إعلان إيران استعدادها تطبيع العلاقات مع المغرب رسالة سياسية ودعوة لتجاوز الخلافات (باحث)
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
أكد نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن استعداد بلاده استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، هي “رسالة سياسية ودعوة ضمنية لتجاوز الخلافات القائمة بين البلدين”.
وأشار الأندلوسي، في تصريح لـ “اليوم 24″، إلى أن إعلان وزير الخارجية الإيراني، يمكن اعتباره بمثابة “بالون اختبار” لدراسة ردود الفعل من الجانب المغربي، بشأن إمكانية فتح صفحة جديدة بين البلدين في ظل تغير عدة شروط إقليمية ودولية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني، جاءت في إطار “توضيح رؤية الخارجية الإيرانية ورغبتها في تطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وتعزيز علاقاتها بالمنطقة المغاربية”.
وتابع الأندلوسي، الذي اشتغل سابقا كنائب لرئيس لجنة الخارجية بمجلس المستشارين، أن التوجّه الدبلوماسي للخارجية الإيرانية جاء بعد النّجاح الذي حققته طهران على هذا المستوى من خلال استئناف علاقاتها مع المملكة العربية السعودية رغم العداء التاريخي بين البلدين سابقا.
وأوضح المتحدث ذاته، أن عودة العلاقات بين طهران والرياض، ستسهل على المغرب قرار عودة علاقاته مع طهران، مستدركا بالقول: “لكن هذا لم ولن يكون هو الشرط المحدد، وإنما فقط معطى أو عنصر مسهل”.
وبين رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن الشرط الأساسي للدبلوماسية المغربية سيبقى هو “موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وشدد الأندلوسي، على أن المدخل الجدّي لعودة العلاقات بين البلدين هو موقف طهران من مشروع مقترح الحكم الذاتي، ومدى جديتها في عدم دعم أو مساندة أي تنظيم إرهابي يهدد سلامة وأمن المملكة المغربية، وعلى رأسها جبهة البوليساريو الانفصالية.
ولفت المتحدث ذاته، أن العلاقات الخارجية للمملكة المغربية، بات فيها عنصر ثابت، وهو الموقف من السيادة المغربية على الصحراء، موضحا أن استيعاب الجانب الإيراني لهذه المسألة هو “الكفيل بحلحلة العلاقات الدبلوماسية وفتح إمكانية عودتها بين البلدين”.
يذكر أن المغرب بادر إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران منذ سنة 2018، بعد اتهامه لحزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، بتسليح مليشيات حركة البوليساريو الانفصالية انطلاقا من الجزائر.
وفي مقابل ذلك، عبر وزير الخارجية الإيراني مؤخرا عن ترحيب بلاده بتطبيع وتطوير العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وذلك في تصريحات أدلى بها في لقاء نظمته الخارجية الإيرانية بحضور سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى إيران.
كلمات دلالية الدبلوماسية المغربية العلاقات المغربية الايرانية المغرب ايران تطبيع العلاقاتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب ايران تطبيع العلاقات وزیر الخارجیة الإیرانی بین البلدین
إقرأ أيضاً:
ميليشيات عراقية مدعومة من إيران تبدي استعدادها لتسليم السلاح
أبدت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران استعدادها لنزع سلاحها وإخلاء مقراتها في المدن الكبيرة وسط مخاوف من هجمات أميركية.
وقال 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين لرويترز إن عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا للمصادر التي من بينها 6 قادة محليين لأربعة فصائل مسلحة رئيسية، تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في يناير.
وأضافت المصادر أن المسؤولين أبلغوا بغداد بأنه ما لم تتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية.
وقال عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير والمقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، لرويترز إن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة "متقدمة للغاية"، وإن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع سلاحها.
وأضاف "الفصائل لا تتصرف بعناد او تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية"، مضيفا أن الفصائل "تدرك تماما" أنها قد تكون هدفا للولايات المتحدة.
ينتمي قادة الفصائل الستة، الذين أجرت رويترز مقابلات معهم في بغداد ومحافظة جنوبية، إلى كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء. واشترط هؤلاء القادة عدم نشر هويتهم لمناقشة هذه القضية بالغة الحساسية.
وقال قيادي في كتائب حزب الله، أقوى الفصائل الشيعية، متحدثا وهو يرتدي كمامة سوداء ونظارة شمسية "ترامب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
وأكد القادة أن حليفهم وراعيهم الرئيسي، الحرس الثوري الإيراني، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفقا لمسؤولين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، تنتمي هذه الفصائل إلى تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم حوالي 10 فصائل شيعية مسلحة متشددة تقود مجتمعة ما يقرب من 50 ألف مقاتل وبحوزتها ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات.
والتحالف ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها بالمنطقة، وأعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل والقوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل حوالي 18 شهرا.
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية لرويترز ردا على استفسارات حول محادثات نزع السلاح، إن رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة من خلال "حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية".
وذكر المسؤولان الأمنيان العراقيان أن السوداني يضغط من أجل نزع سلاح جميع فصائل تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تعلن الولاء للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس التابع له، وليس لبغداد.
ويقول مسؤولون وقادة إن بعض الفصائل أخلت بالفعل مقراتها الرئيسية إلى حد كبير وقلصت وجودها في المدن الكبرى، بما في ذلك الموصل ومحافظة الأنبار، منذ منتصف يناير خشية التعرض لغارات جوية.
وأضافوا أن العديد من القادة عززوا أيضا إجراءاتهم الأمنية خلال تلك الفترة، بما في ذلك تغيير هواتفهم المحمولة ومركباتهم ومساكنهم بشكل متكرر.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تواصل حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة. وأضافت "يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران".
وأشار مسؤول أميركي، طلب عدم نشر هويته، إلى وجود حالات سابقة أوقفت فيها الفصائل المسلحة هجماتها بسبب الضغط الأميركي، وشكك في أن يكون أي نزع للسلاح طويل الأمد.
وأحجم الحرس الثوري الإيراني عن التعليق على هذا الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات.