جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-08@03:05:15 GMT

عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

لقد عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا، وقد أصبحت سنن الكون تعبث فيها اليوم شرذمة تتحكم في شؤون النَّاس في عالم بات عجيبًا حكمه وقوله وأفعاله.

أكثر من مليار مُسلم يشكلون أكثر من ثلث من يُعمِّرون ويسكنون الأرض في سبات وفي هويةً سحيقة فرضتها عليهم أنظمة علمانية متصهينة، فجعلتهم تائهين في الأرض باحثين كالأنعام عن شهواتهم وملذاتهم الدنيوية، فأردناهم صرعى بين أتون حياة ما خلقهم الله فيها إلا لعبادته وعمارة أرضه واستخلافها بالخير والصلاح.

لقد عاد الإسلام غريبًا كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحاطًا بأعداء الله من كل صوب ليقضوا عليه ولكن بفضل إرادة الله وجهاد فئة قليلة تحقق النصر؛ فسطع نوره في السموات والأرض، واليوم يعود غريبًا ليس من قلة عدد وعُدة، وإنما من خيانة وضعف إيمان والبحث عن الملذات والسعي نحو العزة والمجد التي خلّفت من يركع تحت طغيان أعداء الله ورسوله، فباع البعض نفسه للشيطان لنرى هذا الخوان الذي جعل من بيننا من هم مُستعبدين.

لقد عاد الدين غريبًا وأطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين يقتلون بلا ذنب ولا هوادة، جرمهم الوحيد الدفاع عن دينهم ووطنهم وعزتهم وكرامتهم وإخوانهم قد أطبق عليهم الصمت خوفًا من فتك اليهود بهم فلا رادع يردعهم ولا أمة تقمعهم، ارتكبوا ابشع مجازر التاريخ والكل مكتوف الأيدي حتى من الصراخ في وجه الشيطان فقد باع المسلمون أنفسهم وأصبحوا قوما خواء وكثرةً كغثاء السيل لا فائدة منه.

عاد الإسلام غريبًا وقد تبدلت في بعض بقاع الأرض مسمياته بأسماء غريبة تدعو للتسامح والتشارك مع عقائد فاسدة لأنه دين يدعو إلى الوحشية والكراهية وهو الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين وهدى للمتقين وسعادة للإنسان في منهاج حياته واصطفاءً له من رب العالمين ليعيش في سلام ًوأمان واطمئنان مقرونا بمرضاة ربه وصلاح أمره فعادت حبائل الشيطان تملأ الأكوان بظلمها وفجورها وبغيها حتى تكالبت علينا الأمم.

اليوم محّص الله الحق من الباطل ففضح الجميع أمام الأشهاد في غرابة دينهم وسوء عملهم وقبح جريرتهم فما حصدته أيديهم اليوم من مساندة ودعم للظالم سيعود عليهم غدَا وبالًا وأضعافًا مضاعفة فالله غالب على أمره ولن ينسى أمر عباده المستضعفين فلا أحقر من خيانة الأخ لأخيه وأذل من باع دينه وخلقه وعزته وكرامته لمحتل ظالم غاشم.

عاد الإسلام غريبًا وسيشع نوره من جديد على أيدي عباده المتقين فإنما هي ظلمة ليل سيشرق فجرها غدًا بإذن الله وستنكشف الغمة التي سادت الأكوان وإن نصر الله قريب.

فدين الله غالب، وهو المنتصر لأنه دين الحق نزل من رب العالمين وسيعود منتصرًا بإذن الله يحكم بالخير بين أهل الأرض من عباده المتقين الصالحين.

اليوم نرفع أكف الضراعة والدعاء لله الواحد القهار أن ينصر إخواننا في فلسطين ويخزي عدوهم ويشتت شمله في البلاد كما شتت بظلامهم من قبل، فلا مستقبل للعدو سوى الدمار والشتات بإذن الله.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العليا للدعوة بالبحوث الإسلامية تواصل فعالياتها بعقد لقاء بأسيوط بعنوان: «الإسلام منهج حياة»

واصلت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في يومها الثاني بمحافظة أسيوط نشاطها الدعوي بالمساجد، حيث حاضر الدكتور حسن يحيى الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، والشيخ يوسف منسي ود. مصطفى الطحان، عضوا أمانة اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، وذلك بعد صلاة المغرب بمسجد "حراء" بحي الوالدية.

وأكد الدكتور حسن يحي الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، جاء الإسلام يحمل منهجًا متكاملًا للحياة، ووضع لها الإطار والمعالم التي تضبط مسارها، كما وضع منهجًا يرتكز على العقيدة السليمة والعبادات الخالصة والأخلاق الحسنة والأدب الذي يجمل الحياة، لافتًا إلى أن من الشباب من ينحرف فكره عن المنهج القويم نظرًا لكثرة الفتن وانغماسه في اللهو، وعلى الرغم من ذلك نراه في الصفوف الأولى بالمسجد في كل صلاة، وهذا التباين مؤشر خطير، وعلى الشباب أن يتمسك بمنهج الإسلام كليًا، وليعلم أن الإسلام لم يترك شيئًا إلا ورصده وقومه، فأي خلل في التدين وضع الدين له الحل الدواء.

وأضاف "يحيى" أن حياة الشباب في الإسلام لها ضوابط ومكونات، وأول مكون يطهر العبد من الشهوات والانحراف عن الطريق، هي حفظ الله، ووضع الله نصب أعيننا أينما كنا، ثم تتوالى بعد ذلك العبادات الزمانية والمكانية والمالية، وغيرها من العبادات التي تعد علاجا شافيا للأمراض القلبية والمطهرة للنفوس.

ولفت "يحي" أن من المكونات أيضًا شريعة تقيم العدل، شريطة ألا نتلمس العدل في غير منهج الإسلام، بأن نطلبه من العادات وأفعال الآباء والأجداد، ومن المكونات أيضا "الأدب" الذي يزين ويجمل الحياة، ثم تقويم السلوك بأسلوب حسن كما جاء في رد النبي صلى الله عليه وسلم على ممن طلب إذنه في الزنا، فجاء رد الرسول جميلًا حتى اطمأن الرجل.

تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامية»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد أسيوط، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر

مقالات مشابهة

  • أمة الإسلام: وحدة وتفرد في العبادة والعقيدة وميراث الإيمان
  • علي جمعة: سيدنا محمد دعا بنفسه إلى عالمية الإسلام
  • مفتي الجمهورية: التشييد والبناء وعمارة الأرض أحد أشكال العبادة
  • العليا للدعوة بالبحوث الإسلامية تواصل فعالياتها بعقد لقاء بأسيوط بعنوان: «الإسلام منهج حياة»
  • المفتي يُلقي محاضرةً حول "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بمعهد أذربيجان
  • مفتي الجمهورية يُلقي محاضرةً حول "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بأذربيجان
  • أمين اللجنة العلية بمجمع البحوث: الإسلام يحمل منهجا متكاملا للحياة
  • في ملتقاه الأسبوعي قضايا معاصرة.. الجامع الأزهر يناقش التكافل الاجتماعي في الإسلام
  • عالم أزهري يشرح سبب تسمية الكعبة وأهميتها في الإسلام: قبلة المسلمين
  • الإسلام الحركي