عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وناقش الشؤون الدينية المتعلقة بالأوقاف الإسلامية والمؤسسات التابعة لدار الفتوى، ثم ناقش المسائل والقضايا الوطنية والعربية، واصدر بيانا تلاه عضو المجلس النقيب المحامي محمد مراد الآتي نصه:

"توقف المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أمام صمود الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة العدوان والاستيطان الصهيوني الغاشم هذا الصمود الذي ليس له مثيل في تاريخ الشعوب المجاهدة والمكافحة لتحرير أوطانها.

وبعد أن قرأ أعضاء المجلس سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين المناضلين الأبرار، وبعد أن دعوا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل جهادهم واستشهادهم في سبيله وأن يشفي الجرحى وينصرهم على عدو الانسانية، قرر المجلس ما يلي:

أولا: التوجه الى الرأي العام في العالمين العربي والاسلامي ، وكذلك الى الرأي العام الدولي، لاتخاذ مواقف عملية أمام جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ووضع حد للمذبحة الصهيونية التي لا تراعي حرمة الإنسان، طفلا كان أو إمرأة أو شيخا ، بيتا كان أو مستشفى أو مدرسة أو مسجدا أو كنيسة . فكل ما يتعلق بالإنسان الفلسطيني وبمقومات حياته، تحول الى هدف مباشر للعدوان وللقتل والتدمير، الأمر الذي يكشف عن ابشع وافظع صور لعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني والتي يندى لها جبين الإنسانية خجلا وألما.

ثانيا: يشيد المجلس بالتضامن والدعم الذي تبديه شعوب العالم المختلفة مع معاناة أهل غزة والضفة الغربية وعموم فلسطين، ويناشد المجلس أعضاء مجلس الأمن الدولي ترجمة هذا التضامن الإنساني أفعالا تردع العدوان الصهيوني الذي هو أشد وحشية من النازية والعمل على اتخاذ قرارات لإنصاف الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية من براثن الاحتلال الصهيوني.

ثالثا: يبدي المجلس الشرعي قلقه الشديد من استمرار العمليات العسكرية العدوانية الصهيونية التي تستهدف بلدات وقرى ومزارع جنوب لبنان. ويدين المجلس التصريحات الهمجية للكيان المغتصب التي تهدد بإعادة لبنان الى العصر الحجري. ويرى المجلس في هذه التهديدات ما يكفي لإدانة العدو الصهيوني أمام المحاكم الجنائية الدولية.

رابعا: يرى المجلس الشرعي الأعلى أن السكوت على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، وتهديداتها بالاعتداء على لبنان المترافقة مع جرائم القصف التي تستهدف المدنيين في بيوتهم ومزارعهم ، يشجع المجرم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم المدانة. لذلك يدعو المجلس الى اعتبار المسؤولين للكيان الصهيوني مرتكبي جرائم حرب وإبادة جماعية وضد الإنسانية ويقتضي سوقهم الى العدالة الدولية، منعا لتكرار هذه الجرائم في أي مكان آخر في العالم.

خامسا: يجدد المجلس التأكيد على مواقفه الثابتة بالتمسك بأهداف الوحدة الوطنية والعيش الوطني الواحد أساسا لا بديل له من أجل إنقاذ لبنان وإخراجه من محنته الداخلية التي يعاني منها. وكذلك من أجل تعزيز صموده في وجه العدوان الصهيوني الذي يستهدفه، ويريد شرا بصيغة عيشه الوطني الواحد.

سادسا: إن مقاومة العدوان الصهيوني تبدأ بالوحدة الوطنية التي تبدأ أساسا بالمؤسسات الدستورية وفي مقدمتها مؤسسة رئاسة الجمهورية. انطلاقا من ذلك يجدد المجلس أيضا دعواته الى وجوب حسم قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بصفته مؤتمنا على الدستور وعلى وحدة لبنان الوطنية . كما يجدد الدعوة الى تجنيب مؤسسات الدولة، وخاصة مؤسسة الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى، من أي فراغ في هذه القيادات الأمر الذي ينعكس سلبا على الأمن والاستقرار في الوطن، فالأولويات الوطنية يجب أن تتقدم على كل المصالح والخلافات السياسية والحسابات الشخصية .

سابعا: إن المجلس إذ يشيد بحكمة دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في إدارة الشؤون الوطنية العامة رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان ورغم مخاطر الاعتداءات الإسرائيلية المعلنة والمبيتة، إذ يدعو الى تسريع اكتمال المؤسسات الدستورية لوضع استراتيجية وطنية للدفاع الوطني يتحمل لبنان بموجبها مسؤولياته للدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه .

ثامنا: يؤكد المجلس الشرعي بانه سيد نفسه وان قراراته مستمدة من صلاحياته التشريعية المقررة له بموجب القوانين والمراسيم والقرارات المرعية الإجراء التي هي حق له لصيانة المصلحة العليا والعامة للمسلمين في لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العدو الصهیونی المجلس الشرعی

إقرأ أيضاً:

دعوة ميقاتي إلى قمة التضامن.. ووقف الحرب على لبنان على جدول الأعمال

يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم ويتضمن جدول الأعمال 24 بنداً، أبرزها بند تطويع 1500 جندي في اطار ترجمة التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 في الجنوب بعد وقف النار. وسيلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا قبل الجلسة، الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة الذين اصدروا الأسبوع الماضي "وثيقة بكفيا" التي تضمنت توجهات مشتركة لإنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الداخلية. 
وكان رئيس الحكومة تسلم امس دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية التي ستعقد في الحادي عشر من تشرين الثاني الحالي في الرياض.

