منظمات إغاثة تحذر من المجاعة وتفشي الأمراض في غزة وتصف المناطق الآمنة بـالسراب
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
الوضع "مروع" والمناطق الآمنة "سراب"، بهذه الكلمات دقت جمعيات الإغاثة الخيرية ناقوس الخطر بشأن التطورات في غزة بعد أكثر من شهرين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، محذرة من المجاعة وتفشي الأمراض.
ورسمت المنظمات الدولية في مؤتمر عبر الفيديو مع الصحافيين هذا الأسبوع صورة قاتمة لما أسمته "منظمة رعاية الأطفال" ("سيف ذا تشيلدرن") بـ "الفظائع" التي تتكشف في قطاع غزة.
وقالت بشرى الخالدي من منظمة أوكسفام، ومقرها المملكة المتحدة، إن "الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع (...) مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني".
المناطق الآمنة "سراب"وأضافت "المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب". وكانت حماس قد شنت هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية على أراض إسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر أوقع 1200 قتيل معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في قطاع غزة.
وفي قطاع غزة الصغير والمحاصر، قتل أكثر من 17400 شخص، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعلن في وقت متأخر الخميس أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل.
وحذرت ألكسندرا ساييه من "سيف ذا تشيلدرن" من أن "أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".
وأضافت "تخبرنا فرقنا عن ديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير"، أو يصطفون بالمئات لاستخدام "مرحاض واحد" أو يجوبون الشوارع بحثا عن الطعام.
أتاحت هدنة موقتة استمرت سبعة أيام بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر والأول من كانون الأول/ديسمبر، تبادل رهائن تحتجزهم حماس بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول عدد إضافي من شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.
ولكن بعد استئناف العملية العسكرية، نشر الجيش الإسرائيلي خارطة قال إنها ستساعد سكان غزة على "الإخلاء من مناطق محددة لسلامتهم".
وفرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بحثا عن الأمان في الجنوب منه، ولكنهم تعرضوا للقصف هناك.
وبحسب شاينا لو من المجلس النرويجي للاجئين "ببساطة لا توجد مساحات آمنة في غزة، وقد رأينا هذا منذ التوجيه (الإسرائيلي)... الذي يدعو الناس إلى الفرار من شمال غزة إلى الجنوب".
وأكدت أن "التوجيهات الإسرائيلية التي تُجبر الفلسطينيين (على التواجد) في المناطق المكتظة في جنوب غزة، دون أي ضمانات للسلامة أو العودة، تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي".
وروت ساندرين سيمون من جمعية أطباء العالم الخيرية كيف أصيب زميل لها في مدينة خان يونس بجنوب القطاع "عندما هاجمت دبابة مدرسة كان قد لجأ إليها".
وأضافت "استغرق الأمر ساعات للوصول إلى المستشفى"، حيث كان فريق التمريض "المرهق" يحاول يائسا رعاية مئات المرضى الممددين على الأرض.
وحذرت "مستشفيات غزة تصبح مشارح. هذا غير مقبول". وروت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود إيزابيل ديفورني قصة مماثلة.
وقالت "نعمل في مستشفى الأقصى، ونستقبل ما معدله 150 إلى 200 جريح حرب يوميا(..) منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر".
وأضافت أنه في أحد أيام هذا الأسبوع "استقبلوا عدداً من القتلى يفوق عدد الجرحى. المستشفى مكتظ والمشرحة مكتظة، والوقود والإمدادات الطبية بلغت مستوى منخفضا للغاية".
وأشارت إلى أن الوضع مأساوي أيضا في مستشفى ناصر في خان يونس حيث أن "20 بالمئة من المرضى الذين يصلون إليه... توفوا بالفعل". وتشكل النساء والأطفال ما دون الثامنة عشرة غالبية القتلى في غزة.
وتحدثت ديفورني عن "مذبحة عشوائية". وأضافت "لقد أظهرت إسرائيل تجاهلا تاما لحماية المنشآت الطبية في غزة".
وكررت وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيراتها بشأن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة، وانهيار النظام العام ما لم يتم وقف إطلاق النار.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن خطر "المجاعة" مرتفع. بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه "بالنظر إلى الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف" في غزة.
وحذر من أمراض عدة بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والطفح الجلدي وجدري الماء، التي ظهرت بسبب الاكتظاظ ونقص الغذاء والماء والنظافة الأساسية والأدوية.
وبحسب كيارا ساكاردي من منظمة العمل ضد الجوع، فإن "الوضع يقوض كرامة الناس لأنهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو تنظيف أطفالهم"، داعية إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات عاجلة.
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس فلسطين الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المناطق الآمنة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: السودان في قبضة المجاعة وأزمة ذات أبعاد مذهلة .. نصف سكان السودان يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي
دق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ناقوس الخطر خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في السودان، الذي لا يزال في "قبضة أزمة إنسانية ذات أبعاد مذهلة" فيما تدهور الأمن الغذائي إلى أسوأ مستوياته "في تاريخ البلاد".
استمع مجلس الأمن إلى إحاطتين صباح اليوم الاثنين من مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا إيديم ووسورنو، ونائبة المدير العام للفاو بيث بيكدول، وذلك عقب صدور أحدث تحليل من قبل الشراكة العالمية للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
وأشار التحليل إلى أن ظروف المجاعة واقعة الآن في خمس مناطق سودانية، بما في ذلك مخيمات زمزم والسلام وأبو شوك للنازحين داخليا، وفي جبال النوبة الغربية، وتوقع أن تتأثر خمسة مواقع إضافية – جميعها في شمال دارفور - بين الآن وأيار/مايو، مع وجود خطر المجاعة في 17 منطقة أخرى.
