نص خطاب «البرهان» أمام قمة «الإيقاد» بـ جيبوتي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
جيبوتي – نبض السودان
أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
أن أولويات الحل السلمي للأزمة السودانية يتمثل فى تأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، و إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية وآن يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات العامة.
وقال البرهان فى خطابه أمام القمة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الإيغاد التي انعقدت بجيبوتي اليوم ، وسط مشاركة إقليمية ودولية ، أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً ، لو إلتزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين.
ونوه رئيس مجلس السيادة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الإيقاد فى تحقيق السلام في السودان ، مؤكداً أن أبواب الحلول السلمية ، لم تغلق مرحبا بكل الجهود لوقف إراقة الدماء
وفيما يلى نص خطاب
رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن / عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن أمام القمة الطارئة للإيقاد رقم (41) المنعقدة اليوم بجيبوتي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عمر إسماعيل قيلي
رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة ورئيس الإيقاد
أصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بمنظمة الإيقاد
صاحب السعادة / د. وركيني قبيهو- السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد
سعادة وزراء خارجية الدول الأعضاء
السادة والسيدات أعضاء الوفود الموقرة
سيداتي وسادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أسمحوا لي في البداية أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لصاحب الفخامة الرئيس عمر إسماعيل قيلي ولحكومة وشعب جمهورية جيبوتي الشقيقة على الدعوة الكريمة لعقد هذه القمة بالغة الأهمية وإستضافتها ، ولما أحاطونا به من حفاوة لإستقبال وكرم الضيافة.
شكرنا وتقديرنا للأخوة قادة الدول الأعضاء الذين حضروا لهذه القمة ، وكذلك لما يبدونه من إهتمام وتضامن مع السودان في أزمته الراهنة.
التقدير والعرفان للسكرتارية لمثابرتهم وحرصهم على القيام بكل ما من شأنه إنجاح هذه القمة.
أصحاب الفخامة والسعادة
السيدات والسادة
لا شك أنكم تعلمون وتتابعون أبعاد الحرب المفروضة على بلادنا ، بعد تمرد قوات الدعم السريع على الدولة وتوجيه عدوانها الآثم إلى المواطنين العزل : تقتيلاً وتطهيراً عرقياً وإغتصاباً ونهباً للممتلكات الخاصة وتدميراً وتخريباً للمؤسسات العامة والبنى التحتيه.
ولا أود أن أسرد تفاصيل الفظائع غير المسبوقة التي تورطت فيها المليشيات المتمردة فذلك قد رصدته ووثقته وأدانته المنظمات الدولية والحقوقية المعنية والأعلام العالمي وآن لمنظمتنا الإقليمية أن تحذو حذو تلك المنظمات الدولية.
ومع إضطلاع قواتنا المسلحة بواجبها الدستوري والقانوني والإخلاقي في حماية البلاد وشعبها من تلك البربرية التي لم يعرفها تاريخنا المعاصر من قبل ، إلا أننا لم نغلق باب الحلول السلمية ، ورحبنا بكل جهد يؤدي لوقف إراقة الدماء وتدمير بلادنا ، وقد تعاملنا بإيجابية مع كل المساعي الصادقة من الإيقاد ، ودول جوارنا ، ومنبر جدة.
وفي هذا السياق كان توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 ، فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة سلمياً ، لو إلتزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين.
فعلى عكس ما يُلزم به إعلان جدة من إخلاء الأعيان المدنية ومساكن المواطنين توسعت المليشيات المتمردة في إحتلال المزيد من المرافق العامة والمستشفيات والجامعات ودور العبادة ومنازل المواطنين ، وتحويلها لثكنات عسكرية ومواقع للقناصة. في الواقع فقد وقعت أسوأ الفظائع بما في ذلك جرائم التطهير العرقي والمجازر الجماعية في دارفور بعد توقيع إعلان جدة ، وما أعقبه من هدن إستغلتها المليشيا المتمردة لإعادة التموضع والتزود بالسلاح كما إعترف المتحدثون بإسمها بذلك.
أصحاب الفخامة والسعادة
السيدات والسادة
يقتضى واجب المسئولية الوطنية والجماعية أن أنبه إلى خطر التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية ، متمثلاً في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم بل ومن خارج القارة الإفريقية وكذلك إستمرار وصول المرتزقة من بعض دول جوارنا القريب والبعيد مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب وإرتكاب المزيد من الفظائع خاصة التطهيرالعرقي وجرائم الإعتداء الجنسي وتدمير المنشآت وتهجير المواطنين.
