أبوظبي للغة العربية يرصد دور الصحافة الورقية بمواجهة انتشار التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
نظم مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن برنامجه الثقافي في مهرجان الظفرة للكتاب 2023، ندوة بعنوان "الصحافة الثقافية وصناعة الوعي بالثقافة".
استضاف المركز خلال الندوة كلًا من الإعلاميين المخضرمين عبد الحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة "جلف نيوز"، وعلي عبيد الهاملي وهو كاتب وإعلامي معروف شغل عدة مناصب في أكثر من مؤسسة إعلامية، تحدثا فيها عن واقع الصحافة الثقافية اليوم في ظل ما آلت إليه الصحافة الورقية من تراجع رافقه انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في حوار مفتوح مع الجمهور أدارته الدكتورة برلنت قابيل رئيس قسم البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية.
وقدمت الندوة، التي أقيمت مساء أمس الأول على مسرح الحديقة العامة في مدينة زايد، معلومات قيّمة حول تاريخ الصحافة الثقافية، وأبرز أسمائها في العالم العربي، وكيف ساهمت في رفع الوعي لدى جمهور القراء.
وقال عبد الحميد أحمد إن رؤساء التحرير كانوا يشكلون وجدان محتوى الأخبار فيما مضى، مستشهداً بنماذج من صحف عربية معروفة كان يشغل رئاسة تحريرها أدباء فكانت الثقافة جزءاً من تكوينهم الشخصي، ومن هنا جاء الاهتمام بتأسيس الصفحات والملاحق والمجلات الثقافية وإعطاء الخبر الثقافي أهميته، وقد ورث الجيل الثاني من رؤساء التحرير الاهتمام بالثقافة ولو لم يكونوا من الوسط الثقافي، فيما تغير هذا الأمر حالياً.
انخفاض المستوى الثقافي وتراجع أعمال الأدباءوبالحديث عن انخفاض المستوى الثقافي على مواقع التواصل الاجتماعي، لفت عبد الحميد إلى أن السبب هو تراجع أعمال الأدباء الكبار والمهمين فبعضهم يُفضلون النشر الورقي، داعياً إياهم والمؤسسات الصحافية والثقافية بكافة أنواعها للتواجد والحضور القوي عليها بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من القراء وجذبهم للثقافة، مشيراً إلى الدور الإيجابي الذي تقوم به معارض الكتب حالياً في نشر الثقافة على نطاق واسع، فهي تجذب الأطفال والشباب وتحببهم في الكتاب والقراءة، كما تطرق إلى "عروض الكتب" والتي أثبتت نجاحاً كبيراً في الغرب.
قدوة للناشئين الجدد ومعايير الكتابةوتحدث علي عبيد الهاملي عن تأثير الصحافة الثقافية في حياته العملية فقال: "نحن الكتاب بدأنا مشوارنا من خلال الصحافة الثقافية، وكان أكبر محفز لجيلنا أن تظهر أسماءنا في الصحف، ومع أنها لم تكن متخصصة في الثقافة لكنها كانت تعنى بها بقدر ما تعنى بالسياسة والاقتصاد، وقد رأينا قامات كبيرة أسسوا مجلات ثقافية، وشكلت الثقافة بالنسبة لهم رسالة أكثر منها وظيفة". وتساءل: لكن هل ما زالت الصحافة الثقافية لها نفس القيمة لدى الجيل الجديد؟ ليجيب بالقول إن كل شاب وأديب اليوم له منصة خاصة يقدم من خلالها ما يريد، وهذا يخلق مشكلة بأنه لم تعد هناك قدوة للناشئين الجدد ومعايير للكتابة، ووجدنا كتاب كثر لا يملكون موهبة الكتابة ولا وسائلها أو اللغة المناسبة.
وأفاد الهاملي أن الصحافة الثقافية تواجه مشكلة كبيرة في هذا الوقت فرغم أن وسائل التواصل أصبحت متاحة للجميع، لكن هذا لم يخلق جيلًا من الكتاب والأدباء على قدر من الكفاءة التي تؤهله للمساهمة في الساحة الأدبية، ما يجعل هناك أزمة في الكتابة في العالم العربي، وربما نحتاج إلى معايير للكتابة، فنحن لا نستطيع السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يمكننا وضع معايير ولدينا نقد أدبي أيضا من خلال هذه الوسائل لنستطيع أن نقوّم الأدب وندفع به للأمام.
دور مركز أبوظبي للغة العربية على منصات التواصلوأوضح الهاملي بأن هناك كتاب كُثر لديهم وسيلتهم في النشر الورقي، وهؤلاء هم الذين يثرون الساحة، أما النشر من خلال وسائل التواصل فهو يسيء إلى الثقافة أكثر مما يخدمها، مشيراً للحاجة إلى الملاحق الثقافية القديمة حتى لو تنشر بشكل إلكتروني.
