ميدل إيست آي: منذ الستينيات وحتى الآن.. لماذا تصر هوليوود على تأييد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
رغم ما يظهر من تنوع في هوليوود وعدم خشية نجومها من تسليط الضوء على كافة القضايا العالمية والأمريكية، بما فيها القضايا السياسية، سواء عبر أدوارهم في الأفلام أو تصريحاتهم للإعلام أو بمواقع التواصل، إلا أن جانبا واحدا ظهر بلا تنوع أو تغيير، وهو علاقة هوليود الدائمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتأييدها لممارساتها.
الناقد السينمائي والمبرمج المصري جوزيف فهيم يرصد هذه الإشكالية، في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، حيث يقول إن العلاقات بين هوليوود ودولة الاحتلال باتت تحت المجهر حاليا، وسط التداعيات الثقافية للحرب المستمرة في غزة.
سوزان ساراندون و ميليسا باريراوالشهر الماضي، تم استبعاد أيقونة هوليوود سوزان ساراندون من قبل وكالة المواهب المتحدة (UTA) بسبب تعليقات أدلت بها في تجمع مناهض للحرب على غزة.
وفي اليوم نفسه، قامت مجموعة Spyglass Media Group بالمثل بطرد الممثلة ميليسا باريرا من سلسلة Scream الطويلة الأمد بسبب انتقادها لتصرفات إسرائيل في غزة.
اقرأ أيضاً
معاداة السامية VS الإسلاموفوبيا.. حرب غزة تعمق الانقسام في هوليوود
وسبقت عمليات الفصل خروج وكيل وكالة الفنانين المبدعين (CAA) مها دخيل من الشركة.
وفقًا لمقالة نشرتها مجلة Variety بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أسقطت CAA أيضًا سايرا راو وريجينا جاكسون، اللتين شاركتا في تأليف كتاب 2022 "النساء البيض: كل ما تعرفه بالفعل عن عنصريتك وكيفية القيام بعمل أفضل" بسبب تعليقاتهن الداعمة للفلسطينيين.
وكان جميع الفنانين المعاقبين قد وصفوا الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعية"، وهي الكلمة التي أشارت مجلة فارايتي إلى أنها كانت من المحرمات منذ فترة طويلة في هوليوود.
والسبب وراء ذلك ذو شقين: ربط الانتقاد الشديد لإسرائيل بمعاداة السامية، والإيحاء بأن استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" هو استيلاء على صدمات يهودية سابقة.
ولم يشر أي من التصريحات التي تبرر استبعاد مواهب هوليوود إلى أكثر من 17 ألف فلسطيني و8 آلاف طفل قتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية حتى الآن، أو إلى حركة الصوت اليهودي الأمريكي من أجل السلام التي أشارت في الواقع إلى غزة باعتبارها "إبادة جماعية"، يقول الكاتب.
إدانة المتقاعسين عن دعم إسرائيلكما تم إدانة مؤسسات هوليوود لعدم دعمها لإسرائيل بقوة كافية، كما فعل الكاتب ديفيد شور، والذي وبخ جمعية WGA لترددها في دعم إسرائيل علنًا، كما يقول.
ولم تدل جمعية WGA أيضًا بأي تصريحات بشأن عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومع ذلك لم يقم أي صوت في هوليوود بتوبيخها على صمتها.
ويتساءل الكاتب: "إذا كان بوسع حفنة من منتقدي إسرائيل الصاخبين في هوليوود الاعتراف بأخطاء قتل المدنيين على يد حماس، فلماذا لا تستطيع موهبة واحدة مؤيدة لإسرائيل في تينسلتاون أن تعترف أيضًا بجرائم القتل المتفشية التي ارتكبتها الدولة الصهيونية ليس فقط منذ 7 أكتوبر ولكن على مدار الـ 75 عامًا الماضية؟".
ويردف: "هل الدم الإسرائيلي أغلى وأثمن من الدم الفلسطيني؟ أم أن حياة الفلسطينيين يمكن التخلص منها لدرجة أنها لا تستحق ذكرًا واحدًا؟".