وقد تسلم رئيس الحكومة الدعوة من سفير المملكة لدى لبنان الدكتور وليد بخاري.
وتضمنت الدعوة تأكيداً على «التضامن العربي والاسلامي في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي، والدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية».
وعلمت «اللواء» من مصدر دبلوماسي ان الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على لبنان ستكون على جدول الاعمال، لجهة وقف العدوان ووقف النار وتنفيذ القرار 1701 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وكتبت" النهار": قد يكون أفضل ما تناهى إلى اللبنانيين في ساعات حبس الأنفاس في "الثلاثاء الكبير" ترقباً لنتائج أكثر الانتخابات الرئاسية الأميركية إثارة للتشويق أن الادارة الأميركية الحالية تزمع إعادة تنشيط مهمة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى الشرق الاوسط، وتحديداً إلى إسرائيل ولبنان، فور انتهاء العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية.
الحذر والتحفظ طبعا الموقف اللبناني الرسمي "المفاوض" حيال احتمالات إعادة تحريك الجهود الديبلوماسية الأميركية في الأيام القليلة المقبلة. وقال مصدر بارز معني بمتابعة هذه الجهود رداً على سؤال لـ"النهار" عما إذا كانت ثمة معطيات أُبلغت إلى بيروت في هذا الشأن "إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن لدغنا مرات ومرات ". وكان المصدر يلمح إلى أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يلتزمان التحفظ الشديد في انتظار تبلّغ ما إذا كانت ثمة عودة وشيكة من عدمها للمبعوث الأميركي في قابل الأيام، ناهيك عن ترقب ما يمكن أن يحمله من إسرائيل في شأن التسوية لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وسط اجواء تشاؤمية حيال تصعيد إسرائيل لشروطها غير القابلة للنقاش أو القبول لبنانياً. 

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع التوقعات بشأن تبدل معين في ما خص مسار الحرب بعد ظهور نتائج الأنتخابات الأميركية ليس في مكانه، لأن الكلمة للميدان في الوقت الراهن اما في وقت لاحق فإن مسألة وقف إطلاق النار تترك للمفاوضات وللفريق الذي يفاوض مكلفا من الرئيس الأميركي الجديد.
وكتبت" الديار": كانت اوساط متابعة عن قرب للوضع الاميركي قد دعت، الى عدم ترقب حصول وقف لاطلاق النار ولو حتى مؤقت، لا في لبنان ولا في غزة، حتى بعد اجراء الانتخابات الاميركية، لان الامور ستاخذ وقتا طويلا لمعرفة النتائج اولا، خصوصا اذا حصلت طعون وتاخرت النتائج، لمعرفة من سيكون الرئيس واي سياسات ستتبنى ادارته في الامور والسياسات التكتية والاستراتيجية حيال اوضاع العالم. كلام تقاطع مع ما يؤكده احد وزراء الحكومة، في مجالسه، نقلا عن مسؤول خليجي رفيع، ان الحرب الاسرائيلية على لبنان «مطولة»، وان التصعيد سيبقى سيد الميدان طوال الاشهر الاربعة المقبلة، رغم كل المحاولات التي ستبذل.
هذا الواقع الخارجي، واكبه داخليا موجة من التصعيد السياسي والامني، في ظل تزاحم الملفات والاستحقاقات، من ملف قيادة الجيش الذي بات شبه محسوم لمصلحة التمديد للعماد جوزاف عون، فيما بقيت مسالة قانون رفع سن التقاعد للموظفين في الدولة، بمن فيهم العسكريون، مدار اخذ ورد، في موازاة استمرار الحرب الاسرائيلية بتداعياتها الامنية والعسكرية، وسط تراجع الملف الرئاسي الى الخطوط الخلفية.
وكشفت مصادر دبلوماسية ان الملف الرئاسي بات خارج النقاش راهنا، وسط التركيز على انجاز صفقة تؤدي الى وقف لاطلاق النار، وتامين حد ادنى من التفاهم الداخلي، لتسيير شؤون المؤسسة العسكرية، في ظل الاوضاع الراعنة، وهو ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بتاكيده استمرار الخلاف حول اسم الرئيس العتيد بين الاطراف السياسية، وهو موقف يتناغن مع مواقف عين التينة.

مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية تستنكر القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين
  • “الحويج” يستقبل وفد الجالية السورية 
  • منة شلبي تكشف الصعوبات التي واجهتها في تصوير «الهوى سلطان»
  • اجتماع بصعدة يستعرض الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة المحلية للمياه
  • ميقاتي: الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت لجرائم ضد الإنسانية
  • دعوة ميقاتي إلى قمة التضامن.. ووقف الحرب على لبنان على جدول الأعمال
  • المالية: نعمل على تشكيل المجلس الأعلى للضرائب وتحديد اختصاصاته
  • مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يعقد اجتماعه الثالث لسنة 2024
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • سماحة المفتي يشيد بالمقاطعـة الصامدة للشركات التي تدعم الكيـان الصهيــوني.. عاجل