الراصد لحقوق الإنسان تدين حكم إعدام المدافعة فاطمة العرولي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
ادانت مؤسسة الراصد لحقوق الإنسان حكم الإعدام الصادر ضد المدافعة عن حقوق الإنسان فاطمة صالح العرولي، جاء ذلك الحكم بناء على الاتهامات التي أطلقتها جماعة الحوثي خلال محاكمتهم الغير قانونية، كما تطالب مؤسسة الراصد لحقوق الإنسان بإلغاء الحكم الصادر بحق العرولي والإفراج عنها.
بتاريخ 05 ديسمبر/ كانون الأول 2023م أصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة لسلطة الإنقلاب الحوثي في مدينة صنعاء، حكم بالإعدام تعزيراً على المدافعة فاطمة العرولي بعد إدانتها بالتهم الموجهة ضدها حيث استندت المحكمة الجزائية للاعترافات التي وقعت عليها المعتقلة العرولي بالإكراه خلال تعذيبها في معتقل جهاز الإستخبارات الحوثية.
إن هذه التهم السياسية هي الطريقة الأساسية للنيل من المدافعات والنساء المعارضات لنهج جماعة الحوثي مستغلة خضوع السلطة القضائية وجهات نفاذ القانون لها.
حيث أن فاطمة العرولي من موالد دولة الإمارات العربية المتحدة وقد اعتادت السفر إلى الإمارات لزيارة أهلها بعد زواجها واستقرارها في اليمن في مدينة صنعاء تحديدا.
وقد تم اعتقال فاطمة العرولي رئيسة منظمة الموئل للتنمية الحقوقية، البالغة من العمر 35 سنة، في نقطة الحوبان أثناء سفرها من مدينة صنعاء إلى العاصمة عدن بتاريخ 14 أغسطس/آب 2022م، وفق بلاغ تم تعميمه من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي على خلفية مواقفها الحقوقية المناهضة لجرائم الحوثيين و قتلهم للمدنيين.. وقد تم احتجازها تعسفيا في سجن الاستخبارات وحرمانها من حقها القانوني بالتواصل مع أهلها ومحاميها، وبعد عام كامل من الاخفاء القسري تم محكمتها بشكل صوري وحرمانها من الحصول على محامي للدفاع عنها.
إن منظمة الراصد لحقوق الإنسان في بيانها هذا تضم صوتها لكل المنظمات والمراكز الحقوقية الداعية لإلغاء حكم الإعدام الغير قانوني الصادر ضد المدافعة فاطمة العرولي، كما نطالب بسرعة الإفراج عنها وعن جميع المدافعات اللاتي تم اعتقالهن من قبل جماعة الحوثي دون قيد أو شرط.
كما ندعو الآليات الدولية التابعة للأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والحكومات التي تسعى لحل الأزمة اليمنية للتدخل العاجل والضغط على جماعة الحوثي ووضع حد لاستخدام عقوبة الإعدام ضد المدافعين/ات والحقوقين/ات والصحفيين/ات وجميع المدنيين و التحرك العاجل لإطلاق سراح جميع المعتقلين/ات في مختلف السجون التابعة لجماعة الحوثي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فاطمة العرولی جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
عبد الله علي إبراهيم
(جريدة الخرطوم 11 ديسمبر 1988)
(لا يرى الحاملون على دولة 1956 سوى مفردة الحكومة فيها. وهي مفردة قصوى لا جدال. ولكن غفلتهم عن مفردات غراء لهذه الدولة لم يرمهم في غيظ ضرير على هذه الدولة فحسب، بل اعتزلوا أيضاً هذه المفردات الغراء التي تركوها لتستوحش تحت شرور نفس الحكومة. وهذه مقالة من أخريات حاولت فيه لفت نظر كتائب استئصال دولة 56 أن لهم، كما يقول المثل، حبان في بيت العدا. وبلغ من فساد هذا الغيظ المحض الضرير انتداب حميدتي دعمه السريع للقضاء المبرم على هذه الدولة. وقعد "فراجة" الليبرويساريون الذين جعلوا من القضاء المبرم على هذه الدولة ثقافة شاعت حتى انتهزها البطلق أماتكم كما في مثل ورد في كتاب لبابكر بدري).
لولا ملابسات الحجز بقطار كريمة يوم الجمعة الماضية لكنت قد شاركت في احتفال نقابة السكة حديد باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة السودانية لحقوق الإنسان.
وجدت في حضور احتفال عطبرة لحقوق الإنسان مزايا عديدة علاوة على أنه فرصة سانحة لزيارة أخرى لمدينتي الأولى. فقد أثلج صدري أن ترمي نقابة السكة الحديد بثقلها في حركة حقوق الإنسان بعد أن ظلت قاصرة على صفوة خيرة من المتعلمين منذ تأسيس حركتها في 1985. وقد شاب أداء هذه الصفوة خلل في التركيز حين رجحوا الضغط العالمي الجاهز لنصرة قضيتهم دون حفز الضغط الشعبي المحلي وإلهامه في سياقاته السياسية والاجتماعية الصعبة. ولذا بدا مفهوم حقوق الإنسان كطارئ وقع لنا من اهتمام العالم بنا لا كأصل قديم في مشروعنا الاجتماعي والنقابي والسياسي.
ساءني دائماً الاتهام المعمم الذي يطلقه بعض المتحدثين من المتعلمين بأن بيئتنا العربية المسلمة مسكونة بالاضطهاد العنصري وغير مواتية لحقوق الإنسان. وغالباً ما استدلوا على ذلك بأبيات من المتنبي عن كافور، أو ممارسات للزبير باشا، أو مبدأ الكفاءة في الزواج في عقد زواج شهير من الثمانينات. وهذا انتقاء عشوائي للاستدلال على عدم سماحتنا استدلالاً لن تسلم معه أي جماعة من الاتهام بالاضطهاد العنصري مهما بلغت من آيات السماحة والإنسانية.
لقد جادلت هؤلاء الإخوة طويلاً الفت انتباههم إلى أن إنسانيتنا العربية الإسلامية لم تتجمد في التاريخ لأنها فعل في التاريخ تتجدد به وتجدده.
وكنت أشير عليهم بدراسة مفهوم "النقابة" الذي هو من أفضال مدينة عطبرة السياسة على وطننا. فتعريف النقابة أنها تنظيم يضم عمال أو موظفي المؤسسة بغير اعتبار للعرق أو الدين أو القبيلة أو النوع. ومن فوق صفاء هذه المفهوم ونبله ازدهرت الحركة النقابية السودانية التي ظلت تحرس مجتمعنا وإنسانيتنا بعين ساهرة.
في وقت باكر أهدتنا عطبرة "النقابة": هذه الأداة التي اشتد عودها من تخطيها للحزازات العرقية والقبلية والدينية التي تمنع الممارسة الحرة للحقوق الإنسانية. وأتمنى أن يكون احتفال نقابة عمال السكة الحديد باليوم العالمي لتلك الحقوق مناسبة لتتصل النقابة بالإطار التنظيمي للحركة العالمية لحقوق الإنسان.
أما عن التزامنا بمبدأ حقوق الإنسان فالنقابة ذاتها شاهد كبير على بعد المدى الذي قطعناه في هذا السبيل.
ibrahima@missouri.edu