اقرأ أيضاً
وجهها فنانون إنجليزيون.. انتقادات حادة لمؤسسات ثقافية غربية بسبب فلسطين
هوليوود والصهاينةويقول الكاتب إن العلاقات القوية بين هوليوود وإسرائيل متجذرة في تاريخ طويل، على الأقل جزئيًا، هندسته الحكومة الإسرائيلية والجماعات الصهيونية الأمريكية.
وكما يرى كثيرون، رأت إسرائيل في هوليوود وسيلة مثالية للمساعدة في حشد الدعم العالمي لدولتها الناشئة.
أفلام لتلميع إسرائيلكانت ملحمة أوتو بريمنجر الشهيرة "الخروج" عام 1960 استثناءً لقاعدة ابتعاد صناع هوليوود عن إنتاج دراما سينمائية لتلميع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
فقد كان الفيلم إنتاجا فخما عن ولادة إسرائيل ضرب على وتر حساس لدى الجماهير الأمريكية بفضل سرد عاطفي يظهر أشخاصًا بيضًا طيبين في خضم معركة جيدة للحفاظ على بلدهم.
كان الفيلم معاديًا للعرب بلا خجل، حيث صرح ليون يوريس، مؤلف الرواية التي كانت مصدرا للفيلم، بأنه إذا لم يكن يكتب كتبًا عن إسرائيل، فإنه كان "يفضل أن يطلق النار على العرب هناك".
وقبل ذلك الفيلم، كان هناك فيلم هوليوود الرئيسي الآخر عن إسرائيل هو فيلم The Juggler (1953) الأقل شهرة لإدوارد دميتريك، والذي تم تصويره في قرية فلسطينية حقيقية بعد تهجير أهلها منها.
اقرأ أيضاً
فنانة كندية تتخلى عن جنسيتها الإسرائيلية: تل أبيب لم تسع للسلام
وكان الفشل التجاري والنقدي لفيلم "Cast A Giant Shadow" عام 1966، وهو فيلم درامي مرصع بالنجوم في زمن الحرب وكان من بطولة كيرك دوجلاس، وجون واين، وفرانك سيناترا حول عقيد أميريكي يعد إسرائيل لمحاربة العرب - سبباً في إضعاف آمال تل أبيب في المزيد من القصص الترويجية.
وتم إنتاج عدد من الأعمال الدعائية الإسرائيلية في هوليوود على مر السنين، مثل فيلم "جوديث" لدانيال مان وبطولة صوفيا لورين؛ وفيلم "الأحد الأسود" لـ جون فرانكنهايمر (1977) ؛ والأفلام التلفزيونية "غارة على عنتيبي" (1976) و"امرأة تدعى جولدا" بطولة إنجريد بيرجمان في دور رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة.
ثم هناك بالطبع ممثلو أفلام الدرجة الثانية في الثمانينيات للمنتجين الإسرائيليين مناحيم جولان ويورام جلوبس، الذين حققوا حياة مهنية صاخبة من خلال السخرية من العرب وتشويه سمعتهم وتجريدهم من إنسانيتهم في أكثر من اثني عشر فيلمًا، وأكثرها إثارة للاشمئزاز هو The Delta Force (1986) بطولة تشاك نوريس ولي مارفن.
علاقة حب بين هوليوود وإسرائيلويقول الكاتب إن العدد المذهل لنجوم هوليوود الذين دعموا إسرائيل على مر السنين هو الذي ينقل علاقة الحب بين هوليوود وإسرائيل.
فمن كيرك دوجلاس وسامي ديفيس جونيور إلى إليزابيث تايلور وفرانك سيناترا، احتضنت هوليوود الدولة الصهيونية ودعمتها وروجت لها بالكامل، وهي معاملة لم يحظ بها أي بلد آخر في تينسلتاون.
تراجع النفوذلكن اعتداءات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أواخر السبعينيات، إلى جانب غزوها للبنان في العقد التالي، تسبب في خسارة تل أبيب بعضا من نفوذها في هوليوود.
