ليست فرعونية فقط.. أسوان المصرية في التاريخين القبطي والإسلامي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تعرف محافظة أسوان (أقصى جنوب مصر) كأحد أشهر مقاصد السياحة الثقافية في البلاد؛ إذ اشتهرت بآثارها المتعددة ومعابدها الضخمة التي شيدها ملوك مصر القديمة في أبو سمبل، وجزيرة فيلة، وفي إدفو، وكوم أمبو، وغير ذلك من المناطق التاريخية التي تنتشر بطول المحافظة وعرضها.
لكن المصادر العربية تدلنا على جوانب متنوعة أخرى من تاريخ المدينة، التي ذاع صيتها مركزا من مراكز الحضارة المصرية القديمة.
وتجمع المصادر، وما سجله المؤرخون والرحالة، وكذا علماء الآثار الإسلامية والقبطية، على أن أسوان لها مكانة مهمة في التاريخ القبطي والإسلامي، بجانب ارتباط موقعها في الحضارة المصرية القديمة.
وقد وصفت العالمة المصرية الدكتورة سعاد ماهر محمد، التي تولت لسنوات عمادة كلية الآثار بجامعة القاهرة، أسوان بأنها "متحف الآثار المصرية عبر العصور"، وتشير في كتابها "مدينة أسوان وآثارها في العصر الإسلامي"، أن أسماء أسوان تعددت تبعا لتعدد الوظائف التي قامت بها، والأحداث التاريخية التي عاشتها عبر العصور بفضل تفرد موقعها.
وكل ذلك جعل أسوان مقصدا للعالم أجمع، ومحطة جذب لأنظار علماء الآثار والمستكشفين، وفرق التنقيب عن الآثار، حيث تمثلت فيها آثار ما قبل التاريخ، فالعصر الفرعوني، فآثار البطالمة والرومان، ثم آثار العصر القبطي والاسلامي.
وتروي الدكتورة سعاد ماهر محمد، بعضا من تفاصيل إسهامها بصحبة آثاريين آخرين، في أعمال التنقيب الأثري التي أثبتت –حسب قولها– أصالة مدينة أسوان، واحتضانها للإسلام، وتشير إلى أن بعض الصحابة والتابعين ممن وفدوا لأسوان، توفي بعضهم بها ودفنوا فيها منذ سنة 31 هـ ، وذلك كما هو ثابت في النقوش والكتابات الأثرية، بجانب أنها كانت مسكنا للأمراء وعلية القوم في العصور الوسطى، وهو الأمر الذي تسجله عقود الزواج التي وجدت مكتوبة على المنسوجات الأثرية.
أسوان في عيون الرحالة والمؤرخينوتسجل لنا الكتب والمؤلفات التي تناولت تاريخ مدينة أسوان، كثيرا من النصوص التي تناولت معالم أثرية ومحطات تاريخية تؤكد التنوع الحضاري على أرض تلك المحافظة المصرية الواقعة في أقصى جنوب البلاد.
وقد وثق كتاب "مدينة أسوان وآثارها في العصر الإسلامي"، وغيره من الكتب والمؤلفات والمصادر العربية وكذلك الأجنبية، روايات عديدة مما أورده الرحالة والمؤرخون عن معالم أسوان وتاريخها في مؤلفاتهم القديمة.
وفي هذا السياق، فقد ذكر عالم الآثار الفرنسي هنري جوتييه في قاموسه المعروف "قاموس الأسماء الجغرافية في النصوص الهيروغليفية"، كثيرا من الأسماء التي عُرفت بها أسوان قديما، ومنها "السوق"، أو "محل التجارة" حيث كانت تتبادل فيها أنواع التجارة من القطرين المصري والسوداني، وقد توالت تلك الأسماء حتى أسماها العرب "أسوان".
وذكرها كذلك العالم الفرنسي إميل أميلينو في كتابه "جغرافية مصر في العصر القبطي"، وقال، إنها وردت في كشف الأسقفيات، وورد ذكر أسوان في كتاب "معجم البلدان" لياقوت الحموي الذي قال "أسوان بلد في آخر الصعيد بمصر"، وكتاب "التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية"، ليحيى بن شاكر بن الجيعان الذي قال، أسوان ثغر من ثغور مصر.
وأورد أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي البشاري، في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" فقال، أسوان قصبة الصعيد على النيل، عامرة كبيرة، بها منارة طويلة، ولها نخيل وكروم كثيرة، وخيرات وتجارات، وهي من أمهات المدن.
