تدمير حماس ستار.. محلل أمريكي: إسرائيل قررت إخراج الفلسطينيين من المعادلة بالموت والتهجير
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
يبدو أن الهدف الإسرائيلي من العدوان الحالي على قطاع غزة لم يعد القضاء على حركة "حماس"، بل إخراج الفلسطينيين أنفسهم من المعادلة من خلال الموت والتهجير.. هكذا يرى بول بيلار، الزميل غير المقيم لمركز جامعة جورج تاون للدراسات الأمنية ومعهد بروكينجز، في مقال نشره موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت".
ويرى الكاتب، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن النشاط الوحشي المتزايد لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والخطاب الرسمي في تل أبيب، والعنف الذي يقوده المستوطنون في الضفة، يزيد من صعوبة إنكار أن سياسة دولة الاحتلال الآن تهدف إلى طرد الفلسطينيين.
ويضيف أن الحجم الهائل والطبيعة العشوائية للهجمات العسكرية الإسرائيلية تشي بأن هناك أهدافا أخرى لدولة الاحتلال غير تدمير "حماس" في غزة، فتسوية أحياء بأكملها بالأرض وإيقاع خسائر ضخمة في صفوف المدنيين تفوق كثيراً أية خسائر عسكرية لـ"حماس"، مع عدم وجود أدلة تذكر على أي نتيجة إيجابية غير الاستيلاء على بعض الأنفاق الفارغة وعرضها، لا يمكن وصفها بأنها عملية تركز بشكل حاد على تدمير الحركة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
مصر تحذر إسرائيل وأمريكا من "قطيعة" حال تهجير الفلسطينيين لسيناء
مفارقات ساخرة ومؤلمةويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن عمليتهم في غزة أدت حتى الآن إلى مقتل 5000 من مقاتلي "حماس"، وبما أن تقديرات جيش الاحتلال نفسه تشير إلى أن مقاتلي الحركة يبلغ عددهم 30 ألفا، فإن هذا يعني أن لا يزال 25 ألفا من مقاتلي "حماس" أحياء ويقاتلون.
وبما أن عدد الضحايا المدنيين تجاوز الآن 16 ألف فلسطيني، مقابل قتل 5 آلاف من "حماس"، فإنه بالوتيرة الحالية، وفي ظل الأساليب التي تتبعها إسرائيل، فإن إتمام المهمة المفترضة المتمثلة في تدمير الجناح العسكري لحماس سوف يترتب عليه مقتل ما يقرب من مائة ألف فلسطيني، بما في ذلك أكثر من ثلاثين ألف طفل.
وما سبق لا يشمل الأضرار الناجمة عن ملاحقة إسرائيل لبقية أعضاء "حماس" إلى جانب جناحها العسكري، بما في ذلك القيادة العليا التي تعهدت إسرائيل بقتلها، فضلاً عن الإدارة المدنية التي تديرها "حماس" في قطاع غزة، والتي تعهدت إسرائيل أيضا بقتلها، يقول الكاتب.
لذلك، فإن ما سبق أيضا يشير إلى أن إسرائيل تريد، عبر قتل المدنيين بالجملة، دفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخروج من غزة.
اقرأ أيضاً
نائب مصري: تهجير أهالي غزة إلى سيناء دخل مرحلته الأخيرة.. وحذار من غضب جيشنا
مزحة قاسيةويرى الكاتب أن ادعاء الجيش الإسرائيلي بأنه استخدم التحذيرات لمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين لم يعد أكثر من مجرد مزحة قاسية.
ويضيف: يُطلب من السكان الفرار من منازلهم، لكنهم يتعرضون للقصف على أي حال، إما في طريقهم أو في الموقع الذي طُلب منهم الفرار إليه، ثم يُطلب منهم التحرك مرة أخرى - إذا كان هناك أي مكان يمكنهم الذهاب إليه - ويتعرضون للقصف مرة أخرى.
ويتابع: أصبحت رموز الاستجابة السريعة الموجودة على المنشورات التي تعد بمعلومات حول المناطق الآمنة عديمة الفائدة مع انقطاع الاتصالات وعدم تمكن معظم الفلسطينيين من الوصول إلى الإنترنت.
اقرأ أيضاً
إبادة جماعية ونزوح نحو مصر.. تنديد أممي باستئناف حرب غزة
الضفة الغربية أيضاوهناك مزيد من الأدلة على أهداف إسرائيل في غزة تأتي مع أحداث متزامنة في الضفة الغربية، يقول الكاتب.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، استخدم المستوطنون الإسرائيليون هناك، الذين يتصرفون إلى حد كبير بموافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلية، العنف والترهيب لطرد السكان الفلسطينيين القدامى من قراهم.
الخطاب الرسمي الإسرائيليثم هناك خطاب القادة السياسيين الإسرائيليين، والذي وصفه بعض المراقبين بالإبادة الجماعية.
والأمثلة على مدى الشهرين الماضيين كثيرة.
وفيما يتعلق بغزة، قال وزير الدفاع يوآف جالانت من قبل: "سوف نزيل كل شيء".
في هذه الأثناء، قال نائب رئيس الكنيست نسيم فاتوري عن الفلسطينيين في غزة: "اطردوهم جميعاً"، في حين قال وزير الزراعة آفي ديختر: "نحن الآن ننشر نكبة غزة" (النكبة الأصلية، أو الكارثة، هي التهجير القسري لـ 750 ألف فلسطيني عند قيام إسرائيل عام 1948)، بينما اقترح وزير التراث أماشاي إلياهو أن تفكر إسرائيل في إسقاط سلاح نووي على غزة.
