جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-20@04:35:57 GMT

مقالات "عصر الجاهز"!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

مقالات 'عصر الجاهز'!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

 

"الحروب تدور في مجال السياسة، ومشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال" محمد حسنين هيكل.

********

في أحد الحوارات مع أحد الأحبة أكد لي أننا نعيش "عصر الجاهز"؛ إذ يقول: "الناس ما عندها وقت تقرأ وتريد أحدًا يقرأ لها، حتى في الأكل تجد أكثر المطاعم انتشارًا ونجاحًا وربحية هي مطاعم المأكولات السريعة، كل وأنت تمشي، وممكن جدًا وأنت تجري"!

وفي كتابة المقالات التي أصبح عدد قراءها يتناقص حينا بعد حين، حتى أنت الذي تقرأ هذه العبارة أتصور أنك قد لا تقرأ مقالات بعد مدة، قد تكتفي بتغريدة عابرة، وفيها ما لذ وطاب من الأخبار المختصرة جدًا.

نحن في وقت حتى اللغات فيه ذابت، تطبيقات الترجمة سيطرت على أسواق اللغات (هل هناك أسواق للغات؟)، وأصبح التنافس بينها محتدما، بالكاميرا ممكن تظبط أوضاعك الكلامية بأي مكان بالعالم، حتى لغات الهنود الحمر ممكن تجدها بتطبيقات الترجمة، لم يعد الآن هناك عذر لعدم معرفة اللغة، فقط حمل التطبيق الملائم لك وابتدأ بالتحدث عن طريق هذه التطبيقات، وإن لم تستسغ هذا الأمر، ولايهمك كاميرا التطبيق تكفيك عناء السؤال وتترجم لك ماتريد بذات اللحظة، فقط أشر بها على مكان الكتابة، وأهلًا وسهلًا، هل هناك دلالات أكثر من ذلك؟

على ذكر الترجمة أتذكر أن أحدهم كان مسافرًا لعاصمة النور قبل سنوات وأظن معرفته باللغة الفرنسية كمعرفتك بمكاني الآن، لا أطيل عليك هو كان يسير بأحد الجادات الباريسية وأمامه إعلان مشوق فيه دعاية على طريقة يمين يسار يمين يسار- حسب فهمه وفق الإشارات المشاهدة- وأثناء المشاهدة لليمين يسار يمين يسار، وكان يتحدث مع صديقه المرافق بصوت مسموع على اعتبار أن لا أحد سيفهم اللغة العربية الغريبة على أهل باريس، لكن أستوقفه أحد المارة بجانبه فنبهه عن الفهم الخطأ، وأفهمه بأن قصد الإعلان مختلف، وان العاصمة لا تخلو من بني يعرب.

نحن في زمن كثير من البديهيات تغيرت فيه، أعطيك مثالًا: في السابق كانت الحروب العربية بالسيوف والدروع والأسلحة البيضاء وركوب الخيل، ثم جاءت الدبابات والأسلحة الميكانيكية، وأصبح من يصنع السيارة ممكن جدًا أن يصنع مركبة مصفحة، وكثرت مشتريات العرب من السلاح حتى أصبحوا تقريبا هم الزبون رقم واحد عند شركات السلاح، وبعد ذلك توالت الهزائم العربية، وأصبحت هذه الأسلحة مناسبة جدا للإستعراضات العسكرية أو مقاتلة بعضنا بعضًا، أما إن في حروب الصهاينة فإننا مؤدبين وملتزمين بالقانون في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدرجة انه أصبحت ذروة جهادنا هي من يطلق تصريحات أكثر حدة من الآخر.

بالطبع الشعوب لاتملك سوى ماتستطيعه وأكثره وليس أقله المقاطعة لكل من تثبت صهيونيته، و بالطبع الشعوب ليست مسئولة عن فرق التقنيات الميكانيكية بين الدبابة الصهيونية أو العربية، ولا حتى الفرق بين  المرسيدس 600، والأودي السبورت، وإن كانت من بلاد الجرمان التي أصبحت صهيونبة وكأنها تتعذر عما فعله هتلر إبان العصر الغابر!

الأكيد أننا في وقت كل شئ فيه تغير، لا الأكل هو نفس الأكل، ولا حتى الرياضة، الآن بإمكانك شراء عجلة تلعب بها رياضتك المفضلة في غرفتك ببيتك العامر، وقد تضع أمامك شاشة تلفزيونية تشاهد خلالها مشاهد القتل المأساوية في غزة الجريحة، وأنت تجري واقفًا، حتى حركة مشي لن تحتاجها، فالجهار مشكورا جعلك تتحرك واقفا، وياسلام على العولمة!

عمومًا.. فلننتظر حرب التصريحات وتأثيرها على الصهاينة، وهل هُم فعلًا متأثرين بها، أم يتندرن عليها، الأكيد والتأكيد والمؤكد أن الحرب في مواجهة الرجال للرجال، والجيش للجيش، ومن لم يستطع فليقل خيرا أو ليصمت، فالوقت وقت سلاح ورجال ومال، والتصريحات في وقت السلم فقط، فهمت وإلا أفهمك زيادة: في وقت السلم فقط.