وقالت السيدة وورسورنو في كلمتها إن نتائج التقرير "صادمة، ولكنها للأسف ليست مفاجئة"، مضيفة: "مع تكثيف القتال وتقييد الوصول إلى بؤر الجوع الرئيسية، كان انتشار مزيد من المجاعة والجوع - للأسف - السيناريو الأكثر ترجيحا".
أزمة من صنع الإنسان
وشددت المسؤولة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على أن تأثير هذه الأزمة - "التي هي من صنع الإنسان" - لا يتساوى بين السكان، "حيث يفرض الجوع الشديد مخاطر غير متناسبة على النساء والفتيات، وعلى الصغار وكبار السن".
وقالت: "السودان هو المكان الوحيد في العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه حاليا. ينتشر الجوع والمجاعة بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم لمواصلة هذه الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين".
ما المطلوب من المجلس؟
دعت السيدة وورسورنو مجلس الأمن إلى المساعدة في الضغط على الأطراف للامتثال للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك من خلال الوفاء بالتزاماتها بتلبية احتياجات المدنيين وحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية. كما دعت أعضاء المجلس إلى استخدام نفوذهم لضمان فتح جميع الطرق أمام إمدادات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني.
وأشارت مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا إلى أن خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025 ستتطلب مبلغا قياسيا قدره 4.2 مليار دولار لدعم ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان، مضيفة أن هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لدعم خمسة ملايين شخص - معظمهم من اللاجئين - في سبع دول مجاورة. وقالت: "إن الحجم غير المسبوق للاحتياجات في السودان يتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي".
كما جددت دعوتها إلى وقف فوري للأعمال العدائية واتخاذ خطوات حقيقية وشاملة "نحو السلام الدائم الذي يحتاجه شعب السودان بشدة".
آلاف الوفيات قبل الإعلان
من جانبها، ذكّرت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو بيث بيكدول المجلس بأنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، تم تأكيد أربع مجاعات فقط: الصومال عام 2011؛ وجنوب السودان عامي 2017 و2020؛ والآن السودان في عام 2024. وقالت: "كما تعلمنا من هذه الأزمات الشديدة، فقد حدثت بالفعل عشرات الآلاف من الوفيات قبل أن تصنف على أنها مجاعة".
وقالت إن أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر أن نصف سكان السودان - أو ما يقرب من 25 مليون شخص - يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 15.9 مليون شخص عند مستوى الأزمة، و8.1 مليون عند مستوى الطوارئ، وأكثر من 637 ألف شخص عند المستوى الخامس - وهو أعلى مستوى ويعتبر كارثيا.
وأشارت السيدة بيكدول إلى أن الصراع والنزوح القسري يظلان المحركين الأساسيين لهذه الأزمة، والتي تفاقمت بسبب تقييد الوصول الإنساني، فضلا عن الاضطرابات الاقتصادية والعوامل البيئية.
وفيما يعتمد نحو ثلثي سكان السودان على الزراعة، أشارت إلى أن خسائر الإنتاج في المحاصيل الأولية، مثل الذرة الرفيعة والدخن والقمح، خلال العام الأول من الصراع "كانت لتطعم نحو 18 مليون شخص لمدة عام، ومثلت خسارة اقتصادية تتراوح بين 1.3 و1.7 مليار دولار أميركي".
كما أكدت أنه مع بدء موسم الحصاد الجديد قريبا، "فإن الجوع وسوء التغذية يتصاعدان في حين ينبغي أن يكون توافر الغذاء في أعلى مستوياته".
حل فعال ومستدام
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو: "يتعين علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المجاعة في السودان، ويلعب مجلس الأمن الدولي دورا حاسما، وهو ما أكده القرار 2417. خطر المجاعة وانتشارها (يثقل) ضميرنا الجماعي منذ آب/ أغسطس. والآن أصبح واقعا ليس فقط بموت الناس من الجوع، ولكن أيضا بانهيار الأنظمة الصحية وسبل العيش والهياكل الاجتماعية، مما يخلف عواقب لا رجعة فيها يمكن أن تستمر لأجيال".
وفي حين جددت السيدة بيكدول دعواتها إلى المجلس لاستخدام نفوذه السياسي لإنهاء الأعمال العدائية وتقديم الإغاثة لشعب السودان، فضلا عن توفير الوصول الإنساني الفوري وغير المعوق، سلطت الضوء على الحاجة إلى تقديم المساعدات الإنسانية متعددة القطاعات.
وقالت إنه في حين أن زيادة المساعدات الغذائية والمياه والنقد أمر حيوي، فإن هذا وحده لا يمكن أن يعالج النطاق الكامل لأزمة الجوع، مضيفة أن ضمان الإنتاج الغذائي المحلي من خلال الدعم الزراعي الطارئ أمر بالغ الأهمية لبناء القدرة على الصمود ومنع مزيد من الكوارث الإنسانية.
وقالت: "يجب إعطاء الأولوية للدعم الزراعي الطارئ في السودان. لا أحد يتأثر بالصراع - سواء في مخيم للنازحين داخليا أو مجتمعهم الأصلي - يريد الاعتماد على المساعدات الغذائية. إنهم يريدون إعالة أسرهم واستعادة كرامتهم. إن تأخير هذا الدعم يهدد بتعميق انعدام الأمن الغذائي".
وفي وقت تتقلص فيه الموارد للاستجابات الإنسانية التقليدية، أشارت إلى أن الدعم الزراعي هو وسيلة فعالة من حيث التكلفة ومستدامة لتلبية الاحتياجات الفورية ويساعد في إعادة البناء. وأكدت أن فشل المجتمع الدولي في "التحرك الآن، بشكل جماعي، وعلى نطاق واسع"، يزيد من خطر تعرض ملايين الأرواح للخطر، ويهدد استقرار العديد من الدول في المنطقة.