وكذلك ذكرها محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني الطالبي، المعروف بالشريف الإدريسي، في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" فقال، أسوان آخر بلاد الصعيد الأعلى، وهى مدينة صغيرة عامرة، كثيرة الحنطة، وسائر أنواع الحبوب والفواكه، والدلاع (نوع من البطيخ) وسائر البقول، وبها اللحوم الكثيرة من البقر والحملان والماعز والخرفان العجيبة البالغة في الطيب والسمن، مع رخص أسعارها، وبها تجارات وبضائع، في إشارة إلى كونها كانت مركزا للتجارة بين مصر والسودان.
وهكذا فقد ورد اسم أسوان ووصفها وذكر معالمها وتاريخها في عشرات المصادر من المؤلفات التي وضعها رحالة ومستشرقون وعلماء آثار وجغرافيون عرب وأجانب.
ووفقا للمصادر فإن لكل منطقة أو إقليم من أقاليم مصر مميزات امتاز بها في عصر معين، أما منطقة أسوان فقد انفردت بمميزات لم تتغير بتغير الدول والعصور، بجانب أن موقعها الجغرافي فرض على أهلها الكفاح منذ العصر الفرعوني.
وإذا كانت أسوان تشتهر بآثارها التي شيدها حكام مصر القديمة والفراعنة الكبار؛ مثل: الملك رمسيس الثاني، فإنها احتلت مكانة كبيرة منذ أن دخل الإسلام مصر، وقد عثر بها على شاهد قبر يرجع إلى سنة 31 هـ، كما عثر في أسوان على شواهد قبور أخرى مكتوب عليها الاسم ثم تجيء بعده كلمة الأنصاري، ومعنى ذلك أن مدينة أسوان سكنها أقوام من العرب من القرن الأول الهجري ممن عاصروا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسكن أسوان قبائل من قحطان ونزار وربيعة ومضر والأنصار وبني هلال، وكثير من القرشيين ممن وفدوا من الحجاز.
وهكذا فإن الآثار الباقية في أسوان لا تقتصر على المعابد والمقاصير المصرية القديمة، وكذا البطلمية والرومانية، بل هناك آثار عديدة قبطية وإسلامية كانت موضوعا للعديد من البحوث والدراسات التي أرخت لتلك الآثار، وقدمت وصفا دقيقا لما احتوت عليه من مبان وعمائر، كما أنها توجد على الخريطة السياحية للمحافظة.
ونذكر من الآثار القبطية في أسوان –على سبيل المثال–: دير الأنبا سمعان الذي يطلق عليه أهل اسوان اسم الأنبا هدرا نسبة إلى رئيس الرهبان الذين عاشوا في القرن 5 م .
وحول عالم أسوان الإسلامية، فإن هناك مزارات إسلامية باتت اليوم مقصدا لكثير من السياح، وقد بات ضريح الأغا خان هو مدفن آغا خان الثالث (السلطان محمد شاه)، المتوفى سنة 1957، ويوجد على ضفة النيل في مدينة أسوان المصرية، بات هذا الضريح المستوحى من تصميم المقابر الفاطمية المصرية، على من المعالم التي تشتهر بها المحافظة، تقول المصادر، إن أسوان عرفت أقدم كتابة على الحجر في مصر الإسلامية، وهكذا فقد عرفت أسوان معالم أثرية ترجع لكل الحضارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدینة أسوان فی العصر فی أسوان فی کتاب
إقرأ أيضاً:
حلا شيحة تعود للحجاب مجددا وتحذف صورها القديمة
فاجأت الفنانة المصرية حلا شيحة جمهورها مجددا بظهورها بالحجاب في أحدث صور نشرتها عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، وتصدر اسمها محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد حذفها جميع صورها السابقة التي كانت تظهر خلالها دون حجاب.
وعلى الرغم من تعليق حلا على القطط التي ظهرت في صورة لها خلالها داخل منزلها بكندا، حيث تقيم في الوقت الحالي، فإن تعليقات الجمهور حملت رسائل داعمة لها وتبارك عودتها لارتداء الحجاب والدعوة إلى الثبات والهداية.
View this post on InstagramA post shared by Hala Shiha (@halashihanew)
وعبّرت حلا شيحة عن حبها للحجاب وشكرت جمهورها من خلال تعليق لها على المنشور وكتبت "شكرا جدا لكلامكم وطبعا بحب الحجاب جدا". وفي تعليق آخر قالت "كل الأحداث حولنا جعلتني أشعر بالمسؤولية وأول هذه المسؤوليات هو إصلاح أنفسنا أولا".