يقول نزار قباني:

يا تلاميذ غزة

علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالا

فلدينا الرجال صاروا عجينا

علمونا كيف الحجارة تغدو

بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا

كيف تغدو دراجة الطفل لغما

وشريط الحرير يغدو كمينا‍!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (١- ١٠)

عودة الرئيس الامريكى دونالد ترامب إلى البيت الابيض عقب فوزه بولاية ثانية فى الانتخابات الأمريكية، التى أجريت قبل أيام لتعلن معها تبعثر أوراق الإقتصاد العالمى فى أغلب الدول خاصة العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهى السياسات التى لم يكن معها أى تطور خطى ولم تحرز التقدم المنشود، خاصة فيما يتعلق بكيفية إدارة الاقتصادات الحديثة لمصلحة استقرار الاقتصاد، لذلك فإن مجرى الأحداث تحدده فى النهاية حالات الطوارئ، إذ تظهر المشكلات ثم تحل أو لا تحل، وفى كلتا الحالتين، تمهد الاستجابة للمشكلات الطريق لظهور مشكلة جديدة ومختلفة، لأن الإجراءات المتخذة فى الماضى القريب تركت الاقتصاد أكثر عرضة للخطر فى بعض النواحى. وهو ما سنستعرضه لاحقًا استنادًا على شعار ترامب «أمريكا أولًا»، وهو ما عكس توجهاته تجاه السياسة الاقتصادية الداخلية والخارجية، حيث يتبنى ترامب سياسات تقليص التدخلات الخارجية والتركيز على دعم الصناعات الوطنية، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الإقتصاد العالمى والعربى وأيضًا العلاقات التجارية الدولية والعربية، وقد تتجه الولايات المتحدة، تحت قيادته، إلى تعزيز سياسة الحماية التجارية مع تقليص دورها فى المنظمات الدولية، مما يهدد إستقرار النظام الاقتصادى العالمى الذى يعتمد على التعاون بين القوى الكبرى. لذلك فسوف نتناول التأثير الاقتصادى لصعود الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية على الدول العربية.
فعلى الجانب الفلسطينى فإن فوز ترامب يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تواصل اتباع سياسة تهميش القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ففى فترته الرئاسية الأولى، أوقف ترامب الدعم المالى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما قلص مساعدات أخرى كانت موجهة للسلطة الفلسطينية، وقد يتوقع الفلسطينيون المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية فى حال استمرار السياسات الأمريكية الحالية.
وعلى الجانب العراقى فإن فوز ترامب قد يؤثر على الاقتصاد العراقى بعدة نقاط، منها أسعار النفط، والعقوبات على إيران، والاستثمارات الأجنبية، لذا فإن تضييق الخناق الاقتصادى على إيران قد يكون مؤكدًا لأن العراق يعتبر إحدى بوابات إيران، وصول العملة الصعبة إليها قد يؤثر على بورصة العملة الخضراء فيه إذا ما استخدم ترامب أسلوب الضغط، كذلك تأثر العراق فى التجارة مع إيران كونها إحدى مصادر البضائع المختلفة والتى تقدر بمليارات الدولارات سنويا لعل أبرزها الغاز الإيرانى المستخدم فى إنتاج الطاقة الكهربائية، مع السماح فى تجديده كل عام ولمدة ستة أشهر والذى من الممكن أن ينتهى بمنع أمريكيا من استيرادها، بالإضافة إلى احتمالية وجود عرقلة فى التجارة بين البلدين فى ظل الحصار المفروض على إيران والتى قد تتعرض إلى عقوبات أكبر بالتزامن مع الولاية الثانية لترامب، ولكن الأخطر أن الولايات المتحدة ستعمل فى سياستها الجديدة من خلال وزارة الخزانة والبنك الفيدرالي، على تشديد الرقابة على الأموال العراقية ورصد ومراقبة التحويلات المالية لمنع وصولها لجهات إيرانية، مع احتمالية كبيرة فى زيادة فرض العقوبات على بنوك وجهات جديدة عاملة داخل العراق، لأن سياسة ترامب المتوقعة هى ضرب المصالح الإيرانية التى تهدد المصالح الأمريكية، مما قد ينذر باستهداف التيارات العاملة فى العراق والقريبة من الجانب الإيرانى فى الايدلوجية وهو ما سينتج عنه مشاكل ومخاطر أمنية محتملة داخل العراق ستنعكس بشكل مباشر على الواقع الاقتصادى العراقى.. وللحديث بقية إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الأربعاء
  • غدا.. عرض فيلم "أرض الانتقام" ضمن آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (١- ١٠)
  • العرفي: تخفيض الضريبة ممكن بشروط.. ودغيم يعرقل جهود الانتخابات
  •  أسعار صرف العملات العربية والأجنبية مقابل الدينار
  • الرياض تتحول لمركز ثقافي وموسيقي ينافس العواصم العربية
  • درجات الحرارة على المدن والعواصم العربية.. غدا
  • لتمثيل لبنان في القمة العربية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. بوشكيان إلى قطر
  • أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الدينار
  • السكرتير الصحفي لرئيس روسيا: تنظيم اتصال بين بوتين وترامب ممكن بهذا الشرط