أمريكا وتاريخها الموغل في القتل
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
سالم بن نجيم البادي
200 طائرة أمريكية حتى الآن وصلت إلى إسرائيل وقد نقلت 10 آلاف طن من الأسلحة والذخائر لتفجيرها في غزة، لذلك نقول الأسلحة الأمريكية تقتل الفلسطينيين، هذا غير الدعم المادي والمعنوي والسياسي اللامحدود والدفاع المستمر عن جرائم إسرائيل وتجميل وجه إسرائيل القبيح.
أمريكا تعلم أن إسرائيل دولة احتلال وفق القانون الدولي وأن المستوطنات التي تبنيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية، وأن إسرائيل ارتكبت مئات المجازر وشردت وهجرت منذ احتلالها لفلسطين الملايين من أهل فلسطين وهم يعيشون في مخيمات الشتات، وفي ظروف صعبة وغير إنسانية كما في مخيمات لبنان مثلاً واغتالت إسرائيل العشرات من الفلسطينيين في مختلف بلدان العالم، كما أن مسلسل قتل الناس في فلسطين واعتقالهم مستمر في كل يوم على مدار سنوات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومصادرة الأراضي وتجريفها والمداهمات واقتحامات المسجد الأقصى والمضايقات التي يتعرض لها المصلون في المسجد الأقصى والقتل في الشوارع دون محاكمة ولمجرد الاشتباه والاعتقال الإداري.
لا يُعرف في التاريخ احتلال يشبه احتلال إسرائيل لفلسطين من حيث القسوة والعنف والجبروت والوحشية والقتل والتنكيل والتهجير وضم الأراضي وبناء المستوطنات والتفرقة العنصرية والحرمان من الحقوق ومن الحرية وإسرائيل تحاصر غزة منذ 17 سنة حصارا خانقا، وأمريكا تعلم ذلك وتغض الطرف، وتستخدم حق النقض لمنع معاقبتها على جرائمها وإسرائيل لا تطبق قرارات الأمم المتحدة وتضرب بها عرض الحائط في كل مرة.
الرئيس الأمريكي يزعم كذبًا أن المقاومة هي التي تقصف المستشفيات في غزة، وأنه لا يوافق على وقف دائم للحرب قبل أن تحقق إسرائيل أهدافها ووزارة الخارجية الأمريكية تقول إنه لا يوجد دليل على أن إسرائيل تستهدف المدنيين في غزة وتروج أمريكا الأكاذيب التي ترددها إسرائيل بشكل أعمى ومتعمد مع علمها بأن إسرائيل تكذب.
ولاعجب في ذلك فإنَّ تاريخ أمريكا موغل في الدم والقتل منذ نشأتها الأولى نتذكر الهنود الحمر والزنوج العبيد الأفارقة، ومن ذلك الزمن ويد أمريكا الطويلة تقتل الناس في أماكن مختلفة حول العالم.
إنها شهوة القتل التي ترتكبها أمريكا تحت ذرائع وقحة وكاذبة، مُدعيةً الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الشركاء والحلفاء وحفظ النظام والسلم في العالم ومكافحة الإرهاب ومن أجل القيم والأخلاق والديمقراطية والحرية.
الحقيقة أنَّ أمريكا تشن الحروب من أجل مصالحها فقط ومن أجل الحفاظ على سطوتها وسيطرتها على العالم لقد مارست القتل في فيتنام وهيروشيما والصومال وأفغانستان وسوريا والعراق، ولا ننسى جرائم أمريكا في الفلوجة المدينة العراقية الباسلة.
أمريكا تغتال من تشاء وتختطف من تشاء، كما فعلت مع مانويل نورييجا حاكم بنما وألقت القبض على صدام حسين الرئيس العراقي، وقتلت ولديه عدي وقصي وحفيده مصطفى، هذا غير الدسائس والمؤامرات التي تحيكها في السر والعلن ضد كل من يخرج عن طوعها أو من تنتهي مصالحها معه، وما خفي كان أعظم!
