إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

الوضع "مروع" والمناطق الآمنة "سراب"، بهذه الكلمات دقت جمعيات الإغاثة الخيرية ناقوس الخطر بشأن التطورات في غزة بعد أكثر من شهرين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، محذرة من المجاعة وتفشي الأمراض.

ورسمت المنظمات الدولية في مؤتمر عبر الفيديو مع الصحافيين هذا الأسبوع صورة قاتمة لما أسمته "منظمة رعاية الأطفال" ("سيف ذا تشيلدرن") بـ "الفظائع" التي تتكشف في قطاع غزة.

وقالت بشرى الخالدي من منظمة أوكسفام، ومقرها المملكة المتحدة، إن "الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع (...) مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني".

المناطق الآمنة "سراب"

وأضافت "المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب". وكانت حماس قد شنت هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية على أراض إسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر أوقع 1200 قتيل معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في قطاع غزة.

وفي قطاع غزة الصغير والمحاصر، قتل أكثر من 17400 شخص، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعلن في وقت متأخر الخميس أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل.

وحذرت ألكسندرا ساييه من "سيف ذا تشيلدرن" من أن "أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".

وأضافت "تخبرنا فرقنا عن ديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير"، أو يصطفون بالمئات لاستخدام "مرحاض واحد" أو يجوبون الشوارع بحثا عن الطعام.  

أتاحت هدنة موقتة استمرت سبعة أيام بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر والأول من كانون الأول/ديسمبر، تبادل رهائن تحتجزهم حماس بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول عدد إضافي من شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.

ولكن بعد استئناف العملية العسكرية، نشر الجيش الإسرائيلي خارطة قال إنها ستساعد سكان غزة على "الإخلاء من مناطق محددة لسلامتهم".

وفرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بحثا عن الأمان في الجنوب منه، ولكنهم تعرضوا للقصف هناك.

وبحسب شاينا لو من المجلس النرويجي للاجئين "ببساطة لا توجد مساحات آمنة في غزة، وقد رأينا هذا منذ التوجيه (الإسرائيلي)... الذي يدعو الناس إلى الفرار من شمال غزة إلى الجنوب".

وأكدت أن "التوجيهات الإسرائيلية التي تُجبر الفلسطينيين (على التواجد) في المناطق المكتظة في جنوب غزة، دون أي ضمانات للسلامة أو العودة، تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي".

وروت ساندرين سيمون من جمعية أطباء العالم الخيرية كيف أصيب زميل لها في مدينة خان يونس بجنوب القطاع "عندما هاجمت دبابة مدرسة كان قد لجأ إليها".

وأضافت "استغرق الأمر ساعات للوصول إلى المستشفى"، حيث كان فريق التمريض "المرهق" يحاول يائسا رعاية مئات المرضى الممددين على الأرض.

وحذرت "مستشفيات غزة تصبح مشارح. هذا غير مقبول". وروت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود إيزابيل ديفورني قصة مماثلة.

وقالت "نعمل في مستشفى الأقصى، ونستقبل ما معدله 150 إلى 200 جريح حرب يوميا(..) منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر".

وأضافت أنه في أحد أيام هذا الأسبوع "استقبلوا عدداً من القتلى يفوق عدد الجرحى. المستشفى مكتظ والمشرحة مكتظة، والوقود والإمدادات الطبية بلغت مستوى منخفضا للغاية".

 وأشارت إلى أن الوضع مأساوي أيضا في مستشفى ناصر في خان يونس حيث أن "20 بالمئة من المرضى الذين يصلون إليه... توفوا بالفعل". وتشكل النساء والأطفال ما دون الثامنة عشرة غالبية القتلى في غزة.

وتحدثت ديفورني عن "مذبحة عشوائية". وأضافت "لقد أظهرت إسرائيل تجاهلا تاما لحماية المنشآت الطبية في غزة".

وكررت وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيراتها بشأن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة، وانهيار النظام العام ما لم يتم وقف إطلاق النار.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن خطر "المجاعة" مرتفع. بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه "بالنظر إلى الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف" في غزة.

وحذر من أمراض عدة بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والطفح الجلدي وجدري الماء، التي ظهرت بسبب الاكتظاظ ونقص الغذاء والماء والنظافة الأساسية والأدوية.

وبحسب كيارا ساكاردي من منظمة العمل ضد الجوع، فإن "الوضع يقوض كرامة الناس لأنهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو تنظيف أطفالهم"، داعية إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات عاجلة.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس فلسطين الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المناطق الآمنة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مصر لديها أفضل تجارب العالم في تطوير المناطق غير الآمنة

قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إن اختيار القاهرة لاستضافة المنتدى الحضري العالمي جاء بعد مشروعات الإسكان الاجتماعي المختلفة وتطوير المناطق العشوائية والمناطق الغير آمنة، مؤكدا على أن مصر لديها واحدة من أفضل تجارب العالم في تطويروتنمية المناطق الغير آمنة على مستوى العالم، مرورا بالنقل الحضري والمستدام والبنية الأساسية والمدن الجديدة والخضراء.  

وأضاف رئيس مجلس الوزراء خلال مؤتمر صحفي يعقده الآن على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي بنسخته الـ12 والتي تعقد بمدينة القاهرة أنه من الطبيعي لأي تجربة أن تشمل نجاحات وتحديات ودروس من الممكن الاستفادة منها، مؤكدا على أن القاهرة مدينة حضرية وتضم العديد من التراث العالمي.

وتابع مدبولي أن الدولة المصرية تأمل أن يستمتع كافة المشاركين بمشاركتهم بالمنتدى، مشيرا إلى أن مصر لديها تجربة رائدة وهو مشروع حياة كريمة الذي يستهدف المناطق الريفية والذي تعود منافعه على حوالي 60 مليون مصري.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: لا مناطق آمنة في غزة والكارثة تزداد سوءًا
  • مدبولي: مصر صاحبة أفضل تجربة في تطوير وتنمية المناطق غير الآمنة عالميا
  • مدبولي: مصر لديها أحد أهم التجارب العالمية وأفضل تجربة في تطوير وتنمية المناطق غير الآمنة
  • مدبولي: مصر لديها أفضل تجارب العالم في تطوير المناطق غير الآمنة
  • "اليونيسيف" تطالب بوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني بغزة
  • موت أكبر تمساح في العالم بأستراليا.. إليكم حجمه عمره
  • خطر المجاعة يهدد غزة من شمالها إلى جنوبها.. والأسواق خالية (شاهد)
  • منظمات أممية ودولية تُطالب بوقف العدوان الصهيوني على غزة
  • إسرائيل توسع عمالياتها في جباليا.. ومنظمات أممية تحذر من وضع مأساوي شمالي غزة
  • تضمن إغاثة السكان..برنامج الغذاء العالمي: لا بديل لأونروا في غزة