حيثيات إدانة المُتهمين بالإتجار في الآثار
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أودعت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة في مُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، حُكمها بمُعاقبة 3 مُتهمين بالسجن 3 سنوات في واقعة إتجار بالآثار، وتغريمهم مبلغ مليون جنيه.
اقرأ ايضاً: مليون جنيه غرامة .. السجن لمُتهمين بالإتجار في الآثار
الاستئناف ترفض رد المحكمة في محاكمة المتهم بقتل محمد كشمير نجل لاعب الزمالك السابق المُشدد 5 سنوات لمُتهمٍ بالإتجار في الأسلحة النارية
صدر الحكم برئاسة المستشار أسامة قنديل، وعضوية المستشارين محمود مصطفى كمال ومحمد أحمد عبد المالك الرئيسان بمحكمة استئناف القاهرة.
وبحضور الأستاذ حازم مختار صيام وكيل النيابة، والأستاذ محمد طه محمد أمين السر.
ونص الحكم على مُعاقبة المُتهمين وجيه.ع وأحمد.ع وصالح.ع بالسجن 3 سنوات وتغريمهم مليون جنيه، وذلك بعد إدانتهم بالإتجار في الأثار.
وشمل الحُكم مصادرة الأثر والأدوات والأجهزة والآلات المضبوطة لصالح المجلس الأعلى للآثار.
وشمل الحُكم أيضاً مُعاقبة المُتهم أحمد.ع بالسجن المُشدد 3 سنوات وتغريمه ألفي جنيع عما أسند إليه بخصوص تهمتي إحراز السلاح الناري والأبيض، وقضت بمُصادرة السلاح المضبوط.
وقضت المحكمة ببراءة وجيه.ع وصالح.ع مما أسند إليهما بخصوص تهمتي الحفر الأثري ونزع الآثار، وشمل الحكم إلزام المحكوم عليهم بالمصاريف الجنائية.
حيثيات الحُكموقالت المحكمة في حيثيات حُكمها إن واقعات الدعوى المعروضة حسبما بان للمحكمة واستقر في وجدانها وارتاح إليه ضميرها ومن واقع الإطلاع على الأوراق وما حوته من تحقيقات وما أرفق من مستندات عن بصر وبصيرة تخلص في حيازة وإحراز المتهمين الأول وجيه.ع والثاني أحمد.ع والثالث صالح.ع لقطع (109 قطعة مختلفة الأشكال والأحجام- وخمسة تماثيل مختلفة الأحجام والألوان- وقطعة غير منتظمة الشكل من الحجر الجيري، ولوحة جنائزية من الحجر الجيري) وجيمعهم ينتمي للعصر المتأخر من الحضارة المصرية القديمة.
كما قاموا بإخفائها من علمهم أنها متحصلة من ارتكاب جريمة حفر ونزعها من مكانها بدون ترخيص أو إذن كتابي من المجلس الأعلى للآثار.
كما حاز المتهم الثاني أجزاءً رئيسية لسلاح ناري مششخن (مسدس ساقية) مما لا يجوز الترخيص بحيازته أو إحرازه، وحاز أسلحة بيضاء (عدد 4 خناجر) دون مبرر من الضرورة الشخصية أو المهنية
وحيث أن الواقعة على النحو السالف البيان فقد استقام الدليل على صحتها وثبوتها في حق المتهمين المذكورين، استناداً للشهود وإقرار المتهمين الأول والثاني بالتحقيقات، وما ثبت بتقرير مصلحة الأدلة الجنائية، وما أسفرت عنه معاينة النيابة.
وشهد العقيد الضابط في الإدارة العامة لمباحث القاهرة بأنه وعلى إثر معلومات لديه أكدتها تحرياته السرية مفادها أن المتهم الأول يحوز لوحة اثرية وبعض التماثيل بمسكنه بدائرة التجمع الخامس.
ويقوم من خلال المُتهم الثاني بعرضها للبيع.
وأكدت التحريات أيضاً أن الأخير يحوز سلاحاً نارياً بغير ترخيص، فاستصدر إذناً من النيابة بضبط وتفتيش شخص ومسكن وملحقات مسكن المُتهمين، ونفاذا لذلك قام بتفتيش مسكن المتهم الأول، وأسفر ذلك عن ضبط 5 تمثايل صغيرة، واثناء ذلك أبصر المتهم الثالث وقد بدت عليه علامات الريبة والشك.
وأقر الأول بحيازته للتماثيل بقصد عرضها للبيع على عملائه من راغبي شراء القطع الاثرية، وأن المُتهم الثالث يشاركه في ذلك، وأنهما أخفيا لوحة أثرية، وأرشدا عنه.
