داخلية الاستقرار تحذر من تداعيات قرار النيجر برفع القيود عن الهجرة غير الشرعية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
ليبيا – حذر الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الاستقرار المقدم طارق الخراز،من تداعيات قرار النيجر برفع القيود عن الهجرة غير الشرعية، والذي سينعكس سلبا على الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد.
الخراز أكد في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الليبية “وال”،أنه لا يوجد فرق بين ملف مكافحة الإرهاب، وملف مكافحة الهجرة، فكلاهما يشكل خطورة بالغة على أمن البلاد، لافتا إلى أن ملف الهجرة يعد أشد خطرا، لأنه يعطي الفرصة للمهربين، وتجار البشر في ممارسة هذا العمل الذي من الممكن أن يرتبط بتصدير الإرهاب إلى البلاد، مبينا أن التهريب كان مصدرا ودعما وتمويلا للجماعات الإرهابية، ويتطلب التصدي لهذه الظاهرة.
وأشار إلى إنه رغم صعوبة هذه المهمة، إلا أن وزارة الداخلية تتحمل مهمة مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحا أن وزير الداخلية عصام أبو زريبة اجتمع في الأيام الماضية بكافة تركيبات وزارة الداخلية، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على معالجة ملف الهجرة غير الشرعية، وستضع خطط لمجابهة تداعيات قرار النيجر الذي رفع القيود عن الهجرة، معطيا الشرعية لكل من يرغب في الهجرة إلى ليبيا، الأمر الذي سينعكس بشكل خطير من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بعد تدفق الآلاف من المهاجرين إلى ليبيا.
ولفت الخراز أيضا إلى دور القيادة العامة للقوات المسلحة، ووحداتها الذي وصفه بالدور الفعال في مكافحة الهجرة، ومساندة أجهزة وزارة الداخلية في بعض مهامها.
بدوره، أشار رئيس فرع مكافحة الهجرة غير الشرعية بالجنوب العقيد عبد الرحمن الأنصاري أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وتولي المجلس العسكري الحكم في البلاد، أدى إلى تغيير في السياسات الدولية للنيجر، حيث بدأ الأمر بصدور هذا القرار الذي ربما تسعى من خلاله دولة النيجر إلى الضغط على الدول الأوروبية من أجل تسليط الضوء على البلاد ومعالجة القضايا الخاصة بدولتهم.
وتابع الأنصاري حديثه:” أن الحدود مع دولة النيجر شاسعة ويصعب من خلالها مراقبة هذه المنافذ غير القانونية، وسيكون الأمر أكثر خطورة، ولأن قرار النيجر، ويفتح المجال لكل المهربين للهجرة دون مراقبة، وسيؤثر على عمل المنظمات العابرة للحدود والمختصة بمكافحة المهاجرين غير الشرعيين”.
وفي ختام المؤتمر،أثنى الأنصاري على دور القيادة العامة، والقائد العام للقوات المسلحة، على المحافظة على الاستقرار في الجنوب الليبي، ودعم ومساندة الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية، وتأمين المنافذ الحدودية مع دول الجوار.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الهجرة غیر الشرعیة وزارة الداخلیة مکافحة الهجرة قرار النیجر
إقرأ أيضاً:
أنس خطاب.. من ظل الاستخبارات إلى واجهة داخلية سوريا (بروفايل)
وسط مشهد سياسي وأمني مضطرب، برز أنس خطاب بين الشخصيات المؤثرة في الحكومة السورية الجديدة، بعد أن تدرّج في العمل العسكري والاستخباراتي ليصل إلى منصب وزير الداخلية في التشكيلة المعلنة السبت.
رجل عُرف بعمله في الظلّ خلال سنوات الثورة على نظام بشار الأسد، لكنه اليوم في الواجهة، ليقود واحدة من أكثر الوزارات حساسية في سوريا ما بعد النظام البائد.
من مسؤول استخباراتي في هيئة تحرير الشام إلى رأس المؤسسة الأمنية للدولة الجديدة، يواجه خطاب تحديات كبرى، تتراوح بين إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وفرض النظام والقانون، والتعامل مع فلول النظام السابق.
وبينما يتطلع السوريون إلى عهد جديد يقطع إرث القمع والبطش، يتعيّن على خطاب أن يثبت أن وزارة الداخلية يمكن أن تتحول من أداة ترهيب إلى ركيزة للأمن والعدالة.
