الراي:
2025-01-05@11:59:52 GMT

كيف يهدّد التغيّر المناخي الزراعة؟

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

من القرن الأفريقي إلى الأرجنتين، تتسبب موجات الجفاف والحرارة في معاناة البشر والحيوان والنبات: تفاقم التغيّرات المناخية التهديدات التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية في العالم، حتى في المناطق التي كانت تُعتبر معتدلة سابقا.

كل القارات معنية بايدن يلتزم الصمت حيال التهم الجديدة بحق نجله هانتر منذ ساعة «يديعوت أحرونوت»: 5 آلاف جندي إسرائيلي جرحوا منذ 7 أكتوبر منذ 5 ساعات
ليس هناك أي قارّة بمنأى من ذلك.

أدى الجفاف دورا في زوال حضارة بأكملها، عندما سرّع سقوط الإمبراطورية الحِيثِّية التي كان موقعها في هضبة الأناضول في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفق دراسة حديثة نشرتها مجلة «نايتشر» البريطانية. وبات الجفاف راهناً يهدّد محاصيل دول زراعية كبرى مثل الأرجنتين التي شهدت تراجع محصولها من الذرة بأكثر من 30% خلال موسم حصاد 2022-2023.
والزراعة التي تمثّل 23% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم (جراء تربية الماشية واستخدام الأسمدة)، هي واحدة من أولى ضحايا الاحترار المناخي.
ويؤدي الاحترار إلى زيادة عدد موجات الجفاف وإطالة مدّتها، على غرار الموجة القياسية التي تشهدها منذ نهاية عام 2020 منطقة القرن الأفريقي، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وأصبح 23 مليون شخص مهددين بالجوع، وفق الأمم المتحدة.
في المجمل، يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في بيئة «شديدة التأثر» بتغير المناخ.
ويؤدي هذا التغيير أيضًا إلى زيادة حالات هطول الأمطار الغزيرة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مدمرة: تدمير المحاصيل، واستحالة البَذر أو الحصاد، وتفاقم تآكل التربة مع جرف الفيضانات طبقاتها العليا الخصبة. ولوحظ حدوث هذه الظواهر في السنوات الأخيرة في باكستان وأستراليا.
تُضاف إلى ذلك الظاهرتان المناخيتان «إل نينيو» و«إل نينيا»، المتكررتان لكن غير المنتظمتين، واللتان تزيدان من حدة الجفاف في إندونيسيا (أول منتج لزيت النخيل في العالم) وفي الأرجنتين (من أبرز الدول المصدّرة للذرة)، وتؤثران على الرياح الموسمية في الهند، الأساسية في الدولة الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وتفاقمان الأعاصير.
قمح وحليب أقلّ
يؤكد المدير العلمي لقسم البيئة في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية (Inrae) تييري كاكيه الذي يعمل على تكييف الزراعة مع التغيّر المناخي، أن «إذا كان هناك نقص في المياه في وقت الإنبات - أو نمو النبات - أو قبل الإزهار مباشرة، فسيكون لذلك تأثير كبير على إنتاج الحبوب».
ويضيف أن «ارتفاع درجة الحرارة، مع أو بدون مياه، سيعزز ظاهرة توقف امتلاء الحبوب».
ويوضح أن من الناحية التخطيطية، سيكون للمياه تأثير على كمية السنابل وتاليا حجم المحصول، ولدرجة الحرارة تأثير على جودتها ومعدل امتلاء الحبوب.
ويؤدي نقص المياه أيضاً إلى نقص الأعلاف. فقد تخلى المزارعون الكاتالونيون عن زراعتها في أبريل الماضي في وقت كانت تعاني فيه إسبانيا من جفاف تاريخي.
يؤدي جفاف نقاط تدفّق المياه ونقص العشب بشكل منتظم إلى القضاء على القطعان في منطقة الساحل والقرن الإفريقي. وحتى في المناطق التي تتمتع بطقس معتدل، مثل تونس وفرنسا، ينخفض إنتاج سلالات الألبان بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
ويشرح كاكيه أن «الحيوانات المجترّة، التي تسخن أمعاؤها أثناء التخمير، حساسة بشكل خاص»، مشيرًا إلى أن «ذروة الحرارة البالغة 40 درجة مئوية يمكن أن تقتل بقرة».

