كتب- إسلام لطفي:

قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن مصر دولة لا تقبل الضغوط من أي طرف، وهذا الكلام بناءً من خلال المواقف المصرية التي بدأت منذ اندلاع الأحداث وحتى الآن، مضيفًا أن مصر دولة قوية وصلبة ورسالتها بشأن الأوضاع في غزة لاقت قبولًا وصدى، وأسهمت في تغيير مجريات الأحداث، حتى داخل إسرائيل؛ لشعور الرأي العام الإسرائيلي بأن نتنياهو دخل بهم إلى مستنقع غزة ولا يعرفون كيف يخرج منه.

جاء ذلك خلال حديثه مع الإعلامي جابر القرموطي، في برنامج "مانشيت"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي".

وقال رئيس "الأعلى للإعلام"، إن إيهود باراك كتب مقالًا في صحيفة إسرائيلية، أكد فيه أنه لو سمحنا بمنطق نتنياهو بالقضاء على "حماس" في غزة، سيأتي الدور على لبنان وسوريا وباقي دول المنطقة؛ مما يؤدي في النهاية إلى الإضرار بمصلحة إسرائيل في حروب بلا نهاية، ويجب أن تنتهي فترة حكم نتنياهو قبل أن تكون سياساته غير صالحة للإصلاح، وهناك حلف "غير مقدس" مكون من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية سيمو تريتش، يشعلون جنون الحرب، وهؤلاء مع نتنياهو سيؤدون إلى خسائر لا تتحملها إسرائيل وستغرق.

وتابع جبر: كذلك كتب "ناحوم بارنياع" كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه يجب على إسرائيل أن تسعى لوقف الحرب لأن التفوق الذي حققته على الرأي العام الدولي قد أخذ في النفاد.

وأضاف جبر أن البروفيسور "توم مهجار" في " هآرتس" كتب أن إسرائيل لن تستطيع أن تدمر "حماس"، والبديل هو مبادرة سياسية، وحان الوقت للاعتراف بأن تكون هناك دولة فسلطينية لأن القضاء على الشعب الفلسطيني مستحيل، بينما أكد جو بايدين الرئيس الأمريكي مؤخرًا أن حل الدولتَين يتمثل في وجود شعبين جنبًا إلى جنب بقدر متساوٍ من الحرية والكرامة؛ وهذا هو الطريق إلى السلام، ولكن تحقيق ذلك يتطلب التزامات من إسرائيل وفلسطين وأمريكا والشركاء الآخرين بمَن فيهم من مصر وقطر.

وتابع رئيس "الأعلى للإعلام" بأن نتنياهو دخل الحرب للقضاء على "حماس"، وأثبتت كل الشواهد أن الأمر مستحيل، نتنياهو دخل لتوسيع نطاق الحرب الإقليمية مع دول أخرى، وبعد 60 يومًا؛ اتضح أن توسيع الحرب سيأتي بخسائر على إسرائيل أولًا، في دعوات داخل إسرائيل لعزل نتنياهو وبن غفير وتريتش؛ لأنهم يورطون إسرائيل في مستنقعات غزة.

وأشار جبر إلى أن إسرائيل أكدت أن القضاء على "حماس"، أصبح مستحيلًا وأصبح البديل الآمن هو طرح مبادرة السلام، مضيفًا أن الولايات المتحدة أصبحت تتحدث عن السلام، ووزير الخارجية الأمريكي مواقفه ضعيفة وليست على مستوى ما يحدث؛ فهو ليس رجل سلام أو مبادرات كما كان كسينجر، كما أنه قال إنه يهودي؛ ولكن ليس معناه أن تبيح القتل والذبح، فأنتم تتباكون على ما حدث في 7 أكتوبر؛ ولكن الآن منظر الأطفال والنساء الفلسطينيين صعب، موضحًا أن ما ترتكبه إسرائيل في غزة هي جرائم حرب ويجب السعي لمحاكمتها أمام الجنائية الدولية.

وأوضح رئيس "الأعلى للإعلام" أن الاتصالات الدبلوماسية تلعب دورًا كبيرًا؛ مثل اللجنة المنبثقة عن القمة العربية، وكذلك تلعب مصر والسعودية وقطر والإمارات دورًا كبيرًا، وهنا علينا أن نتحد وأن تقدم كل دولة ما لديها، مضيفًا أن مصر أجهضت مؤامرة التهجير، وكذلك فمصر ومعها الدول الشركاء تتصدى لما يُسمى الحزام حول غزة.

ولفت جبر إلى أن هناك تصريحًا لجريدة إسرائيلية، قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي رغم أنه اقتحم شمال غزة؛ فإنه لم يستطع القضاء على الهياكل العسكرية، والجنوب ما زالت حماس والكثير من منظمات المقاومة موجودة.