كما شهد نصر جبريل، رئيس اللجنة المُشكلة لفحص المضبوطات، أنه فحص مع آخرين اللوحة والقطع الأثرية المضبوطة سالفة البيان.
وأسفر عملهم على أن المضبوطات عبارة عن: لوحة جنائزية من الحجر الجيري ذات قيمة نصف دائرية عليها نقوش بالغائر تبدأ من أعلى بعلامة (شِن) عليها عيني الأوجات أسفلهما نقش يمثل عدد (12) هيئة آدمية جالسة أمام كل واحدة منها كتابات هيروغليفية تحمل اسمه، وهم جميعا أبناء المتوفى صاحب اللوحة، وتلك الهيئات الآدمية في ثلاث صفوف أفقية.
كما تتضمن المضبوطات عدد 109 قطعة مختلفة الأشكال والأحجام تمثل أجزاءً من تماثيل أوشابتي على بعضهم بقايا طبقية تزجيج باللون الأزرق، بعضهم مصنوع من الفيانس وبعضهم من الطين المحروق.
يأتي ذلك فضلاً عن 5 تماثيل أوشابتي مختلفة الأحجام والألوان، وقطعة غير منتظمة الشكل من الحجر الجيري عليها بعض العلامات الهيروغليفية بالحفر الغائر.
وأقر المُتهمان الأول والثاني بتحقيقات النيابة بحيازتهما وإحرازهما المضبوطات آنفة البيان.
اتهامات النيابة العامةوأسندت النيابة العامة للمُتهمين وهم وجيه.ع وأحمد.ع وصالح.ع بأنهم في تاريخ 16 مايو 2022 بدائرتي قسم شرطة التجمع الأول والخامس حازوا وأحرزوا قطعاً أثرية (لوجة جنائزية من الحجر الجيري، 5 تمثايل مُختلفة الحجم واللون، وقطعة غير منتظمة الشكل من الحجر الجيري).
وثبت أن جميع القطع الأثرية تنتمي للعصر المتأخر من الحضارة المصرية القديمة، وتمثل قيمة أثرية وفنية وتاريخية ترجع لأرض وحضارة مصر بقصد الإتجار.
كما أسندت لهم النيابة تهمة إخفاء القطع الأثرية سالفة البيان متحصلة من جريمة، مع علمهم بذلك، على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة العامة للمُتهم الثاني على وجه الخصوص حيازته أجزاءً رئيسية – الجسم المعدني والأسطوانة – لسلاح ناري مششخن (مسدس بساقية) مما لا يجوز الترخيص بحيازته وإحرازه.
كما حاز بدون ترخيص أسلحة بيضاء ( 4 خناجر) دون مبرر من الضرورة الشخصية أو المهنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جنايات القاهرة التجمع الخامس المصاريف الجنائية من الحجر الجیری بالإتجار فی م تهمین الم تهم وجیه ع
إقرأ أيضاً:
أي هروب ممكن؟ «ذاكرة في الحجر» لكوثر الزين: الخلاص ممكن خارج الوطن
عربي، ابن أبو عربي، وأم عربي. عقل وقلب، لوالده من الاسم اهتمام بالدلالة، ضمن اهتمامه الأممي، يقبض عليه لهذا السبب، تدرك أم عربي وسيلة الخلاص بالابتعاد عن الكتب التي رأت أنها كانت السبب في اعتقال زوجها، فينوي الابتعاد عن المشكلات؛ فحين اعتقلوا رجال الحارة، كان قد أثث له «مقعدا سريا بوسادتين أعلى شجرة التين» صفحة 9، فلم «يتزحزح من مخبئه وهو يرى العسس يعتقلون والد خطيبته تيماء، التي حين تتعلق بثياب والدها فإنهم يعتقلونها «لم يكن ليدرك ذلك غير حكيم ذي فراسة مثلي، حتى لو رآني من هم دون حكمتي نذلا..لست ساذجا كي أصدق وهما لأصحو على خيبة، فأنا عربي الذي خلق من تينة وكرا للنسور، ونجا بذكائه من مصير أبيه وأبناء حيّه المحكوم بالتطهير الفكري»» صفحة 10. لكن في حاجز طيّار، حين يقرأ الجند اسم أبيه يعتقلونه، يجد طريقة ويحتال على الأمن السياسي، يتم الإفراج عنه ليعمل مرشدا لهم، لكنه يترك البلاد في رحلة تقوده إلى جماعة إسلامية، فيمثل عليها بأنه مثلهم، ويستطيع التأثير من خلال معارفه التي اكتسبها من مكتبة أبيه في الدين والدنيا، فيقربه الأمير ويمنحه جيلان السبية، ليراوغ الجماعة ويعبر البحر بعد أن أوصل جيلان إلى أهلها اليزيديين. وحين يصل أول البرّ الأوروبي في مرسيليا، يؤثر على شرطة الحدود، ليلتقي أوود التي تساعده في الحصول على إقامة، فينجو، لكن لا يدري وهو يبحث عن الخلّ الذي نصح به ليقاوم الوباء، بأن ذلك سيقوده إلى أن يصبح موقوفا جنائيا، حيث يكون الأمن الفرنسي قد عرف شيئا عن علاقته بتلك الجماعة الداعشية..