بخلاف الفصائل العراقية .. لماذا يتجنب الجيش الأمريكي مهاجمة الحوثيين؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ أجرت شبكة "PBS" الامريكية مقارنة بين الوضع في العراق حيث تشن فصائل مسلحة هجمات على القوات الامريكية، وبين الوضع في اليمن حيث يشن الحوثيون هجمات على سفن تجارية وعسكرية اميركية ويستهدفون اسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، قائلة إن الولايات المتحدة لم ترد على الحوثيين مثلما فعلت ضد الفصائل العراقية.
وبعدما اشار التقرير الامريكي الى ان الهجمات التي شنها الحوثيون مؤخرا على سفن تجارية واخرى امريكية عسكرية، قال ان السؤال الفوري الذي طرحه هو "هل سيرد الجيش الأمريكي"؟، مضيفا انه "حتى الان تجنبت الولايات المتحدة الانتقام العسكري، وهو اختلاف ملحوظ عن ضرباتها المتعددة ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا".
ولفت التقرير إلى ان المسؤولين الامريكيين يقولون ان الحوثيين لم يستهدفوا السفن أو القوات الامريكية من الناحية الفنية، لكن هذا التوصيف يثير شكوك قباطنة السفن الذين يراقبون الطائرات المسيرة وهي متجهة نحوهم.
واستعرض التقرير بعض ما يجري في اليمن من خلال الحرب التي خاضها الحوثيون ضد التحالف الذي قادته السعودية في العام 2015، حيث تحولت هذه المواجهة الى حرب بالوكالة بين السعودية وايران، مما تسبب في انتشار الجوع والبؤس بشكل واسع في اليمن التي وصفها التقرير بأنه أفقر دولة في العالم العربي، وخلفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم ومقتل عشرات الاف الاشخاص.
كما لفت التقرير الى وجود وقف لاطلاق النار برغم انه انتهى تقنيا منذ أكثر من عام، بينما جرى تبادل للاسرى بين السعودية والحوثيين وجرت دعوة وفد حوثي الى محادثات سلام في الرياض في أيلول/ سبتمبر الماضي، كجزء من الانفراج الكبير الذي تحقق بين المملكة وإيران.
وتابع التقرير أنه منذ بداية الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، صعد الحوثيون من هجماتهم على السفن في المنطقة، خصوصا بعد الهجوم الدموي على مستشفى في غزة في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينما يقول الحوثيون إن هدفهم هو اسرائيل، في حين قال المتحدث العسكري اليمني ان جماعته تريد "منع السفن الاسرائيلية من الابحار في البحر الاحمر (وخليج عدن) حتى يتوقف العدوان الاسرائيلي على إخواننا الصامدين في قطاع غزة".
وذكر التقرير بالهجمات التي شنها الحوثيون الاحد الماضي والتي استهدفت سفنا تجارية عدة، بينما أسقطت المدمرة البحرية "يو اس اس كارني" ثلاث طائرات مسيرة كانت متجهة نحو السفينة وتوجهت أيضا لمحاولة مساعدة السفن التجارية، كما أسقطت المدمرة الامريكية "يو اس اس ماسون" الأربعاء الماضي، طائرة مسيرة كانت متجهة نحوها، لكن القيادة المركزية الأمريكية قالت في بيان إنه "لا يمكننا في الوقت الحالي تقييم ما اذا كانت كارني هدفا" للطائرات المسيرة.
الحساب الامريكي
وذكر التقرير أنه فيما نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا والتي استهدفت القوات الامريكية في 77 هجوما مختلفا منذ 17 اكتوبر/ تشرين الاول، فان الجيش الامريكي لم ينتقم بعد من الحوثيين.
واعتبر التقرير أن هذا الموقف المتردد يعكس الحساسيات السياسية وينبع الى حد كبير من مخاوف ادارة جو بايدن الاوسع نطاقا بشأن الإطاحة بالهدنة الهشة في اليمن وتأجيج صراع اقليمي اوسع، حيث أن البيت الأبيض يريد الحفاظ على الهدنة ويخشى اتخاذ إجراء قد تؤدي الى فتح جبهة حرب أخرى.
