عبدالسلام فايز / الأناضول بحث الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع رئيس الإمارات محمد بن زايد، الأربعاء، جهود تمديد “مبادرة حبوب البحر الأسود”، وشددا على أهميتها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأمين العام مع الرئيس الإماراتي، وفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية. وأفادت الوكالة أن الطرفين “أكدا على أهمية مبادرة حبوب البحر الأسود، واستعرضا الجهود الجارية من أجل تمديدها”.

كما اتفق الجانبان حسب المصدر ذاته، على “استمرار التواصل والتعاون بهذا الشأن، إضافة إلى تعزيز الاهتمام بالقضايا ذات الاهتمام المشترك”. وأعرب أمين عام الأمم المتحدة خلال الاتصال عن “تقديره لإسهامات دولة الإمارات الفاعلة في تحقيق التقدم في القضايا الرئيسية ذات الأولوية الإقليمية والعالمية”. وفي يوليو/ تموز الماضي، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في اسطنبول، اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/ شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية. وسمحت الاتفاقية التي تم تمديد العمل بها عدة مرات، آخرها في 18 مايو/ أيار الماضي لمدة 60 يوما، بتصدير أكثر من 30 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/ آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”

كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.

زهير عثمان

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • “أبوظبي للتنمية” يستعرض جهود الإمارات الريادية في تعزيز الأمن المائي
  • متحف المستقبل يطلق سلسلة محاضرات بعنوان “دروس الماضي للمستقبل”
  • “أوراسيا كابيتال” تتصدر قائمة المستثمرين في الإمارات والمنطقة خلال 2024
  • “المركزي” يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة 50 عاماً على تأسيسه
  • عضو بالحزب الديمقراطي الأمريكي: الاهتمام الأول لترامب وإدارته حالياً سيكون بهذا الأمر
  • المنفي يُجري مباحثات ثنائية في “دافوس” مع رئيس جنوب إفريقيا
  • الفريق أسامة ربيع يبحث مع الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر
  • “خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
  • مباحثات فلسطينية - أممية لتنسيق جهود الإغاثة للقطاع
  • “زايد العليا” تطلق الدورة الثالثة من مبادرة “همم موهوبة”