أظهر التصويت الَّذي تمَّ في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدوليِّ بشأن الوضع في قِطاع غزَّة، بمقرِّ الأُمم المُتَّحدة في نيويورك، تحت البند المعنون «الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضيَّة الفلسطينيَّة»، أنَّ الولايات المُتَّحدة الأميركية أضحت شريكًا فعليًّا فيما يرتكبه كيان الاحتلال الصهيونيِّ من جرائم حرب وإبادة جماعيَّة في الأراضي الفلسطينيَّة، حيث عارضت أميركا بـ(الفيتو) قرارًا يُطالب بوقف إطلاق نار إنسانيٍّ فوريٍّ في قِطاع غزَّة، على الرغم من تصويت (13) دَولة لصالح مشروع القرار، بَيْنَما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

البند جاء بعد الرسالة الَّتي وجَّهها الأمين العامُّ للأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش للمجلس يوم الأربعاء الماضي، مستندًا إلى المادَّة (99) من ميثاق المنظَّمة الأُمميَّة الَّتي تُتيح له «لفْتَ انتباه» المجلس إلى ملفٍّ «يُمكِن أنْ يعرِّضَ حفظ السَّلام والأمن الدوليَّيْنِ للخطر».
إنَّ هذا الفيتو الأخير قَدْ أظهر ـ وبدُونِ مواربة ـ الوَجْه الحقيقيَّ للسِّياسة الخارجيَّة الأميركيَّة الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ، بدلًا من الصورة الذهنيَّة الَّتي سعَتْ لرسْمِها لعقودٍ طويلة، والَّتي كانت تتوارى خلف مزاعم رعايتها لعمليَّة السَّلام، فإدارة الرئيس الأميركي الحاليِّ جو بايدن قَدْ تخطَّت بهذا الفيتو كافَّة الخطوط الحمراء في مساندة كيان الاحتلال المارق، وأعطتْ من خلاله من الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم الَّتي لَمْ يشهدها التاريخ الإنسانيُّ الحديث، والَّتي تُخالف كافَّة القوانين والمواثيق والأعراف الإنسانيَّة والدوليَّة، في تحدٍّ صارخ للعالَم أجمع وللضمير الإنسانيِّ، الَّذي يُدمِيه العدوان الإرهابيُّ الَّذي يشنُّه الكيان الغاصب ضدَّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، على الرغم من الإجماع العالَميِّ على وقف هذا العدوان الصهيونيِّ الإرهابيِّ.
إنَّ هذا التصويت قَدْ أثبتَ بما لا يدع مجالًا للشَّك، أنَّ واشنطن ومَنْ يشاركها فقط هي الَّتي لا تزال منحازة لكيان الاحتلال، حيث تراجعت العديد من الدوَل الغربيَّة الَّتي سبقَ وأعلنت دعم الكيان الصهيونيِّ، بزعم «حقِّ الدِّفاع عن النَّفْس»، لكنَّ سيناريو الجرائم الَّتي ارتُكبت منذ السَّابع من أكتوبر الماضي وحتَّى الآن، وسقوط أكثر من (17) ألف شهيد فلسطينيٍّ، الغالبيَّة العُظمى مِنْهم من النِّساء والأطفال، وتحوُّل قِطاع غزَّة المحاصَر المحروم من أبسط الاحتياجات الأساسيَّة من ماء وغذاء ودواء، إلى كومة ركام، مع تواصل القصف الصهيونيِّ بأشدِّ الأسلحة المحرَّمة دوليًّا فتكًا، قَدْ جعل العديد من الدوَل الغربيَّة تعدِّل من موقفها ولو على الأقل في العلن، وتتراجع عن الدَّعم العلني للكيان الإرهابيِّ.
الغريب أنَّ ما يجعل الفيتو الأميركيَّ الأخير مشاركةً واضحةً في العدوان، هو أنَّ القرار الَّذي عارضته واشنطن بما تملك من (حقِّ النَّقض) لَمْ يُحمِّل طرفًا مسؤوليَّة العدوان، أو يدعو لمحاسبة مستحقِّه وهو الكيان الصهيونيُّ على ما ارتَكبَ من جرائم، بل اكتفى بالمطالبة في نسخته الأخيرة بـ»وقفٍ فوريٍّ لإطلاق النَّار لدواعٍ إنسانيَّة في غزَّة، محذِّرًا من الحالة الإنسانيَّة الكارثيَّة في قِطاع غزَّة، ودعا فقط إلى حماية المَدنيِّين وضمان وصول المساعدات الإنسانيَّة، وهو ما يفسِّر معارضة واشنطن له، بإعطاء الكيان الصهيونيِّ المزيد من الوقت للوصول لأهدافه الخبيثة السَّاعية للتهجير القسريِّ لأكثر من مليونَيْ إنسان في غزَّة، وإبادة أكبر قدر مِنْهم، ما يؤكِّد أنَّ واشنطن باتَتْ شريكًا فعليًّا في كُلِّ ما يُرتَكب من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن

 

الثورة نت/
أدانت وزارة العدل وحقوق الإنسان بأشد العبارات إقدام العدو الأمريكي البريطاني على استهداف العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة ، بسلسلة غارات على أحياء سكنية أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من ١٨ مدنياً بينهم نساء وأطفال، في حصيلة أولية وأحدثت ضرراً كبيراً في عدد المباني السكنية.
واعتبرت الوزارة في بيان ، ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الليلة من عدوان، يمثلُ انتهاكاً لسيادة اليمن وتجاوزاً سافراً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الجنائي الدولي، وكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، ويكشف مدى الاستهانة الأمريكية تجاه المنظومة الإنسانيَّةِ الدولية.
وأشارت إلى أن الصمت الأممي والدولي ساهم بشكل كبير في تمادي الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الاستخفاف بالشرعة الدولية وارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعوب المنطقة.
ولفت البيان إلى أن هذا العدوان الذي يأتي كدعم وقح للكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة لا سيما في سوريا ولبنان، لن يثني ولن يرهب الشعب اليمني عن الاستمرار في اسناده للشعب الفلسطيني كمبدأ إيماني وأخلاقي وإنساني.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن، ودول العالم ومختلف المنظمات الدولية والحقوقية إلى إدانة العدوان الأمريكي السافر على اليمن ووقف العربدة الصهيونية الأمريكية البريطانية في المنطقة، واتخاذ خطوات جادة لإجبار الكيان المُغتصب وداعميه على وقف جرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع في غزة.
وأكدت على الحق المكفول للجمهورية اليمنية بكافة التشريعات الإلهية والإنسانية في الدفاع عن شعبها وسيادة واستقلال وسلامة أراضيها بكل الخيارات المتاحة والممكنة.
وبارك البيان جهود القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة اليمنية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.. مجدداً التأكيدَ على حقِّ الشعب اليمني في مُناصرةِ ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
كما أكدت وزارة العدل وحقوق الانسان أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأن الوزارة ماضية في رصد كافة الجرائم والانتهاكات العدوانية على اليمن وشعبه تمهيداً لمحاكمة الكيان وداعميه وملاحقتهم في القضاء الوطني والدولي.

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • حمدان بن محمد يشارك مجندي الخدمة الوطنية طعام الإفطار ويشيد بدورهم في حماية الوطن
  • مفتي عمان يدين عدوان الصهيونية وحلفائها على اليمن وغزة
  • الصحة اليمنية: 53 شهيداً و98 جريحاً في العدوان الأمريكي
  • مفتي عُمان يدين العدوان الصهيوني وحلفاءه على غزة واليمن
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن
  • ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48,543 شهيدا
  • باستقبال حافل من أهالي المطرية.. وزير الأوقاف يشارك في الإفطار السنوي.. صور
  • تواصل العدوان الصهيوني على طولكرم لليوم الـ 48
  • بن حبتور يشارك في إحياء الذكرى السنوية للفريق يحيى الشامي ونجله زكريا