وبرغم ذلك، يقول التقرير ان المسؤولين الامريكيين يحذرون من أن العمل العسكري هو خيار، ولم يسحبوه عن على الطاولة، مضيفا ان المسؤولين الامريكيين يؤكدون سرا وعلانية، أن هناك فرقا بين هجمات العراق وسوريا وبين هجمات الحوثيين.
وتناول التقرير الهجمات التي شنتها الفصائل العراقية على مواقع وقواعد عسكرية امريكية في العراق (37 مرة) وفي سوريا (40 مرة) حيث اصيب عشرات الامريكيين لكن لم يقتل أحد منهم، كما تناول الردود الامريكية على هذه الهجمات داخل سوريا قم في داخل العراق نفسه.
واطلقت الميليشيات المدعومة من ايران طائرات مسيرة هجومية او صواريخ او صواريخ باليستية قريبة المدى على قواعد في العراق 37 مرة وفي سوريا 40 مرة. وقد أصيب العشرات من الجنود باصابات طفيفة، وفي معظم الحالات إصابات دماغية مؤلمة. وفي جميع الحالات حتى الان، عاد الموظفون الى العمل.
كما تناولت الهجمات التي شنها الحوثيون بما في ذلك الاستيلاء على سفينة مرتبطة باسرائيل، واطلاق صواريخ باتجاه سفينة عسكرية امريكية لم تصبها.
وفي حين لفت التقرير إلى أن عدم الرد الامريكي وضع المسؤولين الأمريكيين في موقف صعب، اشار الى ان مسؤولي البنتاغون يقولون ان سفنهم العسكرية اسقطت طائرات الحوثيين المسيرة التي كانت متجهة نحوهم لانها اعتبرت "تهديدا"، الا انه المسؤولون يقولون لاحقا إن التقدير الأمريكي هو أن السفن لم تكن هي المستهدفة، وذلك بعد مراجعة التقييمات الاستخباراتية للقياس عن بعد والبيانات الاخرى، وهو موقف لا يثير ارتياح البحارة على متن السفن الذين يراقبون المسار الراداري للطائرات المسيرة القادمة.
وبعدما ذكر التقرير أن منظمة الامن البحري الدولي أصدرت تحذيرا للسفن التي تعبر البحر الأحمر وباب المندب حيث يتحتم على السفن اختيار مسارات بعيدة عن المياه اليمنية قدر الامكان، والابحار ليلا وبلا توقف، اشار الى ان الولايات المتحدة تجري محادثات مع حلفائها حول تشكيل قوة عمل بحرية لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر.
وتابع التقرير القول إنه هناك حوالي 38 دولة منضوية في قوة عمل مماثلة في المنطقة، وهدفها الأساسي مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، مضيفا انه يتحتم على المسؤولين الأمريكيين الان مناقشة القضية مع الدول الحليفة لمعرفة من يريد الانخراط في جهد جديد، حيث تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن يوم الخميس الماضي مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان حول تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الاحمر، قائلا ان واشنطن تريد العمل مع دول اخرى لضمان مرور آمن للسفن.
التصعيد
وختم التقرير بالقول إن إدارة بايدن تحدثت مرارا عن اهمية تجنب تصعيد الحرب بين اسرائيل وحماس لتتحول الى صراع اقليمي اوسع، مذكرا بتصريحات المتحدث باسم البنتاغون الذي قال إن الضربات على الفصائل المدعومة من إيران في العراق وسوريا، لم تؤدي حتى الآن إلى توسيع نطاق الصراع.
لكن التقرير خلص إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان شن ضربات مستهدفة ضد مستودعات اسلحة الحوثيين او مواقع مماثلة، والتي تتمتع بدعم ايراني، ستشكل تخطيا للحدود، وتتسبب في حرب أوسع نطاقا.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق فصائل مسلحة الحوثيون اليمن الجيش الأمريكي الولایات المتحدة العراق وسوریا الهجمات التی المدعومة من التقریر أن فی العراق فی الیمن
إقرأ أيضاً:
قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
الثورة نت../
أثبت اليمن، منذ عقد على نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، مدى القدرة العالية على مواجهة أعتى إمبراطورية عسكرية على مستوى العالم “أمريكا” وأجبرها على الرحيل من المياه الإقليمية والدولية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وخليج عدن وسحب حاملات طائراتها وبارجاتها ومدمراتها، وإخراج بعضها محترقة وأخرى هاربة تجر أذيال الهزيمة.