لقد أصيبت الأجيال اليهودية الشابة بخيبة أمل تجاه إسرائيل عندما أصبحت أفعالها في فلسطين عنيفة بلا هوادة، في حين حافظت هوليوود كمؤسسة على مسافة بعيدة عن القصص الإسرائيلية، على الرغم من أن تحالفها مع الدولة الصهيونية ظل على حاله.
اقرأ أيضاً
سوزان تفضح هوليوود.. تعاقب داعمي غزة وتحابي مؤيدي الاحتلال
واقع جديدومع ذلك، يرى الكاتب أنه في عام 2023، لن يبقى أي من هذه العوامل قائماً، فهناك عدد متزايد من اليهود الليبراليين في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم لم يعد لديهم أي ارتباط بالصهيونية.
ووقع معظم أعداء إسرائيل العرب السابقين اتفاقيات سلام مع إسرائيل، بما في ذلك مصر والأردن.
وفي الوقت نفسه، فإن استخدام الدولة الإسرائيلية للمحرقة كأداة لقمع وقتل وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية في تقرير المصير أثبت مراراً وتكراراً أنه ليس أكثر من مجرد تكتيك يحط من تراثها في نهاية المطاف.
ويضيف: من المحير للعقل أن أي فنان يتمتع بقدر ضئيل من الضمير أو المعرفة أو الذكاء في هذا اليوم وهذا العصر لا يزال بإمكانه أن يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
ويعتبر الكاتب أن كبار قيادات هوليوود لا تزال تمارس نظرية "جورج بوش الابن" وهي: "أنت إما معنا أو علينا"، ويقول إنه ليس خطاباً عتيقاً ورجعياً فحسب، بل إنه فاشية بكل معنى الكلمة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: لم تعد هوليوود تمثل الرأي العام العالمي. فهي، مثل إسرائيل، كيان معزول يخدم مصالحه الذاتية ويزدهر على الإمبريالية.
المصدر | جوزيف فهيم / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: هوليوود الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل في هوليوود القضية الفلسطينية معاداة السامية بین هولیوود فی هولیوود إسرائیل فی اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يُدمّر جنود الاحتلال المساجد في غزة ولبنان؟
يمانيون – متابعات
لم يكن متوقعًا من العدو “الإسرائيلي” احترام دور العبادة والصلاة في المناطق التي قصفها في لبنان وغزة؛ وهو الذي يدّعي أنه “شعب الله المختار”، فقد نالت العديد من المساجد النصيب الأكبر من الاستهداف حيث دمّر جيش الاحتلال خلال أكثر من عام ما نسبته 79 بالمئة منها في قطاع غزة.
هذه النسبة كشفت عنها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، وأوضح البيان أنّ: “الاحتلال “الإسرائيلي” دمّر 814 مسجدًا من أصل 1245، بينما تضرر نحو 148 مسجدّا”، لافتًا إلى أن “تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الوزارة بلغت نحو 350 مليون دولار”. وحتى المساجد التي نجت من التدمير تعمد الجنود تدنيسها، ففي مقطع مصور نُشر 13 حزيران/ يونيو الماضي، ظهر جنود “إسرائيليون” وهم يحولون مسجد معبر رفح إلى مطعم وملهى.
أما في لبنان؛ ففي الثلاثين من الشهر المنصرم (تشرين الأول)، نشر صحافيون صهاينة مقاطع مصوّرة، تُظهر تفجير مسجدين في جنوب لبنان، أحدهما في بلدة أم التوت، فيما لم يحددوا موقع الثاني. وفي قضاء صور، قصفت “إسرائيل” مسجد بلدة بيوت السياد، فيما أظهرت مقاطع نشرها جنود الاحتلال في 25 من الشهر المنصرم، تفجير مسجد “الرسول الأكرم” (ص) في بلدة الضهيرة. ومع تصاعد أعمدة الدخان، قال الجنود “إن تفجير المسجد أمر متكامل ونظيف”، وغنوا بسخرية: “سنزيل حكم الحقراء، أهل الخير يفرحون، والصديقون يبتهجون، وأنصار الرب يرقصون فرحًا”.
