جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-22@13:17:55 GMT

غزة في قلوب العُمانيين

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

غزة في قلوب العُمانيين

 

د. سلطان بن خميس الخروصي **

sultankamis@gmail.com

 

 

خلال أكثر من سبعة عقود ونصف العقد شكلت القضية الفلسطينية مرتكزًا محوريًا نحو السيادة الاستراتيجية والحلم الخالد في سبيل الوحدة العربية، فمرّت هذه القضية بموجات ارتدادية متتالية وبقيت بين فرٍّ وكرٍّ لتشي بواقع هُلامي للمشروع العربي الوجودي، والذي تجسد آخره في الصمت المخزي تجاه الإبادة الإنسانية للأطفال والنساء والحياة في قطعة أرض لا تتجاوز (360 كم2) أُمطرت بعشرات الأطنان من أدوات القتل والتدمير والإبادة.

كل ذلك وسط تجاهل عربي مُخزٍ وتصفيق غربي منافق عن الديمقراطية والحُرية، وأمام كل هذا التعرِّي الأخلاقي والقومي والإنساني والديني ينبري الموقف العُماني المسؤول سلطاناً وحكومة وشعباً بعمق صناعة القرار السياسي والانتماء القومي الأصيل مع كثير من المُتغيرات والمساومات وتقلّب الأمزجة والأنظمة وازدواجية الولاءات والانتماءات الإقليمية والدولية، حيث التَّمسُك بالموقف الرزين المتين في تقييمه للحق العربي متضلّعاً بقاعدة الثوابت والأولويات، لتظل مواقفه خالدة يشدو برُبابتها التأريخ؛ فيَسمع أثيرها جموع الأُمم والشعوب، ليرشفوا من مَعِينِ جنائِنِها أُرجوزة المدنِّيَة والتحضُّر وصناعة السياسة واحترام الإنسانية وحق تقرير المصير.

نأت عُمان الخالدة بنفسها عن صخب ازدواجية المعايير وتمييع المفردات والمفاهيم، فسلطان البلاد المفدى وفي خطابه السامي أثناء افتتاح مجلس عُمان نجده يُشدَّد على موقف البلاد الثابت والحضاري بحق الشعب الفلسطيني بأرضه وسمائه، ويُجرِّم مجازر الصهيونية تجاه الحياة الإنسانية الكريمة، ليتناغم مع خطاب جلالته رسائل سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، والتي يبارك فيها أفعال المقاومة وحركات التحرر الوطنية والدعوة لمقاطعة الشركات الداعمة للصهاينة ومن عاونهم، ويوجه خطاباته ونداءاته لعلماء الأمة بأن يتحملوا ذنب صمتهم عند الله تعالى عن إزهاق الأرواح بدون وجه حق في غزة، ليكتمل بهاء الموقف العُماني المشرِّف شعبًا وحكومة من خلال دعوة عُمانية خالصة بمحاكمة دولية لمجرمي الحرب في غزة والتي جسَّدتها الصحافة العُمانية الرسمية والخاصة بكل مصداقية وجُرأة وشفافية عبر صفحاتها الأولى، ويكون للشعب ومؤسسات التنشئة الاجتماعية كلمتها الثابتة الراسخة جنبا إلى جنب مع سلطانها ومؤسسات الدولة والصحافة في المظاهرات الجماهيرية التي يقودها ثُلَّة من الشباب المؤمن بمبادئه والقابض على ثوابته كالقابض على الجمر، وغرس تلك السجايا في نفوس النشء عبر المؤسسات التربوية و تكريس ثقافة وقيمة الدفاع عن الوطن والتضحية من أجله، وتعزيز قيم الولاء والانتماء التي هي مكون رئيسي نصَّ عليه النظام الأساسي للدولة.

