كيف يهدّد التغيّر المناخي الزراعة؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
من القرن الأفريقي إلى الأرجنتين، تتسبب موجات الجفاف والحرارة في معاناة البشر والحيوان والنبات: تفاقم التغيّرات المناخية التهديدات التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية في العالم، حتى في المناطق التي كانت تُعتبر معتدلة سابقا.
كل القارات معنية بايدن يلتزم الصمت حيال التهم الجديدة بحق نجله هانتر منذ ساعة «يديعوت أحرونوت»: 5 آلاف جندي إسرائيلي جرحوا منذ 7 أكتوبر منذ 5 ساعات
ليس هناك أي قارّة بمنأى من ذلك.
والزراعة التي تمثّل 23% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم (جراء تربية الماشية واستخدام الأسمدة)، هي واحدة من أولى ضحايا الاحترار المناخي.
ويؤدي الاحترار إلى زيادة عدد موجات الجفاف وإطالة مدّتها، على غرار الموجة القياسية التي تشهدها منذ نهاية عام 2020 منطقة القرن الأفريقي، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وأصبح 23 مليون شخص مهددين بالجوع، وفق الأمم المتحدة.
في المجمل، يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في بيئة «شديدة التأثر» بتغير المناخ.
ويؤدي هذا التغيير أيضًا إلى زيادة حالات هطول الأمطار الغزيرة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مدمرة: تدمير المحاصيل، واستحالة البَذر أو الحصاد، وتفاقم تآكل التربة مع جرف الفيضانات طبقاتها العليا الخصبة. ولوحظ حدوث هذه الظواهر في السنوات الأخيرة في باكستان وأستراليا.
تُضاف إلى ذلك الظاهرتان المناخيتان «إل نينيو» و«إل نينيا»، المتكررتان لكن غير المنتظمتين، واللتان تزيدان من حدة الجفاف في إندونيسيا (أول منتج لزيت النخيل في العالم) وفي الأرجنتين (من أبرز الدول المصدّرة للذرة)، وتؤثران على الرياح الموسمية في الهند، الأساسية في الدولة الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وتفاقمان الأعاصير.
قمح وحليب أقلّ
يؤكد المدير العلمي لقسم البيئة في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية (Inrae) تييري كاكيه الذي يعمل على تكييف الزراعة مع التغيّر المناخي، أن «إذا كان هناك نقص في المياه في وقت الإنبات - أو نمو النبات - أو قبل الإزهار مباشرة، فسيكون لذلك تأثير كبير على إنتاج الحبوب».
ويضيف أن «ارتفاع درجة الحرارة، مع أو بدون مياه، سيعزز ظاهرة توقف امتلاء الحبوب».
ويوضح أن من الناحية التخطيطية، سيكون للمياه تأثير على كمية السنابل وتاليا حجم المحصول، ولدرجة الحرارة تأثير على جودتها ومعدل امتلاء الحبوب.
ويؤدي نقص المياه أيضاً إلى نقص الأعلاف. فقد تخلى المزارعون الكاتالونيون عن زراعتها في أبريل الماضي في وقت كانت تعاني فيه إسبانيا من جفاف تاريخي.
يؤدي جفاف نقاط تدفّق المياه ونقص العشب بشكل منتظم إلى القضاء على القطعان في منطقة الساحل والقرن الإفريقي. وحتى في المناطق التي تتمتع بطقس معتدل، مثل تونس وفرنسا، ينخفض إنتاج سلالات الألبان بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
ويشرح كاكيه أن «الحيوانات المجترّة، التي تسخن أمعاؤها أثناء التخمير، حساسة بشكل خاص»، مشيرًا إلى أن «ذروة الحرارة البالغة 40 درجة مئوية يمكن أن تقتل بقرة».
«سوء التكيف»
يتمّ توفير 60% من الأغذية في العالم من خلال الزراعة البعلية، فيما يتمّ تأمين الباقي من الزراعة المروية.
مع ظاهرة الاحترار المناخي، يزداد الطلب على الريّ: تحتاج المحاصيل إلى مزيد من المياه لأنها تفقد أكثر من خلال التبخر.
ويقدر فقدان المحصول الزراعي بسبب الجفاف بنسبة 25% بين عامي 1961 و2006، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (فبراير 2022).
وبحلول الفترة الممتدة من 2071 إلى 2100، إذا ارتفعت حرارة الكوكب بمقدار 1,5 إلى 2 درجة مئوية، فإن هذه الخسارة المرتبطة بالجفاف ستزيد بنسبة 9 إلى 12% للقمح وأكثر من 18% للأرز، مقارنة بفترة 1961-2016.
الحلول موجودة وهي وقف الزحف العمراني والإدارة المحسّنة والمستدامة للغابات والحفاظ على النظم البيئية ذات القدرة العالية على تخزين الكربون مثل الأراضي الخثية وتطوير الزراعة الإيكولوجية.
لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تحذر أيضًا من «سوء التكيف»، مؤكدة على سبيل المثال أن «الإفراط في استخراج» المياه بغرض تخزينها لري المناطق القاحلة، يمكن أن «يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية»، الأمر الذي ستكون له آثار ضارة على المدى المتوسط.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
مصر تمنع صحفيات سودانيات من حضور برنامج دولي عن التغير المناخي
أشار نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس إلى أن تغييرات كبيرة طرأت على إجراءات منح التأشيرات للسودانيين المتوجهين إلى مصر منذ اندلاع الحرب في السودان
بورتسودان: كمبالا – التغيير
رفضت السفارة المصرية في بورتسودان منح تأشيرات دخول الى أراضيها، لأربع صحفيات سودانيات للمشاركة في الاجتماع الافتتاحي لمؤسسة “تاز بانتر” المنعقد في القاهرة لمدة ثلاثة أيام.
وفي الوقت الذي حصلت فيه صحفيات من 15 دولة عربية على التأشيرات ضمن برنامج دولي مدته عامان حول التغير المناخي للصحفيات العربيات، والممول بالكامل من مؤسسة “تاز” ووزارة الخارجية الألمانية، واجهت الصحفيات السودانيات صعوبات بسبب تعنت السلطات المصرية، مما أثار استياء المشاركات والجهة الممولة.
وفي تعقيبه على الحادثة، أشار نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس إلى أن تغييرات كبيرة طرأت على إجراءات منح التأشيرات للسودانيين منذ اندلاع الحرب في السودان.
وقال لـ”التغيير”: “أصبح الحصول على التأشيرة أمراً معقداً، بغض النظر عن مهنة المتقدم أو الغرض من الزيارة”.
من جهتها، انتقدت الصحفية السودانية هبة عبد العظيم، إحدى المشاركات في البرنامج، تعنت السلطات المصرية، وقالت لـ”التغيير”: “إذا كانت مصر قد وافقت على استضافة برنامج عالمي بمشاركين من دول مختلفة، كان عليها أن تخطر الجهة الممولة مسبقاً بوجود عوائق تتعلق بجنسيات معينة”.
وأوضحت أن القاهرة واصلت تعنتها بشكل غير مبرر، رغم محاولات مكثفة استمرت لأكثر من شهر ونصف الشهر من الجهة الممولة لتسهيل الإجراءات.
يُذكر أن برنامج التغير المناخي، الذي يستهدف تعزيز قدرات الصحفيات العربيات في تغطية القضايا البيئية، سيستكمل فعالياته في دول أخرى خارج مصر.
الوسومالتأشيرة إلى القاهرة الصحافيات السودانيات مصر