أمريكا تمد أوكرانيا بالمال والعتاد من أجل أن تبقي نار الحرب مشتعلة مع علمها بصعوبة الانتصار الحاسم على روسيا ولقد انتقلت عدوى حب القتل إلى بعض فئات الشعب الأمريكي؛ حيث نسمع عن جرائم قتل مروعة تحدث بالجملة في المدارس والمحلات التجارية وفي الشوارع وجرائم قتل تحدث بسبب الكراهية ودوافع عنصرية قتل طفل صغير بلا ذنب غير أنه كان يرتدي الكوفية الفلسطينية وحدثت جرائم قتل ضد عرب ومسلمين يعيشون في أمريكا، ويمارس بعض أفراد الشرطة الأمريكية العنف المفرط الذي قد يصل إلى درجة القتل ضد بعض المواطنين الأمريكيين السود وقد ظهر شعار "Black lives matter" أو "حياة السود مهمة" في محاولة لوقف العنف ضد السود. ويستغرب المرء من كثرة الجرائم
والأمراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي مثل وجود الفقراء والمشردين في الشوارع بلا مأوى، والعاطلين عن العمل وانتشار المخدرات ووجود الشواذ وزواج المثليين وكثرة اللقطاء وقضية الإجهاض والابتعاد عن الدين وغلبة المادة وانتشار الأسلحة النارية بطريقة منفلتة ومشكلات اقتصادية واجتماعية، ومصائب لا تعد ولا تحصى.
بينما الحكومة تنفق بسخاء على الحروب والقواعد العسكرية المنتشرة في بقاع الأرض والسفن والبوارج والمساعدات المالية والعسكرية الضخمة للدول وبعض هذه الدول فيها أنظمة دكتاتورية وفاسدة وفاشلة أن دفاع أمريكا عن الحرية والمساواة والعدالة والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان كل ذلك أصبح محل شك لدى الكثير من الناس في العالم وأفعال أمريكا تؤكد أن هذا الدفاع مجرد شعارات جوفاء وأنها تمارس ازدواجية المعايير والكيل بمكياليين والنفاق والكذب وأن مصداقيتها أصبحت على المحك ولو كان تمثالهم المسمى بتمثال الحرية يدرك ويسمع ويبصر لنكس رأسه خجلا مما تفعله أمريكا ورمى شعلة الحرية وولى هاربا.
كل ما سبق لا يهدف إلى رسم صورة قاتمة عن الشعب الأمريكي ولا عن أمريكا؛ فالشعب الأمريكي مثله مثل كل شعوب الأرض، فيه الصالح والطالح، وفيه أناس طيبون ويتميزون بالأخلاق الراقية والإنسانية النبيلة، وهولاء هم أغلبية الشعب الأمريكي، لكن للأسف الساسة هم الذين يرتكبون الجرائم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
مصر – تواصل وحدات من القوات الجوية المصرية والصينية، تدريبات مشتركة غير مسبوقة وسط تطورات إقليمية ودولية، ونالت تعليقات إسرائيلية متكررة مع قلق إسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية المصرية.
ويتضمن التدريب، بحسب ما أعلنه المتحدث العسكري المصري، تنفيذ محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم القتالية لكلا الجانبين، وتنفيذ طلعات جوية مشتركة والتدريب على أعمال التخطيط وإدارة أعمال قتال جوية لتبادل الخبرات وتطوير المهارات للقوات المشاركة بما يمكنهم من تنفيذ المهام المكلفين بها بكفاءة واقتدار.
ويرى خبراء أن إسرائيل سيقلقها بطبيعة الحال أي تعاون مصري أو خطوة ترى أنها تمنح القاهرة التفوق على سلاحها الجوي، وفي هذه الحالة فإن الصين هي ثالث أقوى قوة جوية في العالم، ويضيف التعاون معها قوة أكبر لمصر التي تحظى بعلاقات قوية بالفعل وتعاون مع الولايات المتحدة وروسيا.