والوسيلة الوحيدة أمام ذلك هي أن تقوم المراكز المعنية بالثقافة مثل مركز أبوظبي للغة العربية والمراكز والمؤسسات الثقافية، بدور فاعل أكبر على منصات التواصل الاجتماعي الأمر الذي سيحدث نوعاً من التوازن بين ما يُقدم في وسائل التواصل الاجتماعي، وبين ما هو مطلوب أن تكون عليه الثقافة في عصرنا الحاضر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مركز أبوظبي للغة العربية مرکز أبوظبی للغة العربیة التواصل الاجتماعی وسائل التواصل من خلال
إقرأ أيضاً:
بالأمسيات الأدبية والعروض الفنية.. ليالي رمضان بالحديقة الثقافية تواصل إبداعاتها المتنوعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فعاليات ثقافية وفنية متنوعة قدمت الأربعاء ضمن ليالي رمضان الثقافية والفنية، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب التابعة للمركز القومي لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أشرف العزازي، والمستمرة حتى حتى 21 رمضان، ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفال بالشهر الفضيل.
نفذت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وشهدت حضور الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، والمخرج محمد صابر مدير عام الإدارة العامة لرعاية المواهب، وأماني شاكر مدير عام المكتبات، وولاء محمد مدير الحديقة الثقافية.
بدأت الليلة بعرض السيرة الهلالية لفرقة الفنان عز الدين نصر الدين، التي قدمت فنونا شعبية وتراثا صعيديا متوارثا عن الأجداد، متناولين حكاية الأميرة ناعسة الأجفان وقصة حب أبي زيد الهلالي لها، مع عزف الربابة الذي أضفى أجواء تراثية ساحرة على الأمسية.
وفي إطار برنامج واحة الشعراء، أقيمت أمسية شعرية بدأت مع الشاعرة صفاء أبو صبيحة، التي ألقت قصيدة "من غير ولا كلمة"، كما ألقى الشاعر ضاحي عبد السلام قصيدة "نشيد النار"، فيما قدم الشاعر عيد عبد الحليم قصيدته "بيد واحدة.. أتصفح بريد الحرب"، إلى جانب مقتطفات من كتابه "مزرعة السلاحف".
كما شارك الشاعر محمود رمضان بإلقاء قصيدة "روح الفراشات"، واختتمت الأمسية الشعرية مع الشاعر شاذلي رجب الذي ألقى مجموعة من قصائده المميزة، وأدارت الأمسية الشاعرة أمينة عبد الله، بمصاحبة عزف وغناء الفنان محمد عزت.
وضمن برنامج إضاءات حول إصدارات الهيئة، نوقش كتاب "الخيال الشعبي.. الانتصار بالحدوتة" تأليف طارق يوسف، الذي تناول الحواديت الشعبية وتركيباتها، واستعرض قصصا مثل "علي الزيبق"، إضافة إلى تحليل قصة شجر الدر، وسرد للخرافات والأساطير المصرية والعربية.
أما على مسرح الحديقة الثقافية، فقد قدم عرض "الوردة الزرقاء" لفريق عرائس جاردن سيتي، تلاه عروض فرقة العريش للفنون الشعبية بقيادة الفنان سامح الكاشف، والتي تضمنت رقصات التحية السيناوي والدبكة والفرح السيناوي، وسط تفاعل كبير من الجمهور مع العزف والغناء التراثي للفنان غريب مؤمن.
وفي ركن الطفل، استمتع الأطفال بعدد من الورش الفنية والثقافية، تضمنت الرسم، الجداريات الرمضانية، إعادة التدوير، طباعة الاستنسل، فن المكرمية والإكسسوارات.
إلى جانب معرض الحرف التراثية الذي شمل الديكوباج، الطرق على النحاس، أشغال الجلد، الحلي، السجاد، والإكسسوارات التقليدية.
كما استمر طوال الفعاليات معرض كتب إصدارات هيئة قصور الثقافة، والذي يضم مجموعة من الكتب المميزة بأسعار مخفضة.
تنفذ الفعاليات بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بأنشطة متنوعة لإداراتها التابعة: المواهب، والنشر، والثقافة العامة، والمكتبات، والجمعيات الثقافية، والتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات، والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ممثلة في إداراتها التابعة: المهرجانات، والفنون الشعبية، والموسيقى، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وإداراتها التابعة: ثقافة المرأة، والطفل، والشباب والعمال، والقرية، والقصور المتخصصة، وأطلس المأثورات الشعبية.
وتأتي الفعاليات ضمن برنامج احتفالات هيئة قصور الثقافة بشهر رمضان، حيث تقدم أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعا مركزيا، إلى جانب 3000 فعالية أخرى بمختلف المحافظات على مدار الشهر الكريم.