وشهدت سوريا، مساء السبت، تشكيل أول حكومة رسمية في البلاد بعد الاعلان الدستوري الجديد والإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث اختير أنس خطاب لمنصب وزير الداخلية بعد أن كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات في الحكومة الانتقالية التي تشكلت أواخر 2024، عقب الإطاحة بنظام الأسد.
وجرى الاعلان عن التشكيلة ضمن مراسم رسمية جرت في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وفق مراسل الأناضول.
وضمت الحكومة 23 وزيرا، بينهم سيدة واحدة و5 منهم من الحكومة الانتقالية التي تشكلت في العاشر من ديسمبر/ كانون أول الماضي لتسيير أمور البلاد.
مناصب قيادية
وُلد خطاب في مدينة جيرود بريف دمشق جنوبي البلاد عام 1987، وشغل منصب نائب القائد العام، ثم عضو مجلس الشورى ومسؤول الجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام.
التحق خطاب بجامعة دمشق لدراسة هندسة العمارة، لكنه لم يكمل تعليمه إثر مغادرته إلى العراق في 2008.
عاد إلى سوريا للمشاركة مع الفصائل السورية المسلحة بعد اندلاع الثورة في آذار 2011، وقمع نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ضد المتظاهرين في عدة محافظات بالبلاد.
وأسّس خطاب جهاز استخبارات "هيئة تحرير الشام"، وجهاز الأمن العام التابع للهيئة في محافظة إدلب شمالي البلاد وأداره، وهو جهاز توسع نفوذه ليشمل أغلب المحافظات الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام".
وبعد سقوط نظام الأسد أعلنت القيادة العامة في حكومة تصريف الأعمال السورية تعيين خطاب يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2024 رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة بالبلاد.
تحديات صعبة
وتواجه وزارة الداخلية بقيادة خطاب مهمات صعبة، أبرزها إعادة تأهيل المؤسسة الأمنية التي كانت خاضعة لفكر نظام البعث البائد، وتمّ حلّها بشكل كامل بعد إسقاط نظام الأسد.
كما يُطلب من الوزارة الجديدة تقديم خدمات عاجلة للمؤسسات المدنية، لا سيما الشؤون المدنية التي ما تزال تعاني من تبعات الفساد الذي انتهجه نظام الأسد.
أما التحدي الثالث البارز الذي تواجهه وزارة خطاب، فهو ضبط الأمن وملاحقة فلول النظام البائد في عدة محافظات، بعد رفضهم الاندماج في الدولة الجديدة، وإصرارهم على حمل السلاح وبث الفوضى.
وفي كلمته بعد تكليفه بالوزارة، قال خطاب: "ارتبطت صورة وزارة الداخلية في عهد النظام البائد بالبطش والظلم والطغيان، وهذا ما أورثنا مهمة ثقيلة لتعديل هذا المفهوم"، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأضاف: "سنسعى لبناء مؤسسات أمنية نقية تحفظ كرامة السوريين وتعينهم على كسب أرزاقهم".
وأشار إلى أن الوزارة "ستعمل على إرساء مؤسسات أمنية يفتخر بها كل سوري شريف ويرسل أبناءه للعمل ضمن صفوفها".
وتعهد خطاب "بالعمل على تطوير عمل الشؤون المدنية من خلال تطوير عمل قاعدة البيانات المدنية، وتفعيل أنظمة الأتمتة والتحول الرقمي لضمان تقديم المزيد من الخدمات مع دقة في الأداء وسهولة في الوصول".
وخلال الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، قال الشرع في كلمة: "في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا تتطلب مننا التلاحم والوحدة أقف أمامكم اليوم متوجها إلى كل فرد منكم حاملا آمال كل واحد منكم ونحن نشهد ميلاد مرحلة جديدة".
وأضاف: "نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة".
وتابع: "هذه الحكومة ستسعى إلى فتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، ولن نسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسساتنا".
وفي 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية في 29 كانون الثاني/يناير 2025 الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب إلغاء العمل بالدستور، وحل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث.
وفي 13 آذار/ مارس الجاري، وقَّع الشرع إعلانا دستوريا يحدد المرحلة الانتقالية في البلاد بمدة خمس سنوات.
وقالت لجنة الخبراء المكلفة بصياغة الإعلان الدستوري في مؤتمر صحفي حينها، إنها اعتمدت في صياغة الإعلان الدستوري على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في شباط/فبراير 2025.