العاصمة البديلة بالسودان تتحوّل لمستعمرة للذباب.. ما القصة؟!
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تحولت مدينة بورتسودان "العاصمة السودانيّة البديلة" إلى مستعمرة لجيوش الذباب، إذ تعرّضت المدينة الساحلية لغزو غير مسبوق من الذباب والبعوض. ما جعل الحياة فيها حجيماً لا يُطاق.
فقد أضحت المدينة الساحلية بشرق السودان، تُواجه مخاطر تفشي الأوبئة والأمراض الفتّاكة الشديدة العدوى، في ظل انتشار الذباب بأعداد ضخمة، تشارك الآكلين في الأطباق والشاربين في الأكواب.
وانشغل السودانيون طيلة الأيام الماضية بتداول مشاهد تقشعر لها الأبدان عن حالات الفوضى وانتشار الذباب هناك.
فيديوهات توثق
كما وثّقت صورٌ ومقاطع مُصوّرة الأسواق التي تبيع الخبز والشاي مُغطّـاة بأسراب من الذباب.
بينما أمكن رؤية الناس في مقاطع الفيديو يطردون أسراباً بشكل مُتكرِّر دون جدوى.
حتى بات الجلوس أو تناول الأطعمة والمشروبات بالمدينة مهمةً عسيرةً للغاية أو شبه مستحيلة بعد أن تحوّلت إلى منطقة موبوءة بنواقل الأمراض.
أزمة مياه واكتظاظ
وتعاني بورتسودان تاريخياً من أزمة مُتجدِّدةٍ في توفر المياه الصالحة للشرب.
كما تُعاني مثل الغالبية العُظمى من المدن السودانية، من بنية تحتية صحية وبيئية مُهترئة وسيئة للغاية، وأنظمة صرف صحي مُتدهورة.
وقد تفاقمت وطأة الأزمة الصحية بالمدينة هذا العام بعد أن صارت إحدى الوجهات المُفضّلة للنازحين الفارين من ويلات الحرب الطاحنة في الخرطوم.
كما ازدادت المُعاناة مع الاكتظاظ السكاني وضيق الأماكن وتغيُّر المناخ من حيث معدلات الأمطار والرطوبة وقلة الاهتمام بالاشتراطات الصحية وحملات مُكافحة الذباب والبعوض.
مليون إصابة بالملاريا
على وقع تلك المُؤشِّرات، دقّ الأطباء بالسُّودان ناقوس الخطر. وأكّدت مصادر طبية لـ"العربية.نت" أنّ الكوليرا صارت تُنافس الرصاص في حصد أرواح السُّودانيين، وسجّلت المستشفيات ومراكز تلقي العلاج ما يزيد عن 5500 حالة إصابة بالكوليرا، بينها 161 حالة وفاة في تسع ولايات سُودانية، منها ولاية البحر الأحمر ومدينة بورتسودان بطبيعة الحال.
بدورها، حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السُّودان، من أنّ مُعدّلات الإصابة بمرض الملاريا في السُّودان اقتربت من مليون حالة بعد اندلاع الحرب بالبلاد. وأوضحت في بيان سابق أنّ الرقم المذكور يمثل "قمة جبل الجليد" بالولايات الواقعة خارج نطاق العمليات العسكرية، مشددة على أن المشهد يبدو أكثر قتامةً بمناطق النزاع المُسلّح بعد خروج الغالبية العُظمى من المؤسسات الصحية بشقيها العلاجية والوقائية، عن الخدمة وشُرِّدت كوادرها وتوقّفت رواتبهم لأكثر من سبعة أشهر.
كما أكّدت أنّ تقاعس السلطات الصحية الرسمية بالبلاد وتداعي الإجراءات الوقائية والتثقيف الصحي والانعدام شبه التام للأدوية وخروج المرافق الصحية عن الخدمة بمناطق النزاع المسلح وزيادة الضغط على النظام الصحي ببقية الولايات، تعطي كلها مؤشرات سالبة لتفشي الأمراض وتنذر بارتفاع معدلات الوفاة.
في المُقابل، قالت مصادر طبية لـ"العربية.نت"، إنّ الإحصائيات الرسمية لا تشمل كل الحالات لأسباب كثيرة، بينها علاج المرضى داخل المنازل لانعدام الثقة بالنظام الصحي المترنح الذي يعجز عن تقديم أي خدمة مجّانية، وأضافوا أنّ الأوضاع الصحية داخل مراكز إيواء المواطنين الفارين من جحيم الحرب ينذر بخطر ماحق في ظل شح المياه الصالحة للشرب وتدهور البيئة هناك.
