الراي:
2025-05-02@17:58:08 GMT

كيف يهدّد التغيّر المناخي الزراعة؟

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

من القرن الأفريقي إلى الأرجنتين، تتسبب موجات الجفاف والحرارة في معاناة البشر والحيوان والنبات: تفاقم التغيّرات المناخية التهديدات التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية في العالم، حتى في المناطق التي كانت تُعتبر معتدلة سابقا.

كل القارات معنية بايدن يلتزم الصمت حيال التهم الجديدة بحق نجله هانتر منذ ساعة «يديعوت أحرونوت»: 5 آلاف جندي إسرائيلي جرحوا منذ 7 أكتوبر منذ 5 ساعات
ليس هناك أي قارّة بمنأى من ذلك.

أدى الجفاف دورا في زوال حضارة بأكملها، عندما سرّع سقوط الإمبراطورية الحِيثِّية التي كان موقعها في هضبة الأناضول في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفق دراسة حديثة نشرتها مجلة «نايتشر» البريطانية. وبات الجفاف راهناً يهدّد محاصيل دول زراعية كبرى مثل الأرجنتين التي شهدت تراجع محصولها من الذرة بأكثر من 30% خلال موسم حصاد 2022-2023.
والزراعة التي تمثّل 23% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم (جراء تربية الماشية واستخدام الأسمدة)، هي واحدة من أولى ضحايا الاحترار المناخي.
ويؤدي الاحترار إلى زيادة عدد موجات الجفاف وإطالة مدّتها، على غرار الموجة القياسية التي تشهدها منذ نهاية عام 2020 منطقة القرن الأفريقي، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وأصبح 23 مليون شخص مهددين بالجوع، وفق الأمم المتحدة.
في المجمل، يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في بيئة «شديدة التأثر» بتغير المناخ.
ويؤدي هذا التغيير أيضًا إلى زيادة حالات هطول الأمطار الغزيرة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مدمرة: تدمير المحاصيل، واستحالة البَذر أو الحصاد، وتفاقم تآكل التربة مع جرف الفيضانات طبقاتها العليا الخصبة. ولوحظ حدوث هذه الظواهر في السنوات الأخيرة في باكستان وأستراليا.
تُضاف إلى ذلك الظاهرتان المناخيتان «إل نينيو» و«إل نينيا»، المتكررتان لكن غير المنتظمتين، واللتان تزيدان من حدة الجفاف في إندونيسيا (أول منتج لزيت النخيل في العالم) وفي الأرجنتين (من أبرز الدول المصدّرة للذرة)، وتؤثران على الرياح الموسمية في الهند، الأساسية في الدولة الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وتفاقمان الأعاصير.
قمح وحليب أقلّ
يؤكد المدير العلمي لقسم البيئة في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية (Inrae) تييري كاكيه الذي يعمل على تكييف الزراعة مع التغيّر المناخي، أن «إذا كان هناك نقص في المياه في وقت الإنبات - أو نمو النبات - أو قبل الإزهار مباشرة، فسيكون لذلك تأثير كبير على إنتاج الحبوب».
ويضيف أن «ارتفاع درجة الحرارة، مع أو بدون مياه، سيعزز ظاهرة توقف امتلاء الحبوب».
ويوضح أن من الناحية التخطيطية، سيكون للمياه تأثير على كمية السنابل وتاليا حجم المحصول، ولدرجة الحرارة تأثير على جودتها ومعدل امتلاء الحبوب.
ويؤدي نقص المياه أيضاً إلى نقص الأعلاف. فقد تخلى المزارعون الكاتالونيون عن زراعتها في أبريل الماضي في وقت كانت تعاني فيه إسبانيا من جفاف تاريخي.
يؤدي جفاف نقاط تدفّق المياه ونقص العشب بشكل منتظم إلى القضاء على القطعان في منطقة الساحل والقرن الإفريقي. وحتى في المناطق التي تتمتع بطقس معتدل، مثل تونس وفرنسا، ينخفض إنتاج سلالات الألبان بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
ويشرح كاكيه أن «الحيوانات المجترّة، التي تسخن أمعاؤها أثناء التخمير، حساسة بشكل خاص»، مشيرًا إلى أن «ذروة الحرارة البالغة 40 درجة مئوية يمكن أن تقتل بقرة».