فيذكره بلقبه أبو مسلم، وبأنه اشترى الخل ليعمل منه متفجرات، ليتمنى «لو ينتزعني منقذ مجهري، من صروف حياة خائنة عبثية عمياء» ص165. كل ذلك يتذكره وهو في «الحجر» بسبب إصابته بالكورونا، فتصبح الرواية كلها استدعاء للماضي الذي تذكره مرة واحدة ورواه. لا ندري ونحن ننتهي من قراءة الرواية، هل كان الراوي «عربي»، الشخصية الرئيسية، ساخرا أو عبثيا، لعله كان في مرحلة متوسطة من السخرية والعبث، بروح ناقدة لما آلت له المصائر، ما بين الخلاص العام-الوطني، والخلاص الشخصي. ولعله أول ما سخر من نفسه وإن كان بدا ذلك كأنه يمدح نفسه: «أبدا لن أرضى، ولن أكون (عربي) الألمعي الفطن الذي طالما خاتل الموت حتى عجز عن اصطياده..» صفحة 7، ليختتم الصفحة الأخيرة 165 «لم أشأ أن تخسر الدنيا عبقريا مثلي..فطنا ألمعيا نبيها، حكيما عليما عارفا، جريئا مغامرا، تواقا للحياة حدّ الحياة..». بل يروي عن علاقته بالثقافة والفكر والسلطة بطريقة عبثية ساخرة: «رأيت أمي في الصباح الباكر وهي تحرق كومة من الأوراق في حفرة تحت التينة...سألتها عن سبب تصرفها، فسالت دموعها وعانقتني..ثم تدعو الله أن يبعد عنا المكروه. تخيلت المكروه على شكل وحش خرافيّ، يفرم بأنيابه من كان ذنبه الحبر والورق. ما كادت أمي تبتعد حتى سحبت دفاتري من محفظتي، وحرقتها تحت التينة قبل أن أغادر إلى المدرسة. أين دفترك؟ سأل المعلم. حرقت كل دفاتري سيدي؛ حتى لا يعثر عليها المكروه.» صفحة 12. ذلك هو عربي الذي رسمت ملامحه الفكرية والشعورية الكاتبة والشاعرة التونسية كوثر الزين، والذي لم يهرب من الكتب إلا ليعب منها ملبيا وصية والده، والذي يهرب من السلطة بعد أن يراوغها، كذلك يفعل مع الجماعة الإسلامية (التي لم يسمها بالداعشية أو غيرها)، والذي في رحلة الحجر الصحي، يطمح للهروب من الكورونا، ومن البوليس الفرنسي الذي اشتبه به، بعد أن عاقبته الجماعة بتسريب صورته (أبو مسلم) للبوليس صفحة 162. كما يهرب عربي من خطيبته تيماء، فإنه هرب قبل ذلك من حبيبته تالة، التي كانت عكس أمه الزوجة المسالمة، ويبدو هنا أنه هرب من حالة التناقض الفكري الاجتماعي، فهو في اللاوعي يتوق لزوجة مسالمة، وفي الوقت نفسه مال لتالة اليسارية، التي جذبها بسعة معرفته. هرب من الوطن بعد اعتقاله في ظل تحولات ما أطلق عليه بـ «الربيع العربي»، والإفراج عنه ليكون جاسوسا على النشطاء، وهرب من الجماعة، وهرب من تيماء وتالة، لكن ثمة ما لم يهرب منه عربي: مرسيليا حيث أقام لاجئا ثم مقيما، و «أوود»، التي ساعدته في اللجوء، حيث دعته فأقام معها، لكن علاقته معها كانت ملتبسة ما بين الصداقة والحب، لكن في بداية العلاقة يعاني من العجز بسبب التعذيب، فيتردد على طبيب، ينجح نسبيا في علاجه، فينجح مرة ويفشل أخرى. في ظل هروبه المتنوع سياسيا واجتماعيا، فإن عربي لم يهرب من جيلان، التي يرتبط بها فترة زمنية ريثما يعيدها لأهله، بعد أن نجح في تضليل الجماعة. مصير جيلان: تلجأ إلى ألمانيا وتلتقي عدي، الذي أحب توأمها ماشو، لكن لم