جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-27@17:56:29 GMT

عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

لقد عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا، وقد أصبحت سنن الكون تعبث فيها اليوم شرذمة تتحكم في شؤون النَّاس في عالم بات عجيبًا حكمه وقوله وأفعاله.

أكثر من مليار مُسلم يشكلون أكثر من ثلث من يُعمِّرون ويسكنون الأرض في سبات وفي هويةً سحيقة فرضتها عليهم أنظمة علمانية متصهينة، فجعلتهم تائهين في الأرض باحثين كالأنعام عن شهواتهم وملذاتهم الدنيوية، فأردناهم صرعى بين أتون حياة ما خلقهم الله فيها إلا لعبادته وعمارة أرضه واستخلافها بالخير والصلاح.

لقد عاد الإسلام غريبًا كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحاطًا بأعداء الله من كل صوب ليقضوا عليه ولكن بفضل إرادة الله وجهاد فئة قليلة تحقق النصر؛ فسطع نوره في السموات والأرض، واليوم يعود غريبًا ليس من قلة عدد وعُدة، وإنما من خيانة وضعف إيمان والبحث عن الملذات والسعي نحو العزة والمجد التي خلّفت من يركع تحت طغيان أعداء الله ورسوله، فباع البعض نفسه للشيطان لنرى هذا الخوان الذي جعل من بيننا من هم مُستعبدين.

لقد عاد الدين غريبًا وأطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين يقتلون بلا ذنب ولا هوادة، جرمهم الوحيد الدفاع عن دينهم ووطنهم وعزتهم وكرامتهم وإخوانهم قد أطبق عليهم الصمت خوفًا من فتك اليهود بهم فلا رادع يردعهم ولا أمة تقمعهم، ارتكبوا ابشع مجازر التاريخ والكل مكتوف الأيدي حتى من الصراخ في وجه الشيطان فقد باع المسلمون أنفسهم وأصبحوا قوما خواء وكثرةً كغثاء السيل لا فائدة منه.

عاد الإسلام غريبًا وقد تبدلت في بعض بقاع الأرض مسمياته بأسماء غريبة تدعو للتسامح والتشارك مع عقائد فاسدة لأنه دين يدعو إلى الوحشية والكراهية وهو الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين وهدى للمتقين وسعادة للإنسان في منهاج حياته واصطفاءً له من رب العالمين ليعيش في سلام ًوأمان واطمئنان مقرونا بمرضاة ربه وصلاح أمره فعادت حبائل الشيطان تملأ الأكوان بظلمها وفجورها وبغيها حتى تكالبت علينا الأمم.

اليوم محّص الله الحق من الباطل ففضح الجميع أمام الأشهاد في غرابة دينهم وسوء عملهم وقبح جريرتهم فما حصدته أيديهم اليوم من مساندة ودعم للظالم سيعود عليهم غدَا وبالًا وأضعافًا مضاعفة فالله غالب على أمره ولن ينسى أمر عباده المستضعفين فلا أحقر من خيانة الأخ لأخيه وأذل من باع دينه وخلقه وعزته وكرامته لمحتل ظالم غاشم.

عاد الإسلام غريبًا وسيشع نوره من جديد على أيدي عباده المتقين فإنما هي ظلمة ليل سيشرق فجرها غدًا بإذن الله وستنكشف الغمة التي سادت الأكوان وإن نصر الله قريب.

فدين الله غالب، وهو المنتصر لأنه دين الحق نزل من رب العالمين وسيعود منتصرًا بإذن الله يحكم بالخير بين أهل الأرض من عباده المتقين الصالحين.

اليوم نرفع أكف الضراعة والدعاء لله الواحد القهار أن ينصر إخواننا في فلسطين ويخزي عدوهم ويشتت شمله في البلاد كما شتت بظلامهم من قبل، فلا مستقبل للعدو سوى الدمار والشتات بإذن الله.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!

وأضاف وكيل الأزهر خلاف حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!.

حكم إخراج الزكاة لشراء أدوية وملابس للمرضى والفقراء.. الإفتاء تجيبحكم خروج المرأة إلى المسجد مُتعطرة .. دار الإفتاء تجيب

وتابع أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!.

وأردف الدكتور الضويني أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.

وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.

وبيّن فضيلته أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها ، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
  • 103 سنة على ميلاد العالم والمفكر الراحل مصطفى محمود.. تعرف على أهم مؤلفاته
  • بعد أشهر من الحرب مع حزب الله.. مستشفيات الشمال الإسرائيلي تخرج من تحت الأرض
  • وطني لن يموت
  • "آل الشيخ": حادث الدهس في ألمانيا أمر مقزز ولا ينم عن دين أو عقل
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة 52 بكلية طب البنات فرع القاهرة
  • الضويني: الأزهر يقف مع المرأة ويسعى في تمكينها بما يحفظها من التقاليد الراكدة
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة
  • حقوق الطفل في الإسلام.. الإفتاء توضح
  • النص الكامل لعظة راعي الأبرشية مار بطرس قسيس خلال قداس ليلة عيد الميلاد بحلب