وقال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية المصري الأسبق، إن هذه التدريبات تؤكد قدرة وكفاءة القوات المسلحة المصرية، وأنها تنوع مصادر تسليحها مع الشرق والغرب خاصة بالقوات الجوية، مشيرا إلى التعاون المصري في مجال التسليح مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
وأشار الشهاوي في حديثه مع RT إلى سعي الصين لتنفيذ التدريب المشترك مع مصر للاستفادة من خبراتها القتالية الواسعة في الحروب التقليدية وحروب مجابهة الإرهاب.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ذلك أدى إلى اهتمام وقلق كبيرين لدى الجانب الإسرائيلي “لأن إسرائيل تسعى أساسا لتأكيد كفاءة قواتها الجوية، وعندما تجد أن مصر لديها طائرات أمريكية وصينية ستصبح أقوى من القوات الإسرائيلية”.
وشدد الشهاوي، على أن مصر “تعزز فقط قواتها الجوية، ليس للاعتداء على أي بلد ولكن للحفاظ على أمنها القومي المصري والعربي”.
وتشغل القوات الجوية المصرية مقاتلات متقدمة من عدة دول، مثل إف-16 الأمريكية وميغ 29 إم/إم 2 الروسية ورافال الفرنسية، كما تمتلك مروحيات هجومية متطورة مثل الروسية كاموف Ka-52 والأمريكية أباتشي، بجانب أسطول نقل متنوع كذلك بين الشرق والغرب.
ويقول أحمد سليمان، خبير الشؤون الأسيوية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مهتما منذ توليه رئاسة مصر بتعزيز القوة العسكرية وتنويع مصاد السلاح وتطوير الصناعات العسكرية بالتعاون مع دول مختلفة، موضحا أن التعاون الحالي مع الصين يتماشى مع هذا التوجه، بعدم الاعتماد على مصدر واحد للتسليح أو التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مصر أجرت العديد من المناورت مع القوى الدولية المختلفة، لكن اللافت هذه المرة هو إجراء تدريبات “بهذا الحجم وهذه النوعية” مع الصين، وهو أمر لا يمكن فصله عن التطورات الجارية في الإقليم والساحة الدولية بشكل عام.
وقال “سليمان” إن “المشكلات الأمنية التي تفرضها التطورات الأمنية والجيوسياسية في المنطقة تعزز تحركات مصر”، مضيفا أن “العالم متشابك أمنيا واقتصاديا، وأي تطور في منطقة يؤثر على أخرى”.
وأكد الباحث في جامعة الزقازيق، أن القاهرة تنشد السلام لكن هناك “تهديدات” تواجهها، وبالتالي فإن “هذا السلام لابد أن تحرسه قوة رادعة، وأفضل رادع هو تعزيز القوة العسكرية”.
ونوه بأن المناورات مفيدة للجانبين، فالصين هي ثالث قوة جوية في العالم وسيعزز التعاون معها من التعرف على نوع جديد من الطائرات وأسلوب القتال، كما أن مصر تجري تدريبات مع العديد من دول العالم ولدى قواتها خبرات مختلفة، وتسعى الصين للاستفادة منها، كما أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الصين تدريبات جوية داخل قارة إفريقيا، كما أن شحن الطائرات الصينية المتقدمة إلى مصر بهذه الأعداد والطرازات هو أمر مهم للصين.
وذكر الباحث المصري، أن إسرائيل “تقلق بشكل عام من أية قوة تنافسها أو قد تحد من عدوانها في المنطقة”، بما “لديها من هواجس بتهديد وجودها”، مشيرا إلى أن “أي تطور اقتصادي أو أمني أو سياسي قد يحد من طموحاتها يشكل قلق لها”.
المصدر: RT