إغلاق الأسواق
أما لدرء تداعيات الغزو الشرس، عالي الكثافة لجيوش الذباب والبعوض والحشرات الأخرى، فقد بدأت السلطات الرسمية هناك في مُحاولات عديدة لاستعادة السيطرة، حيث أغلقت السوق الرئيسية بالمدينة يوم السبت من كل أسبوع للتفرُّغ لأعمال النظافة وجمع النفايات، بالإضافة إلى استخدام رش المبيدات عبر الطائرات.
كما نُظِّمت حملات إعلامية مُكثّفة لمكافحة الذباب والبعوض وعُلِّقت الملصقات التي تشجع مواطني المدينة على الالتزام بالاشتراطات الصحية على أبواب المدينة، بما في ذلك أبواب المساجد ودُور العبادة.
يُذكر أنّ مدينة بورتسودان تقع على بُعد 675 كلم تقريبًا بالاتجاه الشرقي للعاصمة الخرطوم، وتعتبر ثاني أكبر المدن السُّودانيّة بعد الخرطوم، وتضم ميناء السُّودان الأول على ساحل البحر الأحمر، وتحوّلت إلى عاصمة بديلة بعد أن اتخذها قادة الجيش السُّوداني مقراً للحكومة بعد اندلاع الحرب بالسُّودان منتصف أبريل الماضي.
المصدر: الحدث.نت
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الذباب والبعوض
إقرأ أيضاً:
موسم العملات الرقمية البديلة 2025.. هل حان الوقت؟ إليك ما تحتاج معرفته
تحدث تقرير في موقع "كريبتوفالوتا" الأمريكي عن الترقب المستمر لموسم ارتفاع العملات الرقمية البديلة في 2025، التي لا تزال تعاني أمام عملة البيتكوين التي تحافظ على هيمنة مرتفعة عند 59.6 بالمئة، دون إشارات واضحة على تراجعها إلى أقل من 45%، وهو المستوى الذي عادة ما يشير إلى انتعاش العملات البديلة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إيثريوم والعملات الرقمية البديلة تواجه صعوبات أمام بيتكوين، وتوفر هيمنة العملات الأخرى مؤشرات حاسمة حول الاتجاه المستقبلي ففي مشهد العملات الرقمية، يُعد انتظار موسم ازدهار العملات البديلة أحد أكثر المواضيع نقاشًا، وهي الفترة التي تحقق فيها العملات الرقمية البديلة – أي جميع العملات الرقمية الأخرى غير بيتكوين – أداءً يفوق بشكل ملحوظ أداء بيتكوين نفسها. وقد حدث ذلك في الماضي، مما أدى إلى خلق توقعات كبيرة بشأن الدورة القادمة.
انتظار طويل لموسم ازدهار العملات البديلة
طال انتظار موسم ارتفاع العملات الرقمية البديلة حيث يواصل العديد من المحللين كل شهر التنبؤ بأنه "الشهر المناسب للانطلاق" أو أن "الموسم قادم قريب". باختصار، هذه التوقعات تتكرر منذ فترة طويلة في محاولة لاستعادة نفس الظروف التي شهدتها الأسواق في الدورات السابقة. لكن نظرًا لكون هذه الأحداث نادرة، فلا يوجد أي ضمان بأن تلك الظروف ستتكرر مجددًا.
بيتكوين هو البروتوكول الوحيد ذو القواعد والآليات المستقرة
في العالم الواسع للعملات الرقمية، لا يزال بيتكوين حتى اليوم العملة الرقمية الوحيدة التي تمتلك بروتوكولًا واضحًا وقواعد محددة، مع أحداث دورية يمكن التنبؤ بها مثل تقليص المكافأة الذي يحدث بانتظام منذ 15 عامًا.
وعلى النقيض من ذلك، فإن عالم العملات البديلة ليس كيانًا ثابتًا، بل هو في حالة تطور مستمر. هذا لا يعني أن التغييرات تحدث بين ليلة وضحاها، وإنما يمكن أن تظهر بروتوكولات جديدة وتغييرات جوهرية خلال أسابيع قليلة فقط، مما يجعل هذا القطاع أكثر ديناميكية وأقل استقرارًا من بيتكوين، وفق التقرير.
تراجع هيمنة بيتكوين: عامل أساسي يجب مراقبته
قد يبدو الأمر تكرارا ولكن العامل الأهم الذي يجب مراقبته في سوق العملات الرقمية يظل معدل هيمنة بيتكوين. فحاليًا، تستحوذ بيتكوين على الحصة الأكبر من إجمالي القيمة السوقيّة للعملات الرقمية بنسبة 59.60 بالمئة، مسجلةً ارتفاعًا مقارنة بالأسبوع الماضي.