«سوء التكيف»
يتمّ توفير 60% من الأغذية في العالم من خلال الزراعة البعلية، فيما يتمّ تأمين الباقي من الزراعة المروية.
مع ظاهرة الاحترار المناخي، يزداد الطلب على الريّ: تحتاج المحاصيل إلى مزيد من المياه لأنها تفقد أكثر من خلال التبخر.
ويقدر فقدان المحصول الزراعي بسبب الجفاف بنسبة 25% بين عامي 1961 و2006، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (فبراير 2022).
وبحلول الفترة الممتدة من 2071 إلى 2100، إذا ارتفعت حرارة الكوكب بمقدار 1,5 إلى 2 درجة مئوية، فإن هذه الخسارة المرتبطة بالجفاف ستزيد بنسبة 9 إلى 12% للقمح وأكثر من 18% للأرز، مقارنة بفترة 1961-2016.
الحلول موجودة وهي وقف الزحف العمراني والإدارة المحسّنة والمستدامة للغابات والحفاظ على النظم البيئية ذات القدرة العالية على تخزين الكربون مثل الأراضي الخثية وتطوير الزراعة الإيكولوجية.
لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تحذر أيضًا من «سوء التكيف»، مؤكدة على سبيل المثال أن «الإفراط في استخراج» المياه بغرض تخزينها لري المناطق القاحلة، يمكن أن «يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية»، الأمر الذي ستكون له آثار ضارة على المدى المتوسط.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

“أرصاد الطائف” تطور منظومة العمليات التقنية للرصد المناخي

المناطق_واس

دشّن الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام اليوم، مرصد الطائف بعد استكمال أعمال تأهيله، ورفع كفاءة الأداء لخدمة المستفيدين.

واطّلع الدكتور غلام خلال زيارته التفقدية على جاهزية أنظمة الرصد والتشغيل والتقنية في مرصد الطائف، مؤكدًا أهمية تعزيز كفاءة المخرجات وفق أعلى المعايير الفنية العلمية لدعم عمليات الرصد والتحليل، بما يسهم في تحسين جودة التوقعات المناخية والظواهر الجوية في المنطقة.

أخبار قد تهمك “الأرصاد” تنبه من هطول أمطار رعدية غزيرة على محافظات مكة المكرمة 1 مايو 2025 - 3:40 مساءً المركز الوطني للأرصاد: أمطار ورياح شديدة السرعة على منطقة حائل 30 أبريل 2025 - 11:01 صباحًا

بعدها عقد المركز اجتماعًا، جرى خلاله استعراض أبرز مستهدفات المرحلة المقبلة، وخطط التطوير التقني والتشغيلي الفني والعلمي، ومستوى الأداء في المؤشرات ذات العلاقة، وأهمية التكامل بين الفرق الميدانية والتقنية؛ لتحقيق الاستفادة القصوى من بيانات الرصد لخدمة المجتمع والجهات المعنية.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: فتح باب التقدم لمشروعات بحثية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجالي الزراعة وإدارة المياه بتمويل يصل إلى 250 ألف يورو
  • التغير المناخي يشكل الخطر الأكبر لانقراض الحياة على الأرض
  • تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
  • وزير الصحة يكرم رائد زراعة الرئة في المملكة د. خالد القطان
  • محافظ الغربية ووزير الزراعة بمدغشقر يتفقدان أكبر مصنع غزل في العالم
  • البحوث الزراعية يشارك تحالف كيدج لتقييم المواد الوراثية
  • “أرصاد الطائف” تطور منظومة العمليات التقنية للرصد المناخي
  • "أرصاد الطائف" تطور منظومة العمليات التقنية للرصد المناخي
  • الزراعة: فحص أكثر من مليون طن بطاطس مائدة للتصدير لمختلف دول العالم
  • الاحتياج لتناول الماء لا يرتبط بالصيف والشتاء فالمهم تجنب الجفاف