تعمّد وتسويغ
وبالرغم من تعمّد جنود الاحتلال نشر توثيقاتهم لاستهداف مساجد غزة ولبنان، يسوّغ الجيش “الإسرائيلي” هذا التدمير بحجة “استخدامها نقطةً لانطلاق وتجهيز لهجمات ضده”، دون أن يقدم أي دليل على ذلك.
هذا في حين تطالب المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول باتفاقيات جنيف لعام 1977، بضرورة حماية الأعيان المدنية، بما فيها دور العبادة، من الهجمات العسكرية، وحظر استهدافها أو تدميرها أو الاستيلاء عليها من دون مسوّغ عسكري.
تأييد صهيوني واسع
الهجمة الإرهابية المتعمدة على المساجد، تؤيدها الغالبية العظمى من المستوطنين الصهاينة الذين ذهبوا إلى ادعاء أنها تأتي ضمن استهداف “الإرهاب والإرهابيين وسيرتهم”، وهي أيضًا استجابة “لتعاليم يهودية ووصايا إلهية”، بحسب زعمهم.
في هذا السياق، احتفى المتخصص في الاستشارات الاستراتيجية إيغال مالكا، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، عبر منشور على منصة “إكس”، بنسف الجيش “الإسرائيلي”، في اليوم نفسه لمسجد الفاروق في خان يونس. وضمّن منشوره، نص الآية 12 من سفر الخروج في الكتاب المقدس: “إياك أن تعقد معاهدة مع سكان الأرض التي أنت ماضٍ إليها؛ لئلا يكونوا شركا لكم. بل اهدموا مذابحهم، واكسروا أصنامهم، واقطعوا أشجارهم المقدسة”. وقال مالكا: “نسعى جاهدين، عبر قواتنا الجوية، لتنفيذ الوصية الإلهية في خان يونس”، ليختتم ساخرًا: “إمام مسجد الفاروق، لن يتصل بأحد بعد الآن”، في إشارة إلى نسف الجيش للمسجد.
كذلك عبّر المؤرخ العسكري أور فيالكوف عن ترحيبه بقصف جيش الاحتلال، في 8 أيلول/سبتمبر الماضي، مسجد “الشهيد سعيد صيام”، في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة. وفي اليوم التالي، زعم فيالكوف معلقًا على قصف المسجد، عبر منشور على منصة “إكس”، أن: “سعيد صيام كان الزعيم الأكثر تطرفًا في حماس، وكان مسؤولًا عن الآليات الأمنية للحركة”، مشيرًا إلى أن “تصفيته” حدثت خلال عملية الرصاص المصبوب في العام 2008.
أربعة دوافع
عمّا وراء هذه الحملة، كشفت وسائل إعلام عالمية وحاخامات وخبراء “إسرائيليون” وفلسطينيون، أن استهداف جيش الاحتلال “الإسرائيلي” المساجد، خاصة الأثرية، يرجع إلى أربعة دوافع:
1. انتقام “إسرائيل” من مساجد غزة، لأنها كانت نقطة تجمع وانطلاق أساسية للمشاركين في معركة طوفان الأقصى، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
2. محاولة “إسرائيل” فصل أهالي قطاع غزة ولبنان عن ماضيهم وهويتهم الدينية، وسعيها إلى محو أي أثر مادي أو معنوي يدل عليها، لا سيما المساجد.
3. كشف الحاخام إليشا ولفنسون عن الدافع الثالث، بقوله: ”بعد سقوط غزة سيأتي دور مسجد قبة الصخرة، سنهدم هذه الأماكن ونبني هيكل سليمان”، بحسب مقطع نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في 25 شباط/فبراير الماضي.
4. التغطية على سرقة جنود الاحتلال قطعًا أثرية تنتمي إلى عصور مختلفة، بحسب خبراء أثريين.
—————————————–
موقع العهد الإخباري