«سوء التكيف»
يتمّ توفير 60% من الأغذية في العالم من خلال الزراعة البعلية، فيما يتمّ تأمين الباقي من الزراعة المروية.
مع ظاهرة الاحترار المناخي، يزداد الطلب على الريّ: تحتاج المحاصيل إلى مزيد من المياه لأنها تفقد أكثر من خلال التبخر.
ويقدر فقدان المحصول الزراعي بسبب الجفاف بنسبة 25% بين عامي 1961 و2006، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (فبراير 2022).
وبحلول الفترة الممتدة من 2071 إلى 2100، إذا ارتفعت حرارة الكوكب بمقدار 1,5 إلى 2 درجة مئوية، فإن هذه الخسارة المرتبطة بالجفاف ستزيد بنسبة 9 إلى 12% للقمح وأكثر من 18% للأرز، مقارنة بفترة 1961-2016.
الحلول موجودة وهي وقف الزحف العمراني والإدارة المحسّنة والمستدامة للغابات والحفاظ على النظم البيئية ذات القدرة العالية على تخزين الكربون مثل الأراضي الخثية وتطوير الزراعة الإيكولوجية.
لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تحذر أيضًا من «سوء التكيف»، مؤكدة على سبيل المثال أن «الإفراط في استخراج» المياه بغرض تخزينها لري المناطق القاحلة، يمكن أن «يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية»، الأمر الذي ستكون له آثار ضارة على المدى المتوسط.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

انحباس الأمطار وشبح الجفاف يثيران مخاوف الأردنيين

عمّان- يشهد الأردن انحباسا للأمطار خلال الموسم الحالي، مما أثار قلقا واسعا بين المواطنين والخبراء والمزارعين، وسط تحديات متزايدة في ظل المتغيرات المناخية التي باتت تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، خاصة أن البلاد تُعد واحدة من أفقر دول العالم في المياه، وفق المؤشرات العالمية.

ويعتمد الأردن بشكل كبير على الأمطار لتأمين احتياجاته من المياه، سواء للاستهلاك البشري أو الزراعة. ومع استمرار غيابها دق الخبراء ناقوس الخطر، ويُعتبر شهر سبتمبر/أيلول من كل عام فترة انتقالية من الصيف إلى الشتاء ولا تخلو أيامه الأخيرة -عادة- من الأمطار، وهو ما لم يحصل هذا الموسم وحتى المواسم الماضية.

وما زالت البلاد تحت وطأة تأثير التغير المناخي، مما يعني أنها ستواجه مشكلة سنوية تتطلب إجراءات استثنائية. وبات الحديث عن السدود أمرا مقلقا لشح تغذيتها نتيجة لتناقص وتذبذب معدل هطل الأمطار في الأعوام الأخيرة، بالرغم من أنها تمثل أهمية إستراتيجية للأردن من حيث تخزين مياه الأمطار، نظرا لما يعانيه من محدودية الموارد المائية.

العوران أكد قلقه من تأثير تأخر الموسم المطري على قطاع الزراعة في الأردن (الجزيرة) مواسم مقلقة

لم يخف مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين محمود العوران مخاوفه من تأخر الموسم المطري هذا العام، وقال للجزيرة نت إن الانحباس المطري يكون له تبعات سلبية على القطاعين الزراعي والمائي، وإن المواسم المطرية كانت متذبذبة خلال الأعوام الماضية.

وأضاف أن قلة المياه وتراجع حصة المزارعين منها يهددان بتقليص المساحات المزروعة خلال السنوات المقبلة، مما يؤثر على تدفق المنتجات الزراعية إلى السوق المحلي، وكذلك انخفاض صادرات المملكة من هذه المنتجات التي تمثل جزءا مهما من البضائع المصدرة للخارج.

وحسب العوران، أدى الصقيع وتدني درجات الحرارة إلى تلف العديد من المحاصيل الزراعية المعتمدة على مياه الينابيع التي لا يوجد حتى اللحظة أي تغذية لها من مياه الأمطار، وأكد: "لا زراعة بدون مياه، فالأمن الغذائي مرتبط بالأمن المائي". ودعا وزارة المياه إلى إطلاق "خطة طوارئ للتعامل مع حالات الانحباس المطري التي نواجهها في هذه الأوقات".

وزير المياه: لا مياه في الأحواض المائية ومياه السدود لا نستطيع التسييل منها #الأردن #وزارة_المياه #السدود #هنا_المملكة pic.twitter.com/VtdHCSYKgP

— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) December 17, 2024

وبحسب دراسة اطلعت عليها الجزيرة نت بعنوان "الأمن المائي في الأردن وآفاقه المستقبلية"، تعود أزمة المياه في الأردن خلال العقود الماضية للأسباب التالية:

إعلان زيادة الاعتماد على المياه الجوفية بشكل لافت، والضخ الجائر من الآبار الجوفية. تراجع تساقط الأمطار التي تدنت بسببها كمية المياه السطحية، إضافة إلى سوء استخدام مصادر المياه المختلفة. الاعتداء المتكرر على خطوط المياه التي باتت مشكلة مؤرقة للشارع الأردني، وتُستنزَف بسببها كميات كبيرة من المياه. سيطرة إسرائيل على مصادر مياه حيوية للأردن، مثل مجاري مياه نهري الأردن واليرموك، والتحكم بهما بحيث يحصل الأردن على كميات أقل بكثير مما يحق له تاريخيا. محدودية الموارد المائية والتغير المناخي. الضغط السكاني وتدفق اللاجئين ضاعفا تحديات الجفاف ونقص المياه. الشاكر وصف موسم الأمطار الحالي في الأردن بغير المسبوق (الجزيرة) وضع استثنائي