وتاريخيًا، كان انخفاض هيمنة بيتكوين إلى أقل من 45% مؤشرًا على بداية ارتفاع قوي للعملات البديلة.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن هيمنة إيثريوم وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني/ يناير 2021، حيث تسجل حاليًا 10.99 بالمئة فقط، كما يظهر التحليل الفني لمؤشرات الهيمنة أن إيثريوم كسر مستوى الدعم عند 15بالمئة في أيلول/ سبتمبر، مما أدى إلى تسارع الهبوط.
وحاليًا، يُتوقع أن يصل إلى مستوى 10.35 بالمئة، ما يعكس ضعفًا مستمرًا في أداء العملة مقارنة بالعملات الرقمية الأخرى.
هيمنة العملات البديلة خارج العشرة الأوائل: وضع حرج
تشير البيانات الحالية إلى تراجع هيمنة العملات البديلة خارج قائمة العشرة الأوائل، حيث انخفضت إلى ما دون 10 بالمئة، مما يعكس ضعفًا في أداء هذه الفئة من الأصول الرقمية. ومن الناحية الفنية، تواجه الهيمنة وضعًا حساسًا، حيث تقترب من خط الاتجاه الديناميكي.
ومن المثير للاهتمام أن هذه العملات توقفت في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل الماضي عند مستوى 13.8 بالمئة، وهو مستوى مقاومة وفق تحليل فيبوناتشي، قبل أن تبدأ في التراجع مجددًا.
واستنادًا إلى هذا السيناريو، ومع التراجع المستمر في هيمنة إيثريوم والعملات البديلة الصغيرة، لا يبدو أن هناك موسمًا صاعدًا وشيكًا وفقًا للمعايير التقليدية التي شهدها السوق في الدورات السابقة، بحسب التقرير.
الهيمنة ليست كل شيء
وذكر التقرير، أنه على الرغم من أهمية تتبع هيمنة بيتكوين إلا أنها ليست العامل الوحيد في تحليل السوق، إذ تُظهر العديد من العملات البديلة أداءً قويًا مقارنة ببيتكوين بل وحتى إيثريوم. وتشير البيانات إلى أن سولانا، سوي، وكاردانو تحقق مكاسب واضحة مقابل بيتكوين، مما يعكس قوتها النسبية في ظل السوق الحالي.
وفي المقابل، يظهر الرسم البياني الأخير تراجعًا مستمرًا لنسبة نمو إيثريوم مقابل البيتكوين، مما يسلط الضوء على ضعف إيثريوم مقارنة ببعض العملات البديلة الأخرى. هذا يدل على أن بعض العملات البديلة بدأت التفوق على الأصول الرئيسية، وهو عامل يجب مراقبته عن كثب لتحديد الاتجاهات القادمة في السوق الرقمي.
ضعف إيثريوم أمام العملات الرقمية الأخرى
عند تحليل نسبة إيثريوم مقارنة بباقي أفضل 20 عملة رقمية، يتضح بشكل واضح ضعفه أمام المنافسين.
وتُظهر البيانات المرفقة مقارنات مع سولانا، كاردانو، بينانس كوين، وريبل، الأداء الضعيف لإيثريوم في مقابل هذه العملات. بل إن إيثريوم يعاني حتى أمام عملة بولكادوت، مما يبرز تراجع مكانته في السوق مقارنة بالعملات الرقمية الكبرى الأخرى.
تغير في التركيز خلال سنة 2025
أبرزت البيانات أهمية عدم التركيز المفرط على تحركات إيثريوم أو هيمنته. ومن المتوقع أنه خلال سنة 2025، قد يكون من الأكثر فائدة مراقبة هيمنة العملات البديلة الأخرى، أي جميع العملات الرقمية باستثناء العشرة الأوائل.
مؤشّر موسم العملات البديلة
يظهر مؤشر موسم العملات البديلة (ASI) الأداء النسبي للعملات البديلة مقارنةً ببيتكوين. عندما يتجاوز المؤشر 75، يُعتبر السوق في موسم العملات البديلة، أما إذا انخفض إلى أقل من 25، فيعني ذلك هيمنة بيتكوين، بينما تشير القيم بين 25 و75 إلى مرحلة محايدة. وحاليًا، يسجل المؤشر قيمة 45، مما يدل على وضع محايد. وبعد بلوغه ذروته عند أكثر من 75 في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تراجعت هيمنة العملات البديلة مما يشير إلى تباطؤ أدائها مقارنة ببيتكوين على مدار التسعين يومًا الماضية.