تسر الأمور بشكل عاديّ، فيتفرق شمل الجميع. جيلان التي أحبت يزيد بعد أن يئست من حب عدي لها، يعده القدر لها، وهنا تنجح الكاتبة برسم شخصية واقعية لجيلان التي تبحث عن الممكن من خلال عدم انتظار عدي، وفي الوقت نفسه، لا تجد حرجا بالارتباط من عدي حين يصير ذلك ممكنا، دون تكلف الإخلاص الواهم والوهمي لأختها التي اختفت مع اللواتي أصبحن سبايا. أما مصير تالة التي أحبها في الجامعة، فتتزوج من شخص ينتمي لمافيا الاقتصاد متنكرة لماضيها ومبادئها اليسارية. أما تيماء التي أرادها أن تكون مثله هاربة، منتقدا تعلقها بثياب أبيها حين اعتقاله. «ليتك كنت حكيمة مثلي ولم تتشبثي بجلباب أبيك؛ لكنت منحتك من الثقة والأمان أضعاف ما منحته لجيلان» صفحة 57، فلم يعثر عليها. كذلك أبيه، حين طلب من صديقته الفرنسية البحث عنهما. أوود، الصحفية الاستقصائية، عانت قليلا من تحقيق الشرطة معها حول خبر نشرته، لكن حرية الإعلام هناك، وتضامن الإعلاميين والرأي العام يحميها. تتضامن مع احتجاجات الشباب في أوروبا بما عرف بالستر الصفراء، وتنقل عما تعرضوا له من قمع. صفحة 109. تكون نهايتها بمرض خبيث يفتك بها. أسلوب: بدأت الكاتبة بمقدمة مكثفة وضعتنا في مشهد بصري كامل، في الحجر الصحي، كفضاء مغلق، كان مجالا ليفتح الراوي فضاءات الماضي، من خلال استعادتها، في الوقت الذي كان يوجه الخطاب بما اشتمل عليه من سرد ووصف وبوح ونقد وسخرية لمشرق، قطة أود التي أهدتها إياه مع شقتها حين رحلت بعد معاناة مع مرض السرطان. اختارت الكاتبة لغة تقترب كثيرا من الوضوح الملائم للسرد، متخلصة إلى مدى كبير من اللغة الجمالية الثقيلة، فكانت سلاسة اللغة منسجمة مع المضمون غير المعقد. كون شخصيات الرواية مثقفة، فقد حفلت الرواية باللغة الثقافية، ومضامينها، بما فيها من حوارات أيديولوجية حول الطبقات، ونحسب أن زيادة جرعة ذلك قد يكون قد أثر سلبا على السرد الروائي. تشويق: من خلال الدائرة الأولى، وظهور جيلان صفحة 128 في ندوة ثقافية شارك فيها عربي، من خلال رحلته مع أوود إلى باريس، حيث يعود الماضي، فيتعرف على ما غاب عنه من مصير لها، حيث تتزوج وتنجب خارج وطنها، ليصاب زوجها بفيروس كورونا يقضي عليه، ليفتح مجالا للإمكان تحقق علاقة مع جيلان الحرة، لتختاره ربما، لا أن تمنح له سبية. والدائرة الثانية حين القبض عليه، بعد تسريب الجماعة صورته عقابا له على هروبه، ليعود الماضي، فتعاقبه الجماعة لأنه غدر بها وهرب. خلال ذلك يتمنى لو يستطيع زيارة الوطن لزيارة قبر أمه، وتقصي مصير والده المعتقل وخطيبته تيماء. وبالطبع لا تتم هذه الدائرة. في وصف لقاء الكاتب أمين معلوف صاحب «هويات قاتلة، واستحضار «الحي اللاتيني» لسهيل إدريس، يظهر رأي عربي في منح الغرب مجالا للإبداع، في إشارة إلى أن الخلاص والتحرر يمكن فقط خارج الوطن. بذكاء استحضرت الكاتبة رسائل حب السيدة فاتنة لوالد عربي صفحة 97، لربط الحالة الشعورية التي عاش فيها الوالد ما بين ما هو واقع، وما هو مرجو، كأن ذلك يربط الابن بوالده، حيث يرث تلك الازدواجية في النظرة للزوجة، التي يريدها على مقاس خاص، فلربما كلاهما، والأزواج العرب لم ينضجوا في النظرة للمرأة. أما عودة «الكردان» مرتبطا بجيلان التي أصلا كان قد أحبها ورغب بها، دون البوح لها، فهي إشارة إلى الكنز أولا وأخيرا هو الشعور الإنساني. صدرت الرواية عن دار الأهلية للنشر والتوزيع، 2024، ووقعت في 165 صفحة من القطع المتوسط. |