أصحاب الفخامة والسعادة
السيدات والسادة
رغم كل ما ذكرته ، فإنني ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا أجدد إستعدادنا للتوصل لحل سلمى للأزمة ، كما نقلت ذلك للأشقاء قادة دول إيقاد التي تشرفت بزيارتها مؤخراً. وتتمثل أوليات الحل السلمى في تقديرنا في الآتى :
أولاً : تأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل.
ثانياً : وقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها.
ثالثاً : إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين إليها وتشجيعالمتضررين من الحرب للعودة لمناطقهم وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم في جدة بتاريخ 04 نوفمبر 2023م الماضي مع إعادة المنهوبات للمواطنين.
رابعاً : يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات العامة ولتحقيق تلك الغايات لا بد من الإلتزام بالمبادئ الآتية :
1.حماية سيادة السودان وإستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه ، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شئون البلاد الداخلية.
2.إن قضية وجود جيش وطني واحد ، يحتكر إستخدام القوة العسكرية ، هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها ، لأن ذلك هو ضمانة أساسية للإستقرار والسلم ليس في السودان وحسب إنما في كل الإقليم.
3.لا بد من التأكيد على أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على إمتيازات سياسية غير مستحقة وإن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات.
4.إن أعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة من المتمردين ، هو السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار.
وقناعتنا التامة أن إيقاد يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في كل ذلك ،بإعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان وحقيقة ما يجرى حالياً فيه ولدورها التأريخي في تحقيق السلام في السودان وأتطلع أن تخرج هذه القمة بقرارات وتوصيات تعين على الوصول لهذا الهدف.
ختاماً :
إنابة عن الشعب السوداني أشكر كل من قدم الدعم والمساندة لضحايا التمرد داخل وخارج السودان من دول وحكومات ومنظمات وأرجو أن تستمر جهودهم في ذلك.
أشكر لكم حسن إستماعكم،،
وتقبلوا خالص تقديري وإحترامي،،
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أمام البرهان خطاب قمة نص على الدولة
إقرأ أيضاً:
البرهان: علاقات السودان مع الخارج مبنية على مواقف الدول من الحرب
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إن علاقات الخرطوم مع الخارج ستبني على "مواقف الدول من الحرب" الدائرة حاليا ضد قوات الدعم السريع، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده البرهان مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو، بالعاصمة بيساو، في ختام زيارته للبلاد استمرت يومين، بحسب بيان للمجلس السوداني.
وفي المؤتمر الصحفي، قال البرهان إن "الحرب لن تتوقف إلا بخروج هذه المليشيا (الدعم السريع) من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين، وايقاف الدعم من الدول التي تدعم المليشيا سياسياً وعسكريا، دون تحديد دولة بعينها.
وأكد أن "علاقات السودان ستبنى على مواقف الدول من هذه الحرب".
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" شبه العسكرية حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.
وذكر البرهان أن "السودان يواجه حربا تعددت أطرافها، وتم غزوه بواسطة مرتزقة ومليشيات الدعم السريع التي دمرت البنية التحتية للدولة، وارتكبت جرائم ممهنجة ضد الشعب.
وأضاف: "العالم يعلم جيدا أن هذه المليشيا ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المواطنين".
وجدد البرهان "موقف الشعب السوداني الرافض للتفاوض والجلوس مع الدعم السريع ووجودها في المستقبل"، وفق البيان.
وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على "أهمية حل المشاكل الداخلية لدول القارة داخل البيت الإفريقي، والنأي عن الحلول الخارجية"، داعيا إلى "الاستفادة من الموارد التي تذخر بها إفريقيا ورفض الوصايا من الخارج".
بدوره، أكد رئيس غينيا بيساو على "استعداد بلاده لدعم جهود وقف الحرب في السودان"، بحسب المصدر ذاته.
وأعرب عن أمله بأن يشهد السودان "المزيد من الأمن والاستقرار".
والأحد، وصل البرهان إلى غينيا بيساو، في ثاني محطة ضمن جولة إفريقية بدأها في مالي السبت، وتشمل أيضا سيراليون والسنغال.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
عادل عبد الرحيم/ الأناضول