قوة ردع لم تكن في الحسبان
وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، منذ عشر سنوات، إلا أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إيجاد قوة ردع لم تكن في الحسبان، ولم يتوقعها الصديق والعدو، عادت باليمن إلى أمجاده وحضارته وعراقته المشهورة التي دوّنها التاريخ وكتب عنها في صفحاته، وأصبح اليمن اليوم بفضل الله وبحكمة وحنكة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، رقمًا صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية.
مجددًا تنتصر القوات المسلحة اليمنية لغزة وفلسطين، بعملياتها العسكرية النوعية خلال الساعات الماضية وتثبت للعالم بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بما تمتلكه من إمكانيات وقوات عسكرية وحربية كبيرة، مجرد فقاعة اعتاد الإعلام والأدوات الصهيونية تضخيمها لإخضاع الدول والشعوب المستضعفة، لكنها في الحقيقة عاجزة عن إيقاف صواريخ ومسيرات باتت تهددّها في العمق الصهيوني وتدك مرابضها في البحار.
وفي تطور لافت، أفشلت القوات المسلحة اليمنية بعملية عسكرية نوعية أمس الأول، الهجوم الأمريكي البريطاني، باستهداف حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” ومدمرات تابعة لها، وأجبرتها على الفرار من موقعها وأحدثت هذه العملية حالة من الإرباك والصدمة والتخبط في صفوف قوات العدو الأمريكي البريطاني.
اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية
بالمقابل حققت القوات المسلحة اليمنية تطورًا غير مسبوق في اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية الصهيونية التي عجزت عن اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية وآخرها صاروخ فرط الصوتي “فلسطين2” الذي دك منطقة “يافا” الفلسطينية المحتلة، محدثًا دمارًا هائلًا ورعبًا في صفوف العدو الصهيوني، وعصاباته ومستوطنيه.
لم يصل اليمن إلى ما وصل إليه من قوة ردع، إلا بوجود رجال أوفياء لوطنهم وشعبهم وأمتهم وخبرات مؤهلة، قادت مرحلة تطوير التصنيع الحربي والعسكري على مراحل متعددة وأصبح اليمن اليوم بما يمتلكه من ترسانة عسكرية متطورة يضاهي الدول العظمى، والواقع يشهد فاعلية ذلك على الأرض، وميدان البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي غير بعيد وما يتلقاه العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني من ضربات موجعة خير دليل على ما شهدته منظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية من تطور في مختلف تشكيلاتها.
بروز الموقف اليمني المساند لفلسطين
وفي ظل تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وتواطئها مع كيان العدو الصهيوني، تجاه ما يمارسه في غزة وكل فلسطين من جرائم مروعة، ودعمها للمشروع الأمريكي، الأوروبي في المنطقة، برز الموقف اليمني المساند لفلسطين، وملأ الفراغ العسكري العربي والإسلامي لمواجهة الغطرسة الصهيونية وأصبحت الجبهة اليمنية اليوم الوحيدة التي تواجه قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا نيابة عن الأمة.
يخوض اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، منذ السابع من أكتوبر 2023م مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، نصرة لفلسطين وإسنادًا لغزة، وهو متسلحاً بالله وبحاضنة شعبية وترسانة عسكرية ضخمة لمواجهة الأعداء الأصليين وليس الوكلاء كما كان سابقًا.
وبما تمتلكه صنعاء اليوم من قوة ردع، فرضت نفسها بقوة على الواقع الإقليمي والدولي، أصبح اليمن أسطورة في التحدّي والاستبسال والجرأة على مواجهة الأعداء، وبات اليمني بشجاعته وصموده العظيم يصوّر مشهداً حقيقياً ويصنع واقعًا مغايرًا للمشروع الاستعماري الأمريكي الغربي، الذي تحاول الصهيونية العالمية صناعة ما يسمى بـ” الشرق الأوسط الجديد” في المنطقة والعالم، وأنى لها ذلك؟.
سبأ