وأوضح رئيس "الأعلى للإعلام" أنه يتمنى أن ننطلق من المبادرة التي قامت بها مصر في العلمين في يوليو الماضي، وهي المصالحة بين الحكومة الفلسطينية والفصائل، والتي كانت قد بدأت بالجلوس معًا خلال المبادرة وشكلوا لجنة للمصالحة وتم وضع القضايا العالقة بين الطرفين، مضيفًا أن تلك القضايا يمكن تجاوزها، وباسم الشهداء الفلسطينيين يجب الاتفاق، ولكن نتنياهو هو مَن يفسد كل محاولات الصلح بين "فتح" و"حماس"، والدليل أنه حين تشكيل حكومة وطنية فلسطينية كان لا يعترف بها بل ويتخذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية.

وأكد جبر أنه يوجه نداء إلى اللجنة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية، بضرورة الجمع بين الإخوة الفلسطينيين وأن تكون هناك مبادرة للعالم بأننا دعاة سلام؛ خصوصًا أن الأجواء مهيئة، والفضل في ذلك لدماء الضحايا والشهداء، مضيفًا أن الأمر يحتاج إلى النفس الطويل، وهناك فرصة تاريخية لننتهز الأجواء ونعيد ضخ الدماء في القضية من جديد.

وأشار رئيس "الأعلى للإعلام"، إلى أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ليس فيه ثغرة واحدة ومتوافق مع الأمن القومي المصري، وكذلك مع الدور المصري منذ الأربعينيات والتوجيهات المصرية نحو العروبة والأمن القومي العربي، مضيفًا أن أشد المعارضين لا يجد في الموقف المصري شيء واحد ينتقده، فهل ستنتقد المساعدات التي تقدمها مصر مع الدول الأخرى، للأشقاء في غزة، أم قوة الموقف المصري الذي أجهض مؤامرة التهجير؛ فلم يعد الآن في العالم أي شخص يتحدث عن التهجير.

وأضاف جبر أن الرأي العام العالمي أصبح يرى أن الخطر يحاصر إسرائيل، فإسرائيل حاصرت غزة؛ ولكن الأمر سينتهي بحصار إسرائيل، والرأي العام بما فيه الولايات المتحدة طلبوا تحديد وقف لنهاية الحرب في غزة، مضيفًا أن إسرائيل لم يستطع أن تصمد خلال حرب الاستنزاف.

وقال جبر إنه سيصدر قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار عاجلًا أو آجلًا رغم الفيتو الأمريكي؛ لأن الخسائر الإسرائيلية أصبحت كبيرة، وستستجيب إسرائيل رغمًا عن أنفها، وأما الولايات المتحدة الأمريكية ستصل عند نقطة فاصلة وعلاقتها بالدول وستبحث عن مصالحها مثلمها حدث في أوكرانيا، وبدأت توجه دفة المساعدات، مضيفًا أن الإسرائيليين أصبحوا يقولون إن نتنياهو سيفسد العلاقات بينها وبين مصر وغيرها من الدول التي بدأت التطبيع.

وأكد رئيس "الأعلى للإعلام" أنه منذ اللحظة الأولى الموقف المصري خطواته ثابتة والرأي العام العالمي تغير وفقًا لثوابت الموقف المصري، ولو كنا تهاونا من البداية فالموقف لن يكون مثلما هو حادث الآن، مضيفًا أنه ما زال هناك مليون فلسطيني في شمال غزة لم يبرحوا أماكنهم، كذلك في الجنوب يعيشون في الخيام، إلا أنهم سيرجعون إلى أرضهم، لأنهم مدركون تمامًا أنهم لا أرض لهم إلا أرض فلسطين وأن مأساة التهجير التي حدثت في عام 1948 لن تتكرر مرة أخرى، حتى إن قتلوا، وهذا الموقف البطولي الذي أدى إلى تغير الأمور كلها، مشيرًا إلى أن العالم قبل 7 أكتوبر يختلف عما بعده، فإسرائيل كانت لا تعترف بالسلام أو حل الدولتين ووصل الأمر لعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني.

وأضاف جبر أن العالم أجمع يطالب حاليًّا بحل الدولتين، ومصر هي أول من طرح ذلك الحل وحملت القضية طوال عمرها، ولولا ما قامت به مصر على مدار التاريخ لكانت القضية قد انتهت، والأمر يحتاج إلى النفس الطويل ولكن مع الاستعداد، لأنه حينما انتصرت مصر في قضية طابا، قام رئيس الوفد الإسرائيلي لتهنئة رئيس الوفد المصري وقال له حينها "أنهم يعرفون أن طابا مصرية ولكن قُلنا يمكن نأخذها منكم" فإسرائيل لا تترك شيئًا بسهولة ولقد رأينا المستوطنين حين انسحابهم من سيناء كانوا يبكون.

واختتم الكاتب الصحفي كرم جبر، حديثه قائلًا: "نحن تحدثنا عن ما نعمله من المخاطر والتحديات التي تواجه مصر؛ ولكن المؤكد لو عرفنا باقي التحديات لأن ليس كل ما يحدث يقال، الناس هتروح بالملايين لأن هذه المرة أنت ذاهب لانتخابات دولة وتدافع عن الأمن القومي المصري"، مضيفًا: "الرئيس القادم حمله ثقيل أوي، والله يكون في عونه وكل صوت له قيمة".

