الصندوق الثقافي راعيًا رسميًا لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بنسخته الثالثة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
جدة - الوكالات
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن عقده لشراكة استراتيجية مع الصندوق الثقافي ليكون راعيًا رسميًا له في دورته الثالثة لعام 2023. وتأتي هذه الشراكة امتداداً لالتزام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدعم أصحاب المواهب في قطاع السينما، وتعزيز الإبداع، ودفع صناعة السينما السعودية للمشهد السينمائي العالمي؛ وتأكيداً على أهداف الصندوق الثقافي الرامية لتعزيز مساهمات المنظمات غير الربحية في نمو وتطور قطاع الأفلام السعودي عبر تنويع حوافز القطاع ويسعى الطرفين لإشعال ثورة ثقافية تحمل على عاتقها مهمة المملكة العربية السعودية في تحقيقها لرؤيتها وتمكينها لتصبح مركزًا إقليميًا لقطاع السينما.
يشارك الصندوق الثقافي بنسخة هذا العام في مختلف أنشطة المهرجان، بدءًا من المشاركة في جناح خاص به في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ليتواصل من خلاله مع صناع الأفلام المحليين والإقليميين والدوليين، وتنظيم غداء خاص استضاف به نخبة صناع الأفلام والشركات المحلية والعالمية وصولًا للمشاركة في جلسات التواصل ضمن برنامج البحر الأحمر 360 ،حيث يتبادل الصندوق الثقافي المعرفة والخبرة حول احتياجات قطاع السينما السعودي وأدوات التمويل التي يوفرها للقطاع وآلية تعاونه مع الجهات الحكومية وغير الحكومية الأخرى لتلبية هذه الاحتياجات.
يشار إلى أنه؛ تأسس صندوق التنمية الثقافي بهدف تفعيل القطاعات الثقافية الستة عشر التي تم تحديدها ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة، بما في ذلك الأفلام. ومن خلال هذه الرعاية يؤكد الصندوق دعمه الراسخ لصناعة الأفلام السعودية ويعكس التزامه بتمكين القطاع بأكمله وتعزيز جودة الحياة في المملكة العربية السعودية.
تتيح هذه الشراكة الاستراتيجية المنصة المثالية للصندوق ليتواصل مع ممارسي الصناعة وخبرائها، ليعرفهم بالحزم التمويلية الشاملة التي يُقدمها لهم، وقد أطلق الصندوق في وقت سابق من هذا العام أحد أكبر البرامج التمويلية المخصصة لقطاع الأفلام. ويستمر المهرجان في جمع باقة من أفضل الأعمال التي أنتجتها السينما العربية والعالمية، ليوفر بذلك منصة لكلٍ من صُنّاع الأفلام والممثلين ليستعرضوا أعمالهم ومواهبهم من خلالها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر.
تحولات وتحديات
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية
يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.