إنَّ الهجمة المستعرة في الفترة الأخيرة على الموقف العُماني الواضح والصريح والجريء في مناصرة القضية الفلسطينية، والدعوة لإنصاف الإنسان في قطاع غزة بحقه في الحياة الكريمة ووقف حمام الدم وآلة الموت الصهيونية المُستعرة لها مآرب واهية سمجة يقتات على فتاتها زُمرة مراهقة من مرتزقة المواقف والمصالح، فهم يعرفون تاريخ هذا البلد العظيم ومواقفه السيادية الرصينة في الكثير من القضايا القومية والعالمية، فما جرى تروجيه بأنه تعزيز لقيم العنف وخلق جيل متضلِّع بالكراهية تجاه القوميات والأديان الأخرى في إشارة إلى اليهود ما هو إلا تكريس لسياسة التطبيع والانبطاح في القيم والثوابت بعدما أتعبتهم الفلسفة السياسية والتربوية في القدرة على خلق جيل يحمل في صدره حب فلسطين وعروبتها وطيفها الديني القويم، لقد آلمتهم صلاة الجمعة التي ما فتأت تُذِّكر العالم بحق الحياة للفلسطينيين الذين أغرقوا أرضهم بدمائهم الزكية وصلاة الغائب على أرواحهم الطاهرة في ظل صمت عربي مُخيف والخشية حتى من رفع أكف الضراعة لله تعالى بأن ينصرهم ويرحم شهداءهم، عُمان ليست  بحاجة لأنَّ تُعلِّمها الصُّحف الصفراء، ولا أن يقوِّم ويقيّم مواقفها صُغراء القلم وتُجَّار المواقف، ولا أن يوجَّه سفينتها الأقزام والقراصنة فهم رُبَّان البحار على مدار الزمان،  بل هي تُلجم تلك الأفواه بالإرث التاريخي المُشرِّف تجاه القضايا العربية والإقليمية منطلقة في ذلك من إرثها الحضاري ومسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية.

** باحث ومتخصص في الشؤون التربوية والاجتماعية والثقافية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية

لفتت الفنانة درة خلال مشاركتها بندوة السينما الفلسطينية واللبنانية - قصص الهوية والبقاء التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الأنظار إليها من خلال تصريحاتها عن القضية الفلسطينية، حيث أعربت عن استيائها من الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية.

وقالت درة: «هناك صورة نمطية وأنا ضدها بشكل عام في أي شئ بالدنيا، لأن الشخص أو الفنان حين يوضع في صورة نمطية معينة، يحبس فيها، وأنا ضد الصورة النمطية عن القضية الفلسطينة ولا أحب التعاطف، أو الخطاب المباشر بشكل نمطي، والمشاهد لا يحتاج مشاهدة هذا النمط».

وأضافت: «ولكن أرى أن دور السينما هو إلقاء الضوء على تفاصيل أكثر في الحياة، وأنا شاهدت الكثير من الأفلام التي لمستني، قبل تقديم فيلم عن القضية، والفلسطينين متعايشين مع ما يحدث هناك، ولكن هذا لا يعني أن عليهم تحمل كل هذه الضغوط دائمًا».

وتابعت درة: «تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا يجب الإشارة إليه، فهناك تعتيم تام ومحاولة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لذا عرضت فيلم وين صرنا؟، كي أبين هذا الجانب الإنساني، وأنهم يستحقوا الحياة، لأن دي حياتهم وحاولت أعبر عنها».

تفاصيل فيلم وين صرنا

فيلم «وين صرنا»، من إخراج وإنتاج النجمة درة، ويعد أولى تجاربها الإخراجية والإنتاجية، ويحكي عن نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات في مصر، وتنتظر زوجها الذي لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.

اقرأ أيضاًظهرت بملامح جديدة.. إلهام شاهين تتصدر التريند بعد إطلالتها الشبابية

بعد عرض وتر حساس.. كريم فهمي لـ صبا مبارك: «مهببة إيه للناس يا أحلام»

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف لأهالي قرية الروضة بشمال سيناء: أنتم في قلوب كل المصريين
  • سفير سلطنة عمان في القاهرة: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية
  • قصف إسرائيلي على كل أنحاء قطاع غزة
  • الرئيس عون للبنانيي الانتشار بذكرى الاستقلال: علينا ان نحب بعضنا ولو كان الخطأ جسيما
  • اليوم.. الفنان عبد الرحيم حسن ضيف برنامج "الحياة انت وهى"
  • ماني يتفوق على نجوم القارة السمراء في تصفيات أمم أفريقيا 2025
  • خالد ارغنتش يداوي قلوب المجروحين في عشاق مجهولون على نتفليكس
  • المشهداني يهنئ منتخبنا الوطني بفوزه على نظيره العُماني