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس العالم للأندية الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى فانتازي سعر الفائدة الكاتب الصحفي كرم جبر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حماس طوفان الأقصى المزيد الأعلى للإعلام الموقف المصری الأمن القومی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مستقبل سياسي على المحك.. نتنياهو بين الضغوط الدولية والمحاكمات الداخلية

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة على الصعيدين الداخلي والدولي، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، في وقت ينتظره فيه موعد قضائي قريب يتعلق بقضايا فساد متراكمة.


مذكرة اعتقال دولية ومحاكمات فساد

هذه التطورات قد تُعيد رسم المشهد السياسي في إسرائيل، وتُلقي بظلالها على قرارات الحرب في غزة ولبنان، في ظل تحديات متعددة تهدد مستقبل نتنياهو السياسي.

قيود دولية تعزز العزلة

مع إصدار مذكرة الاعتقال الدولية، أصبح نتنياهو مقيدًا في تحركاته الخارجية، مما يُضعف موقفه الدولي ويُصعّب عليه الحفاظ على شبكة دعم قوية من حلفائه التقليديين.
ورغم ذلك، حظي نتنياهو بدعم واسع من الأحزاب الإسرائيلية الداخلية، التي ترى في مواجهة المذكرة الدولية فرصة لتوحيد الصف الداخلي على المدى القصير.

محاكمة فساد حاسمة

و من المنتظر أن يمثل نتنياهو أمام القضاء في 2 ديسمبر المقبل في قضايا فساد فشلت محاولاته السابقة لتأجيلها، مما يجعله في موقف حرج.

و يرى المحلل السياسي ميلر أن هذه المحاكمة قد تكون نقطة تحول في حياة نتنياهو السياسية، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة لتشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، ورغم ذلك، تعاني المعارضة الإسرائيلية من ضعف واضح يجعلها غير قادرة على استغلال هذه الأزمة لإضعاف نتنياهو بشكل حاسم.

الحرب في غزة ولبنان

تثير الأزمات القانونية والسياسية التي تحاصر نتنياهو تساؤلات حول تأثيرها على قراراته العسكرية. يرى محللون أن استمرار الحرب في غزة ولبنان قد يكون وسيلة لصرف الأنظار عن أزماته الشخصية.

وعلى الجانب الأخر، يواجه نتنياهو تحديًا يتمثل في الحاجة إلى تهدئة الجبهة اللبنانية لضمان التركيز على غزة، خاصة في ظل الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب.

هذا وتعكس قراراته الأخيرة، مثل تعيين وزير دفاع ضعيف نسبيًا كإسرائيل كاتس، محاولته تعزيز سيطرته على القرارات الأمنية، لكنه يدرك أن إطالة أمد الحرب ليست خيارًا دائمًا.

رهان على المتغيرات الدولية

يرى ميلر أن نتنياهو يواجه سيناريوهات غير مسبوقة، في ظل تزايد التحديات القانونية والسياسية، ويراهن على تغيرات دولية، مثل عودة ترامب للرئاسة الأميركية، لشراء الوقت وتحقيق مكاسب سياسية قد تساعده على تجاوز أزماته الحالية.

نهاية قريبة أم بداية جديدة؟

مع تصاعد الضغوط من الداخل والخارج، يقف نتنياهو عند مفترق طرق. فهل سيتمكن من تجاوز هذه الأزمات التي تهدد مستقبله السياسي، أم أنها ستنهي مسيرته الطويلة في عالم السياسة؟

الأيام القادمة قد تحمل إجابات حاسمة لمصير واحد من أكثر الشخصيات الإسرائيلية إثارةً للجدل.

مقالات مشابهة

  • الصدر يوعز بعد اجتماعه بالقائمين على مضيف آل الصدر في لبنان ببذل المزيد من الجهود خدمة للنازحين
  • ما بين الضغوط النفسية والشُبهة الجنائية.. رحل محمد رحيم
  • الصدر يفتح مضيف آل الصدر في طرابلس ويدعو الى توزيع وقود التدفئة على اللاجئين
  • مستقبل سياسي على المحك.. نتنياهو بين الضغوط الدولية والمحاكمات الداخلية
  • المفتي قبلان: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل
  • كتائب القسام تقصف مقر قيادة للاحتلال شمال غزة بقذائف عيار ثقيل
  • معرفش يسيطر على الفرامل.. اصطدام سيارة نقل ثقيل في البلدورات بالقليوبية
  • مشاهير توفوا في ظروف غامضة: ألغاز لم تُحَلّ حتى اليوم ( تقرير )
  • دراسة تكشف تأثير حبوب منع الحمل على حجم الدماغ
  • منظمة الطاقة الذرية: استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%