9 ديسمبر 1965 والذكرى 58 لحل الحزب الشيوعي .. السماني: بوعزيز 1965
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تحل في 9 ديسمبر الذكرى الثامنة والخمسين لحل الحزب الشيوعي بواسطة البرلمان وطرد نوابه منه. وهي حادث سياسي جلل يعيد النظر في جدواه من ارتكبوه أو من ورثوه عنهم. وآمل ألا تكون قصارى ذكرانا لتلك الحادثة بمثابة تأنيب ضمير، أو تأسياً لأعراضها اللاحقة على جسدنا السياسي. وصح هنا، كما صح في حال الحركة الإسلامية، أن نسأل أنفسنا: ماذا خسرنا بكبوة الحزب الشيوعي التي لعب فيها حله في 1965 دوراً لا خلاف حوله؟ ويحتاج الناظر في هذه الخسارة إلى معرفة أفضل بتاريخ الحزب الشيوعي وصراعاته منذ حله.
أريد هنا أن أستعيد ذكرى أليمة لواقعة تراجيدية تمت خلال حملة الاحتجاج على حل الحزب. فقد اتفق لرفيقنا عبد الله السماني، من أهالي مدني، أن يفدي الحزب فينتحر بإشعال النار في جسده. رحمه الله. وكان ذلك النوع من الاحتجاج شاع بين الكهنة البوذيين في كوريا الجنوبية كما أعتقد وطفحت بأخباره الصحف.
وممن ذكر استشهاد عبد الله السماني المرحوم الخاتم عدلان في حديث له مع مجلة الخرطوم الجديدة. قال إنه ورفاقه خاضوا معركة حل الحزب الشيوعي في مدني. وكان طالباً بثانويتها وصديقاً لعبد الله السماني الطالب بالكلية المهنية بمدني. وعلى بعد الكلية من ثانوية المدينة اتصلت المودة بين الطالبين لأنهما كانا عضوين بمكتب الطلاب الشيوعيين في مدني. وكان ثالثهما بالمكتب تاج الأصفياء الذي مثل المدرسة العربية. وكانوا دفعة في الالتحاق بالحزب. وشاركوا في موكب احتج على حل الحزب في مدني. وكان السماني مفرط الانفعال يندد بالمحجوب والصادق المهدي. ثم صب جالون جاز على نفسه وأحرق نفسه والهتاف لم ينقطع حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وذكر علي عبد القيوم السماني في ديوانه "الخيل والحواجز":
يسحقني الحزن لأن الفتى
إذ عطّر بالغاز أنفاسه
وأشعل الثقاب ثم انفجر
قد كان يدري . . . ويا حسرتي
أن صباحاً جميلاً عميقاً أغر
تحصن من ظلمات الليالي
بجوف كؤوس الزهر
وأغرى بهجراننا مهرجان الغمام
ووقع هديل الحمام
ورعش المطر
لكنه . . . ويا أسفي
وبعد أن أيقظنا
بشرنا بالنصر ثم انتحر!
أذكر للخاتم كلمات قلائل منها "هديل الحمام" راوح عليها طويلاً في أمسية أدبية ونحن بسجن شالا بدارفور يوماً. أيام!
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
محكمة عسكرية باكستانية تصدر أحكاما بالسجن على 60 مدنيًا
أفضت محاكمات عسكرية باكستانية إلى أحكام بالسجن بحق 60 مدنيا على صلة بالمظاهرات العنيفة التي أعقبت القبض على رئيس الوزراء السابق عمران خان العام الماضي، وسط انتقادات دولية.
وقالت هيئة العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية، وهي الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، إن المحكمة العسكرية الميدانية العامة أصدرت العقوبات بحق المدنيين الستين بعد الاطلاع على الأدلة واستكمال الإجراءات.
وأعلنت المحكمة أحكاما بالسجن من عامين إلى عشر سنوات للتورط في الهجمات على المنشآت العسكرية في التاسع من مايو 2023.
وحكم على نجل شقيق خان بالسجن عشر سنوات لمهاجمته منزل أحد قادة الفيالق في لاهور.
وقال الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني: "يحتفظ جميع المدانين بالحق في الاستئناف وغيرها من المسارات القانونية مثلما ينص القانون والدستور".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين، إنها "قلقة للغاية" من محاكمة المدنيين أمام محكمة عسكرية.
وأضافت في بيان: "هذه المحاكم العسكرية تفتقر إلى الاستقلال القضائي والشفافية والإجراءات القانونية الواجبة.. ومازالت الولايات المتحدة تدعو السلطات الباكستانية إلى احترام الحق في محاكمة نزيهة واتباع الإجراءات الواجبة، وفق الدستور الباكستاني".
ويقبع خان الذي كان رئيسا للوزراء بين 2018 و2022، في السجن منذ أكثر من عام بعدما أدين بناء على اتهامات عدة بالفساد، فيما ينفي رئيس الوزراء السابق هذه الاتهامات.