والتعليم في طولكرم، تعليق الدوام الوجاهي اليوم الخميس في مدينة وضواحي طولكرم؛ “على أن يبقى الدوام في بقية المناطق وجاهي ضمن برنامج طوارئ بمن حضر من المعلمين”.
بدورها، قالت “كتائب القسام- كتيبة طولكرم”، في بلاغ عسكري: “يخوض مجاهدونا برفقة إخوانهم من كافة التشكيلات العسكرية في مخيم طولكرم اشتباكات ضارية مع قوات العدو الغاصب من أكثر من محور”.
وأضافت القسام: “يفجر المجاهدون العبوات الناسفة، المعدة مسبقاً، في آليات العدو؛ محققين إصابات وقتلى مباشرة في العدو الصهيوني بشكل مؤكد”.
من جانبها، صرحت “سرايا القدس- كتيبة طولكرم”، بأن مقاتليها يتصدون لقوات العدو المقتحمة لمدينة ومخيمات طولكرم، “ويمطرون الآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص في محور البلاونة”.
وأضافت الكتيبة في بلاغ عسكري: تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة بالآليات العسكرية المقتحمة لمحاور القتال محيط مخيم طولكرم، لا سيما محور المربعة”.
وتابعت: “استهدفنا بعبوات ناسفة آليات جيش الاحتلال المقتحمة لمخيم طولكرم، وحققنا إصابات مباشرة”. منوهة إلى “تفجير عبوة ناسفة في جرافة عسكرية بمحور الشارع الرئيسي بمخيّم نور شمس”.
والليلة الماضية، اقتحمت قوات العدو عددا من قرى الشعراوية شمال طولكرم، بالإضافة لاقتحام قرى وبلدات قفين وزيتا وعتيل ودير الغصون، والجاروشية وضاحية شويكة، وجابت الشوارع الرئيسية فيها.