رحلة متقلبة بين الفن والحجابمنذ انطلاقتها الفنية عام 1999، ظلت حلا شيحة محل أنظار الجمهور، خاصة مع التحولات الكبرى التي شهدتها مسيرتها بين الاعتزال، وارتداء الحجاب، ثم العودة مجددا إلى التمثيل.
لم يمر سوى 4 سنوات على بدايتها حتى قررت الاعتزال وارتداء الحجاب عام 2003، رغم نجاحها في أفلام بارزة مثل "السلم والثعبان" مع هاني سلامة، و"سحر العيون" مع عامر منيب، و"اللمبي" مع محمد سعد.
إعلانلكن ابتعادها عن الشاشة لم يدم طويلا، إذ عادت للتمثيل عام 2004 بفيلم "عريس من جهة أمنية"، إلى جانب عادل إمام، ثم واصلت نجاحها بأعمال مثل "غاوي حب" مع محمد فؤاد
لكنها لم تلبث أن عادت لارتداء الحجاب، وظهرت به في فيلم "كامل الأوصاف" عام 2006، حيث قامت ببطولته إلى جانب المطرب الراحل عامر منيب. وفي العام نفسه، قررت الاعتزال والتفرغ لحياتها الأسرية، حيث انتقلت إلى كندا وكرست وقتها لرعاية أطفالها الثلاثة، مبتعدة عن الأضواء لمدة 13 عاما.
وفي 2018، عادت إلى الساحة الفنية وخلعت الحجاب، لتشارك في مسلسل "زلزال" مع محمد رمضان عام 2019. وأكدت في بيان لها أن قرارها كان شخصيا تماما، مشددة على أنها ليست ضد الحجاب، لكنها اشتاقت للتمثيل وتقديم أعمال ذات مضمون إنساني. وقد واصلت مشوارها الفني بعد ذلك، وشاركت في مسلسل "خيانة عهد" مع يسرا.
حلا شيحة وتامر حسني.. أزمة "مش أنا"في عام 2021 شاركت الممثلة المصرية بطولة فيلم "مش أنا" مع تامر حسني، وبالتزامن مع عرض الفيلم أعلنت زواجها من المنتج والداعية الإسلامي معز مسعود، ثم ارتداءها الحجاب مجددا.
وأثارت "شيحة" موجة من الجدل وقتها بعدما أعلنت تبرؤها من المشاهد الرومانسية التي جمعتها بالفنان تامر حسني في الفيلم، وأوضحت خلال منشور لها على إنستغرام أن الفيلم تم تصويره قبل عام ونصف وتأخر عرضه بسبب جائحة كورونا، وخلال هذه الفترة مرت بتغيرات كبيرة في حياتها، أبرزها زواجها مما جعلها تشعر أن العمل لم يعد يعبر عنها.
تصاعدت الأزمة عندما أعربت عن استيائها من طرح فيديو كليب يضم مشاهد متفرقة من الفيلم، خاصة خلال أيام ذي الحجة، مؤكدة أنها سبق وطلبت من تامر حسني حذف تلك اللقطات، وحصلت منه على وعد بذلك. لكنها تفاجأت بنشر اللقطات، مشيرة إلى أن الشهرة قد تفتن الإنسان وتجعله غير قادر على رؤية الأمور بوضوح. كما وصفت تلك المشاهد بأنها "زلة"، وأبدت ندمها على تصويرها، مؤكدة أن النجاح الحقيقي لا يقاس بالشهرة وإنما بمعايير مختلفة تتجاوز المظاهر الدنيوية.
إعلانمن جانبه، لم ينكر نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي انفعاله بسبب تصريحاتها التي وصفت بعض الأعمال الفنية بأنها محرمّة. لكنه أكد خلال لقاء له على قناة "هي" عام 2023، أنه لا يمانع عودتها للتمثيل مجددا، قائلا: "بنتنا.. ولا يمكن منعها".
وفي عام 2024 قدمت آخر أعمالها في الموسم الرمضاني في بطولة مسلسل "إمبراطورية ميم" مع الفنان خالد النبوي، ولم تشارك بعدها في أى عمل جديد، لتكشف قبل ساعات عن عودتها إلى الحجاب مرة أخرى.