من جانبه، قال مدير مركز "طقس العرب" محمد الشاكر إن مركزه أجرى مؤخرا محاكاة حاسوبية أرشيفية للأوضاع المناخية لـ75 سنة ماضية، حيث تبين أن "الأردن يوجد في أرشيفه المناخي حوالي 30 موسما من أصل 75 كانت بها كميات الأمطار أقل من المعدل حتى لحظة دخول المربعانية (أحد أساليب رصد موسم الأمطار)".

وأضاف للجزيرة نت أن الوضع الحالي السائد، دون وجود كمية كافية من الأمطار، ليس فقط أقل من المعدل الطبيعي، إنما، وعند إجراء المقارنة مع السنوات السابقة، لم يحدث سابقا إلا في 5 مواسم فقط من أصل 75 سنة، أي بنسبة 7% فقط.

وتابع "في حال استمر الوضع على هذا النحو خلال الأيام والأسابيع المقبلة، فلا بد حينها من الاعتراف بأن ما يحدث هو أمر استثنائي نادر الحدوث".

وأوضح الشاكر أن الـ30 موسما، التي كانت بها كميات الأمطار عند دخول "المربعانية" أقل من المعدل، انتهى منها تقريبا 10 مواسم ذات أمطار حول أو أعلى من المعدل في نهاية الموسم، أي أن الفرصة الإحصائية تصل إلى 30% بأن يتحسن واقع الموسم المطري في الأسابيع القادمة، لينتهي به الحال إلى موسم حول أو أعلى من المعدل مطريا و"بالتالي لا يمكن الجزم بالنتيجة بشكل كلي أو قاطع من الآن".

سلامة أفاد بأن الأردن يصنف كواحد من أكثر بلدان العالم فقرا في المياه (مواقع التواصل) جهود رسمية

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة المياه عمر سلامة إن الأردن يصنف كواحد من أكثر بلدان العالم فقرا في المياه، إذ تبلغ حصة الفرد نحو 60 مترا مكعبا سنويا مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 500 متر مكعب، وهو ما يعادل أقل من 10% من معدل خط الفقر العالمي.

إعلان

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار سلامة إلى أن الزراعة في المملكة تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار وتغذية السدود التي ترفد المزارعين بالمياه، خاصة في فصل الصيف.

وأضاف أن الحكومة -ممثلة في وزارة المياه- تواصل جهودها الهادفة إلى تعزيز أمن التزود بالمياه من خلال تسريع إجراءات تنفيذ الناقل الوطني للمياه، الذي يقوم على تحلية مياه البحر الأحمر عبر ميناء العقبة الأردني، ونقلها إلى العاصمة عمّان وباقي المحافظات لتغطية النقص الشديد في المياه.

سد الملك طلال أحد سدود الأردن الإستراتيجية (مواقع التواصل)

ويعاني الأردن منذ سنوات أزمات مياه كبيرة بسبب استمرار الانحباس المطري، حيث لم تتجاوز كميات الأمطار المتراكمة، حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، 4% فقط من المعدل الموسمي العام، وفق الأرقام الرسمية لدائرة الأرصاد الجوية.

وأكد مدير الدائرة رائد آل خطاب أن أداء الموسم المطري الحالي يُعتبر ثاني أضعف أداء بعد موسم 1958-1959، وفقا للسجل المناخي لمحطة رصد مطار عمان المدني التي سجلت 2.7 ملميتر (2% من المعدل الموسمي العام) مقارنة بـ1.7 مليمتر (1%) في موسم 1958-1959.

مقالات مشابهة

  • التغير المناخي يغلق "ديزني وورلد" في فلوريدا
  • انحباس الأمطار وشبح الجفاف يثيران مخاوف الأردنيين
  • عدة نصائح للتغلب على الجفاف وتقشر الجلد في فصل الشتاء
  • وزارة الزراعة:توجّه حكومي لإدارة المياه باستعمال الطاقة الشمسية
  • غول الجفاف يهدد حياة ثلث سكان الصومال عام 2025
  • الجوع يهدد الملايين في دول جنوب القارة الأفريقية
  • “التغير المناخي والبيئة” تكشف تفاصيل “دليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد “
  • من المغرب إلى العراق.. أزمة شح المياه تتفاقم في العالم العربي
  • «التغير المناخي والبيئة» تكشف تفاصيل «دليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد»
  • تعرف على الدول التي تمتلك أقوى الطائرات بدون طيار في العالم: هذا ترتيب تركيا