اقرأ أيضاً
سقط في اختبار.. فيسبوك يقر إعلانات تدعو إلى إبادة الفلسطينيين
التهجير نحو سيناءيضاف إلى كل هذا دليل على وجود تخطيط داخل الحكومة الإسرائيلية لتهجير أهالي غزة، حيث كشف تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن اقتراح من وزارة المخابرات بنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ليتم إيواؤهم أولاً في خيام ثم في مدن مبنية بشكل دائم.
ولم يوضح هذا الاقتراح كيف ستتغلب إسرائيل على معارضة مصر القوية لأي عملية نقل للسكان على هذا النحو، لكن تقارير أخرى أكدت أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين كانوا يقترحون بهدوء على الحكومات الأخرى نقل عدة مئات الآلاف من سكان غزة إلى مصر.
وزعم الإسرائيليون أن هذا سيكون تحركًا مؤقتًا طوال مدة الحرب الحالية، لكن محاوريهم رفضوا الفكرة نظرًا لاحتمال أن يصبح مثل هذا التهجير، مثل عمليات التهجير السابقة للفلسطينيين، دائمًا.
وفي الآونة الأخيرة، أفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلف وزير الشؤون الاستراتيجية المولود في الولايات المتحدة، رون ديرمر، بوضع خطة "لتخفيف" عدد سكان قطاع غزة إلى الحد الأدنى.
وقد كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية هذه القصة، التي دعمت نتنياهو ويعتقد أنها تتمتع بوصول جيد إليه.
وكانعكاس محتمل لمثل هذا التخطيط، أفادت صحف إسرائيلية أخرى أن اقتراحاً قد تم طرحه بهدوء مع أعضاء الكونجرس الأمريكي يقضي بنقل مليوني من سكان غزة عبر مصر للتوصل إلى تسوية نهائية هناك وفي العراق وتركيا واليمن. ومن المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة المساعدات المقدمة لتلك الدول كوسيلة ضغط للضغط عليها لقبول هذا الترتيب.
اقرأ أيضاً
استنكار عالمي لأغنية إسرائيلية ينادي فيها الأطفال بـ"إبادة غزة"
رفض الحلول الشاملةوبما أن هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أظهر أن الصراع مع الفلسطينيين لا يمكن إزالته من المعادلة الإقليمية، فقد رفضت الحكومة الإسرائيلية بقوة أكثر من أي وقت مضى السبيل الوحيد لإنهاء مثل هذه المشاكل، وهو حل الصراع من خلال المفاوضات السلمية التي توفر السلام الشامل.
ويختتم الكاتب مقاله، محذرا من أن الاستراتيجية الواضحة التي تتبناها إسرائيل ليس من المرجح أن تحقق السلام للإسرائيليين أو لأي شخص آخر مقارنة بمناوراتها السابقة، ما دام هناك منفيون غير راضين.
ويردف: فكر في الكيفية التي لاحقت بها إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية المنفية بداية من الثمانينيات، وكيف أدى ذلك إلى حروب متعددة، وصعود "حزب الله" اللبناني، وفقدان أي أمل تقريبًا في الاستقرار في لبنان.
اقرأ أيضاً
ن. تايمز: حلفاء إسرائيل منزعجون من فكرة تهجير فلسطينيين لمصر
يجب على واشنطن التصرفويقول الكاتب إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أظهرت بعض العلامات على إدراك ما يجري، حيث صرحت نائبة الرئيس كامالا هاريس، خلال اجتماع المناخ في دبي، بأنه "لن تسمح الولايات المتحدة تحت أي ظرف من الظروف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية".
وبدأت واشنطن كذلك في فرض حظر على منح تأشيرات الدخول للمستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.
لكن هذه العلامات لا ترقى إلى مستوى فصل واشنطن بشكل كامل عن السياسات والممارسات البغيضة، وهو الانفصال الضروري لتجنيب الولايات المتحدة المزيد من الازدراء الدولي الذي تعرضت له بالفعل من خلال ارتباطها بالسلوك الإسرائيلي، كما يقول الكاتب.
المصدر | بول بيلار / ريسبونسبل ستيت كرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين النكبة الفلسطينية حماس غزة الضفة الغربية إبادة الولایات المتحدة الضفة الغربیة اقرأ أیضا قطاع غزة غزة إلى فی غزة
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: تقرير أمريكي يشير إلى صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمود خلوف أكاديمي وباحث سياسي، إن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حماس باتت قريبة.
وأضاف خلوف خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ما يقوله إعلام الاحتلال في هذا الصدد انعكاس لتوجهات الرأي العام في إسرائيل وتدخلات أجهزة الأمن ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتًا، إلى أنّ استطلاع الرأي في صحيفة معاريف الإسرائيلية أظهر أن 74% من الإسرائيليين يريدون العودة إلى ديارهم وعقد الصفقة على أن تكون شاملة ويريدون وقف الحرب في قطاع غزه بشكل شامل.
وتابع الأكاديمي والباحث السياسي، أنّ هذا الأمر عكس ما يريده بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال وما يريده اليمين المتطرف من موضوع العودة إلى المستوطنات و استمرار الجيش في مناطق قطاع غزة.
وذكر، أن حديث إعلام الاحتلال عن الصفقة يستهدف تقليل الضغط الجماهيري وبيع الأوهام وإشاعة الأمل، لا أكثر، موضحًا أنّ صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت تقريرًا جاء فيه أن رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية قد غادر الدوحة و أظهر أن هناك صعوبات حقيقة لا زلت موجودة على الطاولة أمام المفاوضين بمقاومتها لا يتم الاتفاق حتي تاريخيه عن أماكن انسحاب جيش الاحتلال وكل ما يمكن أن توافق عليه إسرائيل هو انسحاب جزئي على الحدود